كتب إريك شميت،ديفيد كيركباتريك
أعادت جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية التأكيد على أن المشتري الحقيقي لأغلى لوحة فنية في تاريخ البشرية هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي دفع 450 مليون دولار مقابل الحصول عليها، فيما جاء إعادة التأكيد من قبل الصحيفة الأمريكية في أعقاب أنباء متتالية بثتها السعودية والإمارات حاولت الإيحاء بعدم صحة هذه الأخبار.
وكانت لوحة “سالفاتور موندي” (المخلص) والتي تتضمن رموزاً مسيحية قد بيعت منتصف الشهر الماضي بسعر قياسي بلغ 450 مليون دولار، لتكشف جريدة “نيويورك تايمز” أن الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود هو المشتري لها، وفي اليوم التالي أكدت جريدة “وول ستريت جورنال” أن الأمير بدر لم يكن سوى وكيل للأمير محمد بن سلمان الذي هو المشتري الحقيقي لهذه اللوحة بهذا المبلغ الفلكي.
الصحيفة طلبت تصريحاً من الأمير بدر الذي لم يتجاوب ولم يدلِ بأي معلومات
ولاحقاً لهذه المعلومات قال متحف اللوفر/ أبو ظبي إن اللوحة ستُعرض فيه وإن سلطات الامارات هي المشتري الحقيقي لها، وهو ما فهمه الكثير من المحللين على أنه محاولة للتغطية على فضيحة دفع مبلغ يقترب من نصف مليار دولار مقابل لوحة فنية في الوقت الذي يقوم فيه ابن سلمان بحملة تستهدف “الفساد” ويقوم أيضاً بتجريد عائلته من “الثروة والقوة” معاً.
وبحسب تقرير جديد لــ”نيويورك تايمز” اطلعت عليه “عربي21” فإن “مسؤولين أمريكيين مطلعين على تقارير استخبارية ومسؤولين عرب مطلعين على تفاصيل صفقة شراء اللوحة أكدوا مرة أخرى يوم الجمعة أن محمد بن سلمان هو المشتري الحقيقي للوحة، وذلك لاحقاً لإعلان الإمارات أن اللوحة ستؤول إليها.
وتقول الصحيفة إن الكشف عن شراء ابن سلمان للوحة يأتي في وقت غير ملائم لأنه اشترى اللوحة بهذا المبلغ الضخم في الوقت الذي يشن فيه حملة غير مسبوقة على الفساد في البلاد طالت أمراء وأثرياء، وتم اعتقال العشرات من أفراد الأسرة السعودية الحاكمة وتجميد أصولهم المالية، كما أن الحملة طالت أيضاً المئات من رجال الأعمال والمستثمرين.
وبعد إعادة التأكيد على صحة ما نشرته سابقاً، استعرضت “نيويورك تايمز” تفاصيل المحاولات التي قامت بها السفارة السعودية في واشنطن لإقناع الصحيفة بعدم النشر أو على الأقل تأجيل النشر، حيث أشارت إلى أنها -أي الصحيفة- اطلعت أولاً على وثائق تثبت أن أميراً سعودياً هو الذي اشترى اللوحة وأنه الأمير بدر، فما كان من الصحيفة إلا أن طلبت تصريحاً من الأمير بدر الذي لم يتجاوب ولم يدلِ بأي معلومات.
لم يتضح بعد الأسباب التي دفعت بالأمير بدر والسفارة السعودية ومتحف اللوفر أبو ظبي إلى الانتظار إلى يوم الجمعة، حتى يؤكدوا أن الأمير بدر، كان وكيلا بالنيابة عن المتحف وليس ولي العهد، محمد بن سلمان؟
وتقول “نيويورك تايمز” إن ثلاث شخصيات طلبوا منها تأجيل النشر الى حين الحصول على رد من الأمير بدر، إلا أن المفاجأة كانت مساء الأربعاء الماضي عندما فوجئت “نيويورك تايمز” بأن متحف اللوفر في أبو ظبي يُعلن أنه اشترى اللوحة على الرغم من عدم نفي السفارة السعودية لصلة الأمير بشرائها، وهو ما فهمته الصحيفة على الفور أنه محاولة للتغطية على الصفقة فقررت نشر المعلومات التي لديها فوراً.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن المتحف لم يوضح في ذلك الحين ما إذا كان قد حصل على اللوحة كهدية أم قرض أم إيجار، ورفض المتحف أيضاً الرد على أسئلة “نيويورك تايمز” أو إعطاء أي توضيحات بشأن اللوحة.
واختتمت نيويورك تايمز تقريرها الأخير بالتساؤل: “لم يتضح بعد الأسباب التي دفعت بالأمير بدر والسفارة السعودية ومتحف اللوفر أبو ظبي إلى الانتظار إلى يوم الجمعة، حتى يؤكدوا أن الأمير بدر، كان وكيلا بالنيابة عن المتحف وليس ولي العهد، محمد بن سلمان؟!”.
وكانت جريدة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أكدت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي اشترى لوحة “سلفاتور موندي” أو “مخلص العالم” بمبلغ 450 مليون دولار عبر وسيط وهو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، وقالت الصحيفة إنها حصلت على هذه المعلومة من مصدر استخباري أمريكي ومصدر رفيع مطلع على “عالم الفن” السعودي.
ترجمة وتحرير: عربي21
المصدر: نيويورك تايمز