يقولون أنه إذا تمتعت بروح المجازفة و كنت صبورًا و ذكيًا، فمرحبًا بك في عالم شركة إيتورو، إحدى كبرى شركات التداول الاجتماعي في العالم، التي انضم إليها الملايين من المستثمرين، الذين اكتشفوا فرص أكثر ذكاء للاستثمار، بعدما اتبعوا كبار المتداولين، الأكثر خبرة والأكثر دراية بأكثر الأساليب التي تجني على متبعها أرباح بآلاف بل أحيانًا ملايين الدولارات.
لم يكن التداول في الأسواق المالية العالمية من قبل أسهل مما هو عليه الآن، هذا ما تقوله لك الشركة على صفحتها الرئيسية، الموجود منها نسخة معربة بشكل كامل، وهذا ما توفره لك شركة “إيتورو” (E-Toro)، حيث توفر لك تجربة تسمح لك بالتداول في أسهم شركات مثل فيسبوك ومايكروسوفت على سبيل المثال، وذلك من خلال طريقة نسخ تداول كبار التداول أو المضاربين والخبراء الذين يشاركون تجربتهم في التداول على “إيتورو” لتحسين معرفة الآخرين المالية، فيُقلدهم المتداول الجديد ويحاول كسب المال بنفس الطريقة التي يكسبون بها.
“رحلتي مع إيتورو بدأت منذ أربعة أعوام، فهي تجربة مذهلة ساعدتني على تطوير صفقاتي واستثماراتي، الآن يعتمد على عملي حوالي 1000 شخص، وهناك ميزة أخرى إضافية، وهي التعرف على أشخاص رائعين من جميع أنحاء العالم، كانت هذه كلمات إحدى المستثمرين من بولندا ، داويد كوالاسكي” على صفحة الشركة الرئيسية، الذي بدأ بالتداول على الشركة كمبتدئ وأصبح من المتداولين الخبراء الذي يعتمد على تداوله هذا ما يقرب من 1000 شخص.
شركة إيتورو: البداية
شبكة للتداول الاجتماعي، قم بالاتصال مع مضاربين آخرين و انسخ طريقة تداولهم
تعتمد الشركة بشكل أساسي على فكرة نسخ التداول، أو ما يُعرف في الإنجليزية بـ “CopyTrading” و يعني ببساطة قيام المتداول بربط طريقة تداوله بحساب متداول آخر أكثر خبرة ومعرفة
هي شركة للتداول الاجتماعي والاستثمار المالي، تأسست في تل أبيب، “إسرائيل” عام 2006 على يد الأخوين “رونين و يوني آسيا”، بالشراكة الآن مع الأمريكي “دافيد رينج” خبير التجارة الرقمية، يقع مقرها الرئيسي في قبرص، ولها مقر آخر في لندن، وتأسست في البداية لتكون منصة للاستثمار المالي بشكل ينساب الجميع وليس خبراء المالية فحسب، لتتطور الشركة بشكل سريع وتصبح من أهم منصات التداول الاجتماعي في العالم للاستثمار في السلع والأسهم و العملات النقدية والعملات الرقمية في أسواق المال العالمية، لينضم إليها أكثر من 7 مليون متداول في أكثر من 170 دولة حول العالم.
تسمح منصة الشركة لكل متداول أن ينشأ حساب عليها خاص به، يكون بمثابة محفظة مالية مُسجلة له، عليه كل صفقاته المختلفة ورأس المال المستخدم في كل صفقة و رأس المال الإجمالي الخاص به، وتحفظ له في شكل سجل تاريخي كل صفقة قام بها و كل ربح اكتسبه من التداول في تلك الصفقة أو من الاستثمار في أسهم شركة ما بعينها، أو الاستثمار في العملات العادية منها والرقمية أو الاستثمار في سلع أو حتى في الذهب، لتجذب المنصة آلاف من الحسابات الجديدة التي تُنشأ عليها بشكل يومي لا يتوقف.
تعتمد الشركة بشكل أساسي على فكرة نسخ التداول، أو ما يُعرف في الإنجليزية بـ “CopyTrading”، وهي الفكرة التي تتبعها العديد من منصات التجارة الرقمية أو التداول الاجتماعي منها منصات تُعرف بمنصات “فوريكس” للمضاربة في العملات والمعادن و النفط، وهي المنصات التي تُقدم للمستثمرين خيار “نسخ التداول” هذا، وهو يعني ببساطة قيام المتداول بربط طريقة تداوله بحساب متداول آخر أكثر خبرة ومعرفة، هذا يعني نسخ طريقة تداوله في كل صفقة يدخل فيها، فإذا عقد صفقة جديدة يعقدها المتداول الذي يُقلده، وإذا خرج من صفقة يخرج منها المتداول أيضًا، وإذا ربح نسبة من المال في صفقة ما يربحها المتداول، وبالطبع إذا خسر فيخسر معه المتداول أو المضارب الذي يُقلده.
