تعتبر أفلام ديزني للرسوم المتحركة أكثر الأفلام شعبية على مستوى العالم، ليس للأطفال فحسب، بل للبالغين أيضًا، تعددت موضوعات أفلام ديزني فهي تتنوع بين الكوميدي البحت والدرامي والمغامرة والأكشن، كل ذلك من خلال توليفة متقنة من الشخصيات والسيناريوهات.
مؤخرًا، توجهت شركة ديزني لإنتاج نسخ حية من أشهر أفلامها، بعض تلك القصص تم تمثيلها كنسخة طبق الأصل من الفيلم الكرتوني دون تعديلات وبعضها تم تعديله، نستعرض في هذا المقال معًا عددًا من تلك الأفلام ونحاول تحليل ذلك التوجه الذي سعت له الشركة الأشهر عالميًا في مجال الرسوم المتحركة.
سندريلا
الفتاة التي حولتها زوجة أبيها لخادمة لها ولبناتها، وفي ليلة تظهر لها الجنية الطيبة لتمنحها فستانًا وحذاءً كريستاليًا من أجل حفلة الأمير، بعض الأحداث والتطورات تقود الأمير لسندريلا من خلال حذائها المفقود ليتزوجا.
أُعيد إنتاج الفيلم عام 2015 بطولة ليلي جيمس وكيت بلانشيت وريتشارد مادن، لم يتغير أي من تفاصيل العمل السينمائي عن الكرتوني لتخرج النسخة الحية كما كان في الفيلم الأصلي عام 1950.
الجميلة والوحش “Beauty and the beast”
يقع الأمير الشاب تحت تأثير ساحرة أرادت أن تعلمه معاني الوفاء والإخلاص، وتحوله لمسخ ليظل حبيس قلعته لفترة من الزمن، تجعل الصدفة الفتاة “بيل” تدخل تلك القلعة فيحتجزها الوحش، وتتطور العلاقة بينهما حتى يقعان في الحب الذي يعيد الأمير لهيأته البشرية، هو وكل خدم قصره ويزول السحر للأبد.
أسطورة الجميلة والوحش العالمية التي تم إنتاجها عام 1991 كفيلم كارتوني، أعيد إنتاجها مرة أخرى عام 2016 في فيلم سينمائي بطولة إيما واتسون ودان ستيفنز ولوك إيفانز، هذا الفيلم أيضًا نقلت قصته حرفيًا ولم يزد عليه شيئًا في نسخته الحية.
كتاب الأدغال “The Jungle Book”
ماوكلي فتى فُقد في الغابة، عثرت عليه الذئاب وربته في كنفها وأحبته الحيوانات، إلا مخلوق واحد يتربص له وينتظر لحظة مناسبة للفتك به، إلا أن ماوكلي بعقله البشري يستطيع النجاه وإنقاذ الغابة من هلاك محقق.
الفيلم الكارتوني أنتج للمرة الأولى عام 1967 وأعيد إنتاجه مرة أخرى عام 2016 وأدى فيه العديد من أبطال هوليوود أصوات الحيوانات كـ بيل موري وبن كينغسلي وإدريس إلباولوبيتا نيونقو وسكارليت جوهانسون وجيانكارلو اسبوزيتو وكريستوفر واكن
المؤذية “maleficent”
تناقلت الأجيال قصة الفتاة الجميلة “أرورا” التي لعنتها جنية شريرة في يوم ميلادها بأن تجرح نفسها بغبرة مغزل لتغط في نوم كالموت لا يوقظها منه سوى حب حقيقي وشاهدناه في فيلم الجمال النائم إنتاج 1959.
لكن للقصة وجه آخر كُشف عنه في فيلم ديزني maleficent حين روت الجنية بنفسها القصة ودوافعها للعن الفتاة ومن ثم إنقاذها بنفسها لتوقف تأثير اللعنة وينعم الجميع بالأمن بعد قتل الملك الأناني.
قامت ببطولة الفيلم الممثلة أنجلينا جولي في فيلم من إنتاج 2014 لتجسد دور الجنية “ميليفيسنت” صاحبة القرون الشهيرة والجناحين المخيفين.
أليس في بلاد العجائب
تسقط الفتاة أليس في حفرة بالقرب من جذع شجرة لتخوض مغامرة مشوقة وتلتقي بالشقيقتين: الملكة الحمراء والملكة البيضاء، وتضطر لارتداء زي الفرسان لتقاتل الجباروكي وتنتصر عليه.
