ترجمة د. هبة حداد – نون بوست
نشرت جريدة SOFREP الألكترونية مقالاً يفند فيه الكاتب أسباب عدم ظهور أي صور منشورة أو حتى مسربة لجثة قائد تنظيم القاعدة السابق “أسامة بن لادن”, وهذة الجريدة تهتم بشئون القوات المسلحة الأمريكية بفروعها المختلفة وشئون الجنود .
وتسائل الكاتب في تقريره عن ماهية الأسباب التي لم تجعل صورة واحدة لجثة أسامة بن لادن يتم نشرها ولو حتى من باب التسريب , حيث أنها ليست من عادة الأعمال العسكرية الأمريكية في سعيها لمطاردة الدكتاتوريين والإرهابيين وأعداء الوطن أمريكا (كما زعم الكاتب) , حيث كانت الإدارات الأمريكية دوما حريصة على نشر صور أعدائهم مثل صدام حسين وقت إعدامه شنقا, وكذلك جثتي ولديه “عٌدي” و “قٌسي” اللذيّن لم قضا علي يد وحدة “دلتا فورس” للعمليات الخاصة! لكن صورة واحدة لجثة “بن لادن” لم تٌنشر لإثبات القضاء على العدو الأول للأمة الأمريكية!
“مارك أوين”, أحد الجنود بالفريق الذي اشترك في الغارة السرية أفرد في كتابه “يومُ ليس بالهين – No Easy Day” بعضاً من الأسباب بشكل جزئي. حيث قال في كتابه “وكان في خضم وفاته مازال يوخز ويهتز , فصوبت أنا وزميل لي من الفرقة ضوء الليزر لسلاحينا على صدره ورحنا نمطره بالرصاص على عدة جولات , حتى مزقه بالكلية و ساخت طاقته بالكلية وأرتمى بلا حراك على الأرض”!! (الفصل الخامس عشر من كتاب “ليس باليوم الهين – No Easy Day“)
ولربما يكون هذا أكثر الوصوف تأدبا و لياقة عما حدث عن طريق تصفية بن لادن الجسدية, فالعدد المهول من الذخيرة الحية التي أُفرغت بجثته كانت لتكفي لقتال أكثر من عملية خاصة , وهو الأمر الذي بلغنا به أثنان من المصادر الخاصة قريبة الصلة بتلك الفرقة الخاصة. حيث أخبرانا أن جثة أسامة بن لادن تلقت ما يفوق المئات من الطلقات النارية وهو لتقدير محافظ لن يٌفصح عن مزيد!
ويتسائل الكاتب , “هل كان هذا قانونياً”؟ , فبموجب قوانين الحرب البرية , فالجندي مخول له كلياً أن يتأكد من القضاء على الهدف عن طريق تسديد عدد من الطلقات نحوه, فإذا تأكد له أن العدو لن يستسلم , فهو من الجائز والقانوني أن يرديه قتيلاً ويتأكد من زوال خطر مقاومته بعدد من الطلقات الإضافية ! ولكن بالرغم من ذلك , ما حدث لـ “بن لادن” يمكن وصفه بالإفراط! وذلكم المستوى العدواني الذي ظهر أثناء القضاء على بن لادن تعدى كونه القضاء على خطر ما وأنما تجاوز ذلك ليكون “إنغماس ذاتي” للجنود في الأمر.
ويخاطب الكاتب جمهور قراءه من الشعب الأمريكي (بما أنها جريدة تهتم بشئون الجنود الأمريكيين) قائلاً: ربما لا تٌعر ما حدث لـ “بن لادن” أي أهتمام, لكن علينا أن نعير لمثل ذلك الإنغماس الذاتي للجنود في الأمر وسلوكهم الإجرامي أهتماماً كبيراً, لأن إهمال هكذا ظواهر قد يستفحل في المستقبل ليشكل خطراً.
ولعل الكاتب كان يقصد حالات من الجنود المتقاعدين ذوي تدريب عالي الخطورة وتم تسريحهم من الجيش لسلوكهم العدواني ليس فقط أمام العدو وأنما بين زملائهم مما يضطر الإدارة لإخضاعهم لعلاجات نفسية وتأهيلية مكثفة تكلف الجيش الأمريكي ميزانيات كبيرة كل عام , والتي لا تٌسفر في العادة أي تحسن في أداء هؤلاء العناصر مما يدفع الإدرات لتسريحهم وهذا يعني إندماج عضو ذا كفاءة قتالية كبيرة كلفت ميزانية الدفاع الأمريكي ولكنه مطالب منه أن يصبح مدنيا ً يخضع لقوانين الدولة بعد ذلك (المترجم)!!
ويختم الكاتب مقاله في إجابة وجيزة لسؤاله “لماذا لم تنشر إدارة أوباما أي صور لبن لادن كي تتبجح بها في قضائهم على عدو الأمة الأول”! أن نشر جثة قد أثخنتها أطنان من الذخيرة ومزقتها إرباً ربما لكانت تُثير حِنق المؤسسات الحقوقية مٌخلفة فضيحة للجنود في الجيش الأمريكي, كما هكذا أمر كان ليجعل العديد من الأطراف يلهثون وراء التحقيقات والتعويضات , ولذا بات إخفاءها أمراً مفروغ منه.