ترجمة حفصة جودة
ادعى رعايا أجانب أنهم تعرضوا للتعذيب في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقالوا إن بلادهم كانت تستطيع أن تفعل الكثير لمساعدتهم، إذ قال معتقل سابق إن بريطانيا تسمح بوجود صفقات تجارية مع الإمارات رغم التعذيب.
كان المواطن الأمريكي ناجي حمدان وديفيد هاي المدير السابق لنادي ليدز يونايتد لكرة القدم، قد تحدثا أمام لجنة في نادي صحافة جنيف في سويسرا الجمعة الماضية بجوار الطبيب القطري محمود الجيدة واللاجئ الفلسطيني خالد محمد أحمد الذين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب أيضًا في الإمارات.
وصف الرجال الأربع الذين اجتمعوا معًا لأول مرة، حالات الاغتصاب والصعق بالكهرباء والحرمان من النوم بالتفصيل الدقيق، وذلك قبل أيام من فحص وتدقيق سجل حقوق الإنسان في الإمارات أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
كانت فترة التحقيق في المرة الواحدة تستمر لأكثر من 13 ساعة
في تقريرها، انتقدت الأمم المتحدة سجل حقوق الإنسان في الإمارات وتحدثت عن جرائم “مكافحة الإرهاب” الغامضة التي أدت إلى استخدام عقوبة الإعدام وتشديد الرقابة واعتقال نشطاء حقوق الإنسان.
تعرض حمدان للاعتقال من منزله في أبو ظبي عام 2008 بواسطة عملاء المخابرات السرية واحتجزوه في مكان غير معلوم في غرفة مجمدة تحت الأرض، وقام ضباط المخابرات بضربه ضربًا مبرحًا مرات عديدة، ووفقًا لما قاله حمدان، فقد استمرت التحقيقات لمدة 89 يومًا وفي بعض الأحيان كانت فترة التحقيق في المرة الواحدة تستمر لأكثر من 13 ساعة، وغالبًا ما يتم التحقيق وهو مقيد في كرسي كهربائي، ورغم عدم تشغيله معظم الوقت إلا أنه لم يكن مريحًا على الإطلاق حتى إن جسد حمدان كان يتعرض للخدر والشلل خلال دقائق.
عندما كان حمدان يفشل في الإجابة عن بعض الأسئلة بشكل مُرضٍ فإنه يتعرض للضرب في رأسه مرات عديدة حتى يفقد الوعي، كما هدده المحققون بالانتقام من زوجته إذا لم يعترف بقيامه بتلك الأعمال الإرهابية، وأجبروه على التوقيع على وثائق تحتوي على معلومات وجرائم لم يرتكبها، وأضاف حمدان – نتيجة للتعذيب الشديد -: “لو جلبوا أمامي جثة ميتة لاعترفت بأنني قتلتها”.
ناجي حمدان ومحمود الجيدة الناجيان من التعذيب في الإمارات
قال حمدان إنه تلقى دعمًا قليلاً من الولايات المتحدة وباستثناء زيارة المستشار الأمريكي فموقف الولايات المتحدة كان تافهًا وعديم النفع، وأضاف محامون يعملون في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن تعذيب حمدان كان بتوصية من السلطات الأمريكية، أي تعذيب بالوكالة.
أما المواطن البريطاني ديفيد هاي – المدير السابق لنادي كرة القدم الإنجليزي ليدز يونايتد – فقد قال إنه سافر من المملكة المتحدة إلى دبي عام 2014 لحل مشكلة تجارية مع مالكي النادي الذين يعيشون في دبي، وعندما وصل قبض عليه رجال الشركة واحتجزوه.
يقول هاي: “لم يكن لدي فكرة أن صفقة تجارية بسيطة قد تؤدي لاحقًا إلى تدمير حياتي، كنت أعتقد أنني ذاهب إلى دبي لمقابلة مالكي النادي من الإمارات العربية لحل المشكلة معهم، لكن اعتقالي كان جزءًا من فخ مدبر”.
ديفيد هاي في نادي جنيف الصحفي في سويسرا
أضاف هاي أن محتجزيه أخبروه بأنهم يقتلون البريطانيين هنا، وأنه تعرض للصعق بالكهرباء والاغتصاب وانتهاكات أخرى خطيرة، حتى إنه احتُجز في المستشفى لمدة 7 أشهر بعد إطلاق سراحه، اتخذ هاي جميع الإجراءات القانونية ضد الإمارات وقدم شكاوى لشرطة العاصمة في لندن، لكنه قال إن قضيته وقضايا أخرى مثل المواطن البريطاني أحمد زيدان الذي ما زال محتجزًا في الإمارات، لا يتم تناولها بشكل جدي بسبب الأولويات التجارية.
قال هاي: “كمواطن بريطاني كنت أتوقع المزيد من بلدي، وكإنسان كنت أتوقع المزيد من المجتمع الدولي، فما حدث لي أبلغت عنه المحاكم الإنجليزية والإمارات والأمم المتحدة ووزارة الخارجية البريطانية، أين الإدانة العلنية من الإمارات والمملكة المتحدة والأمم المتحدة ومن الأطراف الفاعلة؟ لماذا تتغاضى الشركات القانونية عن إساءة استخدام القانون الإماراتي ونظام الاحتجاز ولا ترى سوى أنه سجن متعلق بالعمل؟”.
أصبح تطوير العلاقات التجارية مع تلك الدول أكثر أهمية من مطالبتها بالإصلاح
تعرضت الإمارات العربية يوم الإثنين لاستعراض دوري شامل “UPR”، وهو إجراء في الأمم المتحدة تقوم فيه الدول الأعضاء باستدعاء الإمارات للمحاسبة على سجلها في حقوق الإنسان (كانت الإمارات من بين الدول التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التعذيب)، وبالفعل كانت الأمم المتحدة تعلم بشأن إساءة معاملة المعتقلين في الإمارات قبل الجلسة، لكن النشطاء قالوا إن الإمارات قد تستفيد من وجود مصر – حليفها المقرب – كعضو في الـ”الترويكا” وهي مجموعة من 3 دول تكتب تقريرًا بالتوصيات الصادرة عن الجلسة.
قال المحامي الدولي لحقوق الإنسان توبي كادمان في المؤتمر إنه يأمل بأن تقدم الدول في هذا الاستعراض الشامل توصيات تؤدي بشكل أساسي إلى إصلاح نظام حقوق الإنسان، ويأمل في أن يكون يوم الإثنين بداية جديدة لانتهاء ثقافة الإفلات من العقاب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري.
لكن كادمان الذي يمثل هاي حذرّ من أن بعض الدول تتجاهل انتهاكات حقوق الإنسان لصالح صفقات تجارية، وقال: “تمتلك الحكومة البريطانية عددًا من الاتفاقات التجارية مع الإمارات العربية المتحدة، ومع خروجها من الاتحاد الأوروبي، أصبح تطوير العلاقات التجارية مع تلك الدول أكثر أهمية من مطالبتها بالإصلاح”.
المصدر: ميدل إيست آي