ترجمة حفصة جودة
ما الذي أعلنته شركة فيسبوك؟
غيرت شركة فيسبوك الخوارزميات التي تقوم بتشغيل آخر الأخبار “news feed” الذي يعرض مجموعة مختارة آليًا من منشورات المستخدمين الآخرين وصفحات فيسبوك، فلم تعد أولوية الموجز أن يساعدك في العثور على محتوى ذي صلة بالموضوعات التي تهمك كما يقول مؤسس الموقع مارك زوكربيرج، لكن الهدف الجديد مساعدتك في الحصول على تفاعلات ذات فائدة أكبر.
ما الذي سيتغير؟
يغلب على “آخر الأخبار” لدى معظم الناس اليوم محتوى مُصاغ باحترافية لعلامات تجارية وشركات ووسائل إعلام، ويقول زوكربيرج إنه يرغب في تغيير هذا التوازن، حتى تكون “آخر الأخبار” بدلاً من ذلك مليئًا بمنشورات الأصدقاء والعائلة ومجموعات فيسبوك التي نشارك فيها.
هذا التغيير لم يدخل حيز التنفيذ بعد، لذا من الصعب أن نعلم مدى الاختلاف بين الطريقتين، لكن على أقصى تقدير قد يكون مشابهًا للتجربة التي أجرتها فيسبوك في 6 دول متشابهة، حيث أزالت أي منشورات لناشرين محترفين ووضعتهم في الدرجة الثانية من الموجز، حيث الموجز الاستكشافي.
لكن إذا كانت فيسبوك ترغب في القيام بمنهجية “الاتصال السريع”، فتأثير ذلك قد يكون أشبه بالتعديلات الأخرى في خوارزمية آخر الأخبار التي تغير بمهارة في توازن المحتوى وتغير من أنواع المنشورات التي تحقق قدرًا كبيرًا من النجاح لكنها لا تمسحهم بالكامل.
لماذا تقوم فيسبوك بذلك؟
يقول زوكربيرج إن فيسبوك قامت بدراسة أبحاث أكاديمية وتوصلت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي جيدة للمستخدمين، إذا استخدموها للتواصل مع الأشخاص المهمين لهم، في شهر نوفمبر، نشرت الشركة منشورًا تقول فيه إن الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي قد يكون ضارًا وتحدثت بعد ذلك عن طريقة أكثر تفاعلاً وقائمة على أساس مجتمعي للموقع.
ونتيجة لذلك، يقول زوكربيرج إن فيسبوك ترغب في تعزيز هذا النوع من المنشورات التي تحقق تفاعلات، مع الحد من المنشورات التي تظهر البيانات أنها ذات تفاعلات سطحية (مجرد إعجابات ومشاركات فقط).
هذه التغييرات من شأنها أن تحقق فوائد أخرى لفيسبوك، فمن خلال الحد من تأثير وسائل الإعلام ستتجنب فيسبوك الإعلام السيء الذي تعرضت له في أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، حيث أصبحت أرضًا خصبة للأخبار الوهمية وساعدت في انتشار قصص ضللت الكثير من الناس.
أعربت الشركة منذ فترة عن قلقها من تناقص المنشورات الشخصية التي يكتبها المستخدمون عن حياتهم الخاصة، وبدلاً من ذلك يقومون بنشر روابط من صفحات الإنترنت أو صور ومقاطع فيديو لصفحات محترفة، يميل المستخدمون إلى مشاركة تجاربهم الخاصة إذا شاهدوا أشخاصًا آخرين يقومون بذلك، لذا تحاول فيسبوك تعزيز انتشار الكثير من المحتوى الشخصي.
ما التداعيات الأوسع نطاقًا لذلك؟
شعر بعض الناشرين ومنظمات المجتمع المدني بجزع نتيجة لتلك التغييرات، ففي غواتيمالا (إحدى الدول اللي تُطبق فيها التجربة)، قال بعض الصحفيين إن عدد القراء انخفض للنصف نتيجة لاختفاء التقارير الإخبارية من آخر أخبارهم، هذا التغيير عند تطبيقه عالميًا قد يدمر النظام الإيكولوجي الإعلامي، كما ستقل قدرة النشطاء وأصحاب الحملات على توصيل أصواتهم للعالم.
لكن الضرر لن يكون متساويًا، فالتجارب السابقة تقول إن المنظمات التي ستتعرض لضرر أكبر هي المنظمات التي تعتمد تمامًا في انتشارها على فيسبوك، أما المنظمات التي تمتلك قاعدة ثابتة ومنصاتها الخاصة ستتمكن من التعامل مع تلك التغييرات بسهولة.
هل قامت فيسبوك بمثل هذا التغيير من قبل؟
في ديسمبر 2013، غيرت شركة فيسبوك الخوارزميات لتعزيز المقالات عالية الجودة مقابل الصور المشهورة الموجودة في أماكن أخرى غير فيسبوك، في تلك العملية استهدفت فيسبوك الناشرين الذين ينتجون محتوى جذابًا للغاية، عندها شهد الموقع انهيارًا في عدد زواره بعد شهر من هذه التغييرات، هذا الانهيار لم يتعاف منه حتى الآن.
حدثت تغييرات مماثلة على مدار السنين، حيث قررت فيسبوك التركيز على تعزيز المقالات الفورية (نوع من المحتوى الأصلي لفيسبوك) ثم تحول إلى تعزيز الفيديو ومنه إلى البث المباشر ثم إلى مجموعات فيسبوك وهي أحدث محاولة للشركة لبناء مجتمع قوي.
ما المشكلات الأخرى التي تتعامل معها فيسبوك؟
تواجه الشركة قضيتين خطيرتين في محاكم أيرلندا والنمسا، ففي الأولى اتُهمت بإهمال قضية إباحية انتقامية تتضمن فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، وفي الثانية كانت مطالبة بإزالة خطاب كراهية.
ماذا حدث في أيرلندا؟
كانت الفتاة المذكورة قد تعرضت لاستهداف إحدى صفحات الفضائح لمدة عامين على الموقع، حيث نُشرت لها صور عارية في الفترة ما بين نوفمبر 2014 وحتى يناير 2016، وفي يوم الثلاثاء وافقت فيسبوك على تسوية القضية خارج المحكمة، وهو فعل نادر من الشركة التي تعلن دائمًا عدم مسؤوليتها عن المحتوى الذي ينشره الآخرون على الموقع.
وقال محامي الفتاة بيرس ماكديرموت عن التسوية: “أنها تضع المسؤولية على عاتق مقدم الخدمة والنظر في كيفية تعامله مع الصور غير اللائقة والمسيئة، وقدرته على إزالة أي صورة يبدو بوضوح أنها غير مناسبة والحرص على عدم تكرار ذلك مرة أخرى”.
وماذا حدث في النمسا؟
تتناول القضية هذه المرة خطاب كراهية موجه لرئيس الحزب الأخضر النمساوي، والسؤال هنا: هل فيسبوك مسؤولة عن التصرف على نطاق واسع في مثل هذا المحتوى؟ وهل يجب عليها البحث عن جميع المنشورات التي شاركت المحتوى وإزالتها دون أن يُطلب منها ذلك؟ أحيلت القضية إلى محكمة العدل الأوروبية التي سيكون لحكمها تأثير كبير عالميًا.
المصدر: الغارديان