صمت مريب يخيم على أرجاء المكان، تقطعه همهمات تتسلل بين جدران متشققة، ورائحة الموت تداعب أنوف المارين يمينًا ويسارًا، لا يقاوم صداها إلا من ألفها، وبقايا أبواب خشبية متهالكة تخترقها عيون حائرة تراقب كل من يقترب، لعل فيهم من يحمل معه الأمل في أن تُملأ بطون الأطفال هذه الليلة ليناموا دون صراخ.
“هل جربت يومًا أن يكون سريرك جسدًا ميتًا؟ هل تحملت قبل ذلك صراخ ابنك أو ابنتك ليلاً مفزوعًا بسبب أنه أو أنها شاهدت أن الفراش الذي تنام عليه مقبرة بداخلها شخص ميت؟ هل تخيلت يومًا أن يصل بك الحال إلى أن تحسد جسدًا فارق الحياة وتتمنى أن تكون مكانه لأنه في حالة أفضل منك؟
أسئلة ثلاث باغت بهم سيد رمضان الرجل الستيني الممسك بعصاة المتهالكة، فريق عمل “نون بوست”، حين طلب منه الحديث عن بعض ملامح حياته في هذا المكان الموحش، بينما كان يتكئ على جدار إحدى مقابر الإمام الشافعي.
مقابر الإمام الشافعي بمنطقة السيد عائشة جنوب القاهرة، أحد أبرز وأشهر المناطق التاريخية الموجودة بالعاصمة المصرية، وإن كان لا يوجد إحصاء رسمي لسكانها نظرًا لعدم قانونية وجودهم، إلا أن عدد قاطنيها يتجاوز الآلاف بحسب شهادات عدد من التربيين العاملين بها، هذا في الوقت الذي يتجاوز فيه سكان المقابر في مصر حاجز المليوني مواطن بحسب بعض الإحصاءات.
حياة في المقبرة
أناس تقاسموا مع الموتى كل شيء، المكان والنوم والمعيشة، ولا تدري أهم يحرسون الموتى أم العكس، أحلامهم لا تتجاوز مضاجعهم، أنفاسهم معبأة بغبار عظام من رحلوا، ارتضوا أن يتشبثوا بالحياة فوق رفاة أمواتهم، ممن كانوا أرحم بهم وأرحب من غيرهم من الأحياء، فكانوا أكثر حرصًا على كرامة الميت من حرص مسؤوليهم على من لا يزال على قيد الحياة.
“أنا هنا منذ 30 عامًا، زوجي توفى وترك لي 7 بنات، أصبت بجلطة منعتني من الكلام لسنوات، لم أستسلم، عملت بائعة للشاي في سوق الجمعة (السيدة عائشة) من أجل أن أنفق على بناتي، كل من حولي تركوني دون أن يمد أحد منهم يد المساعدة، وأديني عايشة إلى أن ألحق بمن أسكن بجوارهم”، بهذه الكلمات استهلت أنهار إسماعيل، حكايتها عازفة على أوتار آلام امتدت قرابة 15 عامًا منذ أن تركها زوجها وحيدة لتربي بناته السبعة.
أنهار، المرأة الخمسينية العمر، التي لا تدري أتسكن مقبرة داخل غرفة أم أن غرفتها في الأساس مقبرة، أقسمت خلال حديثها لـ”نون بوست” أنها لا تتقاضى سوى 100 جنيه (6 دولارات) شهريًا كإعانة من وزارة التضامن الاجتماعي، فضلاً عما يقسمه الله لها خلال عملها كبائعة شاي خلال يوم الجمعة فقط من كل أسبوع في أحد أسواق المنطقة، وحين بادرناها بالسؤال: من أين تنفقي على بناتك؟ أجابت بصوت خنقته دموعها: “أولاد الحلال واهي بتتقضى”.
