مضى العام والنصف على بدء معركة درع الفرات التي حاربت تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” بريفي حلب الشمالي والشرقي، في حين كانت بداية انطلاقها في 24 من أغسطس/آب من العام 2016، عندما أعلن الجيش السوري الحر بدعم من الجيش التركي انطلاق معركة “درع الفرات” لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وإبعاد خطر ميليشيا ما يسمى “سوريا الديموقراطية” إلى شرق نهر الفرات وتحطيم حلمهم بوصل مناطق سيطرتهم في الشرق السوري بمدينة عفرين في الشمال الغربي لمدينة حلب ذات الغالبية الكردية التي تخضع أصولاً تحت سيطرة pyd والـppk من أهم مكونات ميليشيا “سوريا الديموقراطية”.
عملت الميليشيا على احتلال المناطق العربية في الشمال الحلبي في خطوة منها لوصل مناطق سيطرتها، فاحتلت مطلع عام 2016 مدينة “تل رفعت” شمال حلب، وقرى أخرى مثل بلدة منغ ومطارها العسكري وبلدة دير جمال الواقعة على الطريق الدولي حلب غازي عينتاب إضافة إلى كفر نايا وحربل وكفر ناصح وتنب وأحرص وغيرها بدعم من الطيران الروسي الذي كان لا يفارق سماء المعركة.
وتلك المناطق كانت تخضع لسيطرة الجيش السوري الحر، إضافة لمدينة منبج إلى الشمال الشرقي من حلب، الواقعة غرب نهر الفرات التي سيطرت عليها ميليشيا سوريا الديموقراطية بعد طرد التنظيم منها، وتعد تلك القرى عربية، ذات غالبية عشائرية.
وبعد سيطرة الجيش السوري الحر في نهاية عام 2016 على مناطق معركة درع الفرات في الشمال والشرق الحلبي كمدينة الباب ومدينة جرابلس وأخترين والغندورة والراعي وعشرات القرى، وطرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منها، هذه المعركة من جهتها حطمت حلم ميليشيا “سوريا الديموقراطية”.
ومع اشتعال المعركة في أرياف حلب وإدلب وحماة بين قوات النظام والميليشيات التابعة له من جهة والجيش السوري الحر وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، بهدف بسط سيطرة النظام على مطار أبو الظهور العسكري، إضافة لاحتدام المعارك في دير الزور بين ميليشيا سوريا الديموقراطية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” من جهة أخرى، تأتي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستئناف معركة درع الفرات التي ستتجه إلى مدينة عفرين شمال غرب حلب ومدينة منبج شمال شرق حلب، لطرد ميليشيا “سوريا الديموقراطية”.
تزايدت التصريحات التركية في الآونة الأخيرة حيال شن عملية عسكرية على مدينة عفرين شمال حلب، لا سيما عقب دخول القوات التركية إلى الأراضي السوري في الـ12 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتمركزها في ثلاث نقاط بمحيط المدينة
ساعة الصفر.. عفرين ومنبج على المحك
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد 14 من يناير من الشهر الحاليّ أن بلاده ستبدأ العملية العسكرية التي أعلنها مسبقًا خلال الأسابيع المقبلة، وقال: “تركيا ستواصل خلال الأيام المقبلة عملية تطهير الحدود الجنوبية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي من الإرهابيين”، وقد أكد الأسبوع الماضي في كلمة ألقاها أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية أنّ عملية “درع الفرات” التي بدأتها قوات بلاده في أغسطس/آب 2016، ستُستكمل في كل من عفرين ومنبج السوريتين.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا ستكمل مسيرتها في مواجهة ومكافحة الإرهاب، حيث قال في إشارة منه إلى PYD وPKK، الآن جاء دور إحباط الممر الإرهابي الذي يسعى التنظيم الإرهابي إلى إنشائه في سوريا، وستتمم هذه المرحلة التي نهدف من خلالها إلى تأمين حدودنا كاملة”.
ولفت إلى أنهم يأملون ألا تقف الولايات المتحدة الأمريكية “بجانب الإرهابيين” في العملية، مشيرًا إلى أنها “تغير أسماء المنظمات الإرهابية كالقوات الديمقراطية أو غير ذلك من الأسماء التي تطلقها على التنظيمات الإرهابية، ولكن الولايات المتحدة لن تتمكن من خداعنا”.
وتزايدت التصريحات التركية في الآونة الأخيرة حيال شنّ عملية عسكرية على مدينة عفرين شمال حلب، لا سيما عقب دخول القوات التركية إلى الأراضي السوري في الـ12 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتمركزها في ثلاث نقاط بمحيط المدينة.
مخيبًا لأمل تركيا جاء قرار واشنطن التي أعلنت تشكيل قوات حدودية يزرعها التحالف الدولي على الحدود المحاذية لسوريا، فيما قال الرئيس التركي: “القوة المزمع تشكيلها تنتظر السحق قبل أن تولد، فالولايات المتحدة أعلنت تشكيل جيش إرهابي على حدودنا والمهمة التي تقع على عاتقنا هي وأدها ونحن نقول دائمًا لحلفائنا لا تقفوا بيننا وبين الإرهابيين”.
تواصل القوات التركية إرسال تعزيزات إلى المناطق الحدودية المحاذية لمدينة عفرين، فيما عبر رتل تركي الإثنين 15 من يناير إلى الأراضي السورية من معبر باب الهوى الحدودي، ومن جانبها المدفعية التركية تواصل قصفها لمواقع ميليشيا pyd و PKK في عفرين وريفها
وأكد أن القوات المسلحة التركية ستحل مسألة مدينتي عفرين ومنبج بأسرع وقت والاستعدادات انتهت والمعركة ستبدأ في أي وقت ممكن، في تطور قد يعجل بانطلاق ساعة الصفر لمعركة عفرين المؤجلة منذ أشهر، فيما يواصل الرئيس التركي دق الطبول لمعركة عفرين على وقع الأصوات المدفعية التي تستهدف مواقع ميليشيا سوريا الديموقراطية.
ويمثل إعلان التحالف الدولي بقرار واشنطن ضربة لأنقرة التي كانت تستعد لمواجهة الأكراد في عفرين لا سيما أن تركيا تعي تمامًا أن تشكيل قوات حدودية تزيد من قوة أعدائها في الشمال السوري، وأضاف الرئيس التركي “ننتظر من أصدقائنا ألا يدافعوا عن قوات إرهابية” في إشارة للقوات الأمريكية والروسية التي تدعم الميليشيات.
وطالب أردوغان الولايات المتحدة الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية مع أنقرة، في رسالة واضحة لواشنطن التي طالما اعتبرت دخول القوات التركية إلى مناطق حلفائها الأكراد خط أحمر.
وتواصل القوات التركية إرسال تعزيزات إلى المناطق الحدودية المحاذية لمدينة عفرين، فيما عبر رتل تركي الإثنين 15 من يناير إلى الأراضي السورية من معبر باب الهوى الحدودي، ومن جانبها المدفعية التركية تواصل قصفها لمواقع ميليشياpyd وPKK في عفرين وريفها، والجيش السوري الحر شارك في القصف على مواقع الميليشيات.
واندلعت اشتباكات عنيفة يوم السبت 13 من يناير بين ميليشيا سوريا الديمقراطية والجيش التركي في محيط قرية “قره بابا” التابعة لناحية “راجو” بريف مدينة عفرين شمال البلاد.
وقالت مواقع مقربة من ميليشيا سوريا الديموقراطية إن المدفعية التركية المتمركزة في منطقة جبل سمعان غرب حلب شنت قصفًا مكثفًا على قرى باصوفان وغزاوية وفيلات القاضي بريف عفرين الواقعة شمال حلب، وأضافت المواقع إن فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا شنت كذلك قصفًا على مواقع في محيط عفرين دون وقوع أي خسائر بشرية.
تشن ميليشيا سوريا الديموقراطية حملات اعتقالات في مناطق سيطرتها للشبان ما بين 18 والـ30 عام، في كل من الحسكة والقامشلي والرقة ومنبج وعفرين لتزويد قواتها بالعناصر وزجهم في المعارك على غرار اقتراب ساعة الصفر لمعركة عفرين ومنبج الخاضعتين للأحزاب الكردية pyd وpkk المتمثلين بقوات سوريا الديموقراطية
وأضافت المصادر أن ميليشيا سوريا الديموقراطية تم تزويدهم بمنظومات الدفاع الجوي المحمولة، للحماية من المروحيات والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، فوق عفرين، وهذا الأمر يشكل ضربة للجيش السوري وروسيا والأتراك أيضًا.
وقالت مصادر تركية مطلعة إن المدفعية التركية استهدفت مواقع الميليشيات منذ مساء السبت حتى صباح يوم الأحد 14 من يناير، بأكثر من 40 قذيفة مدفعية على قرى وجنديرس ومسكنلي وراجو بريف مدينة عفرين شمال سوريا، فيما لم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف الميليشيات.
إلى ذلك، ادعت قوات سوريا الديمقراطية أنها دمرت “مخفرًا” للجيش التركي بالقرب من قرية “قره بابا” الواقعة في ناحية راجو شمال عفرين، خلال الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين مساء السبت 13 من يناير، وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي قال فيها إنّ بلاده ستقوم بمكافحة إرهابيي تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” المتمركزين في مدينة عفرين.
فيما استهدفت قوات سوريا الديموقراطية مدينة أعزاز بقذائف الهاون والمدفعية إضافة لبلدة كلجبرين الواقعتين في ريف حلب الشمالي، مخلفة أضرارًا مادية، وتشن ميليشيا سوريا الديموقراطية حملات اعتقالات في مناطق سيطرتها للشبان ما بين 18 والـ30 عامًا، في كل من الحسكة والقامشلي والرقة ومنبج وعفرين لتزويد قواتها بالعناصر وزجهم في المعارك على غرار اقتراب ساعة الصفر لمعركة عفرين ومنبج الخاضعتين للأحزاب الكردية pyd وpkk المتمثلين بقوات سوريا الديموقراطية.
إلى ذلك، شهدت مدينة منبج خلال الأيام الأخيرة “ثورة البوبنا” ضد الميليشيات على خلفية اعتقال شابين من عشيرة البوبنا وقتلهما بعد اعتقال دام 15 يومًا.