ترجمة وتحرير: نون بوست
ولد محمد صلاح في مركز بسيون في 15 من حزيران / يونيو سنة 1992. وعندما بلغ 17 من عمره، انضم محمد صلاح لأول الأندية التي لعب في صفوفها، المقاولون العرب. وفي الأثناء، يفتح محمد صلاح قلبه ويقص لنا كيف كانت بدايته مع عالم كرة القدم.
عشقت كرة القدم منذ أن كنت في السابعة أو الثامنة من عمري، حيث كنت أتابع مباريات دوري أبطال أوروبا. وعندما كنت ألعب مع أصدقائي في الشارع، حاولت أن أقلد حركات نجوم كرة القدم على غرار رونالدو البرازيلي وزين الدين زيدان وفرانشيسكو توتي. في الحقيقة، كنت أفضل اللاعبين من هذا الطراز، أي الذين لديهم سحر خاص في لعب كرة القدم. عندما كنت صغيرا، أحببت لعب كرة القدم مع أخي، إلا أنه لم يكن بارعا مثلي. وكنت ألعب كرة القدم مع جميع أصدقائي الذين يجيدونها. آنذاك، كان لي صديق يكبرني سنا، وكان دائما يقول لي: “ستصبح لاعب كرة قدم عظيم في يوم من الأيام”. وحتى الآن، اعتبره صديقي المفضل.
لا أزال أتذكر كل الأمور التي قمت بها في طفولتي، ولكني لا أتذكر فعلا متى قررت أن أحترف كرة القدم
عندما بلغت 14، وقعت أول عقد لي مع نادي المقاولون العرب. وكان ذلك انطلاق مسيرتي الاحترافية في كرة القدم، ولكنها كانت فترة صعبة للغاية. فقبل توقيعي مع المقاولون العرب، كنت ألعب مع نادي يبعد عن قريتي، التي تقع في مركز بسيون، نحو نصف ساعة. وبعد ذلك، انتقلت إلى نادي آخر في طنطا، يبعد عن قريتي قرابة ساعة ونصف. وأخيرا، انتقلت إلى المقاولون العرب في القاهرة. وحتى ألتحق بالتدريب، كنت أقوم برحلة تستغرق ما بين أربع وأربع ساعات ونصف يوميا، وذلك خمس مرات في الأسبوع.
في البداية، كنت أغادر المدرسة مبكرا لأتمكن من الذهاب للتدريب. كنت أذهب يوميا إلى المدرسة من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة التاسعة صباحا. ثم أحصل على ورقة رسمية من المدرسة من أجل أن أسلمها للنادي، تفيد بأنني أستطيع مغادرة المدرسة من أجل اللحاق بالتدريب على الساعة الثانية ظهرا. عموما، كنت أذهب للمدرسة لمدة ساعتين يوميا. أعتقد أن وضعي كان ليصبح صعبا الآن، في حال لم أنجح في أن أصبح لاعب كرة قدم.
كنت أقوم بتلك الرحلة خمس مرات كل أسبوع لمدة ثلاث أو أربع سنوات. كنت أغادر المدرسة على الساعة التاسعة صباحا وأصل إلى النادي في الثانية أو الثانية والنصف ظهرا. وكانت الحصة التدريبية تبدأ في الثالثة والنصف أو الرابعة عصرا، في حين كان التدريب ينتهي على الساعة السادسة مساء تقريبا. عقب ذلك، أغادر المكان مباشرة إلى المنزل، لأصل على الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف ليلا، وأتناول بعض الطعام وأنام، استعدادا ليوم آخر يتكرر خلاله الروتين اليومي ذاته.