وبسؤالها عن زيارة أي من المسؤولين للمنطقة واستطلاع رأي الناس والوقوف على حاجاتهم، أكدت أنهم سقطوا تمامًا من حسابات الجميع، حكومة ومسؤولين، وأن من يأتي فقط إليهم ليسوا سوى إعلاميين وصحفيين، غير أن المحصلة النهائية: لا شيء جديد يغير من الواقع المؤلم الذي يحياه الجميع في هذه المنطقة التي تتحول في فصل الصيف إلى قطعة من جهنم.
الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية بسبب تلك الأجواء، خاصة أن كثيرًا منهم يفتقد لأدنى مقومات الاستقرار والاتزان النفسي
بينما ذهب عبد التواب عبد الرحمن القاطن في أحد الأحواش (المقابر) إلى أن اليأس الذي تمكن منه بعد الفشل في الحصول على أي مسكن ملائم كان الدافع الرئيسي وراء ارتضاء العيش بين الأموات، قائلاً خلال حديثه لـ”نون بوست”: “لولا صاحب الحوش (المقبرة) الذي وافق أن نسكن بداخلها لكننا جميعًا أنا وزوجتي وأبنائي في الشارع”.
وأضاف أنه تقدم بعشرات الشكاوى إلى إدارة الحي التابع له المقابر، وإلى المحافظة، في محاولة للحصول على أي مكان يصلح للسكن، ولو كان غرفة واحدة بحمام (على حد قوله) إلا أن جميع الأبواب أغلقت أمامه كاملة، معلقًا: اكتشفت أن الأموات كانوا أرحم بنا من الأحياء.
أما سعاد، وهي امرأة مطلقة ولديها بنتان وولد لم تتجاوز أعمارهم العاشرة، فقالت: أقسم بالله لم نتذوق طعم اللحم إلا في الأعياد فقط، عن طريق أولاد الحلال، أما ما دون ذلك فلا نشم رائحتها”، وبسؤالها عن موقف صغارها من رفاة الموتى التي لا تبعد أكثر من 30 سنتيمترًا عنهم، وربما تزكم رائحة عظامهم أنوفهم، أجابت: “اتعودنا على كده خلاص، لافتة إلى أنه منذ المغرب تقريبًا لا يخرج أحد في الشوارع، ويخيم على المكان صمت رهيب لا يقطعه سوى نباح الكلاب الضالة أو عواء بعض الذئاب.
وقبل أن تنهي سعاد حديثها وبينما نحن نستعد لمغادرة مقبرتها، إذ بصوت شيء يكسر تحت أقدام بعضنا أقرب للخشاش، فإذ بها تحاول التهدئة من روعة الحضور ببسمة عابرة، بعدما تلمست خيوط الخوف تتسلل من ثنايا بعض الوقوف، لكن بعد إلحاح شديد أخبرتنا أن هذا الصوت كان نتيجة الضغط على عظام أحد المتوفين منذ فترة الذي كانت مقبرته تلك الوسادة التي كنا نتكئ عليها.
وفي الطريق، التقينا ببعض الشباب، أعمارهم تترواح بين 20 و30 عامًا، وحين اقتربنا منهم فاجأنا أحدهم: “لم نأخذ من التسجيل معنا وتصويرنا سوى التشهير فقط، منذ ولدت وأنا أشاهد صحفيين ومذيعين وقنوات تليفزيونية، لكن ما النتيجة: لم يتحرك أحد، لم نجد مسؤولاً اهتم بما ينشر في الصحف والتليفزيونات، كفاية كده، كفاية”.
الشباب في هذه المنطقة يعمل أغلبهم في بعض الحرف اليدوية، كالنجارة أو إصلاح الأحذية في أسواق المناطق المجاورة، ثم يعودون ليلاً إلى مقابرهم (مقار إقامتهم)، بعضهم ولد في المقابر وآخرون تزوجوا بها، وبات الأمر لدى نسبة كبيرة منهم أمرًا عاديًا، في ظل تجاهل الجميع لهم، دولة بحكومتها، ومجتمعًا اعتبر مطالبهم بحياة كريمة ابتزاز يتطلب التصدي لا التعاطف.
