في هذه الأيام التي تنتشر فيها الأخبار حول التدخل المحتمل لبعض البلدان في العمليات الانتخابية أو في الأوضاع السياسية المتوترة لبلدان أخرى، من الشائع جدا أن نسمع أو نقرأ تعليقات (أو ردود) حول هذا الشأن. وفي بعض الأحيان، تكون هذه التعليقات مدفوعة الأجر من قبل بعض السلطات أو القوى، تتهم خلالها بشدة الأطراف الأخرى بتعمد التجسس ونشر أخبار زائفة.
في الواقع، ونظرا لأنه من المستحيل أن يحتوي جوهر مثل هذه القضايا على الحد الأدنى من المصداقية، يجدر التساؤل حول سبب “انتشار مثل هذه التنديدات التي تضع العديد من البلدان أو المنظمات في قفص الاتهام”. علاوة على ذلك، يجب أن تحوم الشكوك بشكل خاص حول لهجة وأسلوب المحللين المستقلين وذوي الخبرة والمحايدين، المعتمد في الأخبار المشكوك فيها.
في المجمل، ستقودنا هذه التساؤلات إلى التوصل إلى “ما إذا كانت هذه الأخبار وهذا النوع من الكتابة”، يعود إلى “جهل معين بالعمليات السيبرانية”. ويعني هذا الجانب أن الأخبار التي تحوم حولها شبهات، قد حررت مع نوايا حسنة، لكنها تفتقر إلى الدعم التكنولوجي، الذي تملكها الجهات الأخرى التي تقوم فعلا بهجمات سيبرانية وتنشر أخبارا مزيفة. ويمكن أيضا أن يعزى هذا الأسلوب إلى جهل الكاتب بالسياسات الحديثة لأجهزة الاستخبارات الأكثر تطورا في العالم، وعدم درايتهم بالمؤامرات الجيوسياسية.
من جانب آخر، يمكن التوصل إلى أن هذه الأخبار التي يشتبه في أنها زائفة، قد حررت مع نوايا خاصة تترنح بين التقارب والولاء، بشكل مباشر نوعا ما، لبعض أجهزة الاستخبارات. ويمكن أن تحوّل هذه العلاقة المحلل إلى ناشط، يدافع عن قضايا خاصة متعلقة بالبلد المتهم بالوقوف وراء انتشار الأخبار الزائفة.
في الإجمال، نكتفي بالخيارين المذكورين، خوفا من الخروج عن الموضوع الرئيسي. وعلى وجه الخصوص، يجب تقديم أمثلة حقيقية، من أجل الوصول إلى ملخص لهذه المسألة الشائكة. وعموما، تختص جميع المؤلفات في عالم التجسس والتجسس السيبراني على وجه الخصوص، بدرجة من التعقيد. وفي هذا الجزء، سنبدأ بتحليل القضايا المرتبطة بوكالات الاستخبارات الأمريكية.
كيف مولت وكالة المخابرات المركزية بناء القارة الأوروبية؟
خلال الحرب الباردة، عملت الولايات المتحدة الأمريكية على منع التوسع السوفييتي في منطقة أوروبا الغربية، وذلك من خلال تحفيز تشكيل قارة أوروبية متحدة. ولخدمة هذا المشروع، قامت الولايات المتحدة الأمريكية، بين سنتي 1949 و1959، بضخ أموال تقدر بحوالي 50 مليون دولار، لأشخاص وحركات مناصرة للوحدة الأوروبية. ووفقا لوثائق أمريكية تم تسريبها خلال سنة 2000، تبين أن جزءا من الأموال الذي تحصلت عليها اللجنة الأمريكية لبناء قارة أوروبية متحدة، التي تأسست خلال سنة 1948 وكانت بمثابة الجهاز الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية لخدمة مشروع بناء أوروبا الجديدة، متأتية من مؤسستي فورد وروكفلر.
المنظمات الأوروبية التي ظهرت خلال الحرب الباردة، هي في حقيقة الأمر هيئات أسسها الأمريكيون، وأصبحت بمثابة الدمى بيد الجهات الأمريكية
في هذا السياق، موّلت اللجنة الأمريكية “الحركة الأوروبية الدولية”، وهي المنظمة الرئيسية التي شجعت على تبني النظام الفيدرالي في الدول الأوروبية خلال تلك السنوات. وفي نفس الوقت، تلقت إحدى فروع الحركة الأوروبية، وهي الحركة الأوروبية للشباب، تمويلات بالكامل من قبل البيت الأبيض، كما كانت تتلقى توجيهات منه.
