اشتكى العضو في دمشق .. وما زال سائر الجسد لم يتداع له إلا بالبكاء، الأيام الحزينة للسوريين، تدمي القلوب.. اُضطهدوا في وطنهم الذي بنوه بأيديهم،، فأخرجهم نظام نظام أعمى – يحرق الأرض التي تفلت من بين قبضته- من ديارهم بغير حق رميا مقدرات الوطن عرض الحائط
سنواتُ الجمر الثلاث في سوريا، مقدارها ألاف مما نَعد.. أكثر من 140 ألف قتيل و500 ألف جريح و9 ملايين من اللاجئين والنازحين، في ضل استمرار الصراع بين ثوار اختلفت مشاريعهم ورؤيتهم للمستقبل الغائب وبين قوى خارجية تبحث عن مصالحها الإقليمية والإستراتيجية في المنطقة
منذ أن ثارت درعا المثخنة بالآلام في 15 من آذار تردد المجتمع الدولي في اتخاذ أي قرار حاسم بشأن القمع الدموي للنظام السوري بل دأب الإعلام الغربي منذ الأشهر الأولى للثورة، على دق ناقوس الحرب الأهلية التي يمكن أن تحصل مع أن الثورة السورية لم تخرج عن سلميتها في تلك الفترة
عمد النظام السوري إلى إظهار الثورة على أنها حراك مسلح متطرف منذ البداية لتختفي الثورة (أو أخفيت) ليطفو على السطح “صراع مسلح” بين نظام قائم وقوى “متطرفة” بحسب وصف النظام ، وهو الأمر الذي سمح للسلطة بأن تمارس كل أنواع الوحشية والهمجية دون أن يحرّك كل ذلك شعوب العالم
الحسم الغائب على الميدان السوري ، يطيل معركةَ الحسم التي أوقدتها درعا في الـ 15 من آذار ومعها يطول الأمل و المعاناة . ليطل العالم على مشهد دامي مفزع ومؤلم يحدث عن اغتيال الطفولة في حلب وغيرها بالبراميلُ المتفجرة، ولعل أبرز أسباب هذا الاستثناء السوري في غياب سرعة الحسم مقارنتا بدول عربية ثارت قبلها . البنية المعقدة التي أوجدها حافظ الأسد، التي أسست لدولة بوليسية بامتياز، وجيش موالي وخاضع للسيطرة الأمنية يتحكم في مفاصله ضباط شديدو الولاء للنظام
ليست حسابات الدول الكبرى وتوازنات معسكري الولايات المتحدة وروسيا فقط هي السبب في تأخر حسم المعركة في سوريا واللحاق بقطار الربيع العربي ، بل الانقسام الذي يضرب المعارضة السورية وتشتت الجهود الذي يجردها من قوتها منذ انتكاسة “إعلان قيادة “جبهة النصرة” البيعة لأيمن الظواهري” وصولا إلى جنيف 2 الذي كان حبر على ورق، و إمعاناً في قتل السوريين بوجه أقبح من الموجود سابقا ، باعتبار أن المؤتمر يصب في مصلحة النظام حسب وصف مراقبين
إسرائيل أيضا لعبت العنوان الأبرز في معادلة حل الصراع السوري ولعل حديث وزير الخارجية الأميركي جون كيري وبعض الشخصيات السورية في جنيف عن ارتباط حل الأزمة السورية بموقف المعارضة وسوريا الجديدة من السلام مع إسرائيل أبرز عنوان لعبة الأمم على حساب آلام وأحلام الشعب السوري في الحرية والكرامة وفتح أفق لتغيير ما ككل شعوب العالم المتحضر
عفوية الثورة السورية و صدق و نزاهة دوافعها كانت الأسباب الرئيسية وراء حالة الرعب و البلبلة التي أصابت النظام والمنطقة وهو ما يفسر هذا التخبط العالمي والتردد في الحديث عن الصراع السوري بعد ثلاثة أعوام من القتل والتشريد الدمار … فهل مازال في وسع السوريين أن يتحملوا عاما آخر من المعاناة ؟