تدمير صحي وانهيار نفسي
“من الطبيعي أن تخرج هذه البيئة أجيالاً من ذوي الأمراض النفسية والمجتمعية الخطيرة، التي ربما إن لم تهدد المجتمع فإنها بلا شك ستجعل حياة أصحابها على المحك”، هكذا علقت الدكتورة إيمان جابر الأستاذ بالجمعية المصرية للطب النفسي، على سؤال عن تأثير المناخ العام الذي يحياه سكان المقابر على تكوينهم النفسي.
جابر لـ”نون بوست” أشارت أن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية بسبب تلك الأجواء، خاصة أن كثيرًا منهم يفتقد لأدنى مقومات الاستقرار والاتزان النفسي، ومما يعمق هذا التأثير غياب الوالد في معظم الأحيان، وهي سمة ربما تكون ظاهرة لدى سكان هذه المناطق.
وتساءلت عضو الجمعية المصرية للطب النفسي: هل نعي جميعًا كمجتمع معنى أن يسكن طفل بجوار ميت؟ هل نعي تأثير هذا الإحساس على تكوين طفل قد لا يتجاوز عمره العاشرة وهو على يقين أن من ينام بجواره ليس والده أو والدته، بل جسد لشخص ميت؟ هذا بخلاف الأصوات التي قد يسمعها ليلاً أو القصص والحكاوى التي ربما تداعب مسامعه بين الحين والآخر، والقادرة على أن تحويل مستقبله إلى شبح يطارده طيلة حياته.
الأمر لم يقتصر على الجانب النفسي وفقط، بل إن التأثير الجسدي والعضوي هو الآخر من الأهمية بمكان، وهو ما أكد عليه الدكتور عبد العظيم الشاذلي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، الذي لفت إلى ملاءمة هذه التربة لنمو عدد من الأمراض على رأسها أمراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال وأمراض الكبد الوبائي وفيروس A، كذلك أمراض الجهاز التنفسي نتيجة عدم نقاء بيئة المقابر وسهولة انتشار الأمراض بسبب زيادة الكثافة السكانية.
وأضاف الشاذلي لـ”نون بوست” أن البيئة المحيطة بسكان المقابر تعد من أخصب البيئات الملائمة لتنامي الأمراض الناجمة عن العدوى، بسبب عدم تصريف الفضلات بشكل صحي، فضلاً عن عدم وجود شبكة صرف ولا مصدر مياه نظيفة، هذا بخلاف سهولة انتقال الأمراض الجنسية على رأسها فيروس B وفيروس C والإيدز والزهري.
إحدى سكان مقابر الإمام الشافعي: أنا هنا منذ 30 عامًا، زوجي توفي وترك لي 7 بنات، أصبت بجلطة منعتني من الكلام لسنوات، لم استسلم، عملت بائعة للشاي في سوق الجمعة (السيدة عائشة) من أجل أن أنفق على بناتي، كل من حولي تركوني دون أن يمد أحد منهم يد المساعدة، واديني عايشة إلى أن ألحق بمن أسكن بجوارهم
أين دور الدولة؟
كانت السمة الأبرز خلال حديثنا مع سكان مقابر الإمام الشافعي هي غياب دور الدولة تمامًا عن هذه المنطقة، وهو ما لمسناه من خلال عشرات الشهادات التي جاءت على ألسنة مختلف الفئات العمرية التي أجمعت على إسقاطهم من حسابات الحكومة، ومن هنا كان التحرك.
توجهنا إلى حي الخليفة التابع له منطقة الإمام الشافعي، والتقينا بالمهندس صادق علي عبد المقصود الذي نفى منذ الوهلة الأولى أي علاقة للحي بما يحدث داخل مقابر الإمام، مشيرًا أن دور الحي ينحصر في الجانب الخدمي فقط، من تنظيف طرق وإنارة شوارع وغير ذلك، أما فيما يتعلق بسلطة حقيقية ممارسة فلا وجود لذلك مطلقًا.
