في 28 من ديسمبر/كانون الأول، خصّ الرئيس الأمريكي صحيفة نيويورك تايمز بمقابلة مرتجلة دامت نصف ساعة، وقد قمنا بتفحّص النص الحواري لنقدّم جولة سريعة تشمل الادعاءات الكاذبة أو المضللة أو المشكوك فيها التي أدلى بها الرئيس بمعدل ادعاء واحد كل 75 ثانية، وتجدر الإشارة إلى أن بعض مقاطع المقابلة لم يقع بثّها، وبالتالي، قد يكون معدل الادعاءات الكاذبة في الدقيقة أعلى من المذكور آنفًا.
“لقد قال كل الديمقراطيين تقريبًا إن التواطؤ لم يحدث، ليس هناك تواطؤ… لقد رأيت ديان فاينشتاين على شاشة التلفاز وهي تقول إنه لا وجود للتواطؤ”.
في الحقيقة، يبدو أن ترامب كان يشير إلى مقابلة مع السيناتور ديان فاينشتاين (من كاليفورنيا)، وهي عضو في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ التي لم تصرح بشكل قاطع بعدم وجود تواطؤ وكانت إجابتها عوضًا عن ذلك أكثر دقة، فعندما سألها جيك تابر من شبكة “سي إن إن” في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عما إذا كانت “قد لاحظت وجود مؤشرات على وصول رسائل إلكترونية إلى القائمين على حملة ترامب”، أجابت “ليس إلى غاية الآن”، ومن ثم، سأل تابر السيناتور “هل رأيت أي اتصالات توحي بأن حملة ترامب أرادت إطلاقها من خلال وسائل مختلفة؟ لتجيب فاينشتاين “لا لم أرَ ذلك”.
“أعتقد أنه قد تم إثبات عدم وجود تواطؤ”
على الرغم من أن ترامب يمتلك الحق في التعبير عن رأيه الخاص، فإنه يتحاشى حقيقة أن التحقيق كشف عن تفاعل أعضاء من حملته مع الروس لنحو 31 مرة على الأقل على امتداد فترة الحملة، كما أن هناك ما لا يقل عن 19 اجتماعًا معلومًا، بالإضافة إلى الاتهامات أو الإقرار بالذنب المتعلقة بمدير حملته الانتخابية، ومستشار الأمن القومي وغيرهما.
“كان هناك تواطؤ بين الروس والديمقراطيين، الكثير من التواطؤ.. وذلك ابتداء من “الملف” الروسي، لكن مع التطرق إلى عناصر أخرى كثيرة، بالإضافة إلى شركة بوديستا”.
اتهم ترامب زورا مدير حملة كلينتون جون بوديستا، بتورطه مع شركة روسية، والجدير بالذكر أن توني بوديستا شارك في تأسيس “مجموعة بوديستا”، وهي شركة ضغط سياسي، رفقة شقيقه جون، إلا أن مقر الشركة يقع في الولايات المتحدة، وليس في روسيا، ومن المرجح أن ترامب يشير إلى تقاضي “مجموعة بوديستا” 170 ألف دولار على امتداد ستة أشهر لتمثيل “سبيربنك”، وهو بنك روسي.
من جهتها، أوضحت مجموعة بوديستا أن عملها لصالح “سبيربنك” في الولايات المتحدة “لم يهدف يوما إلى رفع العقوبات” بل “اقتصر على المساعدة على توضيح إلى أي مدى كان عميلنا، أي الفرع الأمريكي لسبيربنك، عرضة للعقوبات. وقد أكدنا أنهم ليسوا عرضة لذلك”.
أما فيما يتعلق بالتواطؤ المزعوم بين الديمقراطيين وروسيا، فيشير ترامب إلى حقيقة أن شركة “فيوجن جي.بي.إس”، وهي شركة الأبحاث السياسية التي جمعت “الملف” الروسي كجزء من مهمة للديمقراطيين، اعتمدت على عميل في المخابرات البريطانية الذي استخدم المصادر الروسية في بحثه، وهو ما يمثل اتساعا كبيرا للمسألة.
“لقد فزت لأنني قدت حملتي الانتخابية على النحو الصحيح وهو ما لم تفعله هيلاري كلينتون، لقد قادت حملتها من أجل التصويت الشعبي، في حين قمت بحملتي من أجل المجمع الانتخابي”.