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمات الأوروبية التي ظهرت خلال الحرب الباردة، هي في حقيقة الأمر هيئات أسسها الأمريكيون، وأصبحت بمثابة الدمى بيد الجهات الأمريكية، كما أنها ترفض أقل أوجه الاختلاف مع هذه الجهات. ومن بين المبادئ التوجيهية التي تأمر بها واشنطن قادة هذه المنظمات الأوروبية، نذكر تعزيز التوجهات الفكرية بين جميع السكان الأوروبيين؛ وهو ما من شأنه أن ينفي وجود أي نقاشات بديلة خاصة بعد تحييد الأصوات المعارضة.
الولايات المتحدة الأمريكية تتجسس على فرنسا
وفقا لوثائق كشفت عنها ويكيليكس ونشرتها صحف فرنسية على غرار ليبراسيون وميديابار، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالتجسس على فرنسا منذ سنة 2006، إلى غاية أيار/ مايو سنة 2012، وربما إلى غاية سنة 2015، وهو تاريخ اكتشاف هذه الأعمال. وعلى وجه الخصوص، كانت واشنطن تتجسس على ثلاثة رؤساء فرنسيين تداولوا الحكم خلال تلك الفترة، وهم جاك شيراك، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، فضلا عن تتبع مستشاريهم والمتعاونين معهم المقربين منهم.
بشكل خاص، سميت هذه التحركات بعملية “التجسس على الإليزيه”، ونُفذت من قبل وكالة الأمن القومي، عن طريق التنصت على المحادثات بين الرؤساء ومسؤولين سامين. وقد بدى هذا الأمر جليا في تقارير وكالة الأمن القومي، التي سربتها ويكيليكس، وصنفت على أنها وثائق سرية للغاية. من جهة أخرى، تمت عمليات التنصت انطلاقا من السفارة الأمريكية في باريس، التي تقع على بعد 300 متر من القصر الرئاسي للإليزيه، وعلى بعد 400 متر من وزارة الداخلية، وعلى بعد 600 متر من وزارة العدالة.
خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2012، تجسست وكالة المخابرات المركزية على الأحزاب الرئيسية الفرنسية ومرشحيها. وعن طريق عمليات يشرف عليها “الذكاء البشري”، وأيضا الأجهزة الإلكترونية، قامت وكالة المخابرات المركزية بالتجسس على الحزب الاشتراكي الفرنسي، والجبهة الوطنية، والاتحاد من أجل حركة شعبية، وقادتهم على التوالي. كما شملت عملية التجسس دومينيك ستراوس كان ومارتين أوبري، فضلا عن مرشحين آخرين في هذه الانتخابات.
عموما، كانت المعلومات التي ترغب وكالة المخابرات المركزية في الحصول عليها متنوعة للغاية، ومن بينها نذكر: كيف سيحافظ المرشحون على السلطة في حال فازوا في الانتخابات؟ وكيف يتفاعل المرشحون مع مستشاريهم؟ وما هي المواضيع الخاصة التي يتحدث فيها بقية المرشحين؟ وفيم تتمثل الإستراتيجية التي تم تطويرها خلال الحملة الانتخابية؟ وهل يتلقى المرشحون “الدعم” من النخب السياسية والاقتصادية؟ وفيم تتمثل رؤيتهم تجاه الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل توجد جهود مبذولة من أجل إشراك بلدان أخرى في سياساتهم، على غرار ألمانيا والمملكة المتحدة وليبيا وإسرائيل وفلسطين وسوريا وساحل العاج؟
في الواقع، من الجوانب الأخرى التي ترغب عمليات التجسس الأمريكية في أن تكون ملمة بها، نذكر تمويل الحملات الانتخابية، وكيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع الأزمة الاقتصادية الموجودة على أراضيه، وخاصة فيما يتعلق بأزمة الديون اليونانية وآثارها على الحكومة الفرنسية والبنوك الفرنسية.
توزيع مستعملي الإنترنت حول العالم
خلال هذه السنة، أصدرت وكالة المخابرات المركزية أمرا يقضي بالبحث في تفاصيل أي عقد محتمل أو عمليات تصدير فرنسية تفوق قيمتها 200 مليون دولار. وقد تم تسريب هذه المعلومات، إلا أنها أتيحت فقط للموظفين، نظرا لدرجة حساسيتها باعتبارها عملية تجسس على حلفاء أمريكيين. من جانب آخر، كان الهدف من تسريب المعلومات للموظفين الأمريكيين متمثلا في دعم عمليات وكالة المخابرات المركزية، وقسم الاتحاد الأوروبي التابع لوكالة استخبارات الدفاع، وأيضا قسم الاستخبارات والتحقيق التابع لوزارة الخارجية.
والجدير بالذكر أن العملية الأخيرة بقيادة وكالة الاستخبارات المركزية قد استمرت من 21 تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2011، إلى غاية 29 أيلول/ سبتمبر من سنة 2012؛ أي قبل ستة أشهر من العملية الانتخابية الفرنسية، التي امتدت بين شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو من سنة 2012 (وبعد هذه العملية بأربعة أشهر).
