1- يناير/كانون الثاني: “لا لا لاند” أرض الأحلام
عُرِض “لا لا لاند” La La Land لأول مرة في مهرجان البندقية خريف السنة الماضية، لكنه عرض للعموم في الولايات المتحدة وأغلب دول العالم في بداية هذا العام، وأحدث فيضًا من الهستيريا ومقاطع فيديو كثيرة عبر العالم تحاول محاكاة رقصة سيباستيان وميا عند ربوة لوس أنغلوس، في بداية علاقتهما الحالمة.
والعلاقات الحالمة عند المخرج داميان شازال لا تنتهي بما يشتهي العشاق، والحبُ عنده مقابل للنجاح، مثلما الحلمُ مقابل للواقع، “لا لا لاند” كوميديا رومانسية متميزة أعادت لنا روح الغنائيات الكلاسيكية القديمة في قالب درامي على قدر من العمق والانسجام.
من فيلم “لا لا لاند”
وفي هذا الشهر انتظم كعادته أهم مهرجان للأفلام المستقلة الأمريكية، وأعني مهرجان سندانس Sundance Film Festival، جاء المهرجان بعروض أولى لأفلام شغلت الناس في النصف الثاني من السنة، خصوصًا البداية المذهلة للممثل جوردان بييل Jordan Peele في عالم الإخراج.
فقد حقق فيلم الإثارة “اُخرج” Get out إيرادات ضخمةً مقارنة بميزانيته الهزيلة (5 ملايين دولار لا غير)، فضلاً عن تمكنه من الظفر بترشيحات للغولدن غلوب واحتفاء النقاد به.
في فيلمه الأول، يأخذنا بييل إلى حقل ألغام متشكل من اللغة، لغة الكلام اليومية ولغة الإشارة ولغة الجسد، حين تفضح عقدنا العرقية ورؤانا العنصرية عن العالم، هل حقق المجتمع الأمريكي انسجامه؟ يخبرنا بييل عن جمرة الرعب الخفية المضطرمة تحت أشكال التوافق الاجتماعي، فكان فيلم Get out رعبًا من نوع خاص رغم شكله المألوف، والمنجز بحذق كبير.
2- فبراير/شباط: ضوء القمر وملهاةُ الأوسكار
بعد أن تعالت أصوات الممثلين السُود في هوليود مطالبة بإنصاف أكبر لهم، كانت ليلة الأوسكارات التاسعة والثمانون استجابة مباشرة لها، وما حدث خلال إعلان أفضل فيلم للعام إلا دلالة رمزية على ذلك، فقد أعلنت فاي دنواي Faye Dunaway “لا لا لاند” كأفضل فيلم، وبينما كان منتجوه يلقون كلمة الشكر، تم إعلامهم بأن خطأ ما حدث، والفائز ليس إلا فيلم المخرج الأسود باري جنكينز ضوء القمر Moonlight.
ضوء القمر سوناتة موسيقية لا من الأنغام مثل “لا لا لاند” وإنما من الألوان، وفي ألوان ثلاث، يتابع جنكنز حياة طفل معدم في شوارع ميامي في الثمانينات، وحكاية تحوله من ليتل Little، إلى شيرون Shiron، ثم إلى بلاك Black الرجل القوي الذي تهابه ميامي.
وفي بداية الشهر، انتظم البرليناله Berlinale (مهرجان برلين السينمائي) وتوج الفيلم المجري “عن الروح والجسد” Teströl és lélekröl بالدب الذهبي، وهو قصة حب فريدة في مسلخ أبقار، بين مدير الشؤون المالية ذو الذراع الميتة، ومهندسة الجودة الصارمة ذات التوحد الذهني، وهو حتمًا أحد أهم أفلام هذه السنة.
3- مارس/آذار: لوغان ونهاية الوولفرين
في مارس/آذار جادت هوليود بكل ما هو مألوف، فكان شهر للرسكلة أو التدوير، ولم ينتج عن ذلك نجاح كبير، فالنسخة الحية من فيلم الجميلة والوحش لم تجدد كثيرًا نسخة الصور المتحركة الشهيرة لسنة 1990، بل إنها استعملت أغلب أغانيها وأعادت تمثل مشاهدها كمشهد الرقصة الأيقوني، وكلما أضافته، كان محاولات لتفادي نقاط ضعف السيناريو القديم، مع إدماج السود في قصة فولكلورية عن فرنسا ما قبل الثورة.