في الواقع، ليس هناك دليل على أن هيلاري كلينتون قادت حملتها الانتخابية من أجل التصويت الشعبي، وهو ما قال ترامب إنه كان سيفوز به لولا الاحتيال الذي مارسته كلينتون، وقد قادت كلينتون حملتها في العديد من الولايات الحاسمة، بما في ذلك الولايات التي تؤيد الجمهوريين، حيث كانت تظن أنها تحظى بفرصة الفوز فيها.
في المقابل، لم تقد كلينتون حملتها بالكثافة ذاتها في ولايتي ميشيغان وويسكونسن، حيث ظن الديمقراطيون أن فوزهم فيهما مضمون، إلا أن ترامب فاز فيهما بفارق ضئيل. في السياق ذاته، فازت كلينتون بالتصويت الشعبي بحوالي ثلاثة ملايين صوت. وفي حال تم تحويل 40 ألف صوت في ثلاث ولايات، لخسر ترامب المجمع الانتخابي أيضا.
“لقد عمل بول مانافورت لصالحي لبضعة أشهر فقط”
تجاوز ترامب بخفة حقيقة أن مانافورت، الذي يقع الآن تحت طائلة الاتهامات، كان مدير حملته خلال الفترة الحرجة التي أمّن فيها ترشح ترامب وتلقّاه في مؤتمر الجمهوريين.
“كان هناك تواطؤ كبير من جانب الروس والديمقراطيين، ولم يكن هناك تواطؤ فيما يتعلق بحملتي”.
يعتبر هذا بيانا خاطئا، إذ لم تظهر أدلة تُذكر على أي تواطؤ بين الديمقراطيين وروسيا، في حين ظهرت أدلة على العديد من الاتصالات بين المسؤولين في حملة ترامب وأفراد على علاقة بروسيا. وفي وقت سابق من هذه السنة، خلص كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “كان يتوق إلى المساعدة على الرفع من فرص انتخاب الرئيس ترامب إن أمكن ذلك من خلال تشويه سمعة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في معارضة لها لوقوفها في وجه ترامب”.
في 30 كانون الأول/ ديسمبر، أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي قد بدأ لأن أحد المساعدين في حملة ترامب أخبر ديبلوماسيا أستراليا في أيار/ مايو سنة 2016 أن الروس تمكنوا من اختراق رسائل البريد الإلكتروني التي من شأنها إحراج كلينتون، وذلك قبل وقت طويل من انطلاق البحث في “الملف”. ومن ثم، أبلغت الحكومة الأسترالية نظيرتها الأمريكية بشأن هذه المحادثة.
“ما فعلته هو أنني أمتلك الحق المطلق لفعل ما أريده مع وزارة العدل”
لا يمتلك الرؤساء الحق المطلق للتدخل في تحقيقات وزارة العدل، إلا في حال كانوا يسعون بنشاط وراء إحداث أزمة دستورية.
“لقد كنت أنا الشخص الذي أنقذ قطاع الفحم، وكنت أنا من وفّر الوظائف، وتعلمون أن أوضاع فرجينيا الغربية جيدة للغاية الآن”
ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في ولاية فرجينيا الغربية بنسبة ثلاثة بالمائة خلال الربع الأول من سنة 2017. أما العثرة الأخيرة فتُعزى جزئيا إلى ارتفاع أسعار الفحم الذي يخضع لعملية التعدين، والذي يُستخدم في صناعة الفولاذ، فضلا عن ارتفاع أسعار صادرات الغاز الطبيعي. وتجدر الإشارة إلى أن فرجينيا الغربية تنتج حوالي خمسة بالمائة من الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، وبالنظر إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، يزداد الطلب على الفحم، وهو ما يشجع النمو في الولاية.
مع ذلك، لا يمكن لترامب نيل الفضل في التغيير الطارئ على الأسعار الذي يتأرجح وفقا لقوى السوق، علما وأنه قد تم تكذيبه في أربع مناسبات بسبب هذا الادعاء، إلا أنه لا ينفك عن ترديده. أما بالنسبة “لإنقاذ قطاع الفحم”، فبالكاد سجلت صناعة الفحم نموا في الوظائف منذ تولي ترامب الرئاسة. ووفقا لما أفاد به مكتب إحصاءات العمل، لم تُوفر سوى 900 وظيفة في صناعة الفحم منذ أن أصبح ترامب رئيسا، أي بزيادة تساوي أقل من ثلاثة بالمائة.