الولايات المتحدة الأمريكية تتجسس على اليابان وألمانيا ومنطقة أمريكا اللاتينية
في صيف سنة 2015، كشف موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تتجسس منذ سنة 2006، على رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وذلك عن طريق وكالة الأمن القومي. كما شملت عملية التجسس الأمريكية في اليابان رئيس مجلس الوزراء الياباني، وبعض مسؤولي الشركات الكبرى اليابانية والبنوك الرائدة في البلاد.
إلى جانب اهتمامها بالمجال السياسي، لم تتجاهل وكالة الأمن القومي المجال الاقتصادي. ومن الجهات الأخرى التي تعرضت لعميلة التجسس، نذكر قسم الغاز الطبيعي في شركة “ميتسوبيشي”، وقسم النفط في شركة “ميتسوي”، ووزير الاقتصاد والتجارة والصناعة.
في هذا الصدد، يتم مشاركة المعلومات التي توفرها وكالة الأمن القومي مع حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية. وتعرف هذه المجموعة باسم الأعين الخمس، التي تتكون من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة.
وكالة الأمن القومي قد تجسست على الاتصالات الإلكترونية والهاتفية لكل من السياسية البرازيلية، ديلما روسيف، ورئيس المكسيك السابق، فيليبي كالديرون
في الحقيقة، ظهر هذا التحالف الاستخباراتي بالأساس، والذي يشمل مجالات أخرى، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وفي بداية الأمر كان هذا التحالف في شكل معاهدة أمن بين الولايات المتحدة الأمريكية، وعرف باسم تحالف الأطلسي. وأنشئ هذا التحالف بهدف التعاون في الإشارات الاستخبارية. وفي وقت لاحق، مددت المعاهدة لتشمل ثلاث بلدان أخرى. وفي الوقت الحالي، يسيطر التحالف البريطاني الأمريكي على شبكة “إيشيلون” للتجسس.
منذ أن سرب إدوارد سنودن، الموظف السابق لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية، جملة من الوثائق السرية، أكدت صحيفة “سودويتش تسايتونغ” الألمانية خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2013، أن جهاز هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كان هدفا لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في برلين. وأكدت نفس الوثائق أن وكالة الأمن القومي قد تجسست على الاتصالات الإلكترونية والهاتفية لكل من السياسية البرازيلية، ديلما روسيف، ورئيس المكسيك السابق، فيليبي كالديرون.
تسريبات “ويكيليكس”
في آذار/ مارس من سنة 2017، نشرت ويكيليكس وثائق تتعلق بعدة مشاريع تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، تهدف إلى قرصنة أجهزة أبل بما في ذلك، ماك وآيفون. علاوة على ذلك، عادة ما تكون هذه الفيروسات التي تصيب أجهزة آبل خطيرة للغاية، وقادرة على البقاء في الهاتف على الرغم من إعادة تثبيت نظام التشغيل.
بعد أسبوع، تم الكشف عن وجود برنامج “ماربل”، الذي يستخدم من أجل منع الكشف، عند تحقيقات الأمن الشرعي، عن أن وكالة المخابرات المركزية هي التي تقف وراء الفيروسات والقراصنة التي تلحق الضرر بأجهزة آبل. ومن بين الحيل التي يستعملها هذا البرنامج، نذكر خداع المحققين من خلال التظاهر بأن المبرمج قد استعمل لغة غير الإنجليزية، وغالبا ما تكون هذه اللغة من اللغات التي يعتمدها منافسو الولايات المتحدة الأمريكية، على غرار الروسية، والصينية، والعربية. وفي نفس الوقت، يظهر ماربل أن المُبرمج حاول الحد من استعمال هذه اللغة، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إصدار نتائج بحث خاطئة.
كشفت ويكيليكس عن وجود عدة برامج أخرى تستخدمها وكالة المخابرات المركزية للتجسس وقرصنة أجهزة إلكترونية أخرى. ومن بين هذه الوسائل الأكثر إثارة للاهتمام، البرامج التي تسمح بالتجسس عن بعد وعن طريق أنظمة الفيديو في الوقت الحقيقي
في وقت لاحق، وبعد خمسة أشهر تحديدا، كشفت ويكيليكس أن وكالة المخابرات المركزية تجسست أيضا على شركائها في مجال الاستخبارات وفي جميع أنحاء العالم. وفي هذه العملية، لم تكن الوكالات الأمريكية استثناء، نظرا لأن عمليات التجسس شملت مكتب التحقيق الفيدرالي ووكالة الأمن القومي، وكان ذلك عن طريق الاستيلاء بشكل سري على البيانات المخزنة في أنظمتهم.
