ترجمة وتحرير: نون بوست
رغم أهميتها العلمية، لم تحظ بعض أفضل الاختراعات على مر التاريخ بالتقدير الذي تستحقه، خاصة أن هناك اختراعات مرت مرور الكرام ومثلت خسارة عظيمة بالنسبة للبشرية، التي لم تتمكن من الاستفادة منها وتوظيفها.
على مر الأجيال، تمكنت البشرية من اختراع أمور عظيمة، ولكن بسبب الجشع والطمع ونقص الدعم المالي، اختفت هذه الابتكارات ولم يعد لها أي وجود. وفي الوقت الراهن، تمكن الإنسان العصري من تقدير قيمة مثل هذه الاختراعات. كما يتخيل البعض كيف كان العالم سيكون لو وقع إيلاء الأهمية اللازمة لتلك الاختراعات. وهذه عشرة براءات اختراع مفقودة كان من الممكن أن تحدث تغييرا جذريا في العالم.
مادة العزل الحراري “ستارليت”
سنة 1980، اخترع موريس وارد مادة عزل حراري رائعة أطلق عليها تسمية “ستارليت”، مثلت ثورة في مجال العزل الحراري. وقد شهد العديد من العلماء على قدرة هذه المادة على تحمل درجات الحرارة العالية، فضلا عن التفاعل مع المواد الأخرى. وما يجعل هذه المادة مميزة قدرتها على تحمل أشعة الليزر التي تصل حرارتها إلى 10 آلاف درجة مئوية.
للتأكد من مدى قدرة هذه المادة على التحمل، تم اختبارها في برنامج تلفزيوني مباشر، وقد أثبتت فعاليتها. وبناء على ذلك، تبين أنه من الممكن استخدام مادة “ستارليت” في إنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين أثناء الحروب، وتوظيفها في العديد من الأغراض الأخرى. ولكن للأسف، توفي وارد سنة 2011 دون أن يكون لهذا الاختراع أي توظيف يذكر، وقد دفن معه هذا السر ولم يطلع أحدا على مكونات هذه المادة الفريدة من نوعها.
الصحن الطائر
تقدم أفلام الخيال العلمي أحيانا بعض الاختراعات التي كان يمكن أن تكون موجودة حاليا. في الحقيقة، طور النازيون الصحن الطائر المضاد للجاذبية خلال الحرب العالمية الثانية، كما شوهدت الصحون الطائرة خلال سنوات الحرب في لندن ونيويورك وبراغ، ومن أهم مميزات هذا الاختراع السرعة الفائقة. ولكن، منع النازيون هذه التكنولوجيا، ما جعل العالم يفتقد هذا الابتكار العظيم الذي كان من الممكن توظيفه في مجالات مفيدة جدا للإنسانية.
صنع السلفيوم
يعتبر تصنيع السلفيوم من بين الاختراعات المفقودة التي كان من شأنها أن تغير العالم، خاصة وأن استخدام هذه النبتة يساهم في السيطرة على معدل الولادات. ففي القديم، استعمل السلفيوم كوسيلة فعالة لدى الرومان القدماء لمنع حدوث الحمل، حيث كانت هذه النبتة تسحق وتوضع في المهبل في شكل مانع للحمل. وعلى عكس وسائل منع الحمل العادية، لا يشكل السلفيوم أي تهديد على صحة المرأة.
سيارة وقودها الماء
كيف يمكن أن يبدو العالم لو كانت السيارات تعمل بالماء؟ ولو كان الأمر كذلك لاختلف الوضع كثيرا الآن. سنة 1998، اخترع ستانلي ماير سيارة تعمل بالماء بدلا من البنزين، التي كانت قادرة على السفر من نيويورك إلى لوس أنجلوس مع استخدام 22 غالونا من الماء. وفي ظل الوضع البيئي الراهن، يمكن القول إن هذه السيارة كانت من بين الاختراعات الأكثر أهمية التي فقدتها الإنسانية، نظرا لأنه كان يمكنها أن تساهم في الحد من تفاقم الأزمات البيئية والاقتصادية.
إلى جانب ذلك، وعلى الرغم من وجود العديد من الابتكارات المثيرة للاهتمام في هذا العصر، إلا أن السيارات المائية تظل أهم اختراع عرفته الإنسانية. ولسوء الحظ، توفي ماير سنة 2011، لتنضاف سيارته إلى قائمة الاختراعات التي ستندم البشرية على عدم تنفيذها.
سر الحرائق في روما القديمة
في القرن السابع ميلادي، كان أباطرة الرومان يضرمون النار على سطح الماء خلال المعارك البحرية. وحتى الآن، لم يتمكن العلماء من فهم هذه الظاهرة، وكيف يمكن إخماد هذا النوع من الحرائق. ولكن ولحسن الحظ، اندثر هذا الاختراع لأنه من المؤكد أنه كان ليغير عالمنا إلى الأسوأ.
الاتصال اللاسلكي
يعتبر نيكولا تيسلا مخترعا عظيما حاول تغيير العالم بشكل جذري، إذ عمل على التخلي عن أجهزة شحن الهواتف وكل ما يتعلق باستعمال الأسلاك في المنزل. وقد انطلق نيكولا تيسلا في تطبيق هذا الاختراع اللاسلكي لنقل الطاقة سنة 1901، في مشروع برج واردنكليف في شورهام في محاولة منه لنقل الطاقة الكهربائية لجميع أنحاء العالم. ولكن، فشل هذا المشروع نظرا لقلة التمويل، ما حرم العالم من اختراع عظيم كان من الممكن أن يجنب البشرية العديد من المشاكل الاقتصادية.
إنتاج المطر
إن غياب هذا الابتكار في الوقت الحالي يعد خسارة فادحة بالنسبة للإنسانية، لأنه كان من الممكن الحصول على المطر بطريقة بسيطة، ما من شأنه أن يساهم في حل أزمة الجفاف في شتى أنحاء العالم. وقد اخترع فيلغليم رايش أداة تسمى “الغائم”، وهو اختراع قادر على تغيير الطقس بنجاح، إلا أن السلطات آنذاك قد صادرت هذا الاختراع، واعتقل فيلغليم رايش وزج به في السجن. وفيما بعد أفادت العديد من التقارير أنه توفي بسبب أزمة قلبية دون أن ينفذ اختراعه.
نظام الترميز الرقمي “سلوت”
حاول الخبراء إجراء عدة تجارب لتحسين أنظمة الترميز الرقمي، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. وفي أواخر تسعينات القرن الماضي، تم الإعلان عن تطوير نظام الترميز الرقمي “سلوت”، وهو جهاز قادر على الحد من حجم الملفات المحملة على الحاسوب لتصل إلى ثمانية كيلوبايت فقط.
لذلك، كان من المتوقع أن يساهم هذا النظام في تحويل الملفات الرقمية التي تحتل مساحة كبيرة في ذاكرة الحاسوب إلى شكل أخف، لتوفير مساحة أكثر والتخفيف من الضغط على نظام التخزين. ولكن، في 11 أيلول/ سبتمبر اختفى هذا الابتكار بطريقة غامضة، بعد أن كان من المفترض أن يتم تسليم شيفرة الاختراع في اليوم السابق.
كاربراتير أوغل
يعتبر هذا الابتكار من بين الاختراعات التي خسرتها الإنسانية، نظرا لفائدتها العظيمة. ففي سنة 1970، اخترع توماس أوغل اختراعا من شأنه أن يساهم في تشغيل سيارة عادية لأكثر من مائة ميل باستخدام غالون واحد من البنزين. وفي الوقت الراهن، تحتاج السيارات لكميات كبيرة من الوقود. والمثير للاهتمام أن هذا الجهاز يعمل على تحويل البنزين إلى بخار ثم تحويله إلى خلايا نارية تساهم في عمل المحرك. ولكن، توفي أوغل سنة 1981 دون تقديم مشروعه إلى العالم.
الزجاج المرن
يتصدر هذا الاختراع قائمة الاختراعات التي يفتقدها العالم رغم أهميتها وقدرتها على إضفاء تغيير جذري. لقد كان من الممكن استعمال هذا النوع من الزجاج في صناعة الهواتف المحمولة. وعلى الرغم من التقدم العظيم في تكنولوجيا الهاتف الجوال، إلا أن الشركات المصنعة للهاتف لم تتمكن إلى حد الآن من صنع هاتف باستعمال الزجاج المرن غير القابل للكسر؛ فحالما يسقط الهاتف على الأرض تتصدع الشاشة الزجاجية. كما كان يمكن اعتماد الزجاج المرن في صناعة العديد من الأجهزة الأخرى التي تصنع من البلور.
في عهد الإمبراطور طيباريوس قيصر، تم جلب كأس من الزجاج المرن للإمبراطور، إلا أنه لم يعجبه ورمى به أرضا ولكنه لم يتحطم وإنما تضرر قليلا، فقام أحد نافخي الزجاج بإصلاحه. وخوفا من أن يؤثر على قيمة الذهب في الإمبراطورية أمر الإمبراطور بقطع رأس ذاك الرجل.
في الواقع، يحزن الإنسان على خسارة هذه الاختراعات التي أخذت الكثير من وقت مبتكريها، والتي كان من الممكن أن توفر الكثير من المال وتحل عدة مشاكل وتحديات يعيشها الإنسان العصري. ومع ذلك، من الجيد التعرف على هذه الاختراعات التي لم ترَ النور ومعرفة مبتكريها الذين أبدعوا رغم فشلهم في تنفيذ مشاريعهم نظرا لعدة أسباب.
المصدر: آف بي. ري