“هناك تواطؤ هائل مع الروس ومع الحزب الديمقراطي، بما في ذلك كل الأمور التي حدثت مع الرجل الباكستاني، مهما كان ما حدث معه، والذي كان على علاقة بالاثنين، بغض النظر عما حدث لهذا الرجل الباكستاني الذي عمل مع اللجنة الوطنية الديمقراطية؟”
في هذا الصدد، يردد ترامب نظرية المؤامرة التي مفادها أن قضية جنائية تشمل اختصاصي تكنولوجيا المعلومات الباكستاني الذي عمل لصالح ديبي واسرمان شولتز، التي ترأست اللجنة الوطنية الديمقراطية، كانت بطريقة ما مرتبطة بالاختراق الروسي لرسائل البريد الإلكتروني التابعة للجنة. علاوة على ذلك، تنطوي القضية على قرض احتيالي في غياب أي أدلة لربطه بتحقيق روسيا.
“لقد اختلقوا القصة الروسية لتصبح خدعة، وحيلة، وذريعة لخسارة انتخابات يجب، من الناحية النظرية، أن يفوز بها الديمقراطيون دائما بفضل المجمع الانتخابي. لقد كان المجمع الانتخابي أكثر ملاءمة للديمقراطيين”.
يشير ترامب، في هذا السياق، إلى التحقيقات غير الحزبية التي قدمها الديمقراطيون. وقد أكدت وكالة الاستخبارات المركزية بأن روسيا قد تدخلت في الانتخابات الرئاسية لسنة 2016 من أجل دعم المرشح دونالد ترامب، كما أكد هذا التوجه مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كوماي، ثم مدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر. كما كشفت اللجنة الاستخباراتية عن تقرير سري يحظى بثقة عالية في هذه القضية. وقد بدأت لجان في الكونغرس والبيت الأبيض بقيادة الحزب الجمهوري في إجراء تحقيقات خاصة بها، وتم تعيين مدعي عام مختص للنظر في القضية.
من جانب آخر، لا يمتلك الديمقراطيون ولايات ثابتة داعمة في المجمعات الانتخابية، فوفق الإحصائيات التي أجراها جون بيتني في كلية كليرمونت ماكينا، فإن جميع الرؤساء الجمهوريين، انطلاقا من رذرفورد هايز سنة 1876، قد فازوا بقدر أكبر من أصوات المجمعات الانتخابية أكثر من ترامب، باستثناء جورج بوش في مناسبتين وريتشارد نيكسون سنة 1968.
“لقد قدمت الدعم لسترانج، لقد أضفت له 20 نقطة. حتى تفهم ما أقول لك؛ عندما دعمته كان في المرتبة الخامسة، ثم صعد إلى الأعلى بعشرين نقطة”
تشير استطلاعات الرأي إلى أن تأييد ترامب لم يحدث فرقا كبيرا في سباق مجلس الشيوخ في ولاية ألاباما، ففي الواقع خسر لوثر سترانج أمام روي مور بفارق يفوق ما اقترحته استطلاعات الرأي، في الوقت الذي أيد فيه ترامب سترانج. وفي حين صرح ترامب بأن سترانج كان في المرتبة الخامسة، لم يكن هناك إلا ثلاثة مرشحين في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
“لقد ساندت روي مور مرشح عضو مجلس الشيوخ عن ألاباما، وقد اقترب من الفوز بفضل الدعم الذي قدمته له. الناس لا يصرحون بهذا، فهم يقولون فقط ‘لقد خسر دونالد ترامب’. ولكن هذا صحيح، لقد قدمت له الكثير”.
قد تختلف استطلاعات الرأي حول هذا الموضوع ولكن هناك بعض الحقائق التي لا يمكن إخفاؤها في هذه القضية. في الحقيقة، لقد خسر مور في ولاية كان الديمقراطيون يهزمون فيها بفارق الضعف.
“لقد أنفقنا قبل شهر تقريبا من الآن سبعة تريليون دولار في الشرق الأوسط. فالوضع هناك أسوأ مما كان عليه قبل 17 سنة… سبعة تريليون دولار”
إن ترامب، الذي صرح سابقا بأن النفقات في الشرق الأوسط قدرت بستة تريليون دولار، قد جمع تكاليف الحرب في العراق وأفغانستان التي بلغت 1.6 تريليون دولار بين سنة 2001 و2014. وقد أضاف في هذه الحالة النفقات المستقبلية كخلاص الفائدة على الدين والرعاية الصحية الخاصة بالجنود خلال العقود الثلاثة القادمة.
