“كنت أعمل لدى “أيباك” عندما وضعت خطة تأسيس معهد واشنطن لدراسات سياسات الشرق الأدنى، وكان ستيفن روسن صاحب فكرة إنشاء خلية تفكير لأيباك بطريقة من شأنها أن ترسخ لسياسة أيباك دون أن تكشف صلاته بها”.. ميغ روسينبيرغ الموظف السابق في أيباك.
ويضيف: “تأسس معهد واشنطن بتبرعات الأيباك وتم تعيين طاقم موظفين كامل للمعهد من الأيباك، المعهد الذي يقع على بعد باب واحد من مقر الأيباك الرئيسي لا يمانع من توظيف مختلف فئات الناس التي لا علاقة تربطها بـ”إسرائيل” كنوع من التغطية على ألا يناقشوا في كتاباتهم أي أمور لها علاقة بـ”إسرائيل” خارج الإطار”.
“فلك الحرية بالحديث عما تشاء في المغرب لكن فيما يتعلق بـ”إسرائيل” يمنع أن تحيد أكثر من درجة أو درجتين عن الخط المرسوم”، يقول ميغ روسينبيرغ الموظف السابق في أيباك، حيث من الجدير بالذكر هنا أن ستيفن روسن الذي أشار إليه روسينبرغ أحد أبرز أقدم قيادات الأيباك.
يكشف ساتلوف أنه في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول لعام 2017 زار الرياض العاصمة السعودية مع وفد من كبار العلمانيين في مركز الأبحاث لشؤون السياسة الخارجية الذي يديره ساتلوف، وهناك التقى بالدكتور محمد العيسى
في شهر شباط لعام 1985 انطلق معهد واشنطن من طاقم عمل يضم نحو 3-28 موظفًا بين دائم ومؤقت، وقد بلغت ميزانية المعهد آنذاك ثلاثة أرباع مليون دولار جمعت من مساهمات المجتمع اليهودي الأمريكي، وشغل مارتن إنديك منصب المدير التنفيذي للمعهد وهو مدير الأبحاث السابق لدى أيباك والسفير الأمريكي السابق لدى الكيان الصهيوني على فترتين الأولى في الفترة 1995-1997، والثانية في الفترة 2000-2001.
بنظرة سريعة على قائمة أمناء مجلس المعهد تكشف ارتباط المعهد باللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن بين المئة عضو هناك 14 عضوًا هم أعضاء في المجلس التنفيذي لأيباك، وبعض منهم مؤسسي أو مديري لجان العمل السياسي الداعم للكيان الصهيوني المعروفة اختصارًا بـ(PACs)، كما يضم المعهد ضباطًا وجنرالات من الجيش الصهيوني، فعلى سبيل المثال اللواء المتقاعد شلومو سامي ترجمان قائد القيادة الجنوبية في حرب غزة لعام 2014 هو حاليًّا أحد زائري معهد واشنطن لعام 2017-2018.
ومن باحثي المعهد العميد الصهيوني المتقاعد مايكل هيرتسوغ، ومن بين الوجوه الصهيونية الإعلامية في المعهد إيهود يعاري خبير شؤون الشرق الأوسط في القناة الثانية على التليفزيون الصهيوني، واللافت في هذا المعهد أنه عند البحث في أسماء مستشاري المعهد فستجد دينيس روس.
أما عن المدير التنفيذي الحاليّ للمعهد فهو روبرت ساتلوف المصنف كأحد أبرز خبراء المعهد المختصين فيما يسمى الراديكالية الإسلامية في الشرق الأوسط، ولما يزيد على عامين كرس ساتلوف نفسه للسفر بين دول الشرق الأوسط بعد انتقاله للعيش في المغرب إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهو صاحب كتاب “قصص المحرقة الضائعة في طريقها الطويل إلى الأراضي العربية”.
يبدو أن العلاقة بين العيسى وساتلوف اتخذت منحى تجاوز مفهوم الانفتاح على الآخر
يكشف ساتلوف أنه في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول لعام 2017 زار الرياض العاصمة السعودية مع وفد من كبار العلمانيين في مركز الأبحاث لشؤون السياسة الخارجية الذي يديره ساتلوف، وهناك التقى بالدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ووزير العدل السابق في المملكة السعودية.
ووفقًا لساتلوف، كان لقاءً مميزًا حيث احتفى العيسى بالوفد العلماني، ولدى سؤال ساتلوف للعيسى عن قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، أجاب العيسى: “الرابطة ملتزمة بالسلام وليست هيئة سياسية“، مما أثار إعجاب ساتلوف، إذْ كان يتوقع من العيسى إبداء قوة في شجب قرار ترامب وتقديم عظة عن علاقة المسلمين بالقدس، لكن الجواب جاء على غير المتوقع كما يقول ساتلوف، وعليه توطدت العلاقة بين الرجلين، حتى إن ساتلوف دعا العيسى لزيارة المتحف التذكاري للمحرقة في واشنطن والالتقاء بمديرته سارة بلومفيلد؛ الأمر الذي رحب به العيسى.
يبدو أن العلاقة بين العيسى وساتلوف اتخذت منحى تجاوز مفهوم الانفتاح على الآخر، حيث طلب ساتلوف من العيسى برسالة مكتوبة أن يخاطب سارة بلومفيلد مديرة المتحف التذكاري للمحرقة في ذكرى اليوم الدولي لإحياء ذكرى المحرقة، وأن يخاطبها برسالة تعكس موقف الرابطة من المحرقة في جو من التسامح والاعتدال.
وبحسب توجيهات ساتلوف استجاب العيسى بالفعل ووجه خطابًا مطولاً مكونًا من 623 كلمة في رسالة تَقْطر تعاطفًا وألمًا لمن أسماهم بـ”ضحايا الحقد النازي”، كما بدأ رسالته بالإشارة إلى علاقته بساتلوف بوصفه إياه صديقه، ومرة أخرى يفاجأ ساتلوف مسرورًا من موقف العيسى، إذْ يقول: “على أقصى تقدير، توقعت أن يرسل ملاحظة مقتضبة”.
هذه ليست المرة الأولى التي تجاهر فيها رابطة العالم الإسلامي بتوافقها مع الكيان الصهيوني، ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2017 زار الدكتور محمد العيسى أكبر كنيس يهودي في العاصمة الفرنسية باريس على إثر دعوة من الصهيوني حاييم كورسي الحاخام الأكبر ليهود فرنسا
الغريب في الأمر أن الرسالة التي نشرت في 25/1/2018 كانت قد نشرت على موقع معهد واشنطن وليس على موقع المتحف التذكاري للمحرقة، ولم تتجاوب سارة بلومفيلد بأي رسائل شكر أو احتفاء بموقف الرابطة.
هذه ليست المرة الأولى التي تجاهر فيها رابطة العالم الإسلامي بتوافقها مع الكيان الصهيوني، ففي شهر نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2017 زار الدكتور محمد العيسى أكبر كنيس يهودي في العاصمة الفرنسية باريس على إثر دعوة من الصهيوني حاييم كورسي الحاخام الأكبر ليهود فرنسا الذي قاد حملة لتأييد ترشيح الفرنسية اليهودية أودري أزولايه لمنصب مدير عام اليونسكو المنتمية إلى جمعية الحركة الصهيونية الفرنسية في وجه المرشح العربي القطري الدكتور حمد الكواري.