شهدت الغوطة الشرقية تصعيدًا جويًا من طائرات النظام السوري مخلفة عشرات الشهداء من المدنيين إضافة إلى مئات الجرحى، وذلك خلال حملة جوية شرسة إضافة لقصف مدفعي مكثف على المدن والبلدات داخل الغوطة المحاصرة، حيث شهد يوم الإثنين الفائت قصفًا جويًا على مدينة حرستا بـ11 غارة جوية وعدد من صواريخ أرض أرض وعشرات القذائف مخلفة أضرارًا مادية فقط.
كما استهدفت مدينة عربين بـ15 غارة جوية وعدد من الصواريخ والقذائف مخلفة 6 شهداء في صفوف المدنيين وعشرات الجرحى إضافة إلى دمار هائل في الأبنية السكنية.
فيما استهدف الطيران مدينة دوما بخمس غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي مكثف أدى لارتقاء شهيد وسقوط عدد من الجرحى، فيما استشهد 9 أشخاص في بلدة بيت سوى بعد استهداف سوقها الشعبي بغارة جوية، كما تم استهداف مدن وبلدات حمورية بـ3 غارات جوية أدت لارتقاء شهيد وسقوط عدد من الجرحى ومدينة زملكا بغارة جوية أوقعت 6 شهداء، وبلدة حزة بغارة أدت إلى ارتقاء 6 شهداء وسقوط عدد من الجرحى ودمار في الممتلكات العامة والخاصة وبلدة عين ترما بغارة، كما تم استهداف أطراف بلدة جسرين بأسطوانة شديدة الانفجار.
وصعد الطيران الحربي قصفه يوم الثلاثاء الفائت، مخلفًا 70 شهيدًا و100 جريح في صفوف المدنيين، حيث استهدف كل من دوما بـ4 غارات جوية خلفت 23 شهيدًا، كما استهدف مدينة عربين 10 غارات جوية مما أدى لاستشهاد 14 شخصًا، وشن 11 غارة جوية على مدينة حرستا ترافق مع قصف مدفعي أدى لاستشهاد مدني.
فيما استشهد 6 مدنيين في مدينة كفربطنا و4 شهداء في مدينة حمورية و4 في مدينة زملكا، إضافة إلى استشهاد 4 مدنيين جراء قصف جوي استهدف بلدة مديرا، فيما سقط 5 شهداء جراء القصف على مدينة مسرابا، كما استشهد 3 مدنيين في بلدة سقبا و3 آخرين في بلدة حزة، وآخرون استشهدوا في عدة مناطق أخرى.
تعد الأيام الأربع الماضية الأكثر دموية؛ حيث خلف القصف الجوي والمدفعي على الغوطة الشرقي 200 شهيد مدني ومئات الجرحى وسط حالات إنسانية صعبة
وكذلك شهد يوم الأربعاء قصفًا مكثفًا، حيث استهدفت مدينة دوما بـ5 غارات جوية أدت لاستشهاد 14 مدنيًا، كما استهدف الطيران الحربي مدينة حرستا بـ15 غارة جوية خلفت دمارًا في الأبنية السكنية، فيما استهدفت بلدة حمورية بـ4 غارات جوية أدت لمقتل 11 مدنيًا ووقوع عشرات الجرحى، كما استهدف مدينة عربين بـ10 غارات جوية أدت إلى استشهاد مدني وإصابة عشرين آخرين، كما استهدف بلدة بيت سوى بعدد من الغارات أدت لمقتل 10 مدنيين وعشرات الجرحى.
فيما تم توثيق استهداف مدينة زملكا بـ3 غارات جوية أدت لسقوط عدد من المدنيين والجرحى ودمار في الممتلكات العامة والخاصة واستهداف بلدتي النشابية وعين ترما بعدة قذائف مدفعية ثقيلة كانت أضرارها مادية فقط.
