حكومة الإنقاذ السورية في إدلب التابعة لهيئة تحرير الشام أغلقت السبت الماضي 9 من يناير جامعة حلب الحرة الواقعة في ريف إدلب الشمالي التي تتبع أصولاً لوزارة التربية والتعليم التي تعتمد على الحكومة السورية المؤقتة كممثل رئيسي لها، جاء ذلك بعد إنذار من حكومة الإنقاذ في 10 من ديسمبر 2017 المنصرم تقول فيه: “إلى الحكومة السورية المؤقتة، ننذركم بإغلاق المكاتب التابعة لكم كافة في المناطق المحررة وإخلاء جميع المقتنيات الشخصية خلال 72 ساعة من التبليغ تحت طائلة المسؤولية”.
وفي 11 من ديسمبر الماضي ردت الحكومة السورية المؤقتة خلال بيان توضيحي لها نشر على صفحتها الرسمية في فيسبوك، حيث يذكر البيان انتشار الحكومة السورية في المناطق المحررة كافة ومنها وزراء من حمص ودرعا وحلب وإدلب وريف دمشق بالإضافة إلى مركز رئيسي لها في ولاية غازي عينتاب جنوب تركيا.
تشكلت حكومة الإنقاذ السورية في بداية شهر ديسمبر 2017 ومنبثقة عن المؤتمر السوري العام الذي عقد في مدينة إدلب ويترأس الحكومة “محمد الشيخ” الذي أعرب بالقول لتليفزيون سوريا: “الحكومة المؤقتة لا وجود لها على الأرض، ونحن ننسق مع هيئة تحرير الشام مثل باقي الفصائل، بالإضافة إلى أننا قريبون من الشعب”
من جانبها ردت حكومة الإنقاذ السورية من جديد في توضيح لها نشر على مواقع التواصل الاجتماعي تقول فيه: “حكومة الإنقاذ هي الشرعية الوحيدة في المناطق المحررة كونها منبثقة عن المؤتمر السوري العام في الداخل السوري، إضافة إلى أن القرارات التي تتخذها الحكومة المؤقتة من شأنها عرقلة المصلحة العامة للمواطنين وهي بعيدة عن الواقع السوري ولا تلامس همومه، وكذلك عمل المؤسسات والمنظمات في الداخل السوري مستمر وإنذارنا لا يؤثر على حسن سير عملهم وهو مناط في مكاتب شكلية متألفة من عدة شقق سكنية فقط”.
فيما تشكلت حكومة الإنقاذ السورية في بداية شهر ديسمبر 2017 ومنبثقة عن المؤتمر السوري العام الذي عقد في مدينة إدلب ويترأس الحكومة “محمد الشيخ” الذي أعرب بالقول لتليفزيون سوريا: “الحكومة المؤقتة لا وجود لها على الأرض، ونحن ننسق مع هيئة تحرير الشام مثل باقي الفصائل، بالإضافة إلى أننا قريبون من الشعب”.
إغلاق عدد من الكليات التابعة لجامعة حلب الحرة بمدينة الدانا
أصدرت حكومة الإنقاذ قرارًا يقضي بإغلاق أفرع الجامعة حتى يوم الخميس القادم الواقع في 11من يناير 2018، وذلك باستخدام القوة، بعد زيارة وفد من الحكومة إلى الجامعة وطردهم من الطلاب، وقال نائب رئيس الجامعة عماد خطاب: “الطلاب سيواصلون الذهاب إلى الجامعة في مدينة الدانا حتى لو لم يسمح لهم بذلك، وسيتم نقل المعلومات للطلاب حتى لو كانوا خارج أسوار الجامعة”.
وأوضح نائب رئيس الجامعة “جامعة حلب لديها عدة كليات في مدينة الدانا هي كلية الحقوق وكلية العلوم وكلية الاقتصاد، تم نقل فرع الحقوق إلى بلدة بشقاتين ليبدأ الدوام فيها، والعمل جارٍ على نقل باقي الأفرع إلى البلدة للابتعاد عن مضايقات حكومة الإنقاذ، ليبقى أيضًا ثلاثة أفرع أخرى في مدينة الدانا هي كلية التربية وكلية المعلوماتية وكلية الآداب”.
