ترجمة وتحرير: نون بوست
في حال تعرض شخص لنوبة قلبية بينما هو في الشارع، تقوم رقاقة مثبتة في جسم المريض بتحذير أقرب قسم خدمات الطوارئ، حتى قبل أن يسقط جسده على الأرض. وبعد ذلك، يعمل الطاقم الطبي في سيارة الإسعاف المرسلة إلى مكان الحادث، على فحص المريض ومن ثم إرسال جميع البيانات إلى المستشفى عبر شبكة رقمية من الجيل الخامس. وفي انتظار أن يصل المريض للمستشفى، تكون فرق الرعاية الصحية على علم مسبق بجميع التفاصيل الحيوية حول حالة المريض؛ وهو ما سيساعدها على توفير الوقت والمضي قدما في تقديم الرعاية المناسبة له.
صباح يوم الأربعاء، على هامش انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي، قدّم الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا” مثالا ثانيا عن كيف ستعزز التكنولوجيا علاقتنا بالصحة قريبا. وفي هذا السياق، أفاد الرئيس التنفيذي الجديد لشركه “نوكيا”، راجيف سوري، أنه “حتى إذا كان الجراح الوحيد الذي يمكن أن يعالجك موجودا في شيكاغو وأنت في تايوان، سيكون قادرا على إجراء العملية الجراحية لك في غضون سنوات قليلة، بفضل الجراحة الروبوتية الموجهة عن بعد”.
تعد هذه “الأجهزة القابلة للارتداء” من الأدوات التي تعتمد للتسلية من أجل قياس النبض أو عدد الخطوات
في الوقت ذاته، كان ألبرت بورلا، وساتيا ناديلا ومايكل نيدورف يهزون برؤوسهم تعبيرا عن مشاطرته نفس الرأي. وكان مدير شركة “فايزر” لتصنيع الأدوية، وإحدى المجموعات التابعة لمايكروسوفت، والرئيس التنفيذي لشركة “سينتين”، قد اجتمعوا في دافوس لمناقشة مواضيع الصحة التي ستواكب الثورة الصناعية الرابعة. ولكن، حتى إذا كان الشعور بعدم الثقة يتنامى تجاه المنتدى الاقتصادي العالمي من جانب العالم الاقتصادي والمالي للتكنولوجيات الجديدة، والصناعة الصحية، إلا أن هؤلاء القادة بشروا بقدوم مستقبل مشرق.
مجالان في صدام
ذكر مدير شركة “فايزر” لتصنيع الأدوية، ألبرت بورلا، “ببساطة، كانت التكنولوجيا والصحة من المجالات التي كانت تتبع منذ فترة طويلة اتجاهات مختلفة، إلا أنهما اليوم أصبحا يلتقيان في الكثير من المواضيع. …خاصة أن كل شيء في هذا القطاع مكلف جدا، حتى أن القيام بفحص بسيط يمكن أن يكون له بالفعل تأثير هائل، على غرار الأجهزة المستشعرة الحيوية”.
في سياق متصل، تابع المصدر ذاته أنه “إذا تمكن المرضى المصابون بداء السكري في الولايات المتحدة من مراقبة مستويات الجلوكوز بشكل أفضل، فإنه يمكننا تجنب قرابة 700 ألف زيارة في حالات الطوارئ و340 ألف من حالات دخول إلى المستشفى سنويا”. وتجدر الإشارة إلى أن “تجنب مثل هذه الحالات يكفي لتوفير 47 مليار دولار، وهو مبلغ أكثر بقليل من نصف النفقات الصحية السنوية في سويسرا”.
سوف يكون للتكنولوجيات الجديدة تأثير مباشر على المريض وعلى البحوث
فضلا عن ذلك، أيد الرئيس التنفيذي لشركة “نوكيا” موقف ألبرت بورلا قائلا إن “الأمر يتعلق في الواقع بالانتقال من مرحلة تلقي الخدمات الطبية بصفة تفاعلية إلى مرحلة تلقي الخدمات الطبية بصفة استباقية. فقد أصبح من الممكن معالجة ومراقبة معظم الأمراض المزمنة، التي تسبب أكثر من 60 بالمائة من الوفيات في جميع أنحاء العالم، بشكل أفضل. ونحن نعمل على صنع أجهزة غير دخيلة التي يمكن أن تقيس العديد من العلامات الحيوية، ما سيساهم في التقليل من عدد الاستشارات الطبية واختبارات الدم”.
في الوقت الراهن، تعد هذه “الأجهزة القابلة للارتداء” من الأدوات التي تعتمد للتسلية من أجل قياس النبض أو عدد الخطوات. لكن في الغد، ستشمل هذه الأجهزة مجال الصحة، والتي سيتم المصادقة عليها من قبل إدارة الأغذية والدواء الأمريكية. وهذا ما حدث بالفعل. فخلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، سمحت الوكالة الأمريكية بتسويق أول حبوب “بنظام تتبع رقمي”، التي تعد من مضادات الذهان القادرة على بث إشارة إلكترونية بفضل العصائر المعدية.
في الحقيقة، سوف يكون للتكنولوجيات الجديدة تأثير مباشر على المريض وعلى البحوث. ووفقا لمدير إحدى المجموعات التابعة لمايكروسوفت، ساتيا نادالا، يتمثل التحدي الأكبر اليوم في السعي لعلاج السرطان من خلال دمج العديد من الأجهزة التكنولوجية المتقدمة التي يتم اختراعها في الوقت ذاته في شتى أنحاء العالم. وحيال هذا الشأن، بين ساتيا نادالا “عندما ينهي الأطباء دراساتهم الجامعية أحيانا ما، يضمحلون حاملين معهم الكثير من الأبحاث الحديثة”. في هذه النقطة، تجدر الإشارة إلى برنامج واتسون الذي أطلقته شركة “آي بي إم” والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي المتطور لتجميع كل هذه البيانات وتبسيط عمل العلماء.
بناء على ذلك، خلص ألبرت بورلا، من شركة فايزر، إلى أن “هذا القطاع سيشهد مستقبلا مشرقا وواعدا، ولكني لست متأكدا من أننا نُقدر نطاق الفرص المتاحة لنا اليوم”. ولكن ما يمكن أن أؤكده أنه “سيكون لكل هذه التحولات تأثير كبير في كل الأطراف الفاعلة في عالم الصحة …”.
المصدر: لوتون