فيما صعدت طائرات النظام قصفها يوم الخميس 8 من فبراير/شباط مستهدفة مدينة دوما بـ4 غارات جوية أدت لمقتل 8 مدنيين وعشرات الجرحى، كما استهدف مدينة عربين بـ23 غارة جوية أدت لاستشهاد 24 مدنيًا وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين، كما استهدف مدينة حرستا بـ17 غارةً أدت لمقتل مدنيين اثنين، فيما استهدف مدينة سقبا بغارتين أدت لاستشهاد 3 مدنيين، وبلدة جسرين بغارتين أدت لمقتل 17 مدنيًا.
وكذلك تم استهداف بلدتي حمورية ومسرابا مما أدى لارتقاء 9 مدنيين وعشرات الجرحى، كما استهدف بلدات مديرا وحزة وبيت سوى وزملكا مما أدى لاستشهاد 4 مدنيين وعشرات الجرحى في صفوف الأخيرة.
ويترافق القصف الجوي بقصف مدفعي بصواريخ أرض أرض نوع فيل يستهدف الأحياء السكنية وكذلك المدفعية التي تستهدف مدن الغوطة الشرقية من مراكز قوات النظام العسكرية في البلدات المحيطة بالغوطة.
وتعد الأيام الأربع الماضية الأكثر دموية حيث خلف القصف الجوي والمدفعي على الغوطة الشرقي 200 شهيد مدني ومئات الجرحى وسط حالات إنسانية صعبة، في ظل استمرار الحصار منذ خمس سنوات.
الأوضاع الإنسانية
الوضع الغذائي في الغوطة الشرقية
مناطق الغوطة الشرقية تفتقر للمواد الغذائية ويتم بيع الخبز بأسعار مرتفعة، حيث يبلغ سعر كيلوغرام من الخبز بين 400 إلى 500 ليرة سورية أي ما يعادل دولارًا أمريكيًا
تسعى قوات النظام لإخضاع المناطق الخارجة عن سيطرتها إلى حصارها وتهجير أهلها، كما فعلوا في الأحياء الشرقية لمدينة حلب عندما قام بتهجير 400.000 نسمة بعد إطباق الحصار عليهم، وكذلك هجر مدينة داريا التابعة للغوطة الغربية في ريف دمشق، وكذلك العديد من المناطق الأخرى مثل حي الوعر في حمص.
ويواجه السكان المدنيون في الغوطة الشرقية عجزًا مخيفًا في الغذاء، وارتفاعًا هائلًا في أسعار المواد الغذائية، فبعض الأسر في الغوطة لا تملك سوى أن تقتات بوجبة واحدة في اليوم وهذا وضع مأساوي ينتج عنه اعتماد غالبية الناس بشكل كامل على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية.
فيما تعتبر الغوطة الشرقية محاصرة لما يقارب خمس سنوات، ولا يتم إدخال المساعدات الإنسانية لها إلا بنسب ضئيلة جدًا، حيث تفتقر للمواد الغذائية ويتم بيع الخبز بأسعار مرتفعة، حيث يبلغ سعر كيلوغرام من الخبز بين 400 إلى 500 ليرة سورية أي ما يعادل دولارًا أمريكيًا، ويوجد في نواحي الغوطة الشرقية 13 فرنًا يعملون بطاقة إنتاجية تبلغ 16 طنًا من مادة الخبز يوميًا.
وقد قدر احتياج السكان في الغوطة الشرقية بـ79.767 طن خبز يوميًا، وتنتج عدة أفران خاصة الخبز، كما يتم إدخال كميات من الخبز للغوطة الشرقية عن طريق التهريب، ويلجأ قسم كبير من السكان لخبز الدقيق وإنتاج الخبز منزليًا بطرق بدائية لصعوبة تأمين المال حتى يتم شراء الطعام.