“بالمناسبة، لهذا الغرض ألغينا الحدود بين الولايات، ووفرنا أرضا خصبة للمنافسة. لذلك يمكنني أن أتجاوز حدود الولايات. لقد أنجزنا كل هذا”
تجدر الإشارة هنا إلى أن ترامب وقع أمرا تنفيذيا يحث على تكوين تأمينات طبية عابرة للحدود بين الولايات. ولكن، هناك قانون داخلي في كل ولاية يعفي شركات التأمين بموجب القانون الاتحادي لمكافحة الاحتكار من السيطرة في تلك الولايات، ويضمن لكل ولاية أحقية تنظيم تأميناتها. وقد تحدثنا عن هذا في تقرير الأكاذيب الأربعة لنائب الرئيس، مايك بنس.
“أعلم تفاصيل الضرائب أكثر من أي شخص آخر، أكثر من أكبر محاسب، أعلم تفاصيل تتعلق بالرعاية الصحية أكثر من غالبية الناس”
أفصح بعض المشرعين الذين تعاملوا مع ترامب فيما يتعلق بالضرائب والرعاية الصحية بشكل خاص، لبعض الصحافيين سرا بأنهم قد ذهلوا بجهل ترامب في هذا المضمار.
“لقد أنشأنا العديد من الجمعيات الطبية، والملايين من الناس يلتحقون بها، من بينهم أولئك الذين كانوا منخرطين في أوباما كير أو لم يكن لديهم أي تغطية صحية أو تأمين”
يشير ترامب بهذا التصريح إلى الأمر التنفيذي الذي ذكرناه آنفا، ولكنه لا يمتلك أي فاعلية قانونية بحد ذاته، كما لم يلتحق أحد بعد بهذه الجمعيات، خاصة وأن القوانين التي ستنظم الأمر التنفيذي لم توضع بعد، لذلك إن ترامب يتحدث عن مجرد أرقام لا غير.
“انتهت الآن الرعاية الصحية الفردية بشكل رسمي، فليست لدى الأشخاص أدنى فكرة عن مدى أهمية هذا الإنجاز. فهذا هو الجزء الخفي من أوباما كير. ولكن الآن انتهت منظومة الرعاية الصحية وستختفي مع مرور الوقت”
ولئن كانت الرعاية الصحية الفردية حافزا مهما لدى الأمريكيين للحصول على التأمين الصحي، إلا أنه كان جزء من قانون بعيد الأثر ساري المفعول إلى الآن. فإلغاء هذا القانون لن يدخل حيز التنفيذ إلا سنة 2019، كما أن الإقبال على منظومة الرعاية الصحية ما زال قويا. وقد صرح مكتب ميزانية الكونغرس بأن هذا السوق سيبقى مستقرا لسنوات قادمة.
“تلقى المخدرات رواجا كبيرا في كامل الولايات الأمريكية، لذلك نحن بحاجة إلى جدار”
لن يكون لهذا الجدار أي تأثير فيما يتعلق بتجارة المخدرات في البلاد. فوفق التقارير الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات، يتم تسريب الكمية الأكبر من هذه المادة السامة عبر البوابات الرسمية أو تهرّب عبر أنفاق تحت الأرض. ولقد ذكرنا سابقا أن ترامب قد حاد عن جادة الصواب بهذا التصريح، ولكنه ما زال يردده.
“لديهم أنظمة عشوائية في تلك البلدان، فهم ينتقون أسوأ الناس في البلاد ثم يخضعونهم لنظام انتقاء اعتباطي، ثم يخرجون علينا بحفنة من السيئين ليتم بعدها تصديرهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لذا سوف نتخلص من هذه المنظومة العشوائية”
يعتبر هذا أسوأ تمثيل للتنوع الذي تتميز به منظومة التأشيرات؛ فلا يمكن أن ينخرط في هذه المنظومة إلا الأفراد الحائزون على شهادة جامعية أو يعملون في بعض الصناعات المحددة، حتى يصبحوا قادرين على الدخول في هذه المنظومة. كما أن كلمة “عشوائي” تعني أن المنخرطين يتم اختيارهم بشكل اعتباطي وفق برنامج حاسوبي. ثم يخضع المختارون لنظام تدقيق شامل قبل أن يدخلوا البلاد، بينما يخضع البعض منهم للقاءات مباشرة قاسية إن اعتبروا من الأشخاص الخطرين.
