تعمل السلطات في المملكة المغربية، في إطار سعيها إلى تنويع مصادر الخزينة العمومية، على إيجاد الصيغ القانونية اللازمة لفرض ضرائب على موقعي “جوجل” و”فيسبوك”، على غرار العديد من الدول الأخرى، نتيجة استحواذ هذين الموقعين على النصيب الأكبر للإعلانات في المملكة.
بداية التتبع
أولى هذه الإجراءات حسب تقارير إعلامية، تمثلت في إنشاء لجنة تضم الإدارة العامة للضرائب ومكتب الصرف، وذلك في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، لدفع الموقعين إلى دفع الضرائب، وتعمل اللجنة على “تعقب المعاملات المالية والتجارية للشركتين، من أجل تحضير الآليات الإدارية لمطالبتهما بتصحيح وضعيتهما القانونية، بغرض استرداد ما بذمتهما من ضرائب لفائدة الحكومة المغربية”.
ويستحوذ موقعا فيسبوك وجوجل على الحصة الأكبر من سوق الإشهار عبر الإنترنت في المملكة المغربية، حيث يحققان رقم معاملات مهم دون أداء الضرائب للدولة، وتهيمن الشركتان معًا على قرابة 70% من سوق الإعلانات على الإنترنت في المغرب، وفق تقارير رسمية سابقة، أفادت بأن عدم دفع الاثنين للضرائب يُضيع على المملكة سنويًا نحو 56 مليون دولار أمريكي.
تعتبر هذه الخطوة شبيهة لخطوات سابقة أقدمت عليها العديد من الدول على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة
وتتميز الإعلانات التجارية لشركتي جوجل وفيسبوك بأسعارهما المنخفضة، حيث لا تدفعان الضريبة على القيمة المضافة للحكومة المغربية ولا تقدمان أي عمولات لوكالات الإعلانات المغربية، بفضل تعاملهما مباشرة مع المعلنين، مما دفع بعديد من المسؤولين المغاربة إلى المناداة بضرورة تتبعهما لدفع الضرائب المستحقة عليهما.
تعتبر هذه الخطوة شبيهة لخطوات سابقة أقدمت عليها العديد من الدول على غرار دولة الإمارات العربية المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تناقش حاليًّا مقترحات لزيادة فاتورة الضريبة على شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات بعدما ضغطت الدول الكبرى التي تتهم شركات مثل أمازون وجوجل وأبل وفيسبوك بأنها تخفض فواتيرها الضريبية من خلال إعادة توجيه أرباحها في الاتحاد الأوروبي إلى دول ذات ضرائب أقل مثل لوكسمبورغ وأيرلندا.
تداعياته على المجتمع
لئن كانت تداعيات هذا الإجراء الجديد إيجابية على الخزينة العامة للدولة، فإنها ستكون سلبية على مستخدمي هذه المواقع، ذلك أن هذه الأخيرة في حال بدأ العمل بهذا الإجراء ستدخل العديد من التغيرات في الرسوم المعتمدة لإعلاناتها في المغرب.
ارتفاع عدد مستخدمي الفيسبوك في المملكة
من المتوقع أن تضيف هذه الشركات ضريبة على جميع منتجاتها وخدماتها التي تقدمها للمستهلكين في البلاد، وستكون هذه الضريبة، حسب خبراء في هذا المجال منفصلة عن سعر الخدمة، لتسدد بها قيمة الضرائب التي ستفرضها عليها سلطات المملكة، وتعتبر خدمات موقعي جوجل وفيسبوك الأفضل في السوق الرقمي بالنظر لقاعدة البيانات التي يمتلكانها عن المستهلكين، وتتيح الدقة في استهداف عينات معينة من عملاء المنتجات والخدمات التجارية.
ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة
في أحدث تقرير لها، ذكرت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن عدد مستخدمي الإنترنت بالمغرب قدر بـ22.564 مليون مع نهاية شهر سبتمبر/أيلول سنة 2017، أي بنسبة 64.74% من السكان مقابل 57.1% سنة 2015.
وفي تقرير آخر يظهر نتائج البحث الميداني السنوي عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدى الأسر والأفراد، قالت الوكالة إن 44% من المستعملين يقضون ما بين ساعة وساعتين في اليوم على الإنترنت، فيما قالت إن 32% يرتبطون بالشبكة أقل من ساعة في اليوم.
بلغ عدد مستخدمي موقع فيسبوك في المغرب 13 مليون شخص
تشكل الشبكات الاجتماعية والصحافة والأخبار ومواقع الألعاب والترفيه والرياضة، المحتويات المفضلة لدى المستخدمين بنسب قد تصل إلى 80.7%، وفق الوكالة التي أشارت إلى أن زيارة مواقع التربية والتكوين والصحة والإعلانات المبوبة تتم على التوالي بنسب 45.7% و3.66% و34.1%.
في سياق متصل، كشفت إحصاءات “ميديانيت” المنصة المتخصصة في معاينة مدى انتشار الإنترنت عبر العالم وتقدم مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدد مستخدمي موقع فيسبوك في المغرب بلغ 13 مليون شخص، بنسبة 39% من مجموع سكان المملكة، محتلة بذلك المرتبة الخامسة إفريقيًا.