لا تزال المعارك دائرة بين تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وهيئة تحرير الشام في ريف حماة الشرقي، إذ يشن التنظيم هجومًا واسعًا على مواقع تحرير الشام، وقد تمكن في الأيام الأخيرة من التقدم والسيطرة على عدد من القرى، كما أنه كبد هيئة تحرير الشام خسائر في الأرواح من خلال الكمائن التي نصبها لمقاتلي الهيئة.
عن تفاصيل ما يجري في الريف الحموي من معارك بين التنظيم وتحرير الشام تحدث الناشط خالد الحموي لـ”نون بوست” قائلاً: “يشن التنظيم هجمات كبيرة ومتلاحقة على مواقع هيئة تحرير الشام، فقد تمكن من السيطرة على قرى أبو عجوة وعنبز وأبو هلال وأبو حية وقرية رسم الأحمر وهذه القرى تقع في الريف الشرقي لحماة”.
ويضيف الناشط في حديثه “كما تمكن التنظيم اليوم من السيطرة على قرى جديدة وهي حوايس ابن هديب وحوايس أم جرن، مقتربًا بذلك من الحدود الإدارية لريف إدلب، ويهدف التنظيم للوصول إلى ريف إدلب الشرقي وريف حماة حيث مورك التي كان له فيها اتباع مع جند الأقصى سابقًا”.
يقول القيادي المقرب من الجهاديين أبو حمزة الشامي: تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يرى أن هيئة تحرير الشام مرتدة والنظام كافر وفي أدبيات التنظيم قتل المرتد أولى من قتال الكافر، لذا يقاتل التنظيم تحرير الشام ويترك النظام في تلك المنطقة
مؤكدًا أن تنظيم الدولة يعتمد في هجماته هذه على المفخخات والانغماسين “فالتنظيم يعتمد في هجماته على خلاياه النائمة في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، فقد قامت تلك الخلايا بإيصال السلاح والذخيرة للتنظيم كما قامت بتنفيذ كمائن لهيئة تحرير الشام”.
موضحًا أن تنظيم الدولة سيشن في الأيام القادمة عملية كبيرة ضد تحرير الشام بغية الوصول إلى مناطق في الريف الإدلبي، وقد جاءته إمدادت من ناحية الشرق عبر الصحراء السورية.
ويقول الناشط: “استطاع تنظيم الدولة أن يربك حسابات هيئة تحرير الشام، فقد تمكن من نصب كمائن أودى أحدها بمقتل 36 عنصرًا من تحرير الشام أغلبهم من قطاع حلب منهم القائد العسكري بلال الصنعاني”.
من جهته يقول القائد العسكري في هيئة تحرير الشام أبو بلال الحمصي: “تنظيم الدولة يريد الوصول لمناطقنا مستقلاً ما نقوم به من صد لهجمات النظام في ريفي حماة وحلب الجنوبي، كما أنه يعبر من مناطق النظام باتجاهنا لأن وجود تنظيم الدولة في إدلب فيه مصلحة للنظام ليتخذ من تنظيم الدولة ذريعة”.
ويقول القيادي في حديث لـ”نون بوست”: “هيئة تحرير الشام تخوض معارك في وقت واحد ضد تنظيم الدولة والنظام، ولن تتوقف عن ذلك فالخطر واحد”.
من جهته يقول القيادي المقرب من الجهاديين أبو حمزة الشامي: “تنظيم الدولة يرى أن هيئة تحرير الشام مرتدة والنظام كافر، وفي أدبيات التنظيم قتل المرتد أولى من قتال الكافر، لذا يقاتل التنظيم تحرير الشام ويترك النظام في تلك المنطقة، كما أن تحرير الشام تدرك الخطر الذي يمثله التنظيم ضدها عسكريًا وشرعيًا”.
بقية فصائل المعارضة لم تدخل الحرب ضد التنظيم في تلك المنطقة
ويضيف القيادي في حديث لـ”نون بوست”: “النظام يراهن على هذه الحرب بين الطرفين، فهو يستفيد منها من عدة أمور من قبيل إشغال تحرير الشام ليتمكن من تحقيق أهداف حملته العسكرية بالسيطرة على ريف حماة الشرقي وريف حلب الجنوبي والوصول لمطار أبي الظهور العسكري، والأمر الآخر الذي يكسبه النظام من خلال المواجهة بين تحرير الشام وتنظيم الدولة هو تشتيت الفصائل وضربها بالتنظيم، كما أنه يريد أن يقترب التنظيم من المناطق التي توجد بها القوات التركية لكي يخلط الأوراق، والموضوع الثالث هو إحداث خلل أمني في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل وذلك لأن تنظيم الدولة يقاتل جميع تلك الفصائل”.
ويستبعد القيادي حدوث مهادنة بين التنظيم وتحرير الشام لأن كلا الطرفين يقف من الآخر موقف فكري لا يسمح له بالمهادنة معه لا سيما التنظيم الذي لا يجيز المهادنة مع المرتد وفق رؤيته، وجرت محاولات من بعض وجهاء العشائر في تلك المنطقة لعقد ما سمي بالموادعة لكن تلك الجهود باءت بالفشل.
موضحًا أن بقية فصائل المعارضة لم تدخل الحرب ضد التنظيم في تلك المنطقة لأنها تعتبر تلك المنطقة تابعة لتحرير الشام وهي تريد حدوث تلك المواجهات لموقفها الفكري والفصائلي من الطرفين، كما أن تلك الفصائل تعتبر الطرفين منهجًا فكريًا واحدًا، وإن كانت لا تساوي بين التنظيم وتحرير الشام في المعاملة”.