فيما لو صدقت النوايا وفقاً لمصادر خليجية دبلوماسية تعمل ضمن طواقم التحضير للقمة العربية المزمع عقدها نهاية مارس الجاري في دولة الكويت، والتي أماطت اللثام عن عزمٍ خليجي يتجه إلى اتخاذ قرار زيادة تحصين الجسم الخليجي من أية فايروسات عراقية مصدرها نوري المالكي أو إيرانية مصدرها قاسم سليماني وخلاياهم النائمة واليقظة المنتشرة على امتداد المنطقة بخاصةً الخليج العربي. بحيث تفاجئ دول مجلس التعاون الخليجي الست “العالم بإعلان تجميد علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والأمنية مع العراق” رداً على القنبلة التي فجرها الاسبوع الماضي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بتوجيهه الاتهام المباشر للمملكة العربية السعودية ودولة قطر بالتحريض على الإرهاب وتمويل نشاطاته. متناسياً بأنه يقود حزب مدرج على لائحة الإرهاب الدولي منذ 1983 لليوم وهو “الدعوة” الإسلامي لتورطه في تنفيذ عشرات العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط.
ولم تستبعد المصادر أن “يضرب المعلم الخليجي ضربته المدوية هذه” قبل الذهاب إلى مؤتمر القمة العربي العادي في الكويت نهاية آذار/ مارس الجاري “كي تدخل الكتلة الخليجية بخطاب وقرار موحد ومن الباب الأوسع للمؤتمر، حاملةً بين يديها قرار مقاطعة العراق ما لم يتراجع رئيس حكومته المالكي عن مطامعه ويسحب اتهامه من التداول الرسمي ويضع مكانه اعتذاراً رسمياً يوجه عبر القنوات الدبلوماسية والإعلامية الرسمية العراقية ويبث على الرأي العام وترسل نسخةً من الاعتذار الأصلية لكافة الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي وتودع نسخةً ثانية منه لدى جامعة الدول العربية.
وأعربت المصادر عن دهشتها من جرأة القرار الخليجي في حال تم إلزام حضور مندوب العراق لاجتماع القمة العربية في الكويت باصطحاب بيان اعتذار رسمي وقراءته على الضيوف المشاركين في القمة لإثبات حسن نية حكومة المالكي في الحفاظ بل وتمتين العلاقات العربية- العراقية، والخليجية- العراقية يوم أخذ العاهل السعودي عام 2007 على عاتقه إعادة فتح الأبواب الخليجية المغلقة مع العراق بالإيعاز لدولة الكويت بأن تكون الضامنة والراعية لهذه العلاقات وأن تتعهد الكويت بضبط تصرفات وتقويم سلوك نوري المالكي الذي بدل من أن يستقيم ويحافظ على هذه العلاقات، قام بالاستئساد على جيرانه ومحيطه العربي والخليجي، مستقوياً بالتحرشات والاستفزازات واستعراض العضلات الإيراني التي كلما أرادت طهران تقوية موقفها التفاوضي مع دول الخليج العربي أو إيصال رسالة للقوى العظمى تقوم بتصرفات وحشية في المنطقة لا تليق بها كدولة منتجة للنفط والغاز تتحدث عن الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وهي من أبرز الأطراف إضراراً به.
وأكدت المصادر الخليجية أن “التحرك الخليجي باتجاه المالكي هو لتذكيره بحجمه الحقيقي، وكذلك لإنقاذ العراق من مغامراته، والعمل على إعادة تعريب العراق وإنقاذه من مطامع إيران ومؤامراتها لبسط وهجها على العالم السني في المنطقة، مزودةً بأنياب نووية وتسليحية ومليشيات طائفية، يقابله تحرك أميركي مماثل يتوافق مع الخطوة الخليجية باتجاه خصوم المالكي لاسيما السياسيين السنة والشيعة الليبراليين والأكراد المتضررين عبر قصفهم بوفود رسمية عربية وخليجية وأميركية وأوروبية تتصل بهم في معزل عن المالكي لغرض إقامة جدار فصل سياسي عراقي يحمي الشعب من سياسات المالكي العنصرية الطائفية الهوجاء التي تضر بمصالح المواطنين قبل السياسيين يتقدمهم المالكي”، الذي سيبقى- حسب المصادر الخليجية- الباب مشرعاً أمام المالكي في حال تعجيله خطوات التحاقه بصف الاعتدال العربي وتخليه عن سخافات الممانعة والمخادعة الإيرانية التي لم تزده إلا عزلة وحصاراً وتطرف.