يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا صباح اليوم الجمعة بشأن الاعتراف الأحادي لترامب بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وذلك بناء على دعوة قدمتها ثمانٍ من الدول الأعضاء في المجلس، في وقت عبرت فيه العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية رفضها لهذا القرار الأمريكي الأحادي.
رفض أممي وإقليمي
لم تقتصر ردود الفعل تجاه قرار ترامب على الدول العربية والإسلامية فقط، بل امتدت للعالم أجمع، حيث ساد الإجماع بأن خطوة الرئيس الأمريكي هذه تهدد بتقويض الآمال المتواضعة في استئناف محادثات السلام، وتأجج الأوضاع في المنطقة، وتوالت مواقف التنديد في العالم، عدا الكيان الإسرائيلي الذي انفرد بالترحيب.
الأمم المتحدة
في هذا الشأن، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، للصحفيين: “نعتبر دائمًا القدس مسألة من مسائل الوضع النهائي التي يجب أن تُحل خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
مجلس الأمن الدولي
واعتبر أنطونيو غوتيريش أن قرار ترامب يهدد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدًا في تصريح له أن القدس إحدى الملفات في مفاوضات الوضع النهائي، وأكد غوتيريش أنه لا بديل عن حل الدولتين واعتبار القدس عاصمة لكل من “إسرائيل” وفلسطين.
الاتحاد الأوروبي
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ بشأن قرار ترامب وتداعياته المحتملة على فرص السلام، ودعا الاتحاد إلى “استئناف عملية سلام هادفة في اتجاه حل الدولتين”، وقال: “طريق لا بد من التوصل إليه، عبر المفاوضات، لحل وضع مدينة القدس كعاصمة مستقبلية لكلا الدولتين، حتى يمكن تحقيق تطلعات كلا الطرفين”.
وأكدت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن الإعلان الأمريكي يعيد الأمور إلى الوراء وينطوي على آثار مقلقة، واعتبرت موغيريني أن الإعلان الأمريكي يضعف الدور الأمريكي ويضيف مزيدًا من الغموض بدل الوضوح.
الاتحاد الأوروبي يشدّد على رفض القرار
وعبرت عن خشيتها من إمكانية تدهور الأوضاع بخصوص الأماكن المقدسة في مدينة القدس، ورأت أنه “تعين تجنب التصعيد والامتناع عن أي عمل يؤجج التوتر، والركون إلى الحكمة والاستماع للأصوات الداعية للسلام”، وفق تعبيرها.
الفاتيكان
بدوره قال البابا فرانسيس: “لا يمكنني إخفاء مخاوفي البالغة بشأن الوضع الذي لاح في الأيام الأخيرة، وفي الوقت ذاته، أناشد بقوة الجميع احترام الوضع الراهن للمدينة بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.
الفاتيكان
في غضون ذلك، أعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية في بيان، عن قلقها البالغ من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدة أنها تقف في صف الجهود الرامية إلى دفع عجلة السلام، وتدعو إلى السير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذي يتوافق مع الحق التاريخي والقانوني لمدينة القدس، والوصول لحل عادل وسلام شامل.
رفض أوروبي
فرنسا
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” بالمؤسف، معتبرًا هذا القرار “أحادي الجانب”، داعيًا كل الأطراف بضرورة الابتعاد عن العنف والالتزام بحل الدولتين وأن تكون القدس عاصمة مشتركة.
بريطانيا
أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الأربعاء في بيان أن المملكة المتحدة لا توافق على قرار ترامب قبل التوصل إلى اتفاق نهائي، معتبرة أن هذا القرار “لا يساعد بشيء” في التوصل إلى السلام في المنطقة، وأكدت أن بريطانيا تعتبر القدس الشرقية جزءًا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن السفارة البريطانية في “إسرائيل” ستبقى في تل أبيب.
ألمانيا
أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن حكومتها لا تدعم قرار ترامب، لأن وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في إطار حل الدولتين”، فيما أعرب وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل عن خشيته من أن يؤدي قرار ترامب إلى “تصعيد جديد في النزاع بين “إسرائيل” والفلسطينيين”، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أن هذا القرار يُحتمل أن “يصب الزيت على النار”.
رفض روسي كندي
روسيا
من جهتها، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي قرار ترامب بأنه خرق لكل المعاهدات الهشة أصلاً لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ويمكن أن يؤدي إلى تفجير الوضع في منطقة النزاع، وقال سلوتسكي إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يتضمن تجاهلاً فعليًا لرأي الفلسطينيين والمجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة.
كندا
كندا من جهتها أكدت أنها لا تعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وأنها لن تنقل سفارتها في الكيان إلى القدس وستبقي عليها في تل أبيب، وقال المتحدث باسم الخارجية الكندية آدم أوستن في بيان صحفي، إن موقف بلاده من القدس لم يتغير ووضع القدس لا يمكن حله إلا كجزء من تسوية عامة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأضاف المتحدث ذاته “إننا ملتزمون بشدة بهدف السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل”.
ثلاث دول تنضم إلى أمريكا
في مقابل هذا الرفض الدولي الكبير، لقرار ترامب الأخير، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن وزارة الخارجية التشيكية أعلنت أنها تعترف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” بحسب حدود 1967، وجاء في بيان الخارجية، أن “تشيكيا ترى القدس عاصمة في المستقبل للدولتين – “إسرائيل” ودولة فلسطين -“.
إلى جانب ذلك، قالت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة بللغة العبرية، أمس، إن رئيس الفلبين رودريغو دوتيرتي أبرق برسالة إلى “إسرائيل” يعلن فيها أن بلاده عازمة على نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، كما يتوقع أن تعلن المجر نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس تماشيًا مع القرار الأمريكي.