ترجمة وتحرير: نون بوست
بدأ غزو رفح الذي تهدد به إسرائيل منذ فترة طويلة. وتحت غطاء القصف الجوي المكثف صباح الثلاثاء، توغّلت القوات الإسرائيلية في المدينة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، التي أصبحت ملجأ لـ 1.5 مليون فلسطيني ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه. هذه هي اللحظة التي يخشونها أكثر من غيرها، فهي تنطوي على احتمال حدوث كارثة أكبر من أي شيء رأيناه حتى الآن. لقد اعتمد سكان غزة على العالم لوقف هذا الغزو وقد خذَلهم.
عاش سكان رفح لفترة طويلة حالة من الذعر تحسبًا لهذا الاحتمال. وقد اشتد هذا الذعر صباح يوم الإثنين، عندما أسقط الجيش الإسرائيلي منشورات جوًا تأمر سكان المناطق الشرقية من رفح بالفرار فورًا إلى منطقة المواصي الساحلية غير المجهزة.
في غضون ساعات، حزم عشرات الآلاف ما تبقى لهم – كثيرون منهم يفعلون ذلك للمرة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة منذ تشرين الأول/ أكتوبر – واتجهوا شمال غرب البلاد إلى ما تسميه إسرائيل “المنطقة الآمنة الموسعة”. لكن إذا كان الفلسطينيون قد تعلموا أي شيء من الأشهر السبعة الماضية، فهو أنه لا يوجد أي مكان في غزة آمن على الإطلاق من الهجوم الإسرائيلي.
قالت ريم البربري (48 سنة) لمجلة +972: “منذ اليوم الأول للنزوح وأنا أعيش في خوف. لقد نزحت من مدينة غزة قبل خمسة أشهر ولجأت على الفور إلى رفح، حيث أخبرنا الجيش أنها “منطقة آمنة”. ولكن في صباح يوم الإثنين، سقطت منشورات تأمرنا بالإخلاء، وكان هناك قصف مكثف في جميع أنحاء المنطقة ليلة الثلاثاء”. وتابعت ريم: ” تحولت السماء إلى اللون الأحمر من شدة الانفجارات. لم نتمكن من النوم على الإطلاق حيث انتظرنا ساعات الصباح لتقتلع حياتنا من جديد. وكانت الشوارع مزدحمة للغاية بالمواطنين، وكان الجميع يفرون”.
كانت ريم تأمل عندما يحين وقت مغادرة رفح أخيرًا، أن تعود إلى منزلها في حي الزيتون بمدينة غزة. وقالت: “لقد تخليت عن البكاء. ذهبنا للبحث عن مكان نقيم فيه بالقرب من المواصي، حيث ليس لدي أقارب أو أصدقاء. لقد تمت استضافتنا بشكل مؤقت من قبل عائلات أخرى نزحت من مدينة غزة حتى وجدنا خيمة لأنفسنا”. وأضافت ريم “الوضع مؤلم للغاية. لا يمكن التعبير عن مشاعرنا بالكلمات. إننا نعيش ظلمًا قاسيًا، والحرب تزداد حدة. ونحن المواطنون ضحاياه”.
“شعرت وكأنني سأغادر هذا المنزل إلى الأبد”
رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية، وادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن أن غزو رفح سيكون “خطًا أحمر”، وقبول حماس لاقتراح وقف إطلاق النار المصري القطري الأخير – مما أثار احتفالات عابرة بين الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة – واصل الجيش الإسرائيلي المضي قدمًا في تنفيذ عملياته وسط حريق بالقرب من الحدود المصرية. ومنذ ذلك الحين، استمر القصف المدفعي والتفجيرات بلا هوادة.
في الوقت الحالي، تركز العملية على المنطقة الشرقية من المدينة ومعبر رفح بين قطاع غزة ومصر – وهو الطريق الوحيد إلى العالم الخارجي للمصابين بجروح خطيرة، والمرضى في حالات حرجة، وأولئك الذين يحالفهم الحظ لدفع تكاليف هروبهم. كما تم أيضًا إغلاق معبر كرم أبو سالم المجاور لعدة أيام، مما أدى إلى منع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية لسكان الجنوب. وصباح الأربعاء، أفادت تقارير بأن إسرائيل أعادت فتحه.
قالت مريم الصوفي (40 سنة) من سكان حي الشوكة الشرقي لمدينة رفح، والذي أمرت إسرائيل السكان بالهروب منه، لمجلة +972: “كنت في طريقي لشراء بعض الخضار من السوق، وسمعت الكثير من الناس يقولون إن الجيش ألقى منشورات على الشوكة والمناطق المحيطة به. ركضت إلى المنزل للتأكد من الخبر، ووجدت الجيران في الشارع يتحدثون عن هذا الأمر”.
تابعت الصوفي “كنت في حيرة شديدة ولم أعرف كيف أتخذ قرار الخروج من منزلي. قرّر زوجي وإخوته أن ذلك ضروري لسلامة أطفالنا، وكانت هناك مشاهد لقصف الأطفال في منازلهم. لكني أحببت كل الأشياء في منزلي. بدأت بجمع الأغراض التي نحتاجها والكثير من ملابس أطفالي. شعرت وكأنني سأغادر هذا المنزل إلى الأبد”.
حزمت الصوفي وعائلتها أمتعتهم وذهبوا للإقامة مع أقاربهم الذين يمتلكون مقهى على الساحل. وتذكرت قائلة: “كان الشارع مزدحما بالسيارات والشاحنات التي تنقل النازحين. وأثناء فرارنا، شاهدنا القنابل تتساقط في المناطق الشرقية من المدينة”. وأضافت “نحن مجبرون على البكاء. لا أحد يستطيع أن يحمينا من القصف. كنا نقول إن رفح آمنة – لقد استقبلنا أصدقاؤنا وأقاربنا الذين فروا من أجزاء أخرى من غزة. لكن الجيش هاجم كافة المناطق ولم يسلم أحد. لقد نزحنا خوفا على أطفالنا. لقد رأينا ما حدث في مدينة غزة وخان يونس. ونأمل ألا يتم تدمير رفح وألا نخسر أحدا”.
“نحن محاصرون في كابوس لا ينتهي”
يعيش نحو 100 ألف فلسطيني في المنطقة التي أمرت إسرائيل بإخلائها يوم الإثنين. لكن كثيرين آخرين فروا من المدينة منذ ذلك الحين، خوفًا من أن يتوسع الغزو الإسرائيلي بسرعة إلى ما هو أبعد من حدودها الحالية ويعرّض حياة السكان بالكامل للخطر.
أوضح أحمد مسعود، الناشط في مجال حقوق الإنسان في منتدى التنمية الاجتماعية في غزة: “نحن نعيش في حالة من القلق الشديد”، محذراً من الكارثة التي قد تترتب على التوغل واسع النطاق. وأضاف أن “معظم النازحين في الخيام هم من الأطفال والنساء وكبار السن”، وأن السكان قد ضعفوا بالفعل بسبب أشهر من الإرهاق والجوع والمرض والتعرض لبرد الشتاء ثم حرارة الصيف.
قال رضا عوف، وهو بائع يبلغ من العمر 35 سنة، لمجلة +972 إن أجواء الذعر تسيطر على جميع أنحاء المدينة منذ يوم الإثنين. وأضاف أن “الناس هنا خائفون. إنهم يسيرون وحقائبهم على أكتافهم وأطفالهم بجانبهم. النساء يبكين من قهر النزوح. وليس لديهم ثقة في الجيش لأنه لا يستثني أحدا. وقعت عشرات المجازر خلال اليومين الماضيين، عبر القصف المتواصل، ليس فقط في المناطق التي تم إخلاؤها شرق المدينة، بل أيضًا في وسطها وغربها”. وتابع عوف: “الناس ينقلون أمتعتهم ويبحثون عن مكان يلجأون إليه، لكن لا يوجد مكان آمن. لقد أُغلقت كل أبواب العالم الخارجي في وجوهنا ولا أحد يشعر بمحنتنا. سأبحث أيضًا عن خيمة لنفسي في محيط المواصي، لأن الجيش سيمتد إلى غرب المدينة إذا لم يجد من يوقف هذه العملية الدموية”.
قال عبد الرحمن أبو مرق، الذي عانى من النزوح ثلاث مرات منذ تشرين الأول/ أكتوبر، “إن احتمال الإخلاء من رفح يملأني بالخوف. إن قلبي يرتجف عند رؤية المنشورات التي يتم إسقاطها. لا أعرف إلى أين سنذهب أو كيف سنصل إلى هناك. لدي أم لا تستطيع المشي لمسافات طويلة، وأنا مسؤول عن أخواتي”. وتابع “أحاول صياغة خطط طوارئ في حال أصبح الإخلاء ضروريًا، لكن التفكير في ذلك يملأني بالرعب. وبالنسبة لي، يبدو الموت المفاجئ أفضل من الترقب المؤلم لما ينتظرنا في المستقبل”.
أورد أبو سالم، البالغ من العمر 55 سنة، الذي يعيش في خيمة في حي تل السلطان، لمجلة +972: “نحن نجد أنفسنا متورطين في كابوس لا ينتهي عندما يخترقون حدودنا، ويبدو أنهم حصلوا على تصريح من الولايات المتحدة. وفي جميع مناطق غزة، تستمر دورة الغزوات البرية، مصحوبة بالفظائع ضد المدنيين. مع ذلك، يظل العالم صامتا بشكل مخيف، وكأنه غافل عن محنتنا”.
“الخيام أصبحت رفاهية”
إن إغلاق المعابر الحدودية فضلًا عن الإغلاق القسري للمرفق الطبي الرئيسي في رفح، وهو مستشفى النجار، من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل لأولئك الذين بقوا في المدينة. يعيش مئات الآلاف من الأشخاص في خيام مؤقتة غالبًا ما تكون غير كافية لتلبية أبسط الوظائف الأساسية للمأوى، كما أنها غير مجهزة لإيواء الناس لعدة أشهر متتالية. وقد أصبح البحث عن الإمدادات الغذائية الأساسية منذ فترة طويلة بمثابة صراع يومي، وانتشرت الأمراض بشكل متزايد.
أدى الاكتظاظ الشديد وندرة السلع إلى جعل تلبية الاحتياجات الهائلة للسكان أمرًا مستحيلًا عمليًا على العدد المحدود من البائعين والموزعين. يضطر السكان إلى الوقوف في طوابير أمام المتاجر، وغالباً ما يحجزون أماكنهم قبل شروق الشمس لضمان حصولهم على السلع المتوفرة قبل نفادها.
من بين أولئك الذين يكافحون هشام يوسف أبو غنيمة، وهو نازح وأب لستة أطفال، يقيم في منطقة تل السلطان الجنوبية. مع عدم توفر وسائل نقل أخرى، يضطر أبو غنيمة إلى السير على الأقدام إلى وسط مدينة رفح كل يوم، وهي رحلة تستغرق ساعة ونصف في كل اتجاه، وقال: “إننا نعيش مأساة لا نهاية لها، عمري 34 سنة، وقد أصبح شعري رماديًا من كثرة الهموم والآلام التي نواجهها”.
عانت عائلة أبو غنيمة، التي تنحدر في الأصل من الشجاعية شرق مدينة غزة، من رحلة مروعة منذ بداية الحرب. بعد أن أجبروا على الفرار من منزلهم، بحثوا في البداية عن مأوى في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في الشمال قبل أن يتم تهجيرهم مرة أخرى إلى خان يونس. اتخذت محنتهم منعطفًا مدمرًا آخر عندما تعرّضوا لهجوم مفاجئ من قبل الجيش الإسرائيلي في خان يونس وأجبروا على الفرار، تاركين وراءهم ملابسهم وممتلكاتهم الشخصية.
قال أبو غنيمة: “أنا لا أفهم ما يحدث لنا، تجاوز الوضع حدود المنطق والعقل. قبل الحرب، كنت أسأل أطفالي ماذا يحبون أن يأكلوا، لكننا الآن نبحث عن أي طعام متوفر للبقاء على قيد الحياة. تريد أن تدفن نفسك عندما تبكي ابنتك وتطلب منك الحلوى. كيف يمكنني أن أجعلها تفهم الوضع الذي نعيشه؟ منذ سبعة أشهر ونحن نُقتل وهزلت أجسادنا إلى نصف حجمها، بعد كم من الوقت سيؤدي هذا إلى موتنا؟”.
واصفًا الظروف التي لا ترحم، يتحدث عن الصباح الذي تغمره الحرارة الخانقة والأمسيات المغطاة بالبرد القارس، وأضاف أن “العيش في خيمة في تل السلطان يعني الاختناق”، مع “عدم وجود هواء نقي” بسبب رائحة الدخان النفاذة ورائحة القمامة، “حتى أبسط الأشياء تكون معقدة: أخذ قيلولة، والجلوس بهدوء مع والدتك، والاستحمام، والشعور بالأمان، وعدم المعاناة من آلام الظهر أو الإرهاق بسبب النوم على الأرض”.
حسب أحمد مأمون، الذي نزح من مخيم البريج للاجئين وسط غزة عندما تعرض للقصف الإسرائيلي، ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التطبيع المتزايد للمعاناة. يدفع اليأس الناس إلى التنافس على ما يعتبر الآن انتصارات شخصية. قال مأمون: “لقد أصبحت الخيام ترفًا، إذا كان بينك وبين جارك متر، يحسدك الناس ويقولون أن لديك فتحة تهوية”.
مع ذلك، فإن احتمال تأمين مأوى أكثر استدامة ضئيل للغاية بسبب التحديات المتفاقمة للحرب. اضطر مأمون إلى صنع خيمة صغيرة لعائلته المكونة من سبعة أفراد من الخشب والبلاستيك بتكلفة حوالي 570 دولارًا. وأوضح أن “سعر المعدات التي اشتريتها يفوق سعرها الأصلي عدة مرات قبل الحرب الإسرائيلية، بسبب شح المواد الخام في الوقت الحالي”.
“المخيم بيئة خصبة للأمراض”
إن الغذاء والمأوى الملائم ليسا الضرورات الوحيدة التي يعاني السكان من نقصها في رفح. فكذلك الحال بالنسبة للمرافق الطبية، ويزداد الأمر سوءًا في أعقاب الهجوم الإسرائيلي المكثف. خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، قطع محمود جوهر البلعاوي (62 سنة) المسافة من مخيم تل السلطان إلى أقرب عيادة، وهي رحلة تستغرق ثلاث ساعات سيرًا على الأقدام، من أجل تأمين الأدوية الحيوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكري.
قال “أنا رجل مسن أجد نفسي مستنزفًا من الطاقة، وغير متأكد مما إذا كان يجب إعطاء الأولوية لصحتي، أو الاهتمام بأبنائي المحاصرين في الشمال، أو مواصلة نزوحنا إلى رفح. هنا، يبدو الجميع منشغلين ببقائهم على قيد الحياة، إنها دورة لا نهاية لها من الألم، وقد استنزفت ذهني وجسدي”.
كما أن الأمراض آخذة في الارتفاع نتيجة الاكتظاظ الشديد ونقص النظافة والمياه الجارية والرعاية الصحية الكافية. ومن أكثر الأمراض انتشارًا الكوليرا والتهاب الكبد، وكلاهما ينتشر عن طريق المياه الملوثة.
قالت فاطمة عاشور، وهي أم لثلاثة أطفال، لـ+972: “بالنسبة لنا، الحياة هنا تفتقر حتى لأبسط الضروريات، لا توجد حمامات نظيفة ولا صرف صحي. تتراكم القمامة على الأرض، ويلعب بها الأطفال، غير مدركين لخطورتها. كل يوم، أمشط شعر ابنتي، وأحارب هجمة القمل التي لا هوادة فيها. لا يمكنك أن تخطو خطوة واحدة دون أن تسيء إلى شخص آخر، نحن مكدسون مثل السردين، دون أي راحة في الأفق”.
قبل أسبوعين، بدأ زيد، ابن عاشور البالغ من العمر 6 سنوات، يصبح هزيلاً واصفرت عيناه بسبب اليرقان، وهو مؤشر على اعتلال كبده وعلامة منبهة لالتهاب الكبد. وهو الآن غير قادر على الحركة إلى حد كبير، ويرقد فاترًا بين ذراعي والدته، وعيناه باهتتان بسبب ثقل المرض.
يعد حجز موعد في أحد المستشفيات القليلة المكتظة بالمدينة أمرًا صعبًا للغاية، وحتى بمجرد تأمين الموعد، قد لا يكون هناك الدواء اللازم أو حتى أي أطباء متاحين. وفي هذه الأثناء، ومع عدم وجود مساحة للعزل، فإن رعاية زيد تهدد صحة عائلته بأكملها. وقالت عاشور بصوت أجش: “المخيم بيئة خصبة للمرض، ومع عدم إمكانية الحصول على المياه النظيفة أو الصرف الصحي المناسب، نحن جميعا في خطر”.
“نفس القتلة ونفس القتلى”
إن الظروف المعيشية صعبة لدرجة أن بعض النازحين يتساءلون عما إذا كان ينبغي عليهم الفرار من منازلهم أصلًا. قال أحمد هاني دريملي البالغ من العمر 26 سنة لـ +972: “كنت أفضّل مواجهة خطر الدبابات الإسرائيلية في الشمال بدلاً من تحمل العذاب المستمر لهذا الألم النفسي”.
والواقع أن مشهد مخيمات اللاجئين الجديدة الممتدة في مختلف أنحاء جنوب غزة يستحضر ذكريات مؤثرة لدى الفلسطينيين حيث يعيدهم إلى تجارب أسلافهم خلال النكبة. تقول أم علي حندوقة البالغة من العمر 72 سنة، والتي طُردت عائلتها من المجدل (مدينة عسقلان الإسرائيلية حاليًا) إلى قطاع غزة سنة 1948: “نحن نعيش كارثة جديدة، نزوحًا جديدًا، تفاصيله تكاد تعكس ما حدث قبل 76 سنة”.
استذكرت حندوقة ذكريات طفولتها في مخيم الشاطئ للاجئين، مستذكرة الصعوبات والظروف الصعبة التي عاشوها، وتحولت الخيام تدريجيًا إلى منازل خرسانية صغيرة بعد أن أصبح المؤقت واقعًا أكثر ديمومة، وتخشى حندوقة من احتمال مصير مماثل للمخيمات الجديدة في غزة.
قالت حندوقة: “أصداء القصص التي روتها لي والدتي عن النكبة تتردد في أذني، نفس المشاهد والتفاصيل تتكرر، نفس الظالم ونفس الضحايا، نفس القتلة ونفس القتلى”. وأضافت: “هربنا من الشمال خوفًا من دخول القوات الإسرائيلية إلى منازلنا وقتل أطفالنا أمام أعيننا، والخوف من اغتصاب النساء، وهذا هو نفس سبب فرار والدي من المجدل إلى غزة”.
المصدر: +972