في حال لم أصبح لاعب كرة قدم لا أدري كيف كان مستقبلي ليكون
من أجل الذهاب إلى التدريب، كان ينبغي عليّ أن أستقل ثلاث أو أربع حافلات وأحيانا خمس حافلات إذا لزم الأمر. وكنت أقوم بذلك ذهابا وإيابا. وكما ذكرت آنفا، كان وقتا عصيبا، إلا أنني أردت أن أصبح لاعب كرة قدم، لاعبا مشهورا ومختلفا. في ذلك الوقت، لم أكن أستطيع أن أعد أحدا بأنني سأصبح لاعب كرة قدم، ولكني كنت أشعر أنني سأصبح نجما مختلفا. بالطبع، لم أتخيل أني سأصبح ما أنا عليه الآن، فقد كنت مجرد طفل في الرابعة عشر من عمره ولديه حلم كبير. لم أكن أعرف أن ما أعيشه الآن سيحدث، ولكنّي أردته بشدة.
لا أزال أتذكر كل الأمور التي قمت بها في طفولتي، ولكني لا أتذكر فعلا متى قررت أن أحترف كرة القدم. وعندما بلغت السادسة عشر أو السابعة عشر من عمري، أصبحت أحلامي أكبر. ففي ذلك الوقت، كنت ألعب في الفريق الأول للنادي، لذلك كنت أعتقد أن تحقيق حلمي بات وشيكا. قبل هذه المرحلة، كنت لا أزال طفلا صغيرا، ولم أكن أفكر بهذه الطريقة، جلّ ما كان يستهويني هو أن ألعب كرة القدم وأستمتع بذلك. لطالما كان الخوف يعتريني إزاء إمكانية عدم نجاحي في أن أصبح لاعب كرة قدم، ولكنني في النهاية بذلت قصارى جهدي على أمل أن يصبح كل شيء على ما يرام. وفي سن السادسة عشر، كان أول ظهور لي مع الفريق الأول للنادي ومنذ ذلك الحين، باتت أحلامي أكبر بكثير.
في الواقع، في حال لم أصبح لاعب كرة قدم لا أدري كيف كان مستقبلي ليكون. فمنذ سن الرابعة عشر، وأنا لا أفكر في شيء سوى كرة القدم. ودوما ما كان سؤال واحد يتردد في ذهني، “ماذا سأصبح إذا لم أكن لاعب كرة قدم؟”. في الحقيقة، كانت الإجابة صعبة للغاية، فما كان شيء يستهويني إلا كرة القدم. وفي حال لم أصبح لاعب كرة قدم جيد، فمن المؤكد أن حياتي كانت لتصبح أصعب، نظرا لأنني كرست كل وقتي لكرة القدم. وعندما أتطلع للخلف، تغمرني ذكرياتي الرائعة مع نادي المقاولون العرب، فقد كنت صغيرا وكان لدي حلم كبير.
الانضمام للمنتخب الوطني
كان أول ظهور لمحمد صلاح مع المنتخب المصري في المباراة التي جمعت بينه وبين منتخب سيراليون في أيلول / سبتمبر سنة 2011، وكان صلاح في ذلك الوقت يبلغ من العمر 19 سنة. عقب ذلك بشهر، أحرز صلاح أول أهدافه مع المنتخب الوطني المصري في مرمى منتخب النيجر. بالإضافة إلى ذلك، مثل صلاح الفراعنة في دورة الألعاب الأولمبية لسنة 2012 في إنجلترا.
إلى حد الآن، لا أستطيع أن أصدق أنني لعبت لصالح المنتخب الوطني وأنا في سن التاسعة عشر. فلم يكن أي أحد يستطيع في ذلك السن، اللعب في صفوف المنتخب وخاصة بالنسبة للجيل الذي أنتمي إليه. ويعزى ذلك إلى أن معدل أعمار لاعبي المنتخب حينذاك كان حوالي 30 سنة. وقد كانت أعمار اللاعبين الذين تم استدعاؤهم إلى المنتخب تتراوح بين 27 و28 سنة، ولكني كنت في التاسعة عشر فقط. لقد شعرت أن ذلك أمر رائع، وفي الوقت نفسه، كان من الصعب أن أدرك ماهية ذلك، وكان لابد أن أعمل على التأقلم سريعا مع ذلك الوضع.
