في يوم الأربعاء الماضي 15 مايو/ أيار، نظّم الفلسطينيون في جميع أماكن وجودهم بأنحاء العالم عدة أنشطة وفعاليات واحتجاجات لإحياء الذكرى الـ 76 لتهجيرهم قسريًا من أراضيهم في العام الأكثر مأسوية 1948، وكان إحياء ذكرى النكبة هذا العام ذا خصوصية مختلفة عن الأعوام السابقة، إذ يأتي وسط أجواء الحرب وبالتزامن مع مجازر الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ أكثر من 7 أشهر.
تضامن الملايين في جميع أنحاء العالم مع الفلسطينيين في إحياء الذكرى الـ 76 للنكبة، ورغم انخراط الاحتلال في الدعاية المضللة من أجل إسقاط ذكرى النكبة من اهتمام الرأي العام الدولي، تعود ذكرى النكبة بقوة بعد مضيّ 76 عامًا وتستقطب الأنظار في مدن وعواصم غربية على وقع الحرب على غزة.
أحيت الحرب الأخيرة على غزة ذكرى النكبة وكيف أن المجتمع الفلسطيني لا يعاني فقط من تبعات نكبة 1948، بل من استمرار التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ولذا كان الحديث عن ذكرى النكبة هذا العام مقرونًا بما يجري الآن في غزة، وكثرة أوجُه التشابه والمقارنات بين مشاهد عام 1948 وعام 2023، ويقول الفلسطينيون إنهم يعيشون ما عاشه أجدادهم خلال نكبة 1948.
بين نكبتين، 76 عامًا مضت
لم يتغير الاحتلال، لكننا تغيرنا، وما كان بالأمس خيارًا صار اليوم من سابع المستحيلات، فما ذاق مرارته الأجداد، لن يكتوي بناره الأحفاد مهما اشتد البلاء وتعاظمت المحنة، وتكررت النكبة بأدق تفاصيلها ويومياتها ومشاهدها التي تعود اليوم ذاتها لكن بالألوان.
في… pic.twitter.com/jO6i5aAshq
— سما القدس (@samaqudspl) May 14, 2024
وهذا الارتباط بين نكبة 1948 والحرب الأخيرة على غزة لا يتحدث عنه الفلسطينيون وحدهم، فقد تحدث كذلك كبار المسؤولين الإسرائيليين علنًا عن نكبة ثانية، حيث وصف وزير الزراعة، آفي ديختر، تهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب بأنه “نكبة غزة 2023″، وأيضًا دعا عضو الكنيست آرييل كالنر إلى التطهير العرقي الكامل في غزة، حيث قالها بشكل لا لبس فيه: “هدفنا نكبة أكبر من نكبة 48”.
عرض هذا المنشور على Instagram
ما الذي اختلف هذه المرة؟
شهدت عواصم ومدن أوروبية مسيرات وتظاهرات حاشدة إحياءً للذكرى الـ 76 لنكبة فلسطين، في مدريد والولايات المتحدة وكندا وأسبانيا وفرنسا وأستراليا وأيرلندا وألمانيا والدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا واليونان، وكذلك في الأرجنتين والمكسيك والفلبين وإندونيسيا، وحمل المتظاهرون اللافتات والأعلام الفلسطينية ومجسّمات المفاتيح التي ترمز إلى تمسُّك الفلسطينيين بحقّ العودة إلى بيوتهم التي هُجّروا منها، وطالبوا بوقف الحرب على غزة وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
وفي العديد من هذه البلدان تم إحياء الذكرى الـ 76 للنكبة تحت شعار “نكبة 76: كلنا من أجل غزة”، كما تمّ ترديد هتاف “فلسطين حرة.. من النهر إلى البحر”، وهو الهتاف الذي حظرته الحكومتان النمساوية والألمانية.
وفي مدريد، تظاهر آلاف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة، وطالبوا بقطع العلاقات بين إسبانيا و”إسرائيل”. وفي الولايات المتحدة، خرج المتظاهرون في عدة ولايات بمناسبة مرور 76 عامًا على النكبة، ورفعوا العلم الفلسطيني على مركز ريتشارد جي دالي في شيكاغو، كما تظاهر آخرون أمام البيت الأبيض مطالبين إدارة بايدن بوقف التمويل والإمدادات العسكرية للاحتلال.
كذلك في المملكة المتحدة، أحيا المتظاهرون ذكرى النكبة في عدة مدن بما في ذلك بريستول ولندن ونورثهامبتونشاير، وطالبوا بوقف إطلاق النار ووضع حدّ لتواطؤ الحكومة البريطانية في انتهاك “إسرائيل” للقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين، وحملوا لافتات كُتب عليها “فلسطين حرة”، ومن المقرر تنظيم احتجاجات ثانية وسط لندن يوم السبت القادم.
