ترجمة وتحرير: نون بوست
يكشف الأرشيف العثماني عن إجابة السؤال الذي طرحه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، “أين كان جدك؟”، على وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، على ضوء الاتهامات والافتراءات التي وجهها لفخر الدين باشا في تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
في هذا السياق، تكشف الوثائق العثمانية أنّ الجد الأكبر لعبد الله بن زايد، الشيخ زايد الذي عاش في القرن التاسع عشر، قد شن هجوما على قطر بدعم وتحريض من الإنجليز، حيث ارتكب جملة من جرائم النهب والسرقة. وقد كشف الكاتب في صحيفة خبر ترك، مراد بارداكجي، عن بعض الوثائق التابعة للأرشيف العثماني، التي تتعلق بالجد الأكبر لعبد الله بن زايد، وما فعله في قطر.
جد عبد الله بن زايد والإنجليز
تكمن الإجابة عن هذا السؤال في وثائق الأرشيف العثماني، التي أظهرت كيف قدم الإنجليز الدعم الكامل للشيخ زايد وعشيرته في حملته ضد قطر، حيث سرق وقتل ونهب الأهالي. وتلخص لنا هذه الوثائق ما عاشه الخليج من أحداث في نهاية القرن التاسع عشر وحتى بداية الحرب العالمية الأولى، حيث بذل الإنجليز جهودا حثيثة لكسب شيوخ العشائر الخليجية لصفهم، علما بأن الخليج كان خاضعا لإدارة الدولة العثمانية. وفي سبيل تحقيق غايتهم، قدم الإنجليز دعما سياسيا لشيوخ العشائر حتى يقفوا في وجه إسطنبول، ووزعت عليهم الأموال والسلاح.
تشير أحد الوثائق أن شيخ أبوظبي، الشيخ زايد، قد شن هجوما على قطر، وارتكب مجازر في حق الأهالي ونهبهم
لكن، كان شيخ قطر الوحيد الذي بقي صامدا في وجه الإنجليز، وقد رفض الانصياع لهم، وبقي تابعا لإدارة الدولة العثمانية، ونأى بنفسه بعيدا عن مخططات الإنجليز. في المقابل، كان شيوخ الإمارات السبع، في ذلك الوقت، وخصوصا شيوخ أبوظبي، على تماس مباشر ومتواصل مع الإنجليز. وقد شنوا هجوما على قطر بدعم إنجليزي، حيث قتلوا الشعب ونهبوا أمواله وسرقوه. وعلى خلفية هذا العدوان، لجأ العديد من سكان قطر إلى البحرين. وإلى جانب شيوخ أبوظبي، قرر شيوخ الشارقة المشاركة في هذه الحملة بعد أن كانوا محايدين.
من جهتها، تابعت إسطنبول كل حيثيات هذه الهجمات التي كانت تشن من قبل شيوخ أبوظبي على قطر، فكانت ترسل الأوامر إلى الولاة والمديرين وكل المسؤولين التابعين للدولة العثمانية في الخليج. وفي بعض الأحيان، كانت الدولة العثمانية ترسل القوات العسكرية لمحاولة منع شيوخ أبوظبي من مواصلة هذا العدوان ومنع عصيانهم.
في هذا الإطار، نقدم لكم بعض الوثائق من الأرشيف العثماني، التي توضح التدابير التي اتخذتها الدولة العثمانية ضد الشيخ زايد، شيخ أبوظبي في ذلك الوقت، من أجل ردع الأعمال العدوانية المسلطة على قطر بدعم من الإنجليز. وفيما يلي، عرض لبعض هذه الوثائق مرتبة وموثقة وفق سجلها ورقمها في فهرس الأرشيف العثماني:
– د ه. ش ف ر(DH.ŞFR) 137/1: وثيقة معلوماتية تشير إلى أن شيخ أبوظبي، الشيخ زايد، قد شن هجوما على قطر، وارتكب مجازر في حق الأهالي ونهبهم. وقد قُتل إثر هذا الهجوم ابن محافظ قطر، جاسم الصانع، الذي أراد الانتقام لمقتل ابنه. لذلك هاجم هو الآخر الشيخ زايد وحدثت معارك بينهما راح ضحيتها العديد من القتلى.
– د ه. م ك ت(DH.MKT) 1719/23: أُرسلت هذه الوثيقة من أجل منع التابعين للشيخ زايد في منطقة عُمان من شراء الأحصنة وتزويده بالقوات العسكرية، وفي الوثيقة بلاغ لإسطنبول بأنّ الشيخ زايد أعلن أنه سيهجم على قطر، وتأكيد على أن كل ذلك يتم بتحريض من الإنجليز.
تظهر الوائق انتقال ما يقارب مائتي أسرة من قطر بعد الأحداث الدموية، إلى جزر البحرين، وكيف جاءت تعزيزات عسكرية عثمانية من الطائف بعد بيان الشيخ زايد بأنه سيهاجم قطر
– د ه. م ك ت(DH.MKT) 1623/133: وثيقة استخباراتية تشير إلى أنّ التوتر الحاصل بين شيخ أبوظبي، الشيخ زايد، وبين محافظ قطر، جاسم الصانع، سيجعل الأهالي يعبرون نحو إيران. كما تنقل الوثيقة خبرا لإسطنبول بأنّ الشيخ زايد ينوي الهجوم على قطر ويعمل على نقل قواته العسكرية إلى هناك.
إحدى وثائق التعليمات والأوامر التي أرسلتها الشؤون الداخلية في الدولة العثمانية إلى الولاة والإداريين في الخليج حول الأنشطة التخريبية التي يقوم بها شيخ أبوظبي (د ه. م ك ت DH.MKT 1719/23)
– د ه. ش ف ر(DH.ŞFR) 358/115: تتحدث الوثيقة عن قيام حاكم مسقط، سعيد فيصل، بترتيب لقاء بين القنصلية الإنجليزية وبين الشيخ زايد على متن سفينة حربية إنجليزية. وقد حضر كذلك الشيخ مكتوم، وشيخ الشارقة، الشيخ عبد الرحيم، الذي لم يوافق على خططهم وأخبر القنصل الإنجليزي بأنه لن يساعد بقية الشيوخ في تنفيذ هذا المخطط. كما تحتوي الوثيقة على معلومة استخباراتية حول إدخال أسلحة بصورة سرية عن طريق سفن البريد التابعة لإنجلترا، والتي ربما تكون مخصصة لعشيرة الشيخ زايد.د
– د ه. م ك ت (DH.MKT) 1609/33: تطالب الوثيقة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الأحداث الدموية بين عشيرة شيخ أبوظبي الشيخ زايد، وبين محافظ قطر جاسم الصانع، وضرورة اتخاذ التدابير الرادعة للحيلولة دون تكرر ذلك.
– د ه. م ك ت (DH.MKT) 1605/115: تطالب الوثيقة بضرورة زيادة عدد القوات العسكرية بعد نية الأهالي العبور نحو الحدود الإيرانية بسبب حالة العداء بين محافظ قطر جاسم الصانع، وشيخ أبوظبي الشيخ زايد.
– د ه. م ك ت (DH.MKT): تظهر الوثيقة انتقال ما يقارب مائتي أسرة من قطر بعد الأحداث الدموية، إلى جزر البحرين، وكيف جاءت تعزيزات عسكرية عثمانية من الطائف بعد بيان الشيخ زايد بأنه سيهاجم قطر. كما جاي في الوثيقة طلب بإرسال سفينة حربية إلى قطر من القيادة البحرية العثمانية في البصرة.
في الحقيقة، تقدم كل هذه الوثائق الإجابة الدقيقة للسؤال الذي طرحه أردوغان على عبد الله بن زايد عندما قال له: “أين كان جدك عندما كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة؟”. ويعتبر هذا مجرد جزء بسيط من الوثائق المتعلقة بتاريخ الجد الأكبر لعبد الله بن زايد من الأرشيف العثماني، التي تظهر قيامه بهجوم دموي مستمر على قطر بدعم من الإنجليز، ونهبه وسرقته للأهالي، ولا تزال في الأرشيف العثماني العديد من الوثائق الأخرى التي تكشف تاريخ جد عبد الله بن زايد.
إحدى الرسائل المشفرة التي تم إرسالها إلى إسطنبول حول جرائم السرقة والنهب التي ارتكبها الشيخ زايد، شيخ أبوظبي (د ه. ش ف ر DH.ŞFR 137/1)
المصدر: خبر7