لم يكتفِ النظام المصري بقمع معارضيه، بل تجاوز ذلك حد الانتقام من أبنائهم بشتى الوسائل، بدءًا من اعتقالهم وحتى فصلهم من جامعاتهم ووظائفهم، بتهم ملفقة وواهية.
قائمة طويلة من الضحايا، لم يتوان نظام ما بعد 3 يوليو عن اعتقالهم وطردهم من العمل انتقامًا من مواقف آبائهم السياسية.
سمير سامي عنان
الإثنين الماضي 5 من فبراير، قررت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية، وهي إحدى المؤسسات التابعة لجامعة الدول العربية، إيقاف سمير سامي عنان، نجل رئيس أركان الجيش المصري سابقًا الفريق سامي عنان، والمعتقل حاليًا على ذمة إعلان نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، المزمع إجراؤها في مارس المقبل.
الأكاديمية أعزت قرار إيقاف نجل عنان عن عمله كموظف بقسم الشؤون العربية بالأكاديمية وإحالته للتحقيق، إلى منشوراته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وعلى الرغم من تبرؤ سمير عنان خلال عدة مناسبات من الحسابات الوهمية التي تنتحل اسمه وتدلي بتصريحات يراها معادية للنظام الحاليّ، فإن إدارة الأكاديمية لم تلتفت لنفيه، وقررت إيقافه عن العمل، في خطوة اعتبرها كثيرون استمرارًا لمسلسل الانتقام من الوالد الذي أراد منافسة رأس النظام في الانتخابات، ولم يدل باعتذار حتى الآن، عما تراه القوات المسلحة مخالفة لقوانينها.
لم يصمت نجل عنان، وأكد مجددًا في مداخلة هاتفية على إحدى الفضائيات المصرية، أنه لم يكتب أي تغريدات مهاجمة للنظام، وأوضح أن الحسابات التي نشرت التغريدات التي تعتبرها الأكاديمية مسيئة حسابات مزيفة، متحديًا أي شخص أن يأتي بمحتوى يهاجم فيه الدولة.
سمية خيرت الشاطر
في مطلع فبراير الحاليّ، أصدرت جامعة عين شمس، قرارًا بفصل سمية خيرت الشاطر، ابنة نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، والمعتقل منذ يوليو 2013 على ذمة قضايا سياسية.
بررت إدارة الجامعة فصلها لعضوة هيئة التدريس بكلية البنات، بأنها تنفذ قرار إدراج اسمها على قوائم الإرهاب، مؤكدة أن الفصل نهائي وتم إبلاغ ابنة الشاطر رسميًا بإنهاء خدمتها بالجامعة.
وفي أول رد فعل لها، قالت سمية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تعليقًا على قرار فصلها: “جزى الله خيرًا كل من واساني أو اهتم لأمر فصلي من كلية البنات جامعة عين شمس، فقد خففتم عني الكثير، كلية البنات التي قضيت بها ما يقرب من عشرين عامًا ما بين دراسة وتدريس، لم أقصر يومًا في عملي بل وأتفانى فيه ويشهد لذلك أساتذتي وزملائي وطالباتي”.
وتابعت: “لم أفرق بين طالب مسلم وآخر مسيحي بل كان الجميع بفضل الله يثق في ويلجأ إليّ للعون أو المساعدة حتى إني فوجئت بطالبة مسيحية تنشر عني مدافعة حين حرمتني الجامعة وشاركهم في ذلك أساتذة يخافون على مناصب زائلة من منحى درجة الدكتوراه، تدافع عني وتمدح في خلقي وعملي بفضل الله، وظللت أعمل وأبذل من يناير 2015 دون منح درجة الدكتوراه حتى سبقني زملائي وبعضهم كانوا طلابي ومُنحوا درجة الدكتوراه، ومع ذلك لم أستسلم وسعيت وأخذت بالأسباب مع رئيس الجامعة ثم العميدة ومن قبلهم رئيسة قسم تربية الطفل ولكن للأسف كلهم يعملون لصالح مناصب دنيوية ونسيوا أن حقي في رقبتهم إلى يوم الدين وسيقتص الله لي منهم يوم القيامة فردًا فردًا بإذن الله”.
وأضافت سمية: “الحمد لله رب العالمين أني المظلومة ولست الظالمة، الحمد لله ابتلائي هذا أهون من مصائب كثيرة أراها حولي، ظني في الله جميل ما أغلق لي باب إلا فتح لي الأفضل منه، وعلى يقين أن الله سيثأر لي من كل من ظلمني أو شارك أو وافق على ظلمي أو حتى خذلني، وإن كان ما حدث هو لكوني ابنة خيرت الشاطر فسيظل دائمًا وأبدًا تاجًا على رأسي وفخرًا لي حفظه الله من كل شر وسوء”.
عُلا يوسف القرضاوي
في 30 من يونيو 2017، اعتقلت قوات الأمن عُلا (تبلغ من العمر 56 عامًا) ابنة العالِم الإسلامي الشهير يوسف القرضاوي، رفقة زوجها حسام خلف عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، خلال قضائهما إجازتهما في الساحل الشمالي، ومنذ ذلك التوقيت وهما رهن الاعتقال في زنازين انفرادية.
برر الأمن المصري، آنذاك، عملية الاعتقال بأن علا وحسام تصرفا في ممتلكات شاليه تابع للشيخ القرضاوي الذي تتحفظ الدولة على أمواله وأموال أبنائه تحت زعم انضمامهم لجماعة الإخوان، وكان تحقيق نيابة أمن الدولة منصبًا بالفعل على تلك الواقعة التي نفتها العائلة على الفور في بيان رسمي، مؤكدين أن الشاليه مِلك زوجته الراحلة، ولكن بعد يومين فقط من التحقيق، فوجئت العائلة بتوجيه النيابة للزوجين تهمة الانضمام إلى جماعة على خلاف القانون وتمويلها.
وعلى مدار نحو 225 يومًا من الحبس التعسفي، نددت عدة منظمات دولية على رأسها منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش باعتقال علا وحسام، مطالبين السلطات المصرية بالإفراج عنهما، دون جدوى.
شروق هشام جنينة
في 13 من يونيو 2016، أصدر رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بفصل شروق هشام جنينة، من وظيفتها كمعاون للنيابة الإدارية، بحجة نشرها كاريكاتيرًا يسخر من المستشار أحمد الزند وزير العدل الأسبق، على صفحتها بموقع “فيسبوك”.
قرار السيسي بفصل شروق جاء بعد 3 أشهر من عزله لوالدها المستشار هشام جنينة من منصبه كرئيس للجهاز المركزي للمحاسبات، في 28 من مارس 2016، على خلفية تقرير للجهاز أكد أن تكلفة الفساد في مؤسسات الدولة خلال الفترة من 2012 حتى 2015 بلغت