الصورة: السيناتور دايان فينستاين مديرة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي والمسؤولة عن التحقيق
ظهر للعلن نزاع مرير بين وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) ولجنة المخابرات في مجلس الشيوخ التي تشرف عليها بعد ان اتهمت رئيسة اللجنة الوكالة بالتجسس على الكونجرس في خرق فادح للقانون.
وقالت عضوة المجلس الديمقراطية دايان فينستاين ان سي آي إيه فتشت أجهزة كمبيوتر يستخدمها موظفو اللجنة الذين قاموا بفحص وثائق خاصة بالوكالة خلال مراجعة العمليات التي قامت بها لمكافحة الارهاب واستخدامها اساليب استجواب خشنة مثل “محاكاة الغرق”.
وأدانت فينستاين أمام مجلس الشيوخ أمس الثلاثاء كيفية تعامل الوكالة مع تحقيقات اللجنة بشأن برنامج الاحتجاز والاستجواب الذي بدأ خلال فترة جورج بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وأدان مدافعون عن حقوق الانسان أساليب الاستجواب وقالوا إنها تصل إلى حد التعذيب.
وقالت فينستاين “لدي بواعث قلق عميق من أن تفتيش السي.آي.إيه (لأجهزة كمبيوتر اللجنة) انتهك أيضا مباديء الفصل بين السلطات الذي نص عليه الدستور.”
ونفى مدير السي.آي.إيه جون برينان اتهامات فينستاين. وأظهر ذلك إلى العلن نزاعا مشتعلا منذ أشهر بين لجنة المخابرات والوكالة عطل أعمال لجنة مجلس الشيوخ.
جون برينان رئيس الاستخبارات الأمريكية
ووقع تحقيق اللجنة في 6000 صفحة مازالت سرية للغاية وكان القصد منه توثيق ماقامت به الوكالة وتقييم فاعلية وسائلها. وبحسب الغارديان فإن التقرير اعتبر وسائل التحقيق التي تستخدمها سي آي إيه مع معتقليها “مخالفة للقيم الأمريكية ووحشية”.
وبخصوص نتائج التحقيق فقد قالت مصادر مطلعة لرويترز أنه أدان وسائل الاستجواب الخشنة للسي.آي.إيه وشكك فيما اذا كانت حصلت من خلالها على معلومات مخابراتية مهمة. وردت السي.آي.إيه على التحقيق بتقديم توبيخ للجنة المخابرات مازال سريا أيضا.
وكانت إدارة الرقابة الداخلية في السي أي أيه قد كُلِفت بتقرير ما إذا كانت الوكالة قد تمكنت من الدخول على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأعضاء مجلس الشيوخ، في حين كلفت لجنة الاستخبارات بالمجلس بالتحقيق في الانتهاكات المحتملة للوكالة في الوقت المرتبط بهذه المزاعم.
في حين وصف رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ التقارير حول تلك الانتهاكات في حال كونها صحيحة، بأنها ” مسألة في غاية الخطورة”.
وخلال رئاسة أوباما كان برينان الجسر بين أجهزة الاستخبارات والبيت الأبيض، ولكنه لم يكن جزءا من الدائرة الداخلية للرئيس خلال الحملة الانتخابية عام 2008 وبدأ أوباما يتلقى إحاطات من برينان، وهو يستعد للرئاسة بعد انتخابات 2008.
وقال البيت الأبيض على لسان المتحدث باسمه جاي جارني أمس الثلاثاء أن الرئيس لديه ثقة كاملة في وكالة الاستخبارات المركزية ومديرها.
ويقول العاملون في الكونجرس ومسؤولون في الاستخبارات السياسية الخارجية أن العلاقات بين المخابرات المركزية والمشرفين عليها في مجلس الشيوخ لم تكن بهذا السوء منذ عقود حسب موقع ديلي بيست الأمريكي.