في قصة قلّ نظيرها وفي تجسيد حي لقيم التسامح يدعو رئيس لجنة الحوار بين مصراتة وتاورغاء والمكلف من المجلس البلدي لمدينة مصراتة يوسف الزرزاح جميع الأطراف الليبية إلى دعم عودة نازحي تاورغاء وتطبيق المصالحة من أجل ليبيا، على الرغم من أن يوسف الزرزاح نفسه فقد شقيقه الوحيد عندما أعدمه متطوعون من مدينة تاورغاء في عام 2011.
وروى يوسف الزرزاح لموقع “ليبيا الخبر” تفاصيل اعتقاله مع شقيقه في عام 2011 من قبل متطوعين من مدينة تاورغاء المساندين لنظام معمر القذافي، مبينا أنهم قاموا بتعذيبه وتعذيب أخيه حتى توفي أخوه نتيجة للتعذيب أمام عينيه، وقاموا بتقطيع جثته ودفنوها في حفرة.
وأضاف يوسف الزرزاح أنه شاهد عملية تعذيب أخيه عندما كان مقيدا بجانبه، وشاهد عملية جره بالسيارة وقطع رأسه ويديه وردمه في حفرة قاموا بإنشائها بالآلات الثقيلة. وأوضح الزرزاح أنه على الرغم من فقده لأخيه وألمه بسبب الحادثة إلى أنه عازم على تحقيق اتفاق العودة وإنهاء مشكلة نازحي تاورغاء، مشيرا إلى أن مستقبل ليبيا يفرض على العقلاء إعلاء صوت العقل والتوجه إلى المصالحة والتسامح ونبذ الخلافات، مبينا أن دائرة الانتقام والعنف والعنف المضاد ستستمر ما لم تنتهي بالتسامح والصفح.
وأكد يوسف الزرزاح أن عمله في المصالحة وفقد أخيه ليسا أمرين هينين أو سهلين، مشيرا إلى أن الأمر صعب ويتطلب التحمل فوق طاقة الإنسان.
أوضح الزرزاح أن العاملين على تحقيق المصالحة يحاولون تهدئة الأوضاع تجنبا لحدوث أي مواجهات بين معارضي العودة ومؤيديها
وتحدث الزرزاح أنه يكرر دائما لممثلي مدينة تاورغاء ضرورة التزامهم ببعض الشروط والنقاط إلا أنهم أحيانا يرفضون وبشدة – حسب تعبيره – وهو ما ساهم في تعطيل عودتهم، موضحا أن ذلك لن يكون في مصلحة النازحين الذين ينتظرون إنهاء مأساتهم في أقرب وقت.
وكلف الزرزاح أيضا عضوا في اللجنة المكلفة من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بشأن تطبيق الاتفاق بين مدينتي مصراتة وتاورغاء، وبحسب الزرزاح تتكون اللجنة من 5 أعضاء من مصراتة و5 من تاورغاء إضافة إلى مستشارين ووزراء من الحكومة.
وقال يوسف الزرزاح إن الاجتماعات مستمرة في مدينة مصراتة من أجل مناقشة عودة نازحي تاورغاء إلى مدينتهم ، مشيرا إلى أن بعض المعارضين تقبلوا الأمر ولكنهم يطالبون ببعض النقاط قبل تحقيق العودة.
وأوضح الزرزاح أن العاملين على تحقيق المصالحة يحاولون تهدئة الأوضاع تجنبا لحدوث أي مواجهات بين معارضي العودة ومؤيديها، أو بين أبناء مدينة مصراتة ونازحي تاورغاء.
وأشار رئيس لجنة الحوار المكلف من بلدية مصراتة إلى أن المسؤولين اجتمعوا صباح الأحد لبحث مسألة عودة النازحين واتفقوا على إجراء اجتماع آخر مساء اليوم نفسه، مبينا أن القرار في هذا الأمر يملكه المسؤولون الشرعيون في الدولة والمتمثلون في الحكومة والبرلمان والأعلى للدولة والمجلس البلدي ومجلس الأعيان.
ينتمي المسلحون إلى كتائب مسلحة مختلفة، وبعضهم يتبع للمجلس العسكري مصراتة، وهم من الرافضين لقرار عودة نازحي تاورغاء الصادر من حكومة الوفاق الوطني
الزرزاح قال إنه من المتوقع أن تكون هناك مواقف رافضة لعودة النازحين لأن الملف شائك جدا، ولكنه جدد دعوته للجميع للتعقل والتوجه نحو المصالحة من أجل مستقبل أفضل لليبيا.
وكان مسلحون من أهالي مدينة مصراتة الغاضبين قد منعوا عودة أهالي تاورغاء النازحين إلى مدينتهم يوم الخميس الماضي، وقاموا بإغلاق البوابات المؤدية إلى المدينة. وبحسب مصدر مطلع من مدينة مصراتة ينتمي المسلحون إلى كتائب مسلحة مختلفة، وبعضهم يتبع للمجلس العسكري مصراتة، وهم من الرافضين لقرار عودة نازحي تاورغاء الصادر من حكومة الوفاق الوطني.
وكان المجلس البلدي لمدينة مصراتة قد طالب صباح الخميس بتأجيل عودة أهالي تاورغاء، وأوضح المجلس البلدي أن هذه الخطوة جاءت نظراً للتصعيد الإعلامي من بعض الأطراف التي لايهمها تنفيذ الاتفاق بين مصراتة وتاورغاء لعودة النازحين إضافة إلى اختراق بعض الأطراف لتراتبية بنود الاتفاق، مما يسبب خللا في الترتيبات الفنية والأمنية المعدة مسبقاً.
وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية قد أعلنت موعد عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم في الأول من فبراير وذلك بعد الاتفاق بين لجنتين من مدينة تاورغاء ومصراتة في يونيو الماضي على عودة النازحين وجبر الضرر وذلك بعد نزوح أهالي المدينة منذ أكثر من ست سنوات عقب أحداث ثورة السابع عشر من فبراير في عام 2011 وعلى خلفية اتهامهم بمساندة النظام السابق.
المصدر: ليبيا الخبر