“أنا معجب جدا بالرئيس شي جين بينغ، فهو يعاملني بشكل أفضل من أي معاملة قدمتها الصين لأي شخص آخر في تاريخها”
لقد قدمت الصين هذه الصورة لترامب لأنها تعلم أنه يحب المظاهر، ولكن يبقى تصريحه هذا سخيفا جدا، خاصة بالنظر إلى التفاعلات المحدودة بين الرئيسين، والتاريخ العريق للصين الذي يمتد إلى 3500 سنة.
“تمثل كوريا الشمالية مشكلة وجب حلها قبل 25 أو 30 سنة ماضية، ولست أنا من يتوجب عليه حلها. كان من الواجب حل هذه المشكلة قبل سنوات بعيدة، قبل أن يحصل هذا الرجل على ما يريد”
لقد حاول الرؤساء السابقون، وخاصة بيل كلينتون وجورج بوش، التصدي للمطامح النووية لكوريا الشمالية، إلا أن الاتفاقات التي توصلوا إليها لم تؤتِ أكلها.
“في أثناء حملتي الانتخابية، كنت قاسيا فيما يتعلق بالتجارة مع الصين. وقد قدر العجز التجاري مع الصين خلال السنة الماضية بمبلغ 350 مليار دولار على الأقل”
لقد بلغ العجز التجاري المتعلق بالسلع والخدمات 310 مليار دولار. ويتعمد ترامب ذكر العجز في السلع فقط، الذي قدر بنحو 347 مليار دولار وفق مكتب الممثل التجاري الأمريكي. كما زاد معدل العجز مع الصين في ظل إدارة ترامب بنسبة سبعة بالمائة خلال سنة 2017.
“لقد خسرنا 71 مليار دولار مع المكسيك، هل يمكنك أن تصدق هذا”
يعمد ترامب كعادته إلى تضخيم العجز التجاري من خلال اعتبار السلع فقط دون الخدمات، إلا أن العجز التجاري مع الصين قد بلغ 55 مليار دولار، وفق مكتب الممثل التجاري الأمريكي. وفي الكثير من الأحيان، يشير ترامب إلى أن الولايات المتحدة “تخسر أموالا طائلة” عندما تسجل عجزا تجاريا، ولكن كما سبق وشرحنا لكم إن ذلك يعكس سوء فهمه لجوهر هذه المسألة الاقتصادية.
في الواقع، يريد الأمريكيون شراء هذه السلع من الخارج إما بسبب الجودة أو السعر. وإذا افتعل ترامب حربا تجارية وزادت التعريفات الجمركية المفروضة على السلع المكسيكية، فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث نفس الأمر مع السلع الأمريكية. ومن شأن ذلك أن يقلل من عملية شراء السلع المكسيكية وبالتالي الحد من العجز التجاري، لكن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة ستعوض المال الذي خسرته.
“يقدر العجز التجاري مع كندا بنحو 17 مليار دولار، ولكنهم لم يحصوا تجارة الخشب والنفط. وقد قال صديقي جاستن ‘إننا في عجز’ فقلت له صحيح ولكنك لم تحص النفط والخشب، وعندما تفعل ذلك ستجد أنك قد خسرت 17 مليار دولار”.
بالعودة إلى الحوار الذي دار بين رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، يتبين أن ترامب قد أخطأ الفهم. لقد قال ترودو إن كندا حققت عجزا تجاريا مع الولايات المتحدة، بينما أصر ترامب على أن الخسارة من جانبه. في الحقيقة، إن العجز التجاري للسلع للولايات المتحدة الأمريكية مع كندا قد قدر بنحو 12.1 مليار دولار، في حين شهدت تجارة الخدمات مع كندا فائضا بلغ 24.6 مليار دولار خلال سنة 2016، وفق ما ورد عن مكتب الممثل التجاري الأمريكي. وبالتالي، يبدو جليا أن ترودو كان على صواب بالعودة إلى البيانات الحكومية.
المصدر: واشنطن بوست