يعدّ إنشاء علاقات عبر الإنترنت أمرا شائعا في وقتنا الحالي، فصخب الحياة، والعمل، والالتزامات العائلية وغيرها من الظروف الأخرى، تجعلنا نعيش في عزلة. ولا تسمح لنا هذه العوامل بتخصيص وقت لتجاذب أطراف الحديث مع أشخاص مقربين منا، الذين يمكن إنشاء علاقة مستقرة معهم.
في هذا السياق، أجرت شبكة التواصل الاجتماعي “بادو”، التي وصلت إلى حوالي 368 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم، دراسة للبحث في كيفية تكوّن العلاقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما عملت هذه الدراسة على البحث في كيفية تحول الإنترنت إلى وسيلة تساعد على تعزيز العواطف والمشاعر. ولا تقتصر هذه المسألة على إقامة روابط بين أشخاص يريدون التعرف على أشخاص آخرين، بل تتعدى هذه الدراسة ذلك، لتقيّم الملفات الشخصية للمستخدمين وتحددّ اهتماماتهم. وتساعد هذه الجوانب في نهاية المطاف على تحقيق الانسجام بين مستخدمين تجمع بينهم علاقة إعجاب وتفاهم.
ما الذي توحي به الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
من بين العوامل الأكثر إثارة للاهتمام، والتي حللها مطورو موقع بادو، نذكر “العلاقة بين نوع صورة الملف الشخصي التي يظهرها كل حساب على موقع التواصل الاجتماعي، والانطباعات والتوقعات التي تتشكل حول هذه الصورة لدى باقي المستخدمين”، خاصة المهتمين بمعرفة المزيد عن صاحب هذا الحساب.
في هذا الصدد، عوّل موقع بادو في دراسته على جملة من علماء الاجتماع وعلماء النفس، الذين حللوا مجموعة من النقاط المثيرة للاهتمام في حوارات المستخدمين. وقد توصل الباحثون إلى تحديد كيفية تعامل المستخدمين مع المواقف الجسدية والإيماءات التي تعرضها الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، قمنا بتجميع ملخص موجز لسبعة أنواع من الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعا، وكيفية تعامل المستخدمين الآخرين معها.
- 1. الابتسامة والسعادة
بشكل عام، تعد صور الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها شخص مبتسما وسعيدا، الأكثر شيوعا على الإطلاق. وتنقل هذه الابتسامات العريضة في الصور، الفرح والحيوية والشفافية. من جانب آخر، اهتمت العديد من الدراسات بهذا الجانب، وتوصلت إلى أن الرجال يعتبرون، في الكثير من الأحيان، أن النساء اللاتي تضعن هذا النوع من الصور أكثر جاذبية. في المقابل، لا تملك النساء انطباعا مماثلا عن هذا النوع من الصور.
في واقع الأمر، تنجذب النساء إلى الرجال الذين يبدون أكثر جدية وغموضا في صور حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. و على غرار جميع جوانب الحياة، يجب إضفاء الفارق. وإذا كانت ابتسامتك جذابة، سواء كنت رجلا أو امرأة، قم بإظهار هذا الوجه السعيد والمتفائل.
- 2. الصورة الفنية (التي لا يظهر فيها كامل الوجه بوضوح)
يجب الحذر من وضع الصور الفنية على الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن صاحبها سيظهر أقل كاريزماتية. وفي حال أسأت استخدام التدرج في صورة الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، أو كانت هذه الواجهة غير واضحة، أو كنت في وضع لا يظهر وجهك بالكامل؛ فمن الطبيعي أن تترك انطباعا بعدم الثقة لدى الطرف المقابل.
في هذه الحالة، سيسألك محاوروك على مواقع التواصل الاجتماعي، عن السبب الذي يجعلك ترفض إظهار وجهك بالكامل. ومن بين الأسئلة الأخرى نذكر: هل أنت شخص من الصعب التعامل معه، أو غامض إلى حد ما، أو لديك نوايا خفية؟ في المقابل، يمكن أن تجذب الصور الفنية للغاية الأشخاص المهتمين بالجمال والفن. أما بالنسبة للأشخاص العاديين، فلن تتولد لديهم مشاعر الرغبة في التواصل مع أصحاب هذا النوع من الصور على المواقع الاجتماعية.