أما النسخة الحية من شبح داخل القشرة Ghost in the Shell، فلم تكن في مستوى أحباء نسخة الأنيمي الياباني العبقري، وكان تقريبًا نسخة مبسطة جدًا لعموم المشاهدين، مع الحفاظ على الأفكار العامة وهو ما نجح في إنجازه المنتجون.
فاستعاد الفيلم مشاهد كثيرة من فيلميْ الأنيمي (الأول سنة 1995 والثاني سنة 2004)، وأغلب المواضيع التي طرحاها، ورغم التخوف من عملية “تبييض الفيلم”، فإن المنتجين احترموا إلى حد كبير خصوصيته اليابانية، فكان الحضور الياباني محترمًا خصوصًا مع مشاركة الممثل الياباني الشهير تاكيشي كيتانو (أجل هو تاكيشي برنامج الحصن الشهير) واستعماله اللغة اليابانية.
استعادات أخرى كثيرة عرفها شهر مارس/آذار باءت في أغلبها بالفشل، أو على الأقل لم تقدم الكثير مثل كونغ: جزيرة الجمجمة Kong: Skull Island، باور رانجرز وخصوصًا فيلم حياة Life الذي قام ببطولته جايك جيلنهال، كيف لهذا الممثل أن ينجز فيلمًا سيئًا؟ يقولون لكل جواد كبوة، والأكيد أن هذا الفيلم كان متقن الإنتاج، وفيه مادة إثارة لا بأس بها، لكنها لا تعدو أن تكون تكرارًا واضحًا لفيلم Alien الشهير، الكائن المعادي الذي يظهر داخل المركبة الفضائية، لا نعلم عنه الكثير، ويملك الذكاء الكافي لتهديد الحياة كلها لو وصل إلى الأرض.
فيلم لوغان Logan.. إنه آخر حلقات أفلام X-men
إلا أن هذا الشهر حمل نقطة مضيئة، تمثلت في فيلم لوغان Logan، إنه آخر حلقات أفلام X-men عن شخصية الوولفرين، فكما تعلمون لم يعد هيوغ جاكمان Hugh Jackman شابًا كما كان في الألفينيات، ولم يعد قادرًا على أفلام المارفل على ما يبدو.
لهذا كان لا بد للنهاية أن تروى، ولقد رويت على طريقة فيلم Leon الفرنسي الشهير: لوغان الوولفرين يقاتل باسمه هذه المرة، لا ليظل حيًا بعيدًا عن ساحة القتال فحسب، وإنما لينقذ طفلة يطاردها الجميع، وفي رحلة تحوله من لامبالٍ إلى فدائي، نكتشف مجتمعًا من الأطفال المتحولين جينيًا يعدون بمستقبل زاخر لعالم X-Men.
4- أبريل/نيسان 2017: امرأة خارقة
بدا شهر أبريل/نيسان وكأنه استراحة قبل موسم أفلام الصيف، ويمكن أن نحتفظ منه بالفيلم التشيلي “امرأة خارقة” Une mujer fantàstica، إذ قدمت فيه دانييلا فيغا Daniela Vega آداءً قويًا لراقصة ليلية تحاول افتكاك حقها في تأبين صديقها القديم المتوفى.
5- مايو/أيار: السعفة الذهبية في المربع
شهر مايو/أيار يعني أهم المهرجانات السينمائية في العالم، إذ تلتفت الأنظار إلى مدينة كان Cannes الفرنسية، وإلى بساطها الأحمر التاريخي، في هذا العام رغم الأسماء الكبيرة المشاركة، لم نشهد أفلامًا عظيمة.
يتحدث كثيرون عن فيلم المخرجة الكبيرة أنياس فاردا Agnès Varda بعنوان “وجوه.. قرى” Visages Villages، ولكنه لم يكن مشاركًا في المسابقة الرسمية، وحاز على جائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي، وكانت السينما العربية حاضرة في مسابقة “نظرة ما” من خلال الفيلم التونسية المتميز “على كف عفريت” ولاقى تصفيقًا حارًا في نهاية العرض.
”على كف عفريت” للتونسية كوثر بن هنية
ومع أسماء مثل يورغوس لانتيموس وصوفية كوبولا وميخائيل هانكه وفاتح آكين، منحت لجنة التحكيم برئاسة الإسباني ألمودوفار السعفة الذهبية للسويدي روبن أوستلند Ruben Östlund عن فيلمه المربع The Square، وهو رحلة طريفة ساخرة في عالم الفن المعاصر، لا تخلو من تساؤلات عصية عن الإجابة بشأن علاقة الفن المعاصر بالواقع المعاصر، وأزمة الفنان في مواجهة واقع ربما هو أكثر تعقيدًا وأكثر إبداعًا من أعماله.