بعد سنة أو سنتين من انضمامي للمنتخب، شرع الجميع يتداولون الأخبار بشأن تحولي إلى اللاعب رقم واحد في المنتخب. وبالتالي، كان لا بد أن أحافظ على المردود نفسه في كل مباراة. وقد كان ذلك يمثل ضغطا نفسيا بالنسبة لي في تلك السن المبكرة. وفي الوقت ذاته، كان اللعب في صفوف المنتخب الوطني بمثابة حلم، حيث تعد مشاركتي صحبة المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية سنة 2012، من أفضل ذكريات حياتي. بالفعل، كانت أوقاتا رائعة، خاصة وقد حظيت بفرصة توقيع عقد للانتقال للعب في نادي بازل السويسري في ذلك الوقت.
في تلك البطولة، تمكنت من تسجيل هدف في كل مباراة من مباريات دوري المجموعات أمام كل من البرازيل ونيوزيلندا وروسيا البيضاء، وقد ساهم ذلك في تأهل منتخبنا إلى الدور ربع النهائي. في الأثناء، تمكنت من ترسيخ انطباع جيد في صفوف جماهير نادي بازل السويسري. بالإضافة إلى ذلك، منحني ذلك الدافع حتى أصبح أفضل لاعب في البطولة. فغالبا، يشارك لاعبون كبار في دورة الألعاب الأولمبية. كان تلك التجربة رائعة بالنسبة لي.
الانتقال إلى أوروبا
بعد سطوع نجمه مع نادي المقاولون العرب، أقدم محمد صلاح على خطوة جديدة للانتقال إلى أوروبا في سنة 2012، بعد أدائه الرائع في دورة الألعاب الأولمبية، ليكون نادي بازل السويسري وجهته القارية الأولى. وفي هذا السياق، ذكر محمد صلاح أن الانتقال كان شاقا، حيث من الصعب الانتقال إلى نادي في قارة أخرى خاصة في سن مبكرة.
لقد كبرت في مصر وأعلم كل شيء عنها، في المقابل لم أكن أملك أي معلومات بشأن طبيعة الحياة في سويسرا, فضلا عن ذلك، لم أكن أفهم أي لغة، لأني لم أكن أتحدث الإنجليزية أو الألمانية السويسرية، لم أكن أعرف حتى من أين أشتري طعامي أو أي شيء آخر. سافرت إلى هناك وعشت وحيدا، لقد مررت بظروف صعبة لأنني لم أتمكن في البداية من التأقلم بسهولة. كنت أنهي التمرين ثم أنتظر 15 ساعة لأعود إليه مرة أخرى. في الأثناء، كنت أقضي 10 ساعات نائما، ثم أتمشى قليلا في شوارع المدينة قبل أن أعود إلى الفندق.
لولا نادي بازل لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن
لم يكن يوجد في الفندق أي قناة تلفزيونية يمكنني أن أشاهدها، حيث تنعدم القنوات المصرية على التلفاز. على الرغم من أن ظروف الحياة كانت صعبة، إلا أنني كنت أثق في قدرتي على التأقلم مع الوضع الجديد. لم يكن هناك حل سوى التحلي ببعض المرونة، حيث قلت لنفسي: “حسنا، يجب علي الآن أن أتعامل مع هذا الوضع أو ستزداد الأمور سوءا”. وقد بادرت بتنفيذ ذلك. بغض النظر عن وجودي هناك وحيدا، كنت أفكر طول الوقت في تطوير نفسي وأن أكون مختلفا عن بقية اللاعبين حتى المصريين منهم. لقد كان ذلك الأمر يشغل كل تفكيري. نتيجة لذلك، تمكنت من التأقلم بشكل سريع والتخلص من معتقداتي القديمة.