أصبحت إيتورو من أكثر المواقع الشهيرة للاستثمار و المضاربة بالأسهم في سوق البورصة سواء بالعمل على الـ Stock أو الـ Forex
يختلف الحد الأدنى لرأس المال على حسب البلد الذي يستخدم فيها المتداول المنصة، إلا أنه في شكل عام يمكن أن يتراوح ما بين 50 دولار أمريكي إلى 1000، كما توفر الشركة فرصة دعم حساب أولي لا يُكلف صاحبه تُسميه الشركة حساب للتدريب أو حساب افتراضي، حيث يمكن للمتداول أن يبدأ فيه بالتداول بالعملات الافتراضية أو بشكل افتراضي في سياق آخر لا يكلفه خسارة حقيقية، كما تُقدم المنصة حساب إسلامي برأس مال أساسي قيمته 1000 دولار أمريكي.
تطور إيتورو عالميًا
أصبحت إيتورو من أكثر المواقع الشهيرة للاستثمار و المضاربة بالأسهم في سوق البورصة سواء بالعمل على الـ Stock أو الـ Forex ، و “ستوك” هو التداول عن طريق بيع و شراء أسهم الشركات مثل شراء سهم في فيسبوك أو مايكروسوفت أو اي شركة كيفما كان نوعها و مجال اهتمامها ، أما بالنسبة للفوركس فإنه أمر معروف حيث يشمل المضاربة في أسهم العملات و النفط و المعادن وغيرها، و يتميز الفوركس بكونه مجال سريع الربح كما أنه أيضًا سريع الخسارة، أما بالنسبة لـ stock فإنه بطيء نوعًا ما وقد يبقى السهم في حوزتك لأسابيع أو شهور حتى تستطيع بيعه و الربح منه .
ميزة نسخ المتداولين التي يتوفر عليها موقع Etoro جعلت الكثيرين من المبتدئين الذين يرغبون في الربح السريع من الاستثمار من خلال التجارة الرقمية يسارعون إلى التسجيل في الموقع و شحن حساباتهم، حيث اعتقد الكثير منهم أن إيتورو بمثابة الحل السحري الذي سيُغير حياتهم، وذلك عن طريق نسخ المتداولين المشهورين، إلا أن ما يغفله أغلب هؤلاء أن المضاربة خطرة، ونسخ متداول شهير يستثمر مئات الآلاف من الدولارات باستثمار 1000 دولار فحسب يعرض صاحب المبلغ الأقل لنسبة أقل من الأرباح ونسبة أكبر من الخسارة إذا ما خسر المتداول الذي ينسخه.
إحتلت المنصة الرقمية المرتبة الأولى في تصنيف الصحيفة المالية “فايننشال تايمز” في العام الماضي حيال أكثر عشرة شركات للتكنولوجيا المالية يجب على المهتمين متابعتهم بشكل جدي
تصف الصحافة الغربية شركة إيتورو بأنها زعيم التداول الاجتماعي أو ” Guru“، حيث جعلت المستثمرين المبتدئين يرون الجانب “الإنساني” من الاستثمار، عن طريق ربطهم بالمتدوالين الذين ينسخون طريقة تداولهم من خلال استثمارهم لرؤوس أموالهم أنفسهم والمخاطرة برأس المال هذا من أجل الربح.
الاسثتمار كهواية في عصر مواقع التواصل الاجتماعي
صورة من موقع إيتورو و حركة أسهم بعض الشركات مثل شركة آبل في أعلى القائمة
لقد حققت منصة إيتورو أسلوبًا جديدًا في الاستثمار لم يكن موجودًا من قبل في أسواق الاستثمار العالمية، ألا وهو الاستثمار كهواية لكل من ليس لديه وقت يكرسه كاملًا للاستثمار أو كل من لا يمتلك الخبرة الكافية ليكون مستثمرًا مخضرمًا، ولهذا كانت فكرة “نسخ التداول” المذكورة سابقًا السبب الرئيسي في جعل “إيتورو” واحدة من الظواهر التي يجب الالتفات إليها في عالم التجارة الرقمية و عالم الاستثمار بشكل عام بعدما حققت هدف أن يكون الاستثمار هواية متاحة للجميع.
إحتلت المنصة الرقمية المرتبة الأولى في تصنيف الصحيفة المالية “فايننشال تايمز” في العام الماضي حيال أكثر عشرة شركات للتكنولوجيا المالية يجب على المهتمين متابعتهم بشكل جدي، حيث عرفت الصحيفة أن “إيتورو” واحدة من رواد شركات التكنولوجيا المالية المتوقع أن يكون لها تأثير ضخم في وقت قصير، حيث أن أسلوبها الفريد من نوعه في الجمع ما بين منصات الاستثمار والشبكات الاجتماعية هو ما يؤهلها أن تحتل المرتبة الأولى بجدارة.
