لو كنت من طلاب جامعة الأزهر في مصر، فإنه أصبح محتماً عليك الإمضاء على تعهد بعدم ممارسة “أعمال سياسية” حتى يسمح لك بالإقامة في السكن الجامعي.
هذا الخبر جاء على لسان نائب رئيس جامعة الأزهر أحمد حسني حيث قال أن: “إدارة الجامعة اشترطت على الطلاب الذين يحق لهم الإقامة خلال الفصل الدراسي الثاني في المدن السكنية التابعة للجامعة، الموافقة على إقرار يتضمن التعهد بعدم ممارسة أعمال سياسية أو الدعوة لمظاهرات”.
وأضاف حسني أن لن يسمح للطالب بالالتحاق بسكن الجامعة -المدن الجامعية- في مختلف أنحاء البلاد، إلا بالموافقة على هذا الإقرار، مشيرا إلى أنه في حال مخالفه تلك الضوابط “يتم فصل الطالب على الفور، وعدم تسكينه بالمدينة مرة أخرى”.
ويأتي هذا القرار بعد العديد من الأنشطة التي قام بها طلاب السكنات الجامعية التابعة للأزهر خلال الفصل الدراسي الأول (سبتمبر 2013 – يناير 2014) حصل على إثراها اشتباكات مع قوات الأمن الذين اقتحموا السكن لاعتقال العشرات من الطلاب أكثر من مرة، سقط على إثراها قتلى وجرحى من الطلاب.
ويبلغ عدد المدن الجامعة التابعة لجامعة الأزهر 23 مدينة جامعية، موزعة في 8 للطلاب و15 للطالبات في 8 مدن مصرية، حيث تتسع بشكل كامل لـ 32 طالب وطالبة.
وخلال فترة شهري الإجازة بين الفصلين التي تم تمديدها لتصبح كذلك بفعل الأحداث الجارية، عاد الطلاب ليلحظوا أن أسوار الجامعة قد تعرضت لكثير من الاصلاحات والدهان، الأمر الذي لم يستمر كذلك مع أول يوم، حين بدأ الطلاب يومهم الدراسي الأول بكتابة عبارات مناهضة للسلطات الحالية على جدران وأسوار الجامعة من الخارج لتتوارى معها معالم هذه التجديدات.
ومما كتب الطلاب كانت عبارات”انتفاضة الأزهر الثانية” ، “أوفياء لدماء الشهداء”، “طلاب شهادة”، مشيرين بذلك إلى عودتهم للتظاهر كما اعتادوا في الفصل الدراسي الأول.
وطالبت العبارات العديد من مؤسسات شخصيات الدولة الحالية، على رأسها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي و وزارة الداخلية، حتى أن العبارات طالبت شيخ الأزهر ذاته أحمد الطيب، وكان منهاا: “يسقط شيخ العسكر” ، “سيسي خاين” ، “الداخلية بلطجية”.
وكان موقف الأزهر والعديد من شيوخه على رأسهم شيخ الأزهر أحمد الطيب مؤيداً للانقلاب العسكري، حيث ظهر أحمد الطيب في بيان الانقلاب مع آخرين إلى جانب عبد الفتاح السيسي، وسكتوا على قتل المعتصمين في ميدان رابعة والنهضة، وكذلك عن كثير من الممارسات بحق القيادات من الاخوان المسلمين أو النشطاء الثوريين من الاعتقال والتعذيب.
وتناقل طلاب الجامعات على صفحات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوضح سبب تأجيل الدراسة في الجامعة، ومؤكدين عودتهم للتظاهر مع بداية الفصل الثاني الجاري.
حركة “َضد الانقلاب” بجامعة الأزهر المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي قالت على صفحتها على فيسبوك “افتتحت الان حركة طلاب ضد الانقلاب جامعة الازهر الاسوار المحيطة بالجامعة وكتابة العبارات التمهيديه لانطلاقة الانتفاضة الثانية”.
القيادي في حركة “َضد الانقلاب” معاذ محمد قال لوكالة الأناضول: أن “الطلاب تعمدوا كتابة تلك العبارات في أول ساعة من الفصل الدراسي الثاني لتكون رسالة للسلطة الحالية في مصر وإدارة الجامعة أن الأسوار العالية والتي نعتبرها أسوار عازلة كجدار برلين، والممارسات القمعية لن تحول بين طلاب الأزهر وبين حراكهم السلمي لحين تحقيق كافة مطالبهم وعلى رأسها الإفراج عن المعتقلين والمعتقلات من طلاب الأزهر”.
وكانت الجامعة قد شهدت على مدار الأسابيع الماضية مزيدا من التحصينات والتجهيزات استعدادا للتظاهرات المتوقعة للطلاب خاصة مؤيدي مرسي، شملت تركيب كاميرات داخل كليات الجامعات لرصد تحركات المظاهرات، وبناء سور عازل ما بين الجامعة والمدينة الجامعية، وزيادة أعداد الأمن الإداري التابع للجامعة داخل الحرم الجامعي، في الوقت الذي قامت إدارة الجامعة بإنشاء حواجز حديدية وخرسانية حول المباني الإدارية بالجامعة تحسبا لمظاهرات الطلاب.