وبسؤاله عن سبل حل المشكلات التي تواجه سكان هذه المنطقة باعتبارها واقعة تحت إدارة وسلطة الحي، أشار إلى أن الجهة المخولة للتعامل مع هذا الملف هي إدارة الجبانات بمحافظة القاهرة، كونها المعنية بتسكين المقابر وإدارتها، حتى فيما يتعلق بأمر إزالة هنا أو هناك لا يتحرك الحي إلا بناء على مذكرة من الجبانات بالمحافظة.
وقبل مغادرة مكتب مدير حي الخليفة، سألناه: ما تفسيرك لهذا الملف؟ فأجاب: المشكلة أمنية من الدرجة الأولى ولو بحيث في تفاصيلها ستجد أن الأمن هو المعني الأول المفترض للتعامل وحل مثل هذه المشاكل، وهنا كانت نقطة جديرة بالاهتمام من فريق العمل.
كانت إدارة الجبانات بالدور الثالث بمقر محافظة القاهرة هي الوجهة الثانية خلال مشوار البحث عن المسؤول عن أزمة سكان مقابر الإمام، وهناك التقينا بـ (و. ع) أحد كبار موظفي الإدارة الذي لم يختلف حديثه هو الآخر عن حديث رئيس الحي، نافيًا أن يكون للإدارة أي دور رقابي على هذه المنطقة، كاشفًا أن لإدارة الجبانات دورين لا ثالث لهما: الأول: إصدار الأوراق الثبوتية الخاصة بتسليم جبانات أو تأجيرها أو شرائها من مواطنين وفق طلبات تقدم بشكل رسمي، الثاني: إصدار قرارات الإزالة لأي مخالفات بناء على توصية من “التربي” المقيم في هذه المنطقة، وترفع بعدها إلى الحي الذي يتولى رفقة قوات الأمن تنفيذ هذا القرار، أما ما دون ذلك بشأن مراقبة أحوال السكان هناك فليس من اختصاص هذه الإدارة بما يفند حديث رئيس حي الخليفة.
الدكتور سعيد صادق: التاريخ علمنا أن الدولة لن تتحرك إلا حين تشعر بالخطر أو التهديد، فالتحرك للقضاء على العشوائيات لم يكن إلا بعد ظهور عناصر متطرفة إرهابية أشعرت الدولة بالخطر وحينها كان التحرك
وبسؤاله عن الشخص الذي يمكنه البت في هذه المعضلة، أوصى الموظف بالذهاب إلى نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، كونه المسؤول الأول في المحافظة عن هذا الملف بعد المحافظ، وبالفعل توجهنا في حينها إلى مكتب جيهان عبد الرحمن.
“القيادة السياسية اتخذت خطوات جادة نحو القضاء على العشوائيات، وهناك آلاف الوحدات السكنية التي تم بناؤها خصيصًا للقضاء على هذه الظاهرة”، بهذه الكلمات استهلت عبد الرحمن حديثها معنا، لكن بسؤالها: وأين موقع سكان مقابر الإمام الشافعي من الإعراب بالنسبة إلى هذه التحركات؟ كانت الإجابة: “هناك أولويات، ثم إن المقابر لا تندرج تحت مسمى العشوائيات، فسكانها أقاموا فيها بمعرفة ملاك الأحواش “المقابر” وليس للمحافظة سلطة عليهم، فليس من المعقول أن أخرج أحدًا من مكان رغمًا عن صاحب المكان”.
وتابعت: لو هناك مخالفات يتم التعامل معها فورًا وفق قرارات إزالة بناء على مصادرنا هناك، كما أن المحافظة توفر لهم الموارد الحياتية، المياه والكهرباء وغير ذلك”، وبمحاولة نقل شكاوى سكان الإمام الشافعي عبر تشغيل بعض مقاطع الفيديو المصورة، قالت نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية إنها تعلم جيدًا حقيقة هذه المعاناة، متعهدة بأن يكونوا محل اهتمام خلال الفترة القادمة وفق خطة تهدف إلى القضاء على العشوائيات وما هو على شاكلتها.