على الفور، شرعت في تعلم اللغة الإنجليزية وحضور دورات في هذا المجال، حتى أتمكن من التواصل بشكل أفضل مع الآخرين. ولكن، بعد وقت وجيز، أجبرت على الانقطاع نظرا لأن الوقت لم يكن كافيا حتى أتدرب وأشارك في تلك الدورات في الآن ذاته. وإثر قدومي إلى إنجلترا ولعبي مع نادي تشيلسي، أصبحت قادرا على تطوير مهاراتي في اللغة الإنجليزية بعض الشيء. وعندما انتقلت إلى إيطاليا تعلمت اللغة الإيطالية التي أتحدثها الآن بطلاقة. عقب عودتي إلى إنجلترا مرة أخرى تمكنت من صقل مهاراتي في اللغة الإنجليزية، وأعتقد أنني بت أتقنها بشكل أفضل الآن.
أما على أرضية الملعب فقد أحرزت تقدما بشكل أسرع، خاصة عقب مشاركتي في دوري أبطال أوروبا. عموما، تعد المشاركة في دوري الأبطال أمرا مميزا. ويعد ذلك من الأسباب التي جعلتني ألتحق بنادي بازل. وخلال سنتي الأولى هناك، لم نتمكن من الوصول إلى مرحلة المجموعات لأننا هزمنا في الدورة التمهيدية. ولكننا قدمنا أداء رائعا في الدوري الأوروبي في ذلك الموسم، وبلغنا نصف النهائي. لقد قدمت شخصيا أداء رائعا في تلك المسابقة، وأتذكر أني مررت 5 أو 6 كرات حاسمة، كما كنت أفضل صانع ألعاب. لقد كنت سعيدا ولكنني كنت أيضا عازما على العودة إلى دوري أبطال أوروبا، وذلك ما تمكنا من تحقيقه في الموسم الموالي.
ما يمكنني قوله الآن، إن نادي بازل كان رائعا، رائعا جدا. لقد جمعتني علاقات طيبة برئيس النادي الحالي والرئيس السابق وجميع الأطراف في النادي. وإلى حد الآن، لا أزالوا أعتبرهم من بين أصدقائي وأحبهم كثيرا. كما أراقب دائما إنجازاتهم ونتائجهم، خاصة وأن أحد أصدقائي وهو اللاعب المصري عمر جابر، يلعب في صفوف النادي. في الواقع، يعد جابر من أصدقائي المقربين ونتواصل تقريبا كل يوم. في الغالب، يوفر نادي بازل أرضية خصبة للاعبين الأفارقة للتألق في أوروبا، حيث يعتبر ناديا كبيرا، ويتسم بالنظام والإتقان، في حين أن كل المشرفين في النادي محترفون. لقد شاركت صحبة النادي في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. حقيقة، كان نادي بازل مرحلة هامة في مسيرتي، فعلا لولا هذا النادي لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن.
نداء لندن
في كانون الثاني/ يناير من سنة 2014، وفي خضم التقارير التي تتحدث عن تعقب ليفربول لمحمد صلاح، أعلن تشيلسي انتدابه للاعب المصري الذي غادر نادي بازل. بموجب هذا العقد، أمضى محمد صلاح سنة كاملة في لندن، بلورت تجربته في ملعب أنفيلد، وكان لها بالغ الأثر على قراره في التحول إلى اللعب لصالح ليفربول.
عادة، وفي كل مرة أنتقل إلى مكان جديد، أحدث نفسي قائلا: “يجب أن أتعلم شيئا جديدا هنا”. و بالتأكيد، تعلمت الكثير من الأمور في تشيلسي. فقد تعلمت كيف أصبح أكثر حرفية وأن أكون شخصا أفضل. لقد كانت خطوة هامة في مسيرتي. وإلى حد الآن، تجمعني علاقات جيدة باللاعبين هناك، وربما لاحظت ذلك من خلال مباراتنا الأخيرة على ملعب أنفيلد. لقد كانت أول تجربة لي على أرضية ملعب أنفيلد عندما كنت في صفوف نادي تشيلسي. وأتذكر أنني قلت لنفسي: “ينبغي أن ألتحق بهذا النادي في يوم من الأيام”، وذلك بعد أن عايشت أجواء هذا النادي. لقد كانت حقا أجواء لا تصدق، لقد كنت سعيدا باللعب ضد ليفربول، واليوم أنا سعيد أكثر لأني ألعب لصالحه.