وفي هذا الشهر، توفيت الممثلة السورية نجاح حفيظ والممثل البريطاني روجر مور Roger Moore مؤدي شخصية جيمس بوند في السبعينيات والثمانينيات.
6- يونيو/حزيران: مفاجأة “إدغار رايتس” والدعاية الصهيونية في “ووندر وومن”
جاء شهر حزيران بجزء جديد من حكايات دي سي كومكس DC Comics الفاشلة، وبعد خيبات السنة الفارطة، باتمان ضد سوبرمان، والفرقة الانتحارية، اهتم فيلمهم الرئيسي لهذا العام بشخصية ووندر وومن Wonder Woman.
والمرأة الخارقة عندهم ليست إلا الممثلة الإسرائيلية غال غادوت التي كانت جندية سابقة في جيش الاحتلال، وبهذا تجدد هوليود العهد مع مساندتها المعهودة للاحتلال، إذ تحول وجه هذه المجندة إلى رمز للمرأة الحرة والقادرة، وهو أمر ربما لم يفهمه أولئك الذين انتقدوا مقاطعي الفيلم من العالم العربي، على اعتبار أن كل هوليود هي غال غادوت، وهذا بالمناسبة غير صحيح تمامًا.
الممثلة الإسرائيلية غال غادوت التي كانت جندية سابقة في جيش الاحتلال
والمقاطعة لم تحدث سابقًا ضد أفلام أمريكية شارك فيها إسرائيليون، وأخص بالذكر أعمال الممثلة الإسرائيلية ناتالي بورتمان، لكن دلالة الحضور الإسرائيلي في فيلم Wonder Woman أهم من الممثلة نفسها.
على أن أكبر نجاح شهده هذا الشهر، ظفر به المخرج البريطاني إدغار رايت Edgar Wright من خلال رائعته Baby Driver، قُدَ هذا الفيلم على مقاس موسيقاه، فانتقاها رايت بعناية، وصمم المشاهد على أساسها، فكانت سرقات العصابة التي يقودها كيفن سبايسي Kevin Spacey رقصًا على النغمات التي تسري في أذنيْ سائق العصابة،اليافع بايبي Baby، وكانت المطاردات في شوارع أطلنطا كوريغرافيا لم نرَ مثلها في عالم الأكشن منذ زمن بعيد.
أضف إلى ذلك عمل رايت المتميز على الشخصيات الثانوية، حتى لم يعد تواضع السيناريو وبساطة الطرح مشكلتين حقيقيتين، في هذا الفيلم يتغلب الشكل على المضمون، فينتج قيمًا جمالية احتفى بها المشاهدون مما جعله أحد أهم إصدارات هذا العام.
7- يوليو/تموز: نولان والزمن مرة أخرى
كان التوقع أن يعرض الفيلم في شهر يونيو/حزيران بمناسبة ذكرى إنزال النورماندي مثلاً، أو ذكرى انسحاب دنكرك، لكن الفيلم عرض أواخر شهر يونيو/حزيران في الولايات المتحدة قبل أن يعرض في باقي العالم تقريبًا في هذا الشهر.
وكما كان متوقعًا من فيلم لنولان، كانت لعبة الزمن أبرز ما في الفيلم، إذ أعاد تشكيل السيناريو ووزعه على ثلاث محاور مختلفة: البر والبحر والجو، وفي كل منها تجري الأحداث بوتيرة زمنية مختلفة: أسبوع، فيوم فساعة.
وخلال تلك الساعة الجوية، تشتبك أحداث المحاور الثلاث ويؤثر بعضها على بعض، صانعة ملحمة أبطالها كل الأطراف الفاعلة، من جنود إنجليز هاربين، وجنود فرنسيين متخفين، ومواطنين بريطانيين منقذين، لا اسم هنا سوى للموت، فالجميع سواء أمامه، وهو الحاضر بكل ألوانه، حرقًا أو غرقًا أو رصاصًا.
ملحمة نولان لم يعبها سواء انهماك المخرج في الأمور العظيمة وتجاهله لتفاصيل بسيطة جعلت أحيانًا المشهد بسيطًا ساذجًا، يُخرج المشاهد من فورة الانغماس والانسجام.
ولم يأت سبتمبر/أيلول بهذا الفيلم فحسب، بل كان شاهدًا على محاولة لوك بيسون الجريئة في الفانتازيا فاليريان ومدينة الكواكب الألف Valerian and the City of Thousand planets، ولقد تعرض الفيلم إلى خيبة كبيرة في السوق الأمريكية وكان تقييمه متواضعًا في المواقع الكبرى رغم أنه يعتبر أضخم عمل غير أمريكي، وأضخم عمل سينمائي مستقل في التاريخ.
