شنت طائرات حربية (إسرائيلية) من طراز F16 مساء الأربعاء سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية في كافة محافظات قطاع غزة.
واستهدف قصف (إسرائيلي) بـ 5 صواريخ على الأقل موقعاً للمقاومة شمال غرب خانيونس، فيما استهدف قصف ثان موقعاً آخراً بالمحافظة الوسطى، كما قصفت موقعاً في رفح جنوب القطاع.
وجدد الطيران الحربي (الإسرائيلي) قصفه لمدينة خانيونس بشن غارة جديدة على موقع للمقاومة الفلسطينية في المحافظة، كما استهدفت أرضاً فارغة في منطقة أم النصر شرق محافظة رفح.
ونفت وزارة الصحة وصول أي إصابات جراء سلسلة الغارات التي شنها الاحتلال مساء اليوم إلى مستشفياتها المنتشرة في كافة محافظات قطاع غزة .
وأكد الناطق باسم الوزارة د. أشرف القدرة جاهزية الطواقم الطبية والاسعافية للتعامل مع أي تطورات ميدانية في كافة محافظات القطاع. وأهاب بجميع المواطنين في قطاع غزة أخذ اقصى درجات الحيطة والحذر.
ونددت قوى وفصائل فلسطينية بالتصعيد (الإسرائيلي) على غزة، محملة الاحتلال المسئولية الكاملة عن عدوانه ضد الشعب الفلسطيني.
وقال اسماعيل الأشقر النائب في المجلس التشريعي عن حركة “حماس” : “الاحتلال لا يخيفنا بتهديداته والمقاومة كلها في خندق واحد .. من يستهدف فصيل فإنه يستهدف المقاومة بأسرها”.
بينما حملت حركة “حماس” الاحتلال المسئولية الكاملة عن موجة التصعيد بسبب جرائمه المتواصلة بحق أبناء شعبنا.
فيما دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرئيس محمود عباس لمغادرة نهج التفاوض مع “إسرائيل” فوراً رداً على العدوان المستمر على غزة.
في حين، استهجنت وزارة الداخلية في غزة موقف وزارة الخارجية الامريكية الذي برر فيه الحق لـ “إسرائيل” بالدفاع عن نفسها من خلال استهداف المدنيين الفلسطينيين.
وجاءت الغارات (الإسرائيلية) المكثفة على غزة بعد قصف سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المستوطنات والبلدات الإسرائيلية في غلاف غزة بأكثر من مائة صاروخ دفعة واحدة.
وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي د. رمضان شلح إن “المقاومة وقعت على اتفاق وقف إطلاق نار وليس على استسلام”، متوعداً بأن تُظهر المقاومة قدراتها الصاروخية في وجه “إسرائيل”.
ورأى محللون في الشأن الأمني والإسرائيلي ومراقبون فلسطينيون أن التصعيد “الإسرائيلي” ضد غزة يحمل أكثر من رسالة.
وأوضح حسام الدجني الكاتب والباحث في الشئون الأمنية أن الرسالة التي أرادت المقاومة إيصالها في الرد على العدوان رسالة مشروعة حسب كل الأعراف والمواثيق الدولية.
وأضاف : ” نقرأ رغبة الاحتلال في العودة للتهدئة ونحن أمام أحد السيناريوهات إما تصعيد أو تهدئة”.
أما المحلل السياسي د. هاني البسوس فأشار إلى أن صمت المقاومة خلال الفترة الماضية كان بمثابة محاولة لتجنيب غزة ويلات أي عدوان أو حماقة صهيونية جديدة.
وشاركه الرأي الكاتب الصحفي فايز أبو شمالة بقوله “أي عدوان على غزة سيُغير المزاج العربي بسائره وسيجذبه تجاه صنع مستقبل الأمة القادم”، على حد قوله.
ولفت إلى أن الاعلام المصري الذي يهاجم المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حركة “حماس” سيخسر سياسته عندما تهاجم “إسرائيل” غزة وسيهتف الشعب المصري بأجمعه لفلسطين.
وتابع : ” الاحتلال يتفاجئ لأول مرة من رد المقاومة ولن يجرؤ بشن حرب موسعة والاحتلال ليس صاحب قرار بالمنطقة”.
وأعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال أن سلاح الجو الإسرائيلي أغار الليلة على (29) هدف في قطاع غزة رداً على رشقات الصواريخ التي سقطت في وقت سابق اليوم على مستوطنات غلاف غزة.
وأشار الناطق الإسرائيلي إلى أن جميع الطائرات عادت إلى قواعدها بسلام، مؤكداً أن “الجيش الإسرائيلي لن يحتمل أي محاولة للمس بمواطني دولة إسرائيل، وسيواصل العمل بصرامة وبقوة ضد أي جهة تمارس الإرهاب”. على حد تعبيره.
وحمّل الناطق الإسرائيلي حركة حماس مسئولية ما يجري في غزة، مؤكداً أنها هي “العنوان هناك وعليها تحمل المسئولية”، ومنوهاً أن الجيش جاهز ومستعد للدفاع عن “مواطني إسرائيلي”. كما قال.
وإزاء سياسة التصعيد والرد المتبادل بين “إسرائيل” وفصائل المقاومة في غزة، أطلق عدد من قادة الحكومة والجيش في “إسرائيل” جملة تهديدات مختلفة ضد القطاع.
وهدد رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نتنياهو بالرد بقوة على الصواريخ التي أطلقتها سرايا القدس من قطاع غزة.
وقال نتنياهو “سوف نرد عليهم بقوة ونستمر في عملنا، صحيح شهد العام الأخير انخفاضا كبيرا في عمليات اطلاق الصواريخ ويعتبر هو الأقل منذ عشر سنوات”، حسب تعبيره.
بينما قال وزير الحرب “الإسرائيلي” موشيه يعلون “عندما لا يوجد هدوء جنوب اسرائيل فلن يكون ايضا هدوء في قطاع غزة الهدوء” مهددا “بجعل مقاتلي الجهاد الاسلامي يندمون على ما قاموا به وحمل حركة حماس مسؤولية اطلاق الصواريخ.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي “أفغيدور ليبرمان” فقال تصريحات للقناة العبرية الثانية إنه “لا مفر من عملية برية واسعة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل على أن لا تكون على غرار عملية “الرصاص المصبوب” و”عامود السحاب”.
محمود مرداوي المختص في الشأن الصهيوني عدَّ تهديدات القادة “الإسرائيليين” بضرب غزة واجتياحها برياً مجرد “دعاية وفقاعات إعلامية”.
وقال مرداوي : “الاحتلال لن يجرؤ على شن عدوان موسع بغزة وسيبقى رد الفعل محدوداً ورسالته أي تغيير في المواجهة سيرد عليه”.
وفي ضوء المشهد السابق باتت غزة تحت النار في ظل اشتداد وطأة الحصار المطبق المفروض على القطاع الساحلي للعام الثامن على التوالي مما يزيد من معاناة أكثر من مليون وثمانمائة ألف فلسطيني يقطنون غزة.