ترجمة وتحرير: نون بوست
نجحت تركيا من خلال عملية “غصن الزيتون”، في أن تحول دون استخدام وحدات حماية الشعب الكردية للأسلحة الأكثر تطورا التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تتضمن صواريخ يصل مداها لمائة كيلومتر. في الواقع، لم تتسن لعناصر وحدات حماية الشعب فرصة الحصول على التدريبات اللازمة من أجل معرفة كيفية إطلاق هذه الأسلحة وتوجيهها.
من جانبه، ذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم قالين، أن تركيا تلقت رسائل من الولايات المتحدة الأمريكية بعد بدء عملية “غصن الزيتون”، تطلب من خلالها العمل سويا، بعد أن طالبت تركيا بتأسيس “منطقة آمنة”. وأشار قالين إلى أن تركيا وضعت شرطا لذلك، يتمثل في نزع سلاح المنظمات الإرهابية. ولكن، ما هي الأسلحة التي تمتلكها وحدات حماية الشعب الكردية؟
في هذا الصدد، تحدث المراقبون عن أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تنوي تجهيز جيش من العناصر الإرهابية، ومدّه بأحدث المعدات العسكرية، وبالتالي، انتهى المطاف بهذه العناصر وهي تمتلك صواريخ بعيدة المدى. في المقابل، حال تحرك تركيا عسكريا دون أن تُتاح لهذه العناصر إمكانية معرفة استخدام الأسلحة وإطلاقها. وقد أفاد إبراهيم قالين أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت عشرات الوعود بأنها لن تقدم دعما لوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، بعد انتهاء خطر تنظيم الدولة. كما أشار قالين إلى أن الدعم العسكري الأمريكي لهذه العناصر الإرهابية لا يزال مستمرا، وذلك على الرغم من القضاء على تنظيم الدولة.
في الأثناء، يظل السؤال المطروح هو: لماذا لا تزال الولايات المتحدة تقدم الدعم لهم على الرغم من غياب خطر تنظيم الدولة؟ وكيف سيضمن الأمريكيون عدم استخدام هذه الأسلحة ضد تركيا أو الدول العربية أو التركمان أو حتى بقية السوريين؟
أوضح الخبير العسكري، آيدن شيتينار، أن من بين الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، صواريخ روسية الصنع
في هذا الإطار، أفاد المختص في شؤون الأنظمة الدفاعية، البروفيسور أشكن دميركول، أن وحدات حماية الشعب الكردية تلقت مساعدات عسكرية تكفي لبناء جيش قوامه 30 ألف عنصر. كما أشار إلى أن الأسلحة التي أرسلتها الولايات المتحدة متنوعة للغاية، وتشمل جميع الأنواع باستثناء الطائرات الحربية والطائرات المروحية والأسلحة النووية.
علاوة على ذلك، أضاف دميركول أن وحدات حماية الشعب الكردية تمتلك صواريخ يصل مداها لمائة كيلومتر، حيث أكد قائلا: “مثلما ذكر الرئيس أردوغان، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية أربعة آلاف شاحنة من الأسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية، تتضمن صواريخ يصل مداها لمائة كيلومتر، بالإضافة إلى صواريخ متوسطة وقصيرة المدى. كما تتضمن صواريخ مضادة للدروع، وأخرى مضادة للطائرات، وأسلحة نارية وآلاف المعدات التكنولوجية الأخرى. ولكن، تتمثل مشكلة وحدات حماية الشعب الوحيدة في أنهم يجهلون كيفية استخدام هذه الأسلحة، حيث كانت الولايات المتحدة تنوي تدريبهم عليها، قبل أن تتدخل تركيا عسكريا”.
من جهته، أوضح الخبير العسكري، آيدن شيتينار، أن من بين الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية، صواريخ روسية الصنع، على غرار صواريخ من نوع “ستريلا-2″، التي اشترتها المخابرات الأمريكية وقدمتها لوحدات حماية الشعب الكردية. ويصل عدد هذه الصواريخ إلى 20 صاروخا، فضلا عن تقديم الولايات المتحدة لأسلحة مضادة للدروع روسية الصنع أيضا.
هذه الأسلحة تكفي لتجهيز جيش كامل
فيما يلي قائمة بالأسلحة الملفتة للنظر التي قدمتها الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية:
-
أسلحة نارية ثقيلة لفرق المشاة
-
أسلحة نارية ثقيلة للعربات
-
صواريخ مضادة للدروع تعمل بأنظمة الليزر
-
قذائف هاون من عيارات مختلفة
-
مناظير الرؤية الليلية ومناظير تحديد الأهداف
-
ناقلات جند مصفحة
-
قاذفات صواريخ يدوية
-
قاذفات صواريخ آلية
-
قنابل يدوية
-
عربات عسكرية
-
طائرات مراقبة من دون طيار
القوات التركية تدخل من سبعة منافذ حدودية
دخلت العملية العسكرية التركية المسماة بغصن الزيتون يومها الخامس. وقد تحركت القوات المسلحة التركية مع قوات الجيش السوري الحر على عدة جبهات. وبعد دخولها من مناطق “كيليس” و”الريحانية”، بدأت القوات التركية بالدخول من مناطق حدودية أخرى، حيث بلغ عدد المنافذ الحدودية التي دخل منها الجيش التركي سبعة منافذ.
شاركت طائرة “أتاك” تركية الصنع، في عملية غصن الزيتون، واستهدفت العديد من الأهداف التابعة للعناصر الإرهابية
تجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة التركية استطاعت القضاء على 287 عنصرا إرهابيا حتى الآن. وقد استمرت الطائرات الحربية التركية باستهداف عدد كبير من المواقع التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين ومحيطها. كما كان الهجوم الجوي مدعوما بقصف بري من المدرعات التركية. من جهة أخرى، استطاع الجيش التركي قتل ثمانية عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية الذين حاولوا التسلل إلى داخل الأراضي التركية.
القوات المسلحة: “لم نستطع الوصول لجثمانيْ شهيدين”
أعلنت القوات المسلحة التركية في بيان لها عن سقوط شهيدين خلال يوم أمس ضمن العملية العسكرية المستمرة، غير أن الظروف الجوية واستمرار الاشتباك المسلح حال دون الوصول إلى جثمانيهما إلى غاية الآن. وأوضح البيان أن القوات الجوية استهدفت 47 هدفا تابعا للمنظمة الإرهابية.
طائرة “أتاك” التركية
شاركت طائرة “أتاك” تركية الصنع، في عملية غصن الزيتون، واستهدفت العديد من الأهداف التابعة للعناصر الإرهابية. كما كشفت القوات المسلحة التركية أنها سيطرت إلى غاية الآن على 16 نقطة منذ بدء العملية العسكرية، في الوقت الذي لا يزال فيه الحشد العسكري مستمرا. وقد شهدت الساعات الأخيرة وصول العديد من العربات المصفحة والدبابات إلى ولاية هاتاي الحدودية، بهدف زيادة الحشود العسكرية المشاركة في عملية غصن الزيتون، في حين انتقلت بعض العربات والدبابات إلى محيط عفرين.
المصدر: قرار