نُشر هذا المقال لأول مرة على موقع بوابة يناير
في ظهر يوم االأربعاء الموافق 14 من أغسطس2013 ، ذهبت مع مترجمي إلى ميدان رابعة، وكان من الصعب الدخول إلى مكان الاعتصام بسبب إغلاق قوات الأمن لغالبية الشوارع المؤدية إلى الميدان. فاتجهنا جنوباً من أحد الشوارع المتقاطعة مع غرب شارع النزهة. لنصل في النهاية إلى طريق النصر..
كنا لا نزال على بعد 200 او 300 متر من الجهة الشرقية لـ “الإعتصام “رأيت مستشفى ميداني على أحد الأرصفة. وكان المتظاهرون المصابون يصلون إليها بمعدل مصاب كل دقيقة تقريباً.
كانت الشرطة تطلق النار عشوائياً على الناس في الشوارع التي كنت أجري بها مقابلاتي الصحفية. مرت بعض طلقات قناصة الشرطة من فوق رأسي، ماجعلني اختبىء خلف أحد السيارات ،لم يكن حولي مسلحين،لكن على بعد حوالي 100 متر، رأيت 6 متظاهرين يصنعون الملوتوف …
قررنا ترك المنطقة بعد تتطاير الرصاص من فوق رأسي، فقصدنا طريق النصر واقتربنا من جنوب ميدان رابعة، حيث قالت الشرطة إنها وفرت مخرج آمن للمتظاهرين لكن عندما وصلنا إلى شارع محمد مندور خلف مسجد رابعة العدوية، أدركنا إن الاستمرار في هذا الطريق غير آمن حيث كان إطلاق النار كثيف بشكل يمنع الناس من مغادرة المكان.و لم يكن هناك مخرجاً أمناً .
أجرينا حوارات عدة. ،لا أعتقد أنه كان هناك أي مخرج أمن لمغادرة الاعتصام. كما أنني لم أرى أي متظاهرين يحملون أسلحة لتبرير هذا الكم من العنف من قبل أفراد الشرطة والجيش وقال شهود عيان أن الناس تم قنصهم أثناء مغادرتهم مكان الاعتصام، مشبهين الوضع بحرب الشوارع في سوريا…
وفي طريقي للعودة، اتصل بي أحد أطباء المستشفى الميداني في رابعة وقال لي إن الشرطة أحرقت المستشفى ، ومن المهم هنا الإشارة إلى أن فض اعتصام رابعة كان ثالث مجزرة من إجمالي خمسة مجازر ارتكبت في حق أنصار مرسي الصيف الماضي .
كانت أولها مجزرة عند الحرس الجمهوري يوم الإثنين 8 يوليو، عندما قتل 51 مدنياً وشرطيين. وقد أظهرت تحقيقاتي إنها لم تكن مبررة .
وكانت الثانية مجزرة طريق النصر يوم السبت 27 يوليو، مات فيها 90 شخصاً، أفاد مصورون شاهدوها بأنها لم تكن مبررة وأن المتظاهرين لم يكونوا مسلحين . .
أما المجزرة الرابعة فكانت في ميدان رمسيس يوم الجمعة 16 من أغسطس، عندما قتل 120 شخصاً. لقد كنت هناك ولم أرى أي متظاهرين مسلحين في محيط الحدث . .
وأخيرا كانت المجزرة الخامسة في الدقي ،يوم الـالأحد 6 أكتوبر ، التي قتل فيها أكثر من 50 شخصاً. وكلها حوادث يجب أن تخضع للتحقيق .
(المحرر: كتب باتريك كينجسلي مقالا تفصيليا بخصوص مجزرة سادسة ارتُكبت بحق مؤيدي مرسي في سيارة الترحيلات بسجن أبو زعبل قرب القاهرة، تُرجم ونُشر على نون بوست، بإمكانكم قراءته هنا: “الغارديان” تروي تفاصيل مجزرة سيارة ترحيلات “أبوزعبل” )