الجزء الأخير من ثلاثية كوكب القرود
كما شهد الشهرُ عرض الجزء الأخير من ثلاثية كوكب القرود بعنوان حرب كوكب القرود War of the Planet of the Apes، وعودة تشارليز ثيرون إلى الأكشن في فيلم Atomic Blond الذي يعتبر محاكاة ساذجة لأفلام بوند، ولكن ببطولة نسائية، مع الاعتراف ببراعة مشاهد القتال وإتقانها إلى حد ممتع جدًا!
8- أغسطس/آب: نهر الريح ومصيبة مفكرة الموت
لم يشهد شهر أغسطس/آب أشياء كثيرة، فهو عادة شهر انتقالي بين موسم الصيف وموسم الخريف، وأهم ما يذكر عنه، فيلمُ الجريمة “نهر الريح”، لتايلور شريدان Taylor Sheridan، إذ يأخذنا إلى محمية طبيعية للأمريكيين الأصليين، حيث تُنتهك حياة النساء دون أن يثير الأمر اهتمام أحد تقريبًا، الفيلمُ بارد، عنيف، بليغ مثل مناخ المحمية، ولقد أدى خلاله جيرمي رنر Jeremy Renner دوره بشكل رائع.
9- سبتمبر/أيلول: الأم والبندقية
جاء سبتمبر/أيلول بمهرجان البندقية، أقدم مهرجانات العالم، فاحتفت دورتُه الرابعة والسبعون بآخر أعمال المكسيكي غيارمو دل طورو Guillermo del Toro صاحب رائعة “متاهة الفاونوس” El laberinto del fauno، فمنحت الأسد الذهبي لفيلم الفانتازيا “شكل الماء” The Shape of water، ولقد حاز تنويهًا كبيرًا من الصحافة والنقاد لكننا لن نكتشفه قبل بداية السنة الجديدة.
الممثلة جينفر لورنس
أما مفاجأة البندقية الثانية، فهو عمل المخرج الأمريكي هارون أرونوفسكي Aaron Aronofsky، بعنوان “أم”، وهو أكثر الأفلام إثارة للجدل هذا العام بلا شك، وراوحت المواقف بسهولة مدهشة بين من يعتبره أيقونة لن تُفهم إلا بعد أجيال، ومن يراه عملاً مفرطًا في الادعاء.
أدت جينفر لورنس Jennifer Lawrence دورًا رائعًا في الفيلم، كزوجة رقيقة لكاتب يعاني من أزمة إبداعية (الإسباني المتميز خبير باردم Javier Bardem) وكأم منتشية بمولودها الجديد، وفي منزل جميل تحرص على العناية به، يستضيف زوجها أناسًا غرباءً يستحلون حرماته ويحيلون حياتها إلى جحيم لا تفهم له سببًا.
جرعة الإثارة في “أم” لابأس بها، أما من يريد جرعة أقرب للرعب، فقد جاء سبتمبر /أيلول بفيلم الشيء IT المستوحى من رواية ستيفن كينغ Stephen King الأسطورية، ولاقى نجاحًا كبيرًا في الولايات المتحدة، إذ استعاد بنى الرعب التقليدية وأعاد كتابتها، مستفيدًا من عمل ستيفن كينغ المتميز عن مخاوف الطفولة المتجذرة في الإنسان.
10- أكتوبر/تشرين الأول: بلايد رنر، وسقوط كيفن سبايسي
جاء أكتوبر/تشرين الأول حافلاً بالعناوين التي أسهب النقاد في التنويه بها، مثل مشروع فلوريدا، وسمني باسمكَ، لكن يبدو أننا لن نراها قبل العام الجديد.
كما جاء الشهر بأحد أكثر الأفلام انتظارًا لهذا العام، وهو الجزء اللاحق للفيلم الأيقوني بلايد رنر Blade Runner، ولا يتعلق الأمر بالفيلم فحسب، وإنما بمخرجه الكندي دنيس فيلنوف Dennis Villeneuve، فبعد نجاح فيلمه الأخير “وفود” Arrival وترشيحه للأوسكار، سُلمت إليه مقاليد Blade Runner 2049 من المنتج، وصاحب الفيلم الأصلي البريطاني ردلي سكوت Ridley Scott.
