انتخبوا مرشح حزب القوات المسلحة المصرية
إذا شعرت بالإندهاش عندما بدأت في قراءة عنوان هذا المقال، فراجع نفسك فربما لم تتابع المشهد المصري منذ فترة ليست بالقصيرة، فهذا العنوان ليس خيالياً ليصبح مثيرا للإندهاش والتعجب، هذا هو واقع مصر بعد ثورة 30 يونيو المزعومة ولم أجد عنواناً يلخص هذا الواقع أفضل من هذا العنوان.
ربما تهون كل الفظائع التي إرتكبتها السلطة الحاكمة في مصر منذ 30 يونيو أمام ما تنوي فعله من مغامرة بحق المؤسسة العسكرية المصرية، تلك المغامرة التي سيكون الجيش المصري هو الخاسر الأكبر فيها.
من المفترض أن نكون بصدد إنتخابات رئاسيه كما قالت “خارطة الطريق” التي انزلت على الرسول السيسي – كما قال أحد شيوخ الإنقلاب – ، تلك الإنتخابات ذات طبيعة خاصة فستكون أول إنتخابات في العالم يترشح فيها مرشح رسمي عن مؤسسة عسكرية من المفترض أن تكون بمنأى عن السياسة.. حتى في جمهوريات الموز في دول العالم الثالث أسوأ ما كان يحدث هو مجرد الإتفاق السري بين المرشح وبين المؤسسة العسكرية لدعمه بطريقة غير مباشرة.
خرج علينا المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ فترة ببيان ليعلن دعمه للمشير السيسي للترشح للرئاسة، وخرج علينا بعد هذا البيان المشير السيسي ليلمح لترشحه للإنتخابات نزولا على رغبة الجماهير، الجماهير التي لا يراها سيادة المشير سوى في أحلامه تلك الأحلام التي باتت خطرا يهدد الأمن القومي للوطن!
ثم بدأت إنسحابات المنافسين المفترضين من الفريق أحمد شفيق مرورًا بسامي عنان وأخيرًا خالد علي وإحتمالية إنسحاب حمدين صباحي الذي يصارع رغبته المتوحشة في الوصول إلى الكرسي.. ولكن يبدو أن المشير الحالم وقف حائلاً أمام تلك الرغبة !
هل سيكون من يرفض ترشح المشير رافضاً للجيش المصري؟ هل سيصبح من ينتخب مرشح غير المشير خائنا وعميلا ؟! هل سيتم السماح لمرشح مهما بلغت شعبيته أن يفوز في إنتخابات ينافسه فيها مرشح الجيش أي مرشح الجهة التي تحكم مصر وتسيطر على كافه مؤسساتها ؟! هل إذا فشل الرئيس المنتظر “السيسي” بعد ذلك في تحقيق آمال الفقراء سيُنسَب هذا الفشل إلى حزبه أي إلى المؤسسة العسكرية المصرية؟!
عزيزي القارئ عندما تجيب على الأسئلة السابقة من المفترض أن تكون قد أدركت حجم الكارثة التي تعاني منها مصر ومؤسستها العسكرية في ظل هذه الخارطة السوداء التي ولدت لتحقق تطلعات وأحلام شخص حتى وإن أضاعت الوطن!