في الأثناء، لتأمين هذه العملية، قامت وكالة المخابرات المركزية بتوفير برامج تخزين بيومترية لشركائها، وعدلتها بالشكل المناسب. ونظريا، تساعد هذه البرامج على مشاركة وتبادل البيانات التي يضعها كل عضو في المجموعة، بشكل طوعي.
في المقابل، نظرا لأن وكالة المخابرات المركزية كانت لها شكوك حول مشاركة كامل حلفائها المعلومات المتاحة لديهم (لأنه لا يمكن لأي جهاز استخبارات أن يكشف أبدا عن كامل المعلومات التي يملكها)، طوّر مكتب الخدمات التقنية التابع للوكالة جهازا من شأنه أن يساعدها على الحصول على جميع البيانات الموجودة في أنظمة شركائها بشكل سري. من جهة أخرى، كان برنامج “إكسبريسلان”، متطورا للغاية، إذ أنه قادر على أن يُمحى تلقائيا بعد مُضيّ ستة أشهر على تثبيته، بحيث لا يترك أية آثار.
كشفت ويكيليكس خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2017، أن وكالة المخابرات المركزية قد استغلت اسم شركة كاسبيرسكي، وهي شركة روسية متعددة الجنسيات مختصة في أمن الحواسيب
إلى جانب البرامج التي تم الحديث عنها، كشفت ويكيليكس عن وجود عدة برامج أخرى تستخدمها وكالة المخابرات المركزية للتجسس وقرصنة أجهزة إلكترونية أخرى. ومن بين هذه الوسائل الأكثر إثارة للاهتمام، البرامج التي تسمح بالتجسس عن بعد وعن طريق أنظمة الفيديو في الوقت الحقيقي.
يضاف إلى هذه الوسائل، برامج قرصنة واستغلال كاميرات الويب والميكروفونات، أو قرصنة جميع أنواع الحواسيب، بما في ذلك آبل، عن طريق برامج خبيثة من أجل التجسس عليهم والحد من قدرتهم وتدميرهم وتتبع مواقعهم. كما نذكر عملية جمع معلومات من الهواتف النقالة وإرسالها، ومراقبة نشاط الإنترنت في الأجهزة المتضررة، عن طريق الاتصالات اللاسلكية.
في السياق ذاته، كشفت ويكيليكس خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2017، أن وكالة المخابرات المركزية قد استغلت اسم شركة كاسبيرسكي، وهي شركة روسية متعددة الجنسيات مختصة في أمن الحواسيب، من أجل نشر برامج ضارة في الحواسيب؛ مما يسمح لها بالتحيّل على هذه الأجهزة والحصول على بياناتها. ويضاف إلى ما سبق ذكره، الشفرة المصدرية هايف (HIVE) التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية من أجل التحكم عن بعد في البرامج الموجودة في البرمجيات المتضررة. ولإخفاء أعمالها، استخدمت وكالة المخابرات المركزية مجالات وهمية وخوادم منتشرة في جميع أنحاء الكوكب كي تتمكن من انتحال هوية شركات حقيقية.
الواقع الحالي للأمن السيبراني
في حال كنت تملك جهازا متصلا بالإنترنت، أو سيارة ذكية أو أي جهاز منزلي أو حتى منزلا ذكيا، فمن الممكن أن يكون هناك شخص، أو عدة أشخاص، بصدد جمع جلّ المعلومات حول الأطراف التي تستعملها والأسباب التي تقف وراء ذلك. وفي الحقيقة، من شأن هذا الجانب أن يكشف عن هواياتك، وعاداتك، وعيوبك أيضا.
لكن، لا يعني ذلك أن هذه المعلومات ضرورية بالنسبة للقراصنة، أو أنهم سيستعملونها في الوقت الحالي، أو سيقومون بتمريرها إلى طرف ثالث. ستكون هذه المعلومات بمثابة سلاح بين يديْ القراصنة، الذين يوقنون جيدا حجم العواقب التي ستترتّب عن استعمال هذه المعلومات.
من جهة أخرى، تبقى هذه المعلومات في عرضة إلى خطر التلاعب بها، أو قرصنتها وتدخل الأجهزة الأخرى التي تغوص في لعبة الفضاء السيبراني؛ وهو ما يمثل خطرا على الأشخاص والمجموعات، وحتى الدول. وعموما، لسائل أن يسأل؛ من يقف وراء هذه الأعمال؟ وما الغرض من ذلك؟ هذا هو التحدي الذي يعارض الباحثين، نظرا لصعوبة التوصل إلى استنتاجات نهائية في حال كانت هناك رغبة في فكّ هذا اللغز بشكل مستقل وشفاف.
المصدر: الأوردن مونديال