بكل صراحة البلد بحاجة لمدرب (خبير) عالمي يتولى تدريب لا تعليم السلطة والحكومة ووزرائها ومسؤوليها، خبير شبيه ما يحدث في عالم الرياضة طالما أن المواطن ابن البلد المؤهل والمتعلم فشل فشلاً ذريعًا في انتشال وضعية البلد المتردية من براثن التخلف والفساد والفقر والجوع.
ابن البلد ذلك المواطن الذي استبد بسلطته ومسؤوليته لتحقيق أعلى قدر من الثراء والمال المشروع وغير المشروع بشتى طرق الفساد المعروفة وغير المعروفة. نحن في البلد بحاجة ماسة وفعلية لمدرب (خبير) شبيه بمدربي كرة القدم المحترفين الذين يتقاضون أجرًا عاليًا لتحقيق نتائج مرجوة ومقبولة للجماهير.
وكلنا نعرف بقدر موهبة وخبرة هذا المدرب، فتحقق أنديتنا ومنتخباتنا بطولات وإنجازات ويبقى الحال نفسه مع حكوماتنا، فلا بد من مدرب خبير يوجهها للطريق الصحيح في معالجة الاختلالات والوضع العام المتردي اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا وحتى رياضيًا، مدرب يعلم المسؤولين أخلاقيات العمل السياسي أولاً، ومعنى المسؤولية الحقة، ولا مانع من استدعاء لاعبين من أبناء البلد الناجحين المغتربين (مثلما فعلها رفيق الحريري في لبنان) في الخارج.
مدرب يعرف كيف يعالج الاعوجاج في الإدارة وأسلوب الحكم السليم، ليضع لها الحلول الناجعة لانتشال وضع البلد من الحال المتردية للشعب منذ سنوات الاستقلال، مدرب مهمته الأولى والأساسية تعليم مبادئ النزاهة والأمانة وشرف العمل بإخلاص وشفافية ودقة مهنية عالية.
كما قلتم العالم أصبح قرية صغيرة وتداخل في بعضه، فافتحوا المجال للأجانب فهم أقدر وأحن وأكثر فهمًا وعلمًا وخبرة من مسؤولينا الذين مفهومهم للمسؤولية يبقى “كيف تصبح ثريًا وكيف تجمع المال من عقود المناقصات”
يطالعنا الإعلام الغربي كل يوم عن ثرواتنا المهدورة منذ أيام المستعمر إلى يومنا، المستعمر نهب ثروة الأمة واليوم المسؤولون أبناء البلد واصلوا مهمة النهب، فسمعنا وقرأنا الكثير.
لا بد من المدرب الخبير الأجنبي ليتولى تأهيل وتدريب مسؤولينا ويعلمهم معنى أن تكون مسؤولاً عن بلد وشعب، كفى مهازل وسقوط وانحدار للهاوية، ولا يقتصر الحال على بلد معين، فالحال العربي من بعضه، كلهم بحاجة لهذا المدرب “الخبير” الأجنبي، فإذا كنت أيها الشعب العربي مصدر كل السلطات، فأنت السلطة الحقيقية وعليك التعاقد مع خبرات أجنبية، لا تثقوا بعد اليوم بالكفاءات الوطنية، فابن البلد همه نفسه ونسى لماذا تحمل المسؤولية.
وافد أجنبي من الصين لتولي وزارة المالية، وخبير أجنبي من ألمانيا لتوليته وزارة الصناعة، وخبير إنجليزي للداخلية، وياباني لوزارة التعليم، وهولندي لوزارة الزراعة، إلخ.
فالعالم كما يقولون أصبح قرية صغيرة والأصدقاء الصينيون غزوا العالم ببضائعهم في كل شيء وقدموا تجربة فريدة كما قدمها اليابانيون والكوريون والماليزيون، هي تجارب صنعها رواد سياسيون واقتصاديون: مهاتير محمد في ماليزيا، وبارك تشونغ رائد التجربة الكورية الحديثة، ولي كوان يو رائد التجربة السنغافورية، ودينغ شياو بينغ باني النهضة الصينية، لتحقق بلدانهم قفزات اقتصادية هائلة من مؤخرة العالم إلى المقدمة.
سبق أن اقترحت من باب الطرفة إيجاد مسابقة رياضية أو فكرية، إلخ، بين الحكومات العربية ليعرف الشعب العربي أيهما أفضل حكومة من حيث الأداء والعمل والإخلاص والأمانة والقدرة على تحقيق أعلى قدر من النمو والرفاهية لشعبها
ولا بأس من الاستعانة بخبرات أجنبية للمساعدة في انتشال وضعية البلد المتردية التي تراوح مكانها في خانة الفقر والعوز منذ عقود طويلة لم يستطع كل من تحمل المسؤولية من أبناء البلد المتعلمين وأصحاب الشهادات الأكاديمية أن يقدموا وينتشلوا شعب هذا البلد من الوضع الكارثي.
طالما هي كفاءات نزيهة وأمينة وقادرة يجب منحها عقد مثل مدربي الكرة وبراتب شهري أو سنوي ولمدة محددة، فإن أفلح الأجنبي تركناه يعمل وإن فشل فالفشل سيبقى دومًا عنوانًا لنا كعرب.
وكما قلتم العالم أصبح قرية صغيرة وتداخل في بعضه، فافتحوا المجال للأجانب فهم أقدر وأحن وأكثر فهمًا وعلمًا وخبرة من مسؤولينا الذين مفهومهم للمسؤولية يبقى “كيف تصبح ثريًا وكيف تجمع المال من عقود المناقصات”، وإلخ، ولعلها تكون تجربة جيدة في منح حكوماتنا مدربين أجانب يدربوهم ويعلموهم كيف تبنى الأوطان.
وسبق أن اقترحت من باب الطرفة إيجاد مسابقة رياضية أو فكرية، إلخ، بين الحكومات العربية ليعرف الشعب العربي أيهما أفضل حكومة من حيث الأداء والعمل والإخلاص والأمانة والقدرة على تحقيق أعلى قدر من النمو والرفاهية لشعبها، مسابقة تكون دورية كل سنة أو سنتين يجمع فيها رؤساء الحكومات وعدد من وزرائهم في صالة أو قاعة ويطرح عليهم أسئلة مباشرة في الاقتصاد والثقافة والتعليم، وسيعرف الشعب ساعتها أيهما الشعب المحظوظ بحكومة حقيقية تعمل لصالح مواطنيها.