تلك النسخة الواقعية من فيلم “أليس في بلاد العجائب” الذي تم إنتاجه كفيلم كارتوني عام 1951 وأنتج مرة أخرى عام 2010.
أعلنت ديزني أيضًا نيتها تحويل العديد من أفلامها القديمة لنسخ حية كفيلم:
علاء الدين
يحكي عن الفتى المشرد علاء الدين الذي يهرب من الحراس في السوق ليلتقي بالأميرة ياسمين ويعثر على المصباح ويلتقي بالجني الذي يحقق له ثلاث أمنيات، ويخوض مغامرة مع مستشار السلطان الشرير “جعفر” لينتصر علاء الدين في النهاية ويتزوج الأميرة.
منذ فترة توجه فريق العمل إلى الأردن لاستكمال تصوير الفيلم في الصحراء الأردنية، وقد تم اختيار الممثل الكندي من أصل مصري مينا مسعود للقيام بدور علاء الدين، بينما سيقوم بصوت الجني الممثل الأمريكي ويل سميث.
أحداث فيلم علاء الدين في العراق أم الأردن؟ على الرغم من تأكيد ديزني بأن مدينة أغربه الخيالية تقع في مكان ما بالقرب من العراق، فإنها فضلت عدم ذكر العراق في فيلم الرسوم المتحركة الكلاسيكي، وذلك نتيجة لحرب الخليج التي كانت تمر بها المنطقة عند العمل على الفيلم.
لماذا التصوير في الأردن إذًا؟ قد يكون السبب ما قاله الراوي في افتتاحية فيلم ديزني الكلاسيكي “علاء الدين” عندما جاء ذكر الأردن على لسانه في هذه الجملة: “مرحبًا في أغربه! مدينة العجايب الساحرة، والبضايع الفاخرة على ضفاف نهر الأردن!”
فيلم “علاء الدين” النسخة الواقعية مقرر أن يعرض في جميع صالات السينما عام 2019.
مولان
فتاة تعيش في الصين في الفترة التي يشن فيها جيش الهون الحرب على الإمبراطور وعلى الصين كلها، يكلف والدها من الجيش لكنه مريض، تضطر للتنكر في زي شاب وتسرق خطاب الجيش الخاص بوالدها لتلتحق بمعسكر تدريب ضمن جيش الإمبراطور وتخوض مغامرة مثيرة تنقذ خلالها الصين.
الفيلم الأصلي من إنتاج عام 1998 ومن المقرر إعادة إنتاجه قريبًا بعدما أعلنت ديزني عثورها على الممثلة التي ستقوم بالدور.
وقد وقع اختيار شركة ديزني على الممثلة الصينية ذات الثلاثين عامًا ليو يفي للقيام بدور الفتاة المحاربة “مولان” في الفيلم الواقعي.
الأسد الملك The lion king
تعيش مملكة أرض العزة في عدالة ورخاء تحت حكم الأسد الملك “موفاسا” لكن بمكيدة من سكار أخوه يموت موفاسا ويهرب سيمبا ولي العهد بعد أن يوهمه عمه بأنه سبب قتل الملك، تتسارع الأحداث وتضيع أرض العزة بسبب الجوع والعطش تحت حكم سكار، في نفس الوقت الذي يقرر فيه سيمبا العودة مرة أخرى ومواجهة عمه واسترداد الأرض.
الفيلم الكارتوني من إنتاج عام 1994 وقررت ديزني تصوير النسخة الحية من الفيلم لكن ببطولة سيمبا تلك المرة وليس موفاسا.
ولم تفصح بعد عن موعد بدء الإنتاج او أسماء الفنانين المشاركين في العمل.
خطوة تحويل ديزني أفلامها من الرسوم المتحركة لأفلام سينيمائية ربما يأتي في سياق تخليد تلك الأعمال وجعلها أيقونة سينمائية كما هي كرتونية، وربما من أجل بث الروح في تلك الأعمال وجعلها تخرج من خانة الشيء المجرد لأمر ملموس يسهل التعامل معه واستيعابه وقد يصل الأمر لتصديقه إن بالغوا في إتقان تلك الأعمال.
إلا أن ما اتفق عليه الجميع أن تلك الأعمال نجحت جميعها ولم يشذ عن القاعدة أي فيلم وهو ما يؤكده شباك التذاكر، وأيضًا هو ما يدفعها لاستكمال إحياء باقي المجموعة وجعلها واقعية.