أعلنت صربيا أمس فوز الحزب التقدمي الحاكم المقرب من أوروبا بالانتخابات التشريعية المبكرة والتي أجريت قبل يومين بحصوله على 50% من الأصوات، وهي نسبة تعد الأكبر التي يحصل عليها حزب وحده منذ 1990.
وبهذه النتيجة سيحصل حزب التقدم الصربي بزعامة نائب رئيس الوزراء القوي المنتهية ولايته ألكساندر فوشيتش على 160 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 250، وهي أكثرية ستخوله تشكيل الحكومة الجديدة وحده إذا ما أراد ذلك.
فوشيتش الذي كان قومياً متطرفاً يعمل اليوم على انضمام صربياً الى الاتحاد الاوروبي. ووعد باجراء اصلاحات اقتصادية وادارية بعد هذه الانتخابات المبكرة.
ومنذ تولى محافظى حزب التقدم الحكم فى 2012 شهدت العلاقات تحسنا لافتا مع كوسوفو، الإقليم الصربى السابق حيث أعلنت الغالبية الألبانية الاستقلال فى 2008. وكافأ الاتحاد الأوروبى هذه الجهود بإطلاق مفاوضات الانضمام إليه فى يناير الماضي.
وبعد الإعلان عن وجود أكثر من 20 مركز اقتراع في كوسوفو، شارك قرابة 15000 ناخب من صرب كوسوفو في التصويت.
وعلى الرغم من وضع اقتصادي صعب للغاية، فان الحزب الحاكم حظي بنسبة 44 بالمئة من التوقعات بحسب الاستطلاعات، اي ضعف ما حصل عليه في 2008، وهو ما حقق أعلى منه بحصوله على أكثر من نصف الأصوات.
ولم يسبق لأي حزب أن فاز بمثل هكذا أكثرية منذ 1990، عندما حصل حزب سلوبودان ميلوسوفيتش على 194 مقعدا. جدير بالذكر أن الحزب التقدمي الحاكم، كان مؤيدا لميلوسوفيتش الذي توفي أثناء محاكمته بسبب ارتكابه جرائم حرب أثناء حرب البوسنة، قبل أن يخلع مؤسسو الحزب عباءة القومية المتطرفة ويرتدون البزة الأوروبية.
اما الحزب الاشتراكي، أبرز حليف له بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايفيكا داجيتش، فقد احتل المرتبة الثانية ب44 مقعدا. لكن شعبية الحزب الديمقراطي، ابرز قوة معارضة، تدهورت الى 11 بالمئة في حين انه حصد ضعف هذه النتيجة في الانتخابات التشريعية في 2012 عندما ازيح من السلطة وهو ما قد تُرجم بالفعل في النتائج النهائية حيث حصل على 19 مقعدا فقط.
وفي الاجمال، فان ستة تحالفات واحزاب ستتقاسم المقاعد ال250 في البرلمان. وكان الحزب الحاكم قد أعلن أنه دعا الى انتخابات مبكرة بهدف “الحصول على اقوى دعم ممكن لتحويل صربيا الى دولة اوروبية حديثة”.
السفير الروسي رحب أمس بنتائج الانتخابات وقال إن “الجيد بالنسبة لصربيا سيكون جيدا بالنسبة لروسيا”، لكن المؤكد أن روسيا تفقد تأثيرا كبيرا لها في المنطقة في حال نجاح المفاوضات وانضمام بلغراد للاتحاد الأوروبي.
العديد من الصرب يرفضون التوجه الحكومي الجديد رغم نتائج الانتخابات وهو ما ظهر في الأخبار الواردة مؤخرا من شبه جزيرة القرم والتي قالت أن هناك العديد من المواطنين الصرب يشاركون في تأييد التدخل الروسي في القرم، حيث ظهر العشرات منهم في الطرقات لتنظيم المرور مسلحين بالسكاكين.
وفي حملته الانتخابية قال فوشيتش إنه يعلم “الضغط الذي سيقع على صربيا من قبل موسكو” ولكنه أكد أنه سيعمل على التعاون مع كلا الطرفين: الاتحاد الأوروبي الذي يسعى للانضمام له بقوة، وروسيا التي ترتبط تاريخيا واقتصاديا، وإيديولوجيا لفترة طويلة، ببلغراد.
لكن الافاق الاقتصادية قاتمة في هذا البلد الذي يصل تعداده إلى 7,1 ملايين نسمة وحيث البطالة تلامس 20,01 بالمئة من عدد السكان والعجز في الموازنة يفوق 7 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي للسنة الرابعة على التوالي.
من جهة اخرى، يتجاوز الدين العام نسبة ال60 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي ويقارب معدل الراتب الشهري 350 يورو.