السفر إلى إيطاليا
لقد انتقل محمد صلاح إلى إيطاليا في شباط/ فبراير سنة 2015. كانت البداية في شكل إعارة لنادي فيورنتينا قبل أن يلتحق بنادي روما، حيث خاض موسمين ناجحين، ساهما في تطور أدائه في وقت قياسي.
لقد أمضيت 4 أشهر رائعة في فيورنتينا. لقد كانت فترة رائعة بالنسبة لي وللجميع. لقد قدمنا أداء جيدا في الدوري الأوروبي والدوري الإيطالي. قبل أن ألتحق بالنادي، كنت أحدث نفسي قائلا: “أنا أستحق اللعب في هذا الدوري”، لذلك آمنت بقدراتي. وقد جاء التحاقي بفيورنتينا في هذا السياق حتى أظهر للجميع مستوى كرة القدم التي ألعبها وأريهم قدراتي. عقب ذلك، قضيت سنتين رائعتين في نادي روما وكنت سعيدا جدا هناك، علما وأن هذا النادي لم يكن بالفريق السهل الذي يمكن اللعب فيه، خاصة في إيطاليا، حيث يتضاعف الضغط في حين أن الوضع مختلف هناك. لا يمكنني أن أشرح ذلك ولكن تشعر في داخلك بأنه فريق مختلف عن بقية الأندية الأخرى. لقد كان كل شيء رائع هناك، خاصة وأن الجماهير كانت مذهلة وكانت تجمعني بهم علاقات جيدة، نظرا لأنهم أظهروا لي كل الحب والاحترام.
في حقيقة الأمر، كان لوتشانو سباليتي ذكيا جدا. وقد ساعدني كثيرا من أجل تطوير قدراتي. كنت دائما أرغب في الحديث معه بعد التدريبات لأخبره: “يا رئيس، أريد تحسين هذا” أو “أريد القيام بذلك الأمر”. في الواقع، لم يرفض سباليتي أي طلب لي على الإطلاق، وكان غالبا ما يوافق على مطالبي. وحتى عندما تكون متعبا، يبادر لوتشانو سباليتي بإخبارك بما عليك فعله أو الجوانب التي عليك تحسينها فيما يخص طريقة لعبك، بالإضافة إلى إرشادك إلى الطريقة المثلى لفعل ذلك. لقد طال تأثير ذلك المدرب عدة جوانب من شخصيتي، كما ساعدني على تطوير قدراتي الدفاعية بنسبة 100 بالمائة من خلال إبراز الطرق المثلى للدفاع الدفاع في صفوف الفريق، مما أدى إلى تحسين مستواي الدفاعي بشكل كبير. عموما، أعتقد أن نظرتي لنفسي قد تغيرت خلال الفترة التي قضيتها مع فيورنتينا وروما.
الإقلاع إلى ملعب “أنفيلد”
في يونيو / جوان سنة 2017، أعلن نادي ليفربول الإنجليزي عن تعاقده مع محمد صلاح بموجب عقد طويل الأمد. كما تم منحه القميص رقم 11. وكانت الجماهير متحمسة جدا لهذه الصفقة التي أظهرت مدى نجاعتها إلى حد الآن.
