تابعت بشغف “فيلم” الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية القادمة الذي لعب فيه السيسي دور البطولة، بإخراج سيئ من كامل مؤسسته العسكرية، ولعل هذا الفيلم منذ إرهاصاته الأولى يذكرنا بفيلم حقيقي أنتج عام 2006 هو فيلم “ظاظا” من بطولة هاني رمزي واسمه الأصلي المحذوف “ظاظا رئيس جمهورية”.
إن المتأمل في فيلم “ظاظا” لمؤلفه طارق عبد الجليل، والمخرج علي عبد الخالق، سيلحظ أنه لا يعدو إلا أن يكون استقراءً للمستقبل، وتنبؤًا بالأحداث الأخيرة الحاصلة في مصر، وآخرها القبض على رئيس الأركان المصري السابق الفريق سامي عنان بعد مثوله أمام النيابة العسكرية على خلفية اتهام قيادة الجيش له بالتحريض على القوات المسلحة، ومخالفته القانون بإعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة.
يذكرنا السيسي بشخصية كمال الشناوي الذي لعب دور الرئيس “متولي الحناوي” في الفيلم، هذا الرئيس الذي لم يجرؤ أحد على الترشح أمامه لانتخابات الرئاسة وقرر نتيجة الضغوط الدولية عليه، إقامة أول انتخابات رئاسية تعددية في بلاده، ولكن المرشحين اللذين ترشحا أمامه توفيا في ظروف غامضة: أحدهما نتيجة حادث سيارة والثاني نتيجة اختلال توازنه وسقوطه من شرفة منزله، أيذكرنا هذا بشيء؟
أحمد شفيق بعد إعلانه الترشح للرئاسة تم منعه من السفر لسبب غير معلوم من الإمارات، ليصل إلى القاهرة بعد ذلك وينفي نية ترشحه.
هل ثمة “ظاظا” في الشعب المصري، يقرر الوقوف بالند أمام عنجهية السيسي؟
العقيد أحمد قنصوة تم استدعاؤه للتحقيق معه بعد إعلانه ترشحه للانتخابات الرئاسية، وقررت محكمة عسكرية في 19 من ديسمبر، سجنه 6 سنوات.
المحامي البارز خالد علي الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة توجه إليه تهمة “الفعل الفاضح في الطريق العام”، بعد رفع يديه بإشارة بذيئة عقب صدور حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية.> وآخر الطرائف ما يحدث مؤخرًا لسامي عنان!
الفرق الجوهري بين الفيلمين (فيلم ظاظا، وفيلم السيسي) أن متولي الحناوي في الفيلم الأول كان حريصًا أن يقدم أي شخص ترشحه، وإن لزم الأمر إرغامه على ذلك! وهو ما دفع وزير الداخلية في الفيلم “يوسف فوزي” إلى المحاولة مع 500 شخص، مات منهم 200 تحت الإقناع -التعذيب – ورفض 300 ذلك!
أما “فيلم” السيسي، فيحاول بطله الإطاحة بأي شخص يقترب من كرسي الرئاسة! وهيَ لعمري، ديمقراطية تم تفصيلها على مقاس الرئيس المباشر وتعددية بمفهوم خاص جدًا، عصية على غيره في الفهم.
في فيلم ظاظا، يجد الشاب البسيط “سعيد ظاظا” نفسه ضحية خطة لم يضعها، ولم يخطط لها قادته إلى الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية والفوز بها بنسبة 90%، فهل ثمة “ظاظا” في الشعب المصري، يقرر الوقوف بالند أمام عنجهية السيسي، أم أن كل ظاظا في مصر مصيره ال…؟