هل ستسرق إيتورو أموالي؟
هذا سؤال يتكرر بشكل مستمر حيال منصات مثل منصات إيتورو، فإن قمت بالبحث عن شركة إيتورو، ستجد بعض النتائج التي تشير إلى كيفية ربح عشرات الآلاف من الدولارات في شهر واحد من خلال إيتورو، أو هكذا يصنع المرء الثروة من خلال إيتورو مثلًا، كما هو واضح طريقة الربح من الموقع تكون من خلال الاستثمار في أسهم شركة ما أو بالمضاربة، إلا أن هناك طريقة أخرى لكسب الأموال، وهي دعوة بعض الأفراد للتسجيل في الموقع من خلال رابط معين، فإذا قام البعض بالتسجيل ووضع رصيد ما في الموقع تكن لمن دعوهم نسبة من الرصيد الموجود، وهي الربح بطريقة غير مباشرة.
تسعى إيتورو للسيطرة على السوق من خلال حكمة المجموعة أو من خلال تأثير المجموعة
يستخدم العديد من المدونين المعروفين هذه الطريقة في دعوة متابعيهم للدخول والتسجيل على الموقع في حين أن الكثير منهم شخصيًا لا يملك حسابًا جاريًا على منصة “إيتورو”، واشتهرت هذه الطريقة في العالم العربي بالتحديد والتي أصبحت كثيرة الاستخدام مؤخرًا بسبب حداثة فكرة “نسخ التداول” على العالم العربي.
لا يعد الحماس الزائد بفكرة الاستثمار التي تقدمها شركة إيتورو علامة إيجابية إلى نطاق كبير، وذلك لأنها لا تختلف كثيرًا عن الحماس الزائد بالعملات الافتراضية “بيتكوين” أو الحماس الزائد بالرهن العقاري المتسبب في الانتكاسة الاقتصادية عام 2009، فالحماس الزائد هذا والنشوة العارمة تلك من إحدى الخصائص الرئيسية المعروفة في الاقتصاد بـ “دمى الاقتصاد” أي أشخاص لها دور في مجال الاستثمار أو مجال التجارة بمختلف أنواعها إلا أنهم لا يملكون الخبرة الكافية ومن السهل التلاعب بقراراتهم الاقتصادية بشكل أو بآخر مما يؤدي إلى ما يُعرف بالسيطرة على السوق من خلال حكمة المجموعة أو من خلال تأثير المجموعة، وهذا بالضبط ما حدث في الأزمة المالية الأكثر تأثيرًا في اليابان و الأزمة العالمية في 2009 التي تسببت في إفلاس بعض الدول منها اليونان.
غير مصرح لشركة إيتورو بالتعامل في الولايات الأمريكية المتحدة
تستخدم إيتورو المبدأ نفسه وهو السيطرة على السوق، أي مجال الاستثمار من خلال شبكات التداول الاجتماعي بعد هيمنتها بالفعل على هذا المجال، من خلال تأثير الجماعة، أي من خلال جذب آلاف من الحسابات التي تقوم بالتسجيل على المنصة بشكل يومي ليصل العدد في الإجمالي إلى 7 ملايين متداول في أكثر من 170 دولة من بينهم متداولين مشهورين يحققون الأرباح “مشاهير إيتورو” التي يتخذهم المتداولين المبتدئين نموذجًا للنسخ أو التقليد.
لا يكون رأي فقهاء الدين واضحًا أيضًا بالنسبة لمنصات التداول الاجتماعي بالضبط كما هو جدلي ومثير للتساؤلات حول العملات الإلكترونية مثل البيتكوين، فالبعض يعتبر التجارة الإلكترونية صورة لا تختلف كثيرًا عن التجارة العادية إلا أنها في صورة إلكترونية وعليه تجوز كل الأحكام الدينية حيال البيع والشراء وتجارة المال، إلا أنها البعض يعتبر تلك المنصات ومعها العملات الإلكترونية نوع من أنواع الربا الذي يحرمه الإسلام من خلال الأرباح أو الفائدة التي يدرها المرء على رأس ماله.
من المتوقع أن ينمو التداول الاجتماعي بشكل سريع و عظيم التأثير في السنوات القليلة المقبلة، حيث كسرت منصات التداول الاجتماعي التي تُعد إيتورو من أشهرها كل الحواجز التي تقف بين كل مستثمر مبتدأ وبين الاستثمار في مجال التجارة الرقمية، إلا أن المضاربة مخاطرة، والمضاربة بهذا الحجم لها تأثير على مجال تلك الصناعة بأكمله، وهذا ما تسعى إليه إيتورو تدريجيًا.