كنت أقول لنفسي إنني أريد العودة إلى إنجلترا، ولطالما كانت هذه الفكرة تحوم في ذهني. أردت دائما العودة إلى هناك وأن أدع الجميع يعترف بقدراتي من خلال المستوى الكروي الذي أقدمه. أما بشأن العودة إلى إنجلترا، لقد كنت متحمسا جدا إزاء ذلك. ولقد زادت سعادتي بعد الإتفاق على بنود العقد والحديث مع المدرب للمرة الأولى. لماذا كان ليفربول النادي الأنسب لي؟ هناك عدة أسباب وراء ذلك. أولا، كنت غالبا ما أختار نادي ليفربول في لعبة الفيفا على جهاز البلاي ستايشن. حينها، كان النادي يضم كوكبة من النجوم مثل ستيفن جيرارد، وسامي هيبيا وجيمي كاراغر ومايكل أوين وتشابي ألونسو. إضافة إلى ذلك، من غير الممكن أن أنسى الأجواء الرائعة على أرضية ملعب الأنفيلد.
ثانيا، طريقة اللعب هنا مختلفة عن تلك التي اعتدت عليها في نادي روما، وهو ما استوجب مني بضع أسابيع حتى أتأقلم مع الوضع الجديد وتتضح الأمور بالنسبة لي. في نهاية المطاف، أظن أن الأمور تسير على ما يرام ونحن نقدم أداء جيدا على اعتبارنا مجموعة متكاملة. ولكن يجب علينا الفوز بمباريات كثيرة حتى نحسن من ترتيبنا في البطولة.
علاوة على ذلك، يتسم اللاعبون بالطيبة والتواضع، كما أننا على تواصل مستمر، في حين يبدو كل شيء على ما يرام. نحن نحرص على التواصل فيما بيننا، فضلا عن أننا نتشارك العديد من اللحظات الجيدة. وقد ساهم ذلك في جعلي أتحسن بصفة ملحوظة. عموما، تعد كل هذه العوامل السبب الرئيسي في اختياري لنادي ليفربول، حيث يتعلق الأمر بالأجواء الاستثنائية داخل الفريق فضلا عن كوني قريبا من اللاعبين والمدرب.
الحياة في ليفربول
قام مشجعو ليفربول بتأليف عدة هتافات خصيصا من أجل محمد صلاح. وبالتالي، سيتواتر اسم محمد صلاح في كل مباريات ليفربول، سواء كانت في ملعب الأنفيلد أو خارجه. إذا، إلى أي درجة يستمتع صلاح بحياته في ناديه الجديد؟
أشعر بالسعادة لأنني في ليفربول كما أنني في أفضل حال. دعني أكون صريحا، أنا لا أخرج كثيرا حيث ألزم لمنزل وأقضي الوقت مع أفراد عائلتي، الذين يستمتعون بالحياة في مدينة ليفربول أيضا. عموما، خرجت في مناسبة أو اثنتين وقمت بجولة في أرجاء المدينة. عادة، أحبذ الاسترخاء ومشاهدة التلفاز أو قراءة كتاب عندما أكون في المنزل، حيث يساهم ذلك في تغيير مزاجي للأفضل. خلافا لما يعتقده الجميع، لا أقضي كل وقتي في التفكير في كرة القدم أو مشاهدة المباريات، بل أميل لقضاء الوقت مع عائلتي والاستمتاع برفقتهم. علاوة على ذلك، واظبت على مشاهدة البرامج التلفزيونية الإنجليزية منذ قدومي إلى هنا. لكن مؤخرا، شرعت في متابعة بعض القنوات العربية.
في الغالب، لا أقوم بتمضية الكثير من الوقت في مشاهدة التلفاز، حيث أشاهد مقاطع الفيديو عبر اليوتيوب أو أشغل نفسي بقراءة كتاب. أحب مشاهدة الأفلام الكوميدية لأنها تدفعني للضحك، لذلك أقوم بمتابعتها خلال رحلاتنا الجوية مع الفريق. كما أقوم بمشاهدة مقاطع فيديو حول كيفية التحسين من قدراتي.