وبالعودة إلى موظف إدارة الجبانات مرة أخرى، في محاولة للتأكد من تصريحات رئيس حي الخليفة التي قال فيها إن القضية أمنية من الدرجة الأولى، أفاد قائلاً: “أكثر من مرة تعرض بعض موظفي الإدارة للضرب والإهانة من سكان مقابر الشافعي، وصلت في بعضها إلى حد الطعن بسلاح أبيض”.
شيطنة بعد إهمال
بعد اتهامات رئيس حي الخليفة وموظف إدارة الجبانات، توجهنا إلى قسم شرطة الخليفة التابعة له منطقة المقابر، للوقوف على الحالة الأمنية لهذه البقعة وسكانها، وبشهادة الموظف المختص بالحاسب الآلى المدون عليه حركة العمليات والجرائم في المنطقة بأكملها لم نجد ما يلفت النظر أو يؤكد كلام رئيس الحي.
وبسؤال أحد أمناء الشرطة العاملين بالقسم أكد أن الغالبية العظمى من الجرائم تحدث في المناطق العشوائية المحيطة بمنطقة السيدة عائشة وغيرها، وتتمركز معظمها في عمليات سرقة ومشاجرات، أما ما يثار بشأن زيادة معدلات الجريمة بين سكان مقابر الشافعي فلا صحة له، قائلاً: “هما لايقين ياكلوا ولا عندهم حاجة تتسرق أصلاً”.
وبمواجهة “س. ي” شاب في الثلاثين من عمره، من سكان المقابر، بالاتهامات الواردة، قال: تشعر أن هناك محاولة لتشويه صورتنا أمام المجتمع، وذلك إما للحث بعدم التعاطف معنا من هنا أو هناك، أو هروبًا من الفشل في القيام بالمسؤوليات اللازمة تجاه مواطنين لهم الحقوق والواجبات كافة”.
منذ ولدت وأنا أشاهد صحفيين ومذيعين وقنوات تليفزيونية، لكن ما النتيجة: لم يتحرك أحد، لم نجد مسؤولا اهتم بما ينشر في الصحف والتليفزيونات، كفاية كدة، كفاية
متى يكون التحرك؟
عقود طويلة مضت كانت صرخات من ارتضوا مزاحمة الموتى تتعالى لعلها تؤرق نوم مسؤول أو تحرك فيه بقايا ضمير لا يختلف كثيرًا عن تلك الرفاة الملقاة هناك، لكن شتان شتان، دولة تخلت عنهم، لتتقاذف المسؤولية ما بين إدارة وأخرى، ومسؤول وزميله، حتى يفرق الدم بين الإدارات العاجزة حتى عن إغاثة طفل ملهوف يطارد نومه شبح ميت يسكن روحه قبل أن يسكن غرفته، ليبقى السؤال: متى يكون التحرك؟
بهذا السؤال توجهنا إلى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الذي كانت إجابته: التاريخ علمنا أن الدولة لن تتحرك إلا حين تشعر بالخطر أو التهديد، فالتحرك للقضاء على العشوائيات لم يكن إلا بعد ظهور عناصر متطرفة إرهابية أشعرت الدولة بالخطر، لذا كان التحرك فورًا لبناء وحدات سكنية لهم للتخلص من البؤر الإجرامية بالعشوائيات في المقام الأول”.
وتابع: الدولة لم تتحرك لانتشال سكان مقابر الإمام الشافعي ولا غيرها من المقابر الأخرى إلا حين تشعر بالتهديد، فإن شعرت بذلك ستتحرك فورًا لتخلي هذه المناطق وتنقل سكانها إلى أماكن أخرى أكثر آدمية، لكن قبل أن يصل هذا الشعور للقائمين على أمور الدولة ستبقى الأوضاع على ما هي عليه دون تحرك قيد أنملة واحدة.