“إنذار – إنذار- إنذار، إلى الفلسطينيين الخونة المتعاونين مع التكفيريين والوهابيين والغاصبين والبعثيين الموالين لصدام، وخاصّة مَنْ يقطنُ حي الدورة منهم. ننذركم بأنّنا سنطردكم جميعاً إنْ لم تغادورا المنطقة بأنفسكم خلال 10 أيام. وقد أعذر من أنذر –سرايا الحساب-“. أحد البيانات المحرّضة على اللاجئين الفلسطينين في العراق إبّان الاحتلال الأمريكيّ عام 2003، سرايا الحساب وجيش المهدي وفيلق بدر وغيرها، أسماء لميليشيات شيعيّة مسلّحة في العراق جعلت من 34000 لاجيء فلسطيني هدفاً لها، بين قتلٌ على الهوية وتهجير وتعذيب وحالات اختفاء قسريّ.
اللاجئون الفلسطينيون تلك القضية المؤجّلة إلى مفاوضات الوضع النهائيّ مع العدو الصهيونيّ تتوق الحكومة الصهيونيّة لمَنْ يعمل على تصفيتها في كل بُقعة أرض يسكنها لاجئ فلسطينيّ يخلقُ وجوده أزمة حقّ العودة، وفي العراق وبعد عام 2003 لم تعُد هذه مشكلة، (فالقدس تمرُّ بأعناق الفلسطينيين) بهذا الشعار يمكن وصف المرحلة آنذاك خارج جلجلة البروباغندا الإيرانية.
يذكر التقرير محاولات الفلسطينيين لتزييف لهجتهم الفلسطينيّة على الحواجز إلى اللهجة العراقيّة خوفاً من كشف الميليشيات لهم، بالإضافة إلى إتلافهم وثائقهم الزرقاء المعنونة بـ(الجمهورية العراقيّة: وثيقة سفر فلسطينيّة)
( لا مفرّ ) عنوان تقرير منظمة حقوق الإنسان الصادر في الثلاثين من نيسان لعام 2006 الخاصّ بوضع الفلسطينيين في العراق والذي وصفته بالخطير، في إشارتها إلى عدم قدرة اللاجىء الفلسطيني على إيجاد ملجأ له خارج العراق، فدول المنطقة تغلق حدودها بإحكام مع استثناءات قليلة وعارضة أمام اللاجئين الفلسطينيين الفارّين من الاستهداف العرقي الطائفي في العراق كما يؤكّد التقرير، وجاء في تصريح “رون ريدموند” الناطق باسم المفوضيّة العليا لشؤون اللاجئين في حينها: “بعض الأطراف العراقيّة تعتبر الفلسطينيين بوصفهم من المسلمين السنّة من جملة أعدائها، رغم عدم مشاركتهم في الصراعات الداخليّة”.
يذكر التقرير محاولات الفلسطينيين لتزييف لهجتهم الفلسطينيّة على الحواجز إلى اللهجة العراقيّة خوفاً من كشف الميليشيات لهم، بالإضافة إلى إتلافهم وثائقهم الزرقاء المعنونة بـ(الجمهورية العراقيّة: وثيقة سفر فلسطينيّة)؛ خشية أن تقع بأيدي الميليشيات حيث كانت تشكّل هذه الوثيقة حكماً بالإعدام لحاملها.
سجّلت الأرقام حتى عام 2007 ما يزيد عن 500 قتيلاً فلسطينياً ضحية إرهاب المليشيات الشيعيّة المسلّحة و1881 حالة انتهاك تعرّض لها فلسطينيو العراق جرّاء الممارسات الطائفيّة من قبل الميلشيات الشيعيّة المموّلة من إيران، وتحدثت الشهادات التي وثّقتها منظمة حقوق الإنسان للفلسطينيين اللاجئين عن فرق مسلّحة لملثمي ميلشيا شيعيّة كانت تتجوّل في الأحياء تسأل عن أماكن سُكنى الفلسطينيين وتهدّدهم بالقتل أو مغادرة العراق، بالإضافة إلى تلقي الفلسطينيين لرسائل تهديد على هواتفهم النقّالة تأمرهم بمغادرة العراق فوراً، كما كثّفت وسائل الإعلام والصحف العراقيّة المواليّة لإيران من حملات تحريضها ضد الفلسطينيين هناك واتهامهم بالإرهاب والانتماء إلى تنظيم القاعدة.
المليشيات الشيعية في العراق تأتمرُ بمن يُسلّحها وينفقُ على محاربيها شأنها كشأن جميع فرق مرتزقة الموت حول العالم، وهو جنرال واحد مَن ينصاع إليه الرصاص الطائفيّ المدفوع إيرانيّاً في العراق، يُلقّبونه بـــ “جناب الحاجي قاسم سليماني” في العراق أو (شهيد زنده) بالفارسية
حُمى الاستهداف الممنهج لتصفية فلسطينيي العراق من قبل المليشيات الشيعية دفعت بالمرجع الشيعي الأعلى “السيّد علي الحسيني السيستاني” إلى إصدار فتوى خاصّة تُحرّم مهاجمة الفلسطينيين وممتلكاتهم، إلّا أنّ الأمر كان يتطلّب أكثر من مُجرّد فتوى لإيقاف استحلال الدم الفلسطينيّ وتصفية اللاجئين الفلسطينيين في العراق، المليشيات الشيعية في العراق تأتمرُ بمن يُسلّحها وينفقُ على محاربيها شأنها كشأن جميع فرق مرتزقة الموت حول العالم، وهو جنرال واحد مَن ينصاع إليه الرصاص الطائفيّ المدفوع إيرانيّاً في العراق، يُلقّبونه بـــ “جناب الحاجي قاسم سليماني” في العراق أو (شهيد زنده) بالفارسية والتي تعني الشهيد الحيّ بالعربية كما يلقبّونه في إيران، رجل عُرف بـ (مُحرّك الدُمى في الشرق الأوسط)، العقل العسكري المدبّر لعمليات الميلشيات الشيعيّة في العراق منذ عام 2003 حتى غدا المستشار الأمني والعسكري للدولة العراقية.
ميلشيات “فيلق بدر” و”جيش المهدي” تقدمتا رأس قائمة المليشيات المُتهمة بتصفية فلسطيني العراق، وفي صورة لسليماني يحتضنُ هادي العامري قائد فيلق بدر في إحدى معارك الحشد الشعبي تُختصر حقيقة علاقة الجنرال بهذه الميليشيا المتورطة بقتل فلسطينيي العراق، وفي عام 2008 وبكلمة من سليماني لمقتدى الصدر انتهى الاقتتال ما بين الجيش العراقيّ وجيش المهدي، فإلى هذا الحدّ مُتجذرٌ نفوذ سليماني في قرارات وسياسات المليشيات الشيعيّة في العراق.