- 3. إظهار الجسم (الصورة المغرية)
في حال كنت تبحث عن علاقة جدية، لن يكون أصحاب هذا النوع من الصور على حسابات التواصل الاجتماعي خيارا جيدا. أما إذا كنت تبحث عن علاقات عابرة، وكنت تشعر بالراحة في التواصل مع أصحاب هذه الحسابات، فلا مانع في ذلك. في هذه الحالة، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الانطباع الأول الذي تتركه صورة الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها كامل الجسم، جعل باقي المستخدمين يميلون إلى التواصل السطحي معك. علاوة على ذلك، لن يفصح الطرف المقابل عن مشاعره تجاهك ببساطة، لأن العملية ستكون معقدة.
- 4. موقف المتحدي
وفقا لخبراء بادو، لا يعد هذا النوع من الصور خيارا جيدا. و في حال بدى عليك الغرور والتجاهل، ستتولد مشاعر غريبة لدى باقي المستخدمين. ونتيجة لذلك، سيكون من الصعب عليك التواصل مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تظهر هذه الصورة أنك غريب الأطوار، وهو ما يثير مشاعر الخوف لدى الطرف المقابل، الذي سيمنحك قليلا من الثقة، نظرا لأنه يراك شخصا يميل إلى إثارة الخلافات. وفي هذا الصدد، يجب أن تحدد الفئة التي ترغب في التواصل معها: سواء كانوا من الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين، أو الغامضين الذين لا يمكن منحهم الثقة.
- 5. صورة مرحة
حذار من الصور التي يظهر فيها الكثير من المرح والاستمتاع. وبشكل عام، يمكن أن تجعل هذه الصورة الطرف المقابل يبتسم، أو يعتبرك شخصا سطحيا ولا يأخذ الحياة على محمل الجد. وفي نهاية المطاف، ستبدو شخصا غير محب للارتباط أو العلاقات الجدية. لهذا السبب، تجنب وضع هذا النوع من الصور في حسابك الشخصي، لأنها غالبا ما تظهرك ساذجا وغير ناضج، فضلا عن أنها لا تجذب الاهتمام.
- 6. التأمل أو الاكتئاب
تجنب وضع هذا نوع من الصور على الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تولد آثار سلبية لدى الأطراف المقابلة. في الأثناء، يجعل الوجه الكئيب الكثيرين لا يميلون إلى التواصل معك، نظرا لأن غالبية الأشخاص يحبذون التواصل مع الأشخاص المفعمين بالحيوية والذين يتأملون الحياة من زاوية إيجابية.
في هذا الصدد، يجب التفكير مليا، لأن ما يعرّفك لباقي المستخدمين هو مجرد صورة واحدة. لذلك، يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الطرف المقابل سيتخذ قرارا تجاهك، بحسب المشاعر الجيدة أو السيئة التي تظهرها هذه الصورة. من جانب آخر، لن يساعدك الظهور في صورة الحائر أو الجدي للغاية أو المكتئب على التواصل مع الآخرين في أي حال من الأحوال.
- 7. الرياضي
لا يعد هذا الخيار سيئا. ففي حال كنت تستمتع بالقيام بالتمارين الرياضية، يمكنك أن تظهر لباقي العالم صورا خلال لعب التنس، أو كرة السلة أو الجمباز. لكن، يجب اتخاذ بعض الاحتياطات، حيث يجب الحرص على إظهار وجهك بشكل واضح، أي أنه لا يجب وضع صور لا تظهر فيها جميع ملامحك. فضلا عن ذلك، لا يجب اختيار صور تبدو فيها شخصا نرجسيا أو مفتونا بعضلاتك (بالنسبة للرجال). وعموما، يجب أن تُظهر الصور التي تعتمدها، أنك مستمتع وفي حيوية، ونشاط وفرح.
ما الصورة المثالية لوضعها على الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي؟
مثلما لاحظنا في العديد من الدراسات التي بلورها باحثوا موقع بادو، فإن الصور الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي مكون يوحي بالكثير حولنا، وحول ما نرغب في تمريره إلى الأشخاص المهتمين بالتواصل معنا. لهذا السبب، يجب أن نعتمد على الحكمة والذوق عند اختيار الصورة الأولى التي من شأنها أن تكوّن فكرة حولنا، وحول صفاتنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين.
في حقيقة الأمر، لا تتلخص الحياة في صورة واحدة. ومن المهم أن تحاول إظهار حقيقتك إلى العالم دون تشويه. لكن، يجب الأخذ بعين الاعتبار الحيل التي تم التوصل إليها من قبل الدراسات حول مواقع التواصل الاجتماعي. وفي نهاية الأمر، ستعزز تواصلك بالآخرين على هذه الشبكات، وستصبح تجربة التواصل عبر الإنترنت أفضل مع الأشخاص المهتمين بالحديث معك.
المصدر: بسيكولوخيا إي منتي