وإذا وجدت المواد الغذائية في الغوطة الشرقية تكون بكميات محدودة وبأسعار باهظة إذا ما تمت مقارنتها بمناطق أخرى، ويبلغ متوسط سعر كيلوغرام سكر 1000 ليرة سورية أي ما يعادل دولارين أمريكيين، وكذلك العديد من المواد الغذائية التي تحتاجها الأسرة يوميًا وهو سعر مرتفع جدًا بالنسبة لوضع السكان الذين فقدوا عملهم بسبب الحصار المطبق عليهم منذ خمس سنوات.
وشح الأسواق من الغذاء مثل الخضار الموجود لكن بنسب قليلة ومنهم من يزرع بعضها في حديقة منزله، وكذلك الألبسة الشتوية غير متوفرة مما يضطر الأهالي لاستخدام الألبسة المستعلمة التي باتت تنتشر في أسواق الألبسة في هذه البلدات كبديل عن الألبسة الجديدة، فيما يحتاج النازحون من خطوط التماس للفرشات والبطانيات نظرًا لعدم قدرة الكثير منهم على شرائها وإن توفرت بأسعار مرتفعة جدًا، عندما يضطر النازح لترك منزله الذي سيطر عليه النظام يبيع أثاثه بأسعار زهيدة، فالمنزل سيتعرض للنهب من قوات النظام، فيشتريه التجار.
تحتوي الغوطة الشرقية على 49 طبيبًا من اختصاصات مختلفة ويذكر النقص الشديد في أطباء الجراحة العظمية والأوردة والأعصاب
الوضع الصحي في الغوطة الشرقية
في ظل القصف المستمر والحصار الخانق الذي تشنه قوات النظام على الغوطة الشرقية لا بد من وجود مشافي ولو بطرق بدائية للمعالجة الأولية لتتمكن من معالجة المصابين، فيما تحتوي الغوطة الشرقية على 21 نقطة طبية عاملة، تنقسم إلى مشافي ميدانية تقدم الإسعافات الأولية فقط، ومستوصفات تعالج بعض الحالات البسيطة وتقدم بعض المعاينات للمرضى، بالإضافة إلى المشافي ويبلغ عددها 8 مشافي موزعة على مدن الغوطة الشرقية.
ورغم تقديم الخدمات الطبية بشكل مجاني في المراكز الطبية والمشافي والمستوصفات في الغوطة الشرقية، فإن نقص أعداد المشافي وقصفها المتكرر ونقص الأطباء الاختصاصيين كان سببًا في تدهور الوضع الطبي في المنطقة، كما أن العدد القليل من المشافي والمستوصفات وإمكاناتها الضعيفة أدى إلى انتشار حالات بتر الأطراف في الكثير من الجراحات العظمية أو الوريدية.
وتحتوي الغوطة الشرقية على 49 طبيبًا من اختصاصات مختلفة ويذكر النقص الشديد في أطباء الجراحة العظمية والأوردة والأعصاب، في حين لا توجد أي منظمة تدعم المواد الطبية في الغوطة الشرقية، ويعتمد السكان المحاصرون على الأدوية التي يتم إدخالها للمنطقة عن طريق التهريب وبأسعار باهظة جدًا ويضطر المصاب إلى الانتظار لعدة أيام إلى حين وصول الدواء اللازم لمعالجة إصابته.
وعلى مرِّ الحصار الذي تشهده مناطق عديدة في سوريا منذ سبع سنوات، يجد الناس العاديون أنفسهم عالقين في وضع تصبح الحياة فيه مستحيلةً تدريجيًا، إذ تشح السلع والمساعدات، فيما يفيد العاملون في المجال الطبي في الميدان، بوجود مئات المرضى والجرحى المحرومين من الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
في الوقت الذي تهدد فيه برودة الطقس بزيادة تفاقم الوضع، وفي ظل أزمة الوقود الخانقة يكاد الناس يعدمون سبل الحصول على التدفئة اللازمة، مما يعرض صحتهم للخطر، فيما يعاني مدنيو الغوطة من أمراض مزمنة والمصابون إصابات خطيرة ويكافحون للحصول على الرعاية الطبية.