وأكد أن هذه الإجراءات التي اتخذها الدكتور إبراهيم الحمود الذي عينته حكومة الإنقاذ كرئيس للجامعة تأتي كمحاولة لفرض رأيه ورأي الحكومة على الجامعة ولو كان بالقوة، ولذلك لكسر إرادة الطلاب والكادر التدريسي، فيما خرج طلاب الجامعة في الدانا بمظاهرات داخل الكلية خلال زيارة وفد حكومة الإنقاذ إلى الجامعة لاستلام زمام الأمور فيها، وأجبروا الوفد على المغادرة بعد وصوله بدقائق، مؤكدين استمرار تبعيتهم للحكومة السورية المؤقتة.
وقال أحد طلاب كلية المعلوماتية: “حكومة الإنقاذ أغلقت أبواب الكلية أمام الطلاب، ونحن سنواصل تعليمنا خارج أسوار الجامعة”، مؤكدًا إصرارهم على الدوام ولو كان شكليًا، فيما أمر إبراهيم الحمود المكلف بإدارة الجامعة من حكومة الإنقاذ عناصر هيئة تحرير الشام بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريق الطلاب من أمام أبواب الكليتين، وذلك بعد أن أقدموا على تلقي محاضراتهم أمام أبواب الكلية.
نظم طلاب جامعة حلب الحرة عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية في إدلب وحلب ضد قرارات حكومة الإنقاذ، حيث تسعى الأخيرة لبسط سيطرتها على جامعة حلب وممتلكاتها، بعد إنذارها للحكومة المؤقتة
وجاء هذا القرار على خلفية قيام طلاب جامعة حلب بتنظيم وقفات احتجاجية ومظاهرات ضد حكومة الإنقاذ وقراراتها الصادرة بحق الطلاب، لا سيما المظاهرة التي خرجت الخميس الماضي، حيث دارت مشادات كلامية بين طلاب الجامعة وعميد الكلية التابع لحكومة الإنقاذ، فيما قام طلاب جامعة حلب بكتابة عبارات على جدران الجامعة منها: “طريق الجبهات ليس من هنا” و”هنا جامعة حلب الحرة وليست جبهة حماة”، على خلفية ما ارتكبه عناصر تحرير الشام من ممارسات بحق الطلاب.
ولا تزال المعارك في جبهات ريف مدينة حماة وإدلب ضارية بين هيئة تحرير الشام على وجه الخصوص وعدة فصائل ثورية أخرى ضد قوات النظام، في حين استطاعت قوات النظام التقدم على حساب تحرير الشام في عدة مناطق من حماة وإدلب، وسط تخوين من المدنيين والثوريين لتحرير الشام بتسليمها المناطق بالمجان لقوات النظام وفقدان الهيئة ثقة الشعب.
ومن جانبهم نظم طلاب جامعة حلب الحرة عدة مظاهرات ووقفات احتجاجية في إدلب وحلب ضد قرارات حكومة الإنقاذ، حيث تسعى الأخيرة لبسط سيطرتها على جامعة حلب وممتلكاتها، بعد إنذارها للحكومة المؤقتة.
وبالنهاية عندما يقال إن هناك “حكومة” في القرن الماضي والحاليّ، يفهم البعض أن هناك مجلس نواب شعب انتخب تلك الحكومة ديموقراطيًا، وأعطاها ثقته اللازمة لإطلاق يدها في إدارة شؤونه وتأمين مستلزماته واحتياجاته التي تحقق الاستقرار الأمني أولاً والاقتصادي ثانيًا والسياسي أخيرًا، أما في حالة حكومة الإنقاذ السورية فهي عبارة عن اسم لعصابة نهب وتشبيح على حساب الشعب، ومن يتابع تلك المناطق يرى أنها ستفشل، فتستظل تحت مسمى حكومة لا تمس التمثيل بشيء.
فيما قد يظن البعض أن القرارات التي تتخذها حكومة الإنقاذ قرارات صائبة، فهي بالعكس تمامًا حين تصدر وتنشر مشاكل عدة وتدخل العسكرة في المؤسسات المدنية، حقًا إنه فشل ذريع اتخذته الحكومة بحقها، ناهيك عن إغلاق الدوائر المؤسساتية التابعة للحكومة السورية المؤقتة، في ظل عملها الجبار على مر السنوات الفائتة وضعف إمكانياتها.