وتضامنًا مع ذكرى النكبة، قام نشطاء للمرة الثانية بإغلاق مصنع أسلحة ينتج قطع غيار للطائرات والصواريخ الإسرائيلية في شنستون بالمملكة المتحدة، واحتلوا سقف المصنع وقاموا بتفكيكه، ويعدّ هذا المصنع جزءًا مهمًا من آلة الحرب الإسرائيلية لأنه مملوك لأكبر شركة أسلحة إسرائيلية.
وتكرر الأمر نفسه في مدينة أخرى بالمملكة المتحدة، حيث قام العشرات من سكان غلاسكو بإغلاق مداخل مصنع تاليس الذي يزوّد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة.
أما في كندا، فقد أحيا المتظاهرون ذكرى مرور 76 عامًا على النكبة في ساحة ويست ماونت، ورفعوا لافتات وأعلام فلسطينية أمام القنصلية الإسرائيلية، مع هتافات “فلسطين حرة”. كذلك في النرويج تم إحياء الذكرى الـ 76 النكبة، مع محاولة المتظاهرين تعريف المجتمع النرويجي بمعاناة الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
كذلك قام البرلمان البرازيلي بإحياء الذكرى الـ 76 للنكبة في جلسة رسمية حملت عنوان “من النكبة إلى الإبادة الجماعية في غزة.. 76 عامًا من الاستعمار”، ودعا إلى وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وجدير بالذكر أنه تم اعتقال العديد من الأشخاص الذين شاركوا في إحياء ذكرى النكبة في العديد من العواصم الغربية. لكن رغم حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في عدد من البلدان الأوروبية بسبب ما اعتبرته هذه الأنظمة تمجيدًا للعنف ومعاداة للسامية، خرج الناس وتظاهروا تضامنًا من ذكرى نكبة فلسطين.
وفي الفلبين تضامن المتظاهرون مع ذكرى النكبة من خلال الاحتجاج عند السفارة الإسرائيلية، كذلك أحيا الأتراك ذكرى النكبة، وفي تطور كبير في خطاب أردوغان أحيا كذلك الذكرى الـ 76 للنكبة، وتعهّد بمواصلة دعم الفلسطينيين وحركة حماس، وشبّه تصرفات “إسرائيل” بالمحرقة، كما قال إن نتنياهو ومسؤولين آخرين سيدفعون ثمن جرائمهم في غزة.
“حمـ،ـاس تدافع عن خطوط الأناضول الأمامية في غزة”.. الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يدافع عن المقـ،ـاومة الفلسطينية، معترضًا على منتقديه عند تشبيه إياها بالقوات الوطنية التركية#رفح #غزة #تركيا pic.twitter.com/L1tyL487r7
— نون بوست (@NoonPost) May 15, 2024
كذلك نظّم المغاربة مسيرات للذكرى الـ 76 للنكبة في العديد من المدن المغربية، وأحيا الأردنيون ذكرى النكبة أمام مبنى الأمم المتحدة في عمّان، وأيضًا في لبنان تظاهر الطلاب اللبنانيون أمام السفارة البريطانية لإحياء ذكرى النكبة، كما أحيا اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ذكرى النكبة في مسيرات ومخيمات، ونظموا أنشطة ومعارض تحت عنوان “غزة العزة والصمود”، وجددوا كذلك مطالبهم بالتمسك بالأرض وحق العودة.
فبعد مرور 76 عامًا من المعاناة والعيش في مخيمات البؤس والتشرد في أصقاع الأرض، ما زال حلم العودة إلى الديار لا يفارق الذاكرة، ولم ينسَ الفلسطينيون أرضهم ومدنهم وقراهم التي هُجّروا منها، بل إن الارتباط بالوطن أصبح أقوى من أي وقت مضى.
أما على مستوى الأنظمة العربية الرسمية لم تكن هناك أي بيانات أو إشارة إلى ذكرى النكبة، مع العلم أن دولًا مثل الصين وإيران والحوثيين في اليمن أصدروا بيانات بشكل رسمي بخصوص ذكرى النكبة، فقط بعض المؤسسات العربية العامة والخاصة أصدرت بيانات، كنقابة الصحفيين بالقاهرة، والأزهر الذي أصدر بيانًا في ذكرى النكبة، واعتبر أن الاحتلال يمارس نكبة ثانية في غزة.
والجدير بالذكر أن الأمر لم يقف عند احتجاجات الشارع والمعسكرات الطلابية الأخيرة في حرم الجامعات، إذ نظمت العديد من المؤسسات والجامعات الغربية ندوات ومعارض وفعاليات وأنشطة لإحياء الذكرى الـ 76 للنكبة، مع العلم أن معظم هذه الفعاليات نظّمها شباب من خارج الدوائر الرسمية، والجميل أنها تتحدث عن السياق التاريخي للنكبة وخلفياتها وعواقبها مع مقارنتها بما يقترفه الاحتلال حاليًا في غزة، وهو أمر حاسم لفهم القضية الفلسطينية.