تجاوز محمد صلاح كل التوقعات، أدهش الجماهير وتجاوز الأرقام القياسية للتهديف
أعتقد أنني أفهم لهجة مواطني ليفربول، لكنها لهجة صعبة جدا، علما وأن لكنة فلانو (جون فلاناغان)، هي الأسوأ. أنا لا أستطيع أن أفهم كلمة مما يقوله، حيث يتكلم بطريقة غريبة تجعل مهمة فهمه صعبة للغاية. أشعر بسعادة غامرة عندما أسمع الجماهير تهتف باسمي. أستطيع سماعهم عندما أكون على أرض الملعب ويجعلني ذلك مسرورا للغاية. بناء على ذلك، ينبغي علي حقا أن أشكر الجماهير على هتافهم باسمي لأن ذلك يعني لي الكثير، كما أنني أحترم هذه البادرة من قبلهم. مما لا شك فيه أن هذا الأمر يعني لي الكثير، أن تظهر لي الجماهير كل هذا الاحترام وتهتف باسمي، لهو أمر عظيم جدا.
فيما يتعلق بموضوع الغناء، بادرت بتأدية أغنية باللغة العربية عندما كنا في مخيم التدريب في ألمانيا خلال تحضيرات ما قبل الموسم. وقد غنيت بالعربية لكي لا يتمكن أحد من فهم كلامي، ولقد قضيت وقتا ممتعا جدا آنذاك. لم يتطلب الاندماج في المجموعة وقتا طويلا منذ قدمت إلى هنا، حيث أنني اعتدت على تبادل أطراف الحديث مع جميع زملائي في الفريق. تجري الأمور بشكل سلس في الفريق، ولطالما شعرت أنه بإمكاني التأقلم سريعا مع الفريق. أثق تماما في قدرتي على التطور أكثر على جميع المستويات، كل ما يتوجب علي فعله، هو مواصلة بذل الكثير من الجهد والتطلع قدما نحو تحسين مهاراتي.
أعلم أن هذا الفريق لم يفز بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ سنوات عديدة، لذلك سيكون الفوز بهذه البطولة أمرا استثنائيا بالنسبة لي. لدينا فريق جيد ومدرب ممتاز وكل شيىء يسير على ما يرام داخل الفريق. وأنا واثق بقدرتنا على الفوز بالألقاب معا.
محمد صلاح يحكي قصته بنفسه
تجاوز محمد صلاح كل التوقعات، لقد أدهش الجماهير وتجاوز الأرقام القياسية للتهديف. لكن، كيف شق محمد صلاح طريقه ليصبح ظاهرة في ليفربول؟ منذ قدومه من روما في تموز / يوليو الماضي، سجل الجناح المصري 20 هدفا في 26 مباراة خاضها بقميص ليفربول. في الأثناء، قام محمد صلاح بإثارة الرعب في نفوس مدافعي الفرق المنافسة. بالإضافة إلى ذلك، احتفل صلاح بجموح داخل أسوار الأنفيلد وخارجها ليحظى بإشادة الجميع، ولم يقتصر الأمر على جماهير ليفربول فقط.
لسائل أن يسأل، كيف وصل الجناح المصري البالغ من العمر 25 سنة إلى هذه المرحلة من مسيرته؟ كيف طور من نفسه ليصبح الجناح الموهوب والذكي الذي يتلاءم بصفة مثالية مع خط الهجوم القوي لنادي ليفربول؟ قام موقع ليفربول الرسمي بنشر المقابلة التي أجراها في ميلوود مع الجناح المصري تحت اسم “محمد صلاح يحكي قصته بنفسه”. وفي الأثناء، تحدث صلاح للمرة الأولى عن اللحظات الفارقة في حياته التي مكنته من تحقيق هذه الإنجازات على الصعيدين الرياضي والشخصي. وتشمل المقابلة مسيرة صلاح بدءا من مراوغة المدافعين في قرية نجريج المصرية، حتى أصبح قوة هائلة على الصعيد المحلي والقاري.
المصدر: ليفربول أف سي