ولقد كان الجزء الجديد في مستوى التطلعات، بل ربما فاجأ الجميع بمستواه المتميز، فحقق نجاحًا نقديًا لافتًا رغم فشله التجاري الذريع، ولا شك أن جمهور سينما الميزانيات الضخمة، قد دُجن تمامًا لسينما الوصفة الهوليودية السريعة: ساعتان، الكثير من الأحداث واللقطات القصيرة جدًا والمتقطعة، والتصوير في الاستوديو والفضاءات المغلقة، وعمل الكمبيوتر المفرط الذي يخنق الشاشة، لذلك يصعب عليه تقبل فيلم ثري وطويل المشاهد مثل بلايد رنر 2049.
كيفن سبايسي
كما عرفت هوليود في هذا الشهر حملة ضخمة ضد التحرش، كان أبطالها نجماتٌ أكدن تعرضهن للتحرش الجنسي، ووعود بأدوار مقابل تنازلات مهينة، وانتشرت الحملة في العالم كله من خلال هاشتاغ أنا أيضًا (#metoo) وسقط بسببها أحد أشهر المنتجين السينمائيين وأنجحهم، الأمريكي هارفي واينستاين Weinstein، صاحب ميراماكس Miramax الشهيرة.
ولئن كان واينستاين معروفًا في الأوساط الهوليودية بسلوكاته المشينة، فلم يتوقع أحد سقوط الممثل الشهير كيفن سبايسي Kevin Spacey في الحملة نفسها، وذلك بعد أن اتهمه ممثل مغمور بمحاولة التحرش به حينما كان صبيًا صغيرًا، ولقد أطاحت الفضيحة بسبايسي فتم الاستغناء عنه في العديد من المشاريع السينمائية، إضافة إلى إيقاف مسلسل “بيت من ورق” House of Cards.
11- نوفمبر/تشرين الثاني: رحيل معبودة الجماهير
عرف الشهر أحد أنجح أفلام هذا العام في شباك التذاكر، وهو كما جرت العادة في السنوات الأخيرة، من إستوديوهات مارفل Marvel، هذه المرة، يتعلق الأمر ببطل الميثولوجيا الاسكندينافية ثور Thor، في فيلم يمتاز بوعي ذاتي أكبر، وبجرعة أعلى من السخرية.
في فيلم Thor: Ragnarok، قدمت مارفل وصفتها المعتادة للجماهير، فاستقبلتها بذات النهم الاستهلاكي، رغم أن الفيلم على المستوى الجمالي لم يكن يحمل الكثير، أما أدبيًا، فقد آثر تفكيك الأسطورة التي ينبني عليها، فقتل الأب (أودين Odin) وسلب من ثور رمزية فحولته (مطرقته) وحاول أن يقدم الجانب النسائي للواجهة من خلال أخته هالة (كايت بلانشات) ونساء الفالكيريا valkyrja.
وفي نهاية الشهر، توفيت الممثلة المصرية الشهيرة شادية، بعد مسيرة فنية طبعت السينما المصرية، فكانت شادية رمزًا كبيرًا من رموزها خلال أيامها الذهبية، واقترن وجهها بأعمال الروائي الكبير نجيب محفوظ، مثل زقاق المدق وميرامار واللص والكلاب، وبأغانيها مع الفنان عبد الحليم حافظ كما في لحن الوفاء ومعبودة الجماهير.
12- ديسمبر/كانون الأول: ترشيحات الغولدن غلوب
مع اقتراب العام من نهايته، بدأت آخر الأعمال المراهنة على الأوسكارات تظهر، وظهرت في الأفق عناوين مبشرة، وقد أبرزت ذلك ترشيحات الغولدن غلوب التي أعلنها في الحادي عشر من هذا الشهر، فضمت ترشيحات رابطة هوليود للصحافة الأجنبية لأفضل فيلم درامي فيلم النشرية The post لسبيلبرغ وفيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri اللذين رشحا لست جوائز ولا يتفوق عليهما سوى فيلم دل تورو الفائز بأسد البندقية “شكلُ الماء” The shape of water الذي رشح لكل شيء تقريبًا.
كما عرف الشهر الحلقة الثامنة من أفلام حرب النجوم، بعنوان الدجيداي الأخير The Last Jedi، ورغم تضارب التقييمات عنه، فمن المتوقع أن تحقق ديزني من ورائه أرباحًا طائلة وربما يكون خامس أفلامها في قائمة أكثر عشرة أفلام ربحًا في شباك التذاكر لهذا العام.
إن ديزني تتضخم بشكل مريع، وقد تصدر استحواذها لشركات 21th Fox Century العملاقة، حديث السينمائيين لهذا الشهر، لما يحمله من دلالات عن مستقبل هوليوود.