انتهى منذ ساعات حفل جوائز الغولدن غلوب الخامس والسبعون في كالفورنيا، وأعلن أسماء الفائزين الذين توجتهم رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، كان السواد سائدًا على المشهد، إذ أعلنت نجمات هوليود في وقت سابق التزامها به كلون وحيد للفساتين احتجاجًا على جرائم التحرش التي تحدث في الوسط الفني، كما كان لخطاب أوبرا وينفري نجمة التليفزيون المتوجة بجائزة سسيل دوميل Cecil B. DeMille عن مجمل أعمالها، أثرٌ كبير في الحاضرين ومواقع التواصل الاجتماعي.
ثلاث لوحات خارج إيبينغ، ميزوري
كان فيلم البريطاني مارتن ماكدوناغ Martin McDonagh عنوان السهرة، فحصد أربعة تتويجات من ستة ترشيحات، فقد اختير كأفضل فيلم درامي للسنة المنقضية، أمام عمل سبيلبرغ الأخير (The Post) وفيلم نولان الحربي دنكرك Dunkirk وفيلم دلتورو الفائز بأسد البندقية “شكل الماء” The Shape of Water، وفاز كذلك بجائزة السيناريو متفوقًا على ليدي بيرد Lady Bird.
والواضح أن الدراما نقطة قوة الفيلم الأساسية، فإضافة إلى السيناريو، كانت الجائزتان المتبقيتان تتعلقان بالتمثيل، فتوجت فرانسس ماكدرورمند Frances McDormand بجائزة أفضل ممثلة في فيلم درامي، وفاز سام روكول Sam Rockwell بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد في فيلم درامي.
ويحكي “ثلاث لوحات خارج إيبينغ، ميزوري”، قصة أم تحاول النجاح فيما فشلت فيه السلطات، وكشف لغز مقتل ابنتها.
فاز فيلم ديزني كوكو Coco بجائزة الصور المتحركة متفوقًا على فيلم “في حب فنسنت” Loving Vincent الذي تابع بشكل رائق آخر أيام الرسام الهولندي فان غوخ
بين ليدي بيرد وشكل الماء
واقتسم ليدي بيرد وشكل الماء أهم جوائز فئة أفلام الكوميديا والغنائيات (هي ليست غنائية أصلاً وربما ليست كوميدية إلى هذا الحد)، فحصل الأول على جائزة أفضل فيلم غنائي أو كوميدي، وتوجت بطلته سرشي رونَن Saoirse Ronan بجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي في فيلم كوميدي، أما الثاني، فظفر صاحبه غيارمو دل توروGuillermo del Torro بجائزة الإخراج، إضافة إلى جائزة الموسيقى التصويرية.
ويملك ليدي بيرد تقييمًا مرتفعًا على موقع “الطماطم المتعفنة”Rotten Tomatoes، فكان لمدة طويلة الفيلم الوحيد بتقييم 100% قبل أن ينخفض إلى 99 حاليًّا، ويتابع الفيلم حياة كرستين ليدي بيرد في جامعتها الكاثوليكية في سكرامنتو Sacramento، ومحاولاتها لخلق فضاء أرحب لنفسها كفنانة، وفرصة أعظم لتعيش وجودًا أكثر إثارة.
مفاجأة الفيلم الأجنبي
في باقي الجوائز، فاز فيلم ديزني كوكو Coco بجائزة الصور المتحركة متفوقًا على فيلم “في حب فنسنت” Loving Vincent الذي يتابع بشكل رائق آخر أيام الرسام الهولندي فان غوخ.
وفاز الممثل غاري أولدمان بجائزة أفضل ممثل في فيلم درامي، وهي أول جائزة غولدن غلوب له بعد مسيرة امتدت لنحو أربعين عامًا، أما في فئة الكوميديا فآلت إلى بطل فيلم “الفنان الكارثة” The disaster Artist جيمس فرانكو James Franco، بعد دور أشاد به النقاد في فيلم يحدثنا عن قصة إنجاز فيلم “الغرفة” The Room، أحد أسوأ أفلام هوليود على الإطلاق!
تمنع تصنيفات الغولدن غلوب من إيجاد مصداقية كبيرة لجوائزها رغم الاهتمام الإعلامي الكبير بها الذي يعود برأيي إلى اجتماع نجوم السينما بالتليفزيون
وكانت جائزة الفيلم الأجنبي شبه مفاجئة إذ تفوق الألماني ذو الأصول التركية فاتح أكين Fatih Akin بفيلمه في العتمة Aus dem Nichts، على أعمال سيطر اسمها على السنة الماضية مثل المربع The Square وبلا حب Nelyubov وامرأة مدهشةUne Mujer Fanstastica.
وتدور قصة الفيلم في ذات العالم الذي عودنا عليه فاتح أكين، أي مجتمع الأتراك في ألمانيا ومشاكل الاندماج وتضارب الثقافات والعنصرية والنازية الجديدة، ولكنه في هذه المرة أضاف قضية الإرهاب، ورهاب المجتمع الألماني من ذوي الأصول الشرقية الإسلامية.
تمنع تصنيفات الغولدن غلوب من إيجاد مصداقية كبيرة لجوائزها رغم الاهتمام الإعلامي الكبير بها الذي يعود برأيي إلى اجتماع نجوم السينما بالتليفزيون، لكن حينما يتم تصنيف فيلم درامي يكاد يكون مأساويًا مثل Get Out على أنه فيلم كوميدي، فهذا يلغي بشكل كبير أي اعتبار جدي لهذه الجوائز، فهل يرد حفل الأوسكار الاعتبار للأعمال المهمة الأخرى؟ الإجابة يوم 4 من مارس/آذار القادم.