الأموال دائمًا ما تكون عائقًا كبيرًا أمام زيارتك لمكان جديد، لذلك قد تبدأ بالاتجاه ناحية ما يسمونه “السياحة الاقتصادية” أو “الرخيصة”، قد تجد بعض البلاد التي تستحق هذا، لكن ليست كل الأماكن الرخيصة تستحق الزيارة.
أنت الآن لا تستطيع زيارة “أوروبا” بسبب الأسعار المرتفعة، بطريقة بسيطة سوف تختار السفر إلى “جورجيا”، من ناحية ستكون بالفعل زُرت “أوروبا”، لكن من الناحية الأخرى ستكون مثل الشخص الذي أنفق أموالًا من أجل الذهاب إلى “الريف”.
إذا كنت من محبي المناظر الطبيعية، هنيئًا لك، جورجيا ستكون واجهة محببة إلى قلبك، لكنها ليست حقًا “أوروبا”، والآن تعرف أهم الأسباب التي ستدفعك إلى تعديل مسار رحلتك القادمة:
1- الوقت
عليك أن تعلم جيدًا “جورجيا ليست أوروبا”، الأمر مختلف قليلًا حين يتعلق “بالوقت”، فالخدمة هُناك تحتاج إلى تطوير كبير، الجداول الزمنية ليست دقيقة، فإذا كنت تهرب من دولتك العربية بسبب سوء تنظيم الوقت، أهلًا بك! لم يتغير الأمر كثيرًا، سوف تنتظر الحافلات والقطارات والطعام وكل شيء، بالطبع هناك أشياء تُعوض هذا الانتظار مثل الود “الزائف” الخاص بأهل البلد، لذلك عليك أن تتمتع بالكثير من الهدوء.
2- وجبة الإفطار
إذا حجزت حجرة في فندق صغير، فلا تتوقع أن وجبة الإفطار مثل الإفطار الغربي، بل ستكون وجبة من الوجبات المحلية التي على الأرجح لن تحبها، إلا إذا كنت بالطبع من محبي تجربة الأشياء الجديدة، رُبما تُعجب بالطعام، ورُبما لا!
على كل حال إذا كنت تخشى المغامرة، فقط احجز في أحد الفنادق ذات الخمس نجوم، أو لا تتناول الطعام في فندقك الصغير، اخرج للبحث عن مطعم يقدم فطورًا تألفه.
3- المعاملة العنصرية للعرب خصوصًا
منذ فترة بدأت الحكومة في جورجيا تغيير سياستها تجاه “المهاجرين العرب”، والعمل على تطبيق قواعد صارمة، فالذين حاولوا السفر إلى جورجيا بهدف الهجرة، لم ينجح الكثير منهم في الإقامة هُناك، خصوصًا أن الدولة بدأت ترفض تجديد الإقامات هُناك، لذلك قد يكون غير مرحب بك هُناك، على الأقل أنت غير مرحب بإقامتك على المدى الطويل.
هل قمت بزيارتها من قبل ولم تلاحظ هذا؟ يا لحظك! عليك البقاء بها فترة أطول كي ترى هذا بوضوح.
ما زلت غير مهتم بما أقوله؟ وترغب حقًا بزيارتها؟ حسنًا، ربما عليّ مساعدتك قليلًا، وأذكر لك بعض الأشياء التي قد تجعلها رحلة موفقة.
1- الطبيعة في جورجيا
الطبيعة في جورجيا لا توصف، هي جميلة حقًا، مليئة بالوديان والأنهار والألوان الخضراء، كما أن نسبة التلوث بها ليست مرتفعة.
إنها البلدة المثالية لمحبي الاستكشافات والرحلات الهادئة، ستجدها قطعة من “الريف الأوروبي”، لكن هذا لن يمنعك من الشعور بحضارة بعض المدن مثل العاصمة “تبليسي” أو مدينة “باتومي”.
2- لن تجد كل ما تحتاج إليه هناك، لكنك بكل تأكيد ستجد شيئًا تُحبه
حتى إذا كانت مجرد قطعة من الريف الأوروبي، ستجد “جورجيا” بلدًا متنوعًا جدًا، إذا كنت تُحب الصخب والموسيقى والرقص، سترى بعض الأماكن التي تقدم لك هذا في العاصمة، إذا كنت من محبي المتاحف ستجد العديد من القلاع والكنائس، لن تجد سوى مسجد واحد على كل حال، لكنها بلدة متنوعة بحق، إذا رغبت بالسير فقط، فهناك العديد من الوديان والجبال والمناظر التي تُريح الأعصاب.
تريد ركوب الخيل؟ الصيد؟ صدقني ستجد شيئًا واحدًا تحبه على الأقل هناك.
3- سكَّان جورجيا والود الزائف
تقضية الوقت في “تبليسي” ستكون واحدة من أكثر التجارب الإنسانية العظيمة التي قد تفعلها في حياتك، حتى إن كان سكان جورجيا يتصرفون ببعض الود تجاه السائحين الذي قد تراه زائفًا بعض الشيء، إلا أن هذا لن يمنعهم من إظهار احترامهم، ستجد أهل البلد يحبون بعضهم البعض، وقد يشملك شيء من هذه المحبة إلى جوار الاحترام، كما أنهم سيضحكون، على كل حال لا تهتم كثيرًا للناس هناك، فقط حاول الاستمتاع بوقتك.
4- أسواق محلية صغيرة
الأسواق المحلية الصغيرة في جورجيا لا تختلف كثيرًا عن أسواقنا العربية، مليئة بالخضراوات والفاكهة والمخبوزات والأكلات التقليدية، كما أنه كالعادة عليك المجادلة في “السعر” حينما لا تجد ورقة مُعلقة تُخبرك به.
إذا كنت من محبي الفاكهة أو الخضراوات فهي فرصة ثمينة لك كي تُجرب شراء بعض منها، أو إذا كنت ترغب بطهي وجبة لنفسك أو رُبما قد ترغب بشراء بعض الأشياء الرخيصة لعائلتك وأصدقائك، وهذا ما أضمنه لك “التكلفة القليلة”.
5- العاصمة
تعتبر الثقافة في جورجيا مزيجًا من ثقافة الدول المحيطة بها مثل روسيا وتركيا وأرمينيا وإيران وأذربيجان، وتستطيع رؤية هذا بوضوح في العاصمة “تبليسي”، إنها مدينة كبيرة، لكنها تتفتح ببطء نحوك، تبهرك للحظة ثم تتوه في كل هذه الاختلافات مثل “بلاد العجائب”، ليست بطريقة جيدة أو بطريقة سيئة، إنها فقط “بلاد العجائب”.
شوارعها ليست مثل الدول الأوروبية الأخرى، لكن هذا لا ينفي أن لها سحرًا خاصًا سوف تشعر به، لا تنس كاميرتك الخاصة، فأنت لا تعرف متى تظهر أمامك أشياء تستحق التصوير!
7- مأكولات لعشاق التجارب
كما تأثرت الثقافة هُناك بالبلدان المجاورة، تأثر المطبخ الجورجي بدوره، فمن أهم الأطباق التي ستجدها في جورجيا هو طبق الـ”خينكالي” الذي يشبه الزلابية الصينية، مكون من لحوم متبلة مليئة بالعصير، موضوعة في طبقة من العجين.
أهم ما في المأكولات هُناك أنها “رخيصة” وجودتها لا بأس بها، لكن إذا كنت من أصحاب الذوق التقليدي، رُبما عليك الالتزام بالمطاعم العالمية مثل برجر كينج وماكدونالدز.
لكن عشاق الجبن والمخبوزات ليس عليهم تفويت طبق الـ”أخارولي خاشابوري”، ليس عليك نطق اسمه على كل حال! لأنك ستعرفه ما إن تراه، عجينة تُشبه القارب مع الجُبن والزبد وبيضة ليست مطهية بالكامل، لا تظن أن بإمكانك إكمال هذا القارب الصغير وحدك، إلا إذا كنت من أصحاب الشهية المفتوحة.
والآن أخبرني أين ستكون وجهتك القادمة، ربما يمكنني إخبارك المزيد عنها.