وأيضًا كانت هناك فعاليات رقمية وندوات أونلاين، حيث في الواقع كانت الندوات وحملة التدوين الإلكتروني قوية بشكل كبير هذه المرة، وانتشرت على وسائل التواصل هاشتاغات #GazaHolocaust، #FreePalestine، #IsraelTerroristState، #nakba76، #NakbaDay.
ومع استيقاظ الملايين من الناس على الواقع الذي يواجهه الفلسطينيون لعقود من الزمن، يبدو أننا أمام جيل جديد متعطّش لمعرفة تاريخ فلسطين ويسأل عن وجهة النظر الفلسطينية حول النكبة، وهو ما يبدو واضحًا كذلك في نوعية وعدد المحاضرات والأفلام الوثائقية الأخيرة التي تحدثت عن النكبة.
عرض هذا المنشور على Instagram
في الحقيقة، سلطت الحرب الأخيرة على غزة الضوء على سجلّ “إسرائيل” المروع تجاه الفلسطينيين، وصحّحت مفاهيم في الرأي العام العالمي، كما كشفت عن أشياء كثيرة كالنفاق والمعايير المزدوجة.
ومن الممكن القول إنه رغم محاولات الأنظمة الأوروبية ترسيخ سردية الاحتلال بين الأوروبيين، إلا أن هذه السردية انقلبت وانعكست في زمن الطوفان الذي هزَّ رواية الاحتلال ومظلومية الصهاينة التي كانوا يسوقونها منذ عقود، وأعاد السردية الفلسطينية لنكبة 1948 بعد أن همّشها العالم.
إذ استطاع الطوفان أن يعيد الشخصية الفلسطينية إلى ذاتها وأن تكون فاعلة، وهو ما شاهدناه في استعادة زخم النكبة التي كانت قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول في طريقها إلى الموت، فحملات التضامن مع نكبة فلسطين هي الأكبر هذه المرة، إذ ظهرت أشكال ومبادرات جديدة لإحياء ذكرى النكبة، وظهر تضامن متزايد على مستوى العالم ضد الفظائع التي يرتكبها النظام الصهيوني، ولا يمكن تجاهل تأثير السابع من أكتوبر على نشر الرواية والسردية الفلسطينيتَين بين الأوروبيين.
وعلى عكس السنوات السابقة، حلت الذكرى الـ 76 للنكبة في وقت يواجه فيه النظام الصهيوني أزمة غير مسبوقة وعزلة شعبية دولية بسبب الإبادة الجماعية في غزة، بجانب فشله في تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها قبل 7 أشهر، كتدمير حماس وتحرير الرهائن. كذلك هذا العام لم تكن مراسم واحتفال “إسرائيل” بما تسميه عيد الاستقلال كالأعوام السابقة.
ضد المحو: 76 عامًا تتحدى النسيان
تظل ذكرى النكبة جانبًا مهمًّا لوحدة الفصائل الفلسطينية ولنبذ كل أشكال الانقسام، وفي الحقيقة كان خطاب غالبية الفصائل الفلسطينية في ذكرى النكبة هذا العام موحدًا بشكل كبير.
وإحياءً للذكرى الـ 76 للنكبة، دعت حماس إلى مواصلة النضال حتى تحرير الأرض وتحقيق حلم العودة، وقالت في بيان لها إن “طوفان الأقصى امتداد طبيعي لمقاومة شعبنا وحقه المشروع في الدفاع عن أرضه ومقدساته، ومحطة استراتيجية أعادت لقضيتنا حضورها العالمي وحطمت غطرسة العدو”.
واعتبرت حماس أن عدوان الاحتلال المتواصل منذ 76 عامًا يشكّل وصمة عار على جبين المتقاعسين في تجريم إرهابه وفضح إجرامه ووقف عدوانه، كما انتقدت دعم وانحياز الإدارة الأمريكية للاحتلال، وسياسة ازدواجية المعايير التي تمارسها القوى الغربية في التعامل مع القضية الفلسطينية.
أما حركة الجهاد الإسلامي فقد أكدت في بيان لها بمناسبة الذكرى الـ 76 للنكبة أن المقاومة لم تنكسر، وأصرّت على التمسُّك بحق العودة وحق تقرير المصير وانتقدت ما اعتبرته تواطؤ أنظمة التطبيع مع الاحتلال، كما أثنت على انتفاضة طلبة الجامعات الأمريكية والعالمية.
أما حركة فتح فقد حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وانتقدت ما اعتبرته النفاق السياسي للولايات المتحدة، كون الأخيرة تدعم “إسرائيل” بالسلاح وتقوم بتغطية عدوانها على الشعب الفلسطيني سياسيًّا وفي المحافل الدولية وعبر ممارسة حق الفيتو في مجلس الأمن.
ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست“، وافقت إدارة بايدن في 14 مايو/ أيار على إرسال حزمة أسلحة كبيرة بقيمة مليار دولار إلى “إسرائيل”، وهو ما يمكن تفسيره على أنه ضوء أخضر آخر لمواصلة الاحتلال الإبادة في رفح، في تناقض حادّ مع إعلان بايدن الأسبوع الماضي بأنه سيحجب شحنات الأسلحة إذا هاجمت “إسرائيل” رفح.
“صهـ،ـيوني ما بدنا نشوف”.. فلسطينيون من الأراضي المحتلة يسيرون نحو مواقع قرى “هوشة وكسرى” التي تعود إلى ما قبل عام 1948، تزامنًا مع #ذكرى_النكبة #النكبة76 pic.twitter.com/ibF9PRX4RD
— نون بوست (@NoonPost) May 15, 2024
أما فيما يخص تعامل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية مع ذكرى النكبة، فقد نزل الآلاف للشوارع والميادين في مدن رام الله ونابلس والخليل، وأحيوا ذكرى النكبة عبر فعاليات ومهرجانات وتظاهرات كبيرة تحت عنوان “النكبة جريمة مستمرة.. ولا بد من العودة”، وقد تخللتها صفارات الحداد، وصمت الجميع ورفعوا إصبعين في الهواء لمدة 76 ثانية إيذانًا بمرور 76 عامًا على نكبة 1948.
كما رفعوا الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء بجانب لافتات تحمل أسماء المدن والقرى التي هُجّر منها أجدادهم، ورفعوا كذلك مجسم المفتاح في إشارة إلى تمسكهم بحق العودة. وأيضًا شارك الفلسطينيون في الأراضي المحتلة في مسيرة العودة السنوية لإحياء ذكرى النكبة، ودعوا إلى إنهاء الحرب في غزة.
كذلك قامت الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية بتنظيم فعاليات في ذكرى النكبة، وانتشرت على وسائل التواصل هاشتاغات #النكبة76 و #لن_ننسى. ويلاحَظ أنه في ذكرى النكبة الـ 76 لم يتجدد حلم العودة فقط، بل كان إنهاء الحرب على غزة هو المطلب الأبرز.
أما أهل غزة الذين اعتادوا إحياء ذكرى النكبة كل عام، فقد كانت غزة المكان الوحيد الذي لم يستطع فيه الفلسطينيون إحياء ذكراهم الأليمة، إذ منعهم الهيام بين مخيمات المعاناة واللجوء من مكان إلى آخر، وقالوا إنهم يعيشون نكبة في ظل ذكرى نكبة 1948.
لا شكّ أن نكبة 1948 كانت أقسى محطة تاريخية عاشها الفلسطينيون، لكن نكبة غزة قد تكون أشد وأنكى من نكبة فلسطين الأولى، فبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقريره “أوضاع الشعب الفلسطيني عشية الذكرى الـ 76 لنكبة فلسطين”، قتل الاحتلال على مدى السنوات الـ 76 الماضية أكثر من 134 ألف فلسطيني.
ويعتبر عام 2023 الأكثر دموية بالنسبة إلى الفلسطينيين، فمستوى الدمار والقتل أسوأ بكثير حتى من حروب عام 1948 أو 1967 التي استغرقت بضعة أيام، فعدد الذين قتلهم الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 هو الأكبر منذ نكبة 1948.
وبحسب الأرقام الواردة في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول قتل الاحتلال أكثر من 35 ألف فلسطيني في غزة، من بينهم 14 ألفًا و944 طفلًا و9 آلاف و849 امرأة، ليس هذا فحسب، بل يُجبَر الناجون مرارًا وتكرارًا على الفرار.
تمرّ #ذكرى_النكبة اليوم وقد بلغ عدد ضحايا الحرب الحالية على #غزة ربع الشهداء الفلسطينيين منذ عام 1948#النكبة76 pic.twitter.com/X6EJSTWw2z
— نون بوست (@NoonPost) May 15, 2024
تطبّق “إسرائيل” الأساليب نفسها منذ 76 عامًا وبالنتائج الكارثية نفسها على الشعب الفلسطيني، سلسلة من الآلام تتعاقب عليها الأجيال، وكأن كل جيل فلسطيني مقدَّر له أن يعيش نكبته الخاصة، لكن رغم الخسائر الكبيرة التي تكبّدها الفلسطينيون خلال الأحداث الأخيرة، فإن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق نتائج مثل تلك التي جاءت في أعقاب نكبة 1948، وبالنسبة إلى الفلسطينيين فالوجود بحدّ ذاته أصبح مقاومة.