ترجمة وتحرير: نون بوست
صرحت بطلة العالم في الشطرنج، آنا موزيتشوك، أنها لن تدافع عن ألقابها في خضم البطولة التي تجرى الآن في المملكة العربية السعودية. ويعزى عزوف موزيتشوك عن المشاركة إلى الطريقة التي تعامل بها المرأة هناك على اعتبارها “كائنا من الدرجة الثانية”. وقد رفضت الأوكرانية موزيتشوك السفر والمشاركة في هذا الحدث الرياضي على الرغم من بوادر الإصلاح المتواضع الذي تشهده المملكة في ظل حكم ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان.
في هذا الصدد، أفادت موزيتشوك، قائلة: “لقد فزت بلقبين قبل سنة فقط، وقد كنت أسعد شخص في عالم الشطرنج حينها. ولكن هذه المرة أشعر بشيء من الأسى، وأنا مستعدة للتمسك بمبادئي وعدم المشاركة في هذا الحدث، الذي قد يكسبني خلال خمسة أيام ما قد أحصل عليه في عدة فعاليات مجتمعة”.
رجح الكثير من الأشخاص أن السعوديين قد دفعوا 1.5 مليون دولار (750 ألف جنيه إسترليني) من أجل استضافة البطولة للمرة الأولى. وقد ادعى الاتحاد الدولي للشطرنج، الهيئة الإدارية لهذه الرياضة، أن السلطات السعودية قد حققت نجاحا كبيرا من خلال سماحها للنساء بالمشاركة في هذه الفعاليات وهن مرتديات قمصان بيضاء تغطي الرقبة وسراويل زرقاء أو سوداء عوضا عن ارتداء عباءات تغطي الجسم بأكمله. في المقابل، لم تكن هذه الإجراءات كافيا بالنسبة آنا موزيتشوك، حيث كتبت على موقع فيسبوك، قائلة: “سأخسر لقبين عالميين في الشطرنج، الواحد تلو الآخر، فقط لأنني قررت عدم الذهاب إلى المملكة العربية السعودية، وعدم اللعب وفقا لقواعد الآخرين، وأن لا أرتدي العباءة، وأن لا ألزم بالخروج مع مرافق. باختصار، أنا لا أريد أن أشعر بأنني كائن من الدرجة الثانية”.
قبل سنتين كانت لعبة الشطرنج نفسها محل إدانة دينية في السعودية، حيث صرح مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن هذه اللعبة محظورة في الإسلام، لأنها مضيعة للوقت وقد تؤدي إلى ممارسة القمار
وتجدر الإشارة إلى أن آنا موزيتشوك قد فازت ببطولة العالم للشطرنج السريع، حيث يمنح كل طرف في اللعبة 15 دقيقة لإتمام كل حركاته، وشطرنج الحرب الخاطفة، التي يمنح خلالها الطرفان 10 دقائق لإنهاء المباراة. وذكرت الأوكرانية أنها ونتيجة لرفضها المشاركة في البطولة المقامة في السعودية ستخسر لقبين عالميين. وذكرت أن شقيقتها، لاعبة الشطرنج من الطراز العالمي، لن تشارك في هذه البطولة أيضا.
من جانب آخر، تعتبر محاولة المملكة لاستضافة هذه البطولة بالإضافة إلى تساهلها مع طبيعة الزي الرسمي للنساء المشاركات، بمثابة استمرارا للإصلاحات الطموحة التي دعا لها الأمير محمد بن سلمان، بما في ذلك السماح للمرأة بقيادة السيارات مع دخول شهر حزيران/ يونيو المقبل. وقد أثارت هذه الخطوات حفيظة أصحاب الفكر المتشدد في المملكة. وفي شهر تشرين الثاني/ أكتوبر، أعلنت المملكة العربية أن بعض القوانين الصارمة المتعلقة بالفصل بين الجنسين ستخفف وذلك بغية السماح للمرأة بالدخول إلى الملاعب الرياضية للمرة الأولى. ومن المتوقع أن ترفع المملكة الحظر العام المسلط على دور السينما وأن تشجع الاحتفالات المختلطة بين الجنسين.
قبل سنتين كانت لعبة الشطرنج نفسها محل إدانة دينية في المملكة العربية السعودية، حيث صرح مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن هذه اللعبة محظورة في الإسلام، لأنها مضيعة للوقت وقد تؤدي إلى ممارسة القمار. خلافا لذلك، وعد الأمير محمد بن سلمان في أيلول/ سبتمبر بأن مملكته، التي ينظر إليها منذ أمد بعيد على أنها مصدر للإسلام المتزمت الذي يعتنقه الجهاديون في جميع أنحاء العالم، ستعود إلى ما كانت عليه من قبل، أي بلد الإسلام المعتدل المتسامح مع العالم وبقية الأديان.
عموما، صاحبت هذه البطولة جملة من التوترات، على غرار رفض منح اللاعبين الإسرائيليين تأشيرات دخول للمملكة، بالإضافة الشكوك المتعلقة بمشاركة لاعبين إيرانيين وقطريين. وقد صرح اتحاد الشطرنج في إسرائيل أنه سيسعى للحصول على تعويضات من الاتحاد الدولي للشطرنج بعد رفض منح لاعبيه تأشيرات للمشاركة في البطولة المقامة في السعودية.
المصدر: الغارديان