ترجمة وتحرير: نون بوست
بعد أسبوع حافل، انتهى أخيرا معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي، الذي يستقطب جمهورا دوليا وشركات رفيعة المستوى مثل “سامسونغ” ومجموعة “إل جي” “وغوغل”. وفي حين أن العديد من عمالقة التكنولوجيا يطرحون منتجاتهم حسب جدول زمني خاص بهم، يعتبر المعرض قبلة لمحبي وصناع التكنولوجيات الجديدة والتجريبية. وقد شهد المعرض خلال هذه السنة تنافسا حامي الوطيس بين شركتي “غوغل” “وأمازون” للهيمنة تكنولوجيا على مجال “المساعد الذكي”. كما شهد المعرض صعود روبوتات ظريفة، وأجهزة التلفاز الأكثر ابتكارا من أي وقت مضى. وبعد عرضها، كانت هذه أبرز ستة اختراعات تكنولوجية شدت انتباهي.
1 – “المساعد الذكي” في صدارة المنافسة
كان مساعد غوغل الذكي وأليكسا، من شركة أمازون في كل مكان في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لهذه السنة، حيث وقع دمجهما في كل المنتجات تقريبا انطلاقا من السماعات اللاسلكية وصولا إلى صنابير المياه. وقبيل بداية المعرض، أعلنت غوغل أنه سيتم تثبيت المساعد الذكي ضمن سلسلة جديدة من “الشاشات الذكية”. وسيتم تشغيل شاشات العرض بواسطة مساعد غوغل الذكي، ولكن الشاشات ستصنع بواسطة شركاء من جهات خارجية مثل “جي بي أل” “ولينوفو” “وسوني” “وإل جي”.
في هذا الإطار، قمنا بتفحص شاشة عرض لينوفو سمارت التي يتحكم بها عن طريق مساعد غوغل الذكي. ويصل حجم هذه الشاشة إلى ثماني أو عشر بوصات، كما تعمل بخاصية عرض الشاشة الأفقي والرأسي. فضلا عن ذلك، تتيح لك هذه الشاشة استخدام صوتك للاطلاع على مختلف الصور انطلاقا من تطبيق صور غوغل وإجراء مكالمات فيديو بواسطة “غوغل ديو”. والأهم من ذلك، تسمح هذه الشاشة بتشغيل مقاطع فيديو على موقع “يوتيوب”، الخاصية التي يفتقر لها المنافس الرئيسي، “إيكو شو”.
على الرغم من أن شركة “أمازون” تمتلك الكثير من الأجهزة الذكية على غرار “إيكو شو”، “وإيكو لوك”، “وإيكو”، “وإيكو بلاس”، فضلا عن “إيكو دوت”، إلا أن غوغل ستتفوق على الأرجح في هذه المنافسة. وقد أفادت شركة غوغل أن مساعدها الذكي يعمل الآن ضمن 400 مليون جهاز، بما في ذلك الهواتف الذكية. خلافا لذلك، لم يتمكن جهاز أليكسا من الوصول إلى هذا الرقم. ففي تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، أن أليكسا موجود ضمن 20 مليون جهاز.
2 – روبوتات يمكن أن تساعدك في كل أرجاء المنزل
روبوت “كلوي” من “إل جي” يرتدي نظارات في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي
كشفت مجموعة “إل جي” عن الروبوت التفاعلي “كلوي” الجديد خلال فعاليات المعرض. وتتمثل مهمة هذا الروبوت المتحدث والصغير في مساعدتك على التحكم في أجهزة إل جي المنزلية. ووفقا لمدونة “إنجادجيت”، يعد هذا الروبوت ثابتا في مكانه، ولكن يمكن أن يهتز، ويظهر العديد من التعبيرات، كما يستطيع التجاوب مع لهجة صوتك من خلال تقديم إجابات صحيحة.
في المقابل، فشل هذا الروبوت خلال العرض التقديمي على خشبة المسرح في خضم معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، حيث اكتفى بإصدار وميض من عينه بدلا من الاستجابة لأوامر المسؤول التابع للشركة. وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم التسويق في إل جي، ديفيد فانديروال، بعد تجاهل كلوي له، إن “الروبوتات أيضا قد تمر بأيام سيئة”. ومع ذلك، وفي حال تمكنت شركة “إل جي” من ضمان عمل الروبوت على نحو متسق، لحققت دون شك إنجازا كبيرا.
في الواقع، يمكن لهذه الروبوتات تنفيذ بعض المهام بشكل دقيق. فعلى سبيل المثال، يمكن للروبوت أن يضبط غسالة ملابسك على خاصية غسل الملابس الرياضية، لأنه لاحظ ضمن جدول أعمالك أنه لديك صف تمارين رياضية. وفي ظل تصنيع مجموعة “إل جي” لأجهزة التلفاز والثلاجات وأجهزة التكييف أيضا، سيمكن وجود المساعد الذكي المستخدم من التحكم في كل هذه الأجهزة عن بعد وهو ما سيجعل الحياة داخل المنزل أسهل بكثير.
لا يعتبر هذا الروبوت الوحيد أو حتى الأظرف
علاوة على ذلك، تمتلك الشركة “الروبوت الخادم”، “وبورتر روبوت”، “وروبوت التسوق” وهي ثلاثة روبوتات في حجم طلاب الصف الثالث تقريبا، وتتسم بعيون زرقاء كبيرة وامضة. ويرتدي “الروبوت الخادم” ربطة عنق رقمية في شكل فراشة، ما يعد بمثابة لمسة ساحرة من المرجح أن تلهيك عن حقيقة أن من يقوم بخدمتك هو في الواقع رجل ألي. لن تكون الروبوتات الجديدة متاحة للاقتناء الشخصي، ولكن الشركة أكدت أن العموم سينتبهون، قريبا، إلى وجودها في الفنادق وصالات المطار.
3 – روبوتات تؤمن لك رفقة جيدة
روبوت “أي بال”، طوله ثلاثة أقدام ونصف، مخصص للأطفال والمسنين
في ظل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأت شركات التكنولوجيا في صنع روبوتات يمكن أن تحقق ما هو أكثر من مجرد مهام كاملة. وقد قدمت العديد من الشركات خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية “روبوتات اجتماعية”، يمكن أن تكون بمثابة الرفيق لمالكها أو المروج لفكرة أو سلعة ما.
من بين هذه الأجهزة، الرجل الآلي ” أي بال”، وهو روبوت طويل القامة، يبلغ طوله ثلاثة أقدام ونصف، ويمكن له أن يحمل طفلك ويقوم بتدريسه، أو يصادق قريبك المسن، أو يوظف للرد على الآخرين. ويتميز روبوت “أي بال”، الذي تمت صناعته من قبل شركة “أفاتار مايند”، بمزيج رائع من اللهجات. بالإضافة إلى ذلك، ثبتت شاشة كبيرة تعمل باللمس في موضع قلب أي بال. وسيكلف “أي بال” في نهاية المطاف ما بين 1500 و2000 دولار.
من جانب آخر، اخترعت شركة إنتويشن روبوتيكس، روبوتا أطلقت عليه اسم “إيلي كيو”، وهو روبوت اجتماعي مصمم خصيصا للمسنين. ويستطيع هذا الروبوت أن يتعرف على عادات مالكه والأمور التي يفضلها اعتمادا على ذكائه الاصطناعي، فضلا عن أنه قادر على الكلام بمفرده دون الحاجة إلى أن يقوم أحد ما بتحفيزه أو توجيه أمر له. في الوقت ذاته، قالت الشركة أن روبوت إيلي كيو يستطيع أن يقدم لك مقترحات الأغاني ومقاطع الفيديو التي يظن أنها تتناسب مع ذوقك، أو حثك على الذهاب في نزهة أو تناول دوائك.
يعد هذا الروبوت ثابتا في مكانه، لكنه يستطيع أن يهز رأسه ويصدر بعض الأضواء في منتصفه أثناء تفاعله معك. ويسهل إيلي كيو عمليات الاتصال بالفيديو بالنسبة للأشخاص الذين يفتقرون للمهارة في التعامل مع الأجهزة التكنولوجية. عموما، لا يزال روبوت إيلي كيو في الطور التجريبي، في حين لم تحدد شركة إنتويشن روبوتيكس سعره بعد.
في الأثناء، قامت الشركة بتصنيع روبوت “كوري”، الروبوت الظريف الذي يلعب دور رفيقك المنزلي، والذي يستطيع عرض بث مباشر للفيديو والتقاط الصور. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع كوري أن يتفاعل معك عن طريق الغمز بعينيه أو من خلال التبسم في وجهك. ويتسم هذا الروبوت بالقدرة على التفاعل مع صوتك وتحريك رأسه وتشغيل الموسيقى. وإن لم يكن ذلك كافيا، يتميز كوري بخاصية تشغيل ضوء أزرق متوهج يحاكي به شكل قلب. عموما، يجب أن تقدم دفعة أولية تبلغ 100 دولار في البداية، لكن شرائك لكوري سيكلفك 899 دولار في نهاية المطاف.
4 ـ تكنولوجيا اللياقة البدنية التي ستغنيك عن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية
شهد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي، إطلاق شركة بيلوتون لجهاز مشي فائق الجودة أطلقت عليه اسم “بيلوتون تريد”. ويحتوي هذا الجهاز على دروس مدمجة للمحافظة على اللياقة البدنية، ويأتي بسعر يبلغ 4000 دولار. وتقوم هذه التدريبات المدمجة، التي يقع بثها بشكل مباشر أو حسب الطلب، بالتركيز على العديد من النشاطات مثل التدريب المتواتر عالي الكثافة، الذي يتضمن فترات عدو قصيرة وبعض التدريبات التي يمكن إجرائها على البساط.
لنقل هذه التدريبات إلى قلب منزلك، ثبتت شركة بيلوتون شاشة بحجم 32 إنش ومكبر صوت بقوة 20 واط على آلة الركض مما يتيح للمستخدمين رؤية المدرب وسماع تعليماته حتى عندما يكونون بصدد التمرن على الأرض. في الحقيقة، ما يجعل جهاز بيلوتون تريد مميزا، قدرته على خلق بيئة مشابهة لقاعة الرياضة داخل منزلك.
على الرغم من اقتصار خدمات شركة بلاك بوكس على صالاتها الرياضية المتمركزة في سان فرانسيسكو حاليا، إلا أن الشركة تأمل في أن تغزو أجهزتها للياقة البدنية التي تعتمد على الواقع الافتراضي المنازل في المستقبل
من جهتها، تأمل شركة بيلوتون أن تخفض كلفة هذا الجهاز المرتفعة من خلال الاعتماد على مداخيل الكلفة الشهرية لاستعمال الجهاز، فضلا عن الأموال المتأتية من الاشتراكات الشهرية في البث الحي للتدريبات. وبالتالي، ستكون التكلفة الإجمالية لاستخدام هذا جهاز أقل من متطلبات الاشتراك في صالة رياضية فخمة أو دروس اللياقة المكلفة. بالإضافة إلى ذلك، سيسمح هذا الجهاز للأفراد بالقيام بتدريبات عالية الجودة داخل منازلهم المريحة.
في المقابل، اتخذت شركة بلاك بوكس الناشئة في مجال تكنولوجيا اللياقة البدنية اتجاها مغايرا تماما، حيث تسعى إلى أن يختبر المستخدمون تجربة ممارسة الرياضة عن طريق تكنولوجيا الواقع الافتراضي. في هذا الصدد، أطلقت الشركة منصات تدريب تعتمد على الواقع الافتراضي خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي، علما وأنها تطبق عناصر من لعبة ضمن تدريبات مقاومة الوزن والقوة.
في الواقع، من خلال وضعك لشاشة الواقع الافتراضي التي تثبت على الرأس، ستجد نفسك داخل عالم افتراضي، وتحديدا في حلبة ضخمة ومحاطا بالعديد من المشجعين الرائعين. وبمجرد دخولك إلى هذا العالم الافتراضي، سيتوجب عليك القيام بعدة تمارين مثل تمارين عضلات الصدر بهدف هزيمة خصومك الافتراضيين. وعلى الرغم من اقتصار خدمات شركة بلاك بوكس على صالاتها الرياضية المتمركزة في سان فرانسيسكو حاليا، إلا أن الشركة تأمل في أن تغزو أجهزتها للياقة البدنية التي تعتمد على الواقع الافتراضي المنازل في المستقبل.
5 ـ أجهزة تلفاز عملاقة مع مميزات مبتكرة
كشفت شركة إل جي النقاب عن تلفازها الجديد الذي يبلغ حجمه 65 إنش خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي. ويأتي هذا التلفاز القابل للطي بدقة عرض 4 كيبي وشاشة الصمام العضوي الثنائي الباعث للضوء، (أو إل إي دي). وقد حفظ هذا التلفاز داخل صندوق عصري أبيض، في حين أنه يخرج من هذا الصندوق ويصعد للأعلى بكبسة زر.
بفضل شاشة أو إل إي دي المرنة، يمكن لهذا التلفاز أن يخرج من الصندوق تماما مثل ملصق. في الوقت ذاته، يصعد هذا التلفاز للأعلى ليتخذ أحجاما مختلفة، على غرار شاشات ألترا وايد المستعملة لتشغيل الألعاب فائقة الجودة، أو بإمكانها أن تتحول للوحة إشعارات رفيعة السمك من أجل عرض معلومات مثل حالة الطقس. وبالعودة إلى وصف زميلي توني فيلاس بواس لهذا التلفاز، يبدو بجودة لوحة الأو إل إي دي الصلبة العادية.
في الأثناء، أماطت شركة إل جي اللثام عن تلفاز بتصميم جديد أطلقت عليه اسم “كريستال ساوند”. ولعل أكثر ما يميز هذا التلفاز، افتقاره لمكبرات الصوت التقليدية، وذلك لاعتماده على شاشته الخاصة من أجل إصدار الصوت. ففي الواقع، يتسم هذا التلفاز “باكسايترز” مثبتة خلف صمامات الأو إل إي دي وتولد الصوت عن طريق إحداث اهتزازات من خلال شاشات العرض. ونتيجة لذلك، يولد هذا التلفاز الصوت من دون الحاجة إلى مكبرات صوت منفرة.
من جهتها، أطلقت شركة سامسونغ، المنافس الرئيسي لإل جي، تلفازها الأحدث بدقة عرض 4 كيبي الذي يدعم تقنية التصوير بالمدى الديناميكي العالي (إتش دي آر)، خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي، وذلك لضمان عدم تفوق منافستها. وأطلقت سامسونغ على هذا التلفاز اسم ‘الحائط”. ويبلغ حجم هذا التلفاز العملاق 146 إنش. وفي حين يعتبر هذا التلفاز ضخما للغاية إلا أنه يعد أيضا أول تلفاز قابل للتعديل، حيث يمكنك تعديل حجمه ليتناسب مع حائط غرفة جلوسك. عموما، لا تتوفر العديد من المعلومات حول هذا التلفاز حتى الآن، حيث لا يزال تاريخ طرحه وثمنه مجهولا. لكن شركة سامسونغ أكدت أننا سنتمكن من معرفة المزيد خلال شهر مارس/آذار القادم.
6 – سماعات رأس لاسلكية في كل مكان
سماعات سول ريبابليك
في الوقت الحالي، بادر العديد من مصنعي الهواتف الذكية بالتخلي عن منفذ سماعات الرأس للأبد. وبالتالي، بات سعي شركات تكنولوجيا الصوت للالتحاق بركب التكنولوجيا الجديدة أمرا منطقيا. في هذا السياق، شهد معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي طرح العديد من السماعات اللاسلكية للتنافس مع السماعات التي تنتجها شركة “بيتس”، فضلا عن سماعات “إير بودس” التي تنتجها شركة آبل.
في الأثناء، قامت شركات مثل جي في سي، وأوديو تكنيكا، بالإضافة إلى سينهايزر وسوني والعديد من الشركات المماثلة، بتقديم نماذج جديدة ضمن المعرض. وتراوحت هذه العروض بين سماعات الأذن الأنيقة والسماعات صغيرة الحجم التي تبدو مثل الأحجار الكريمة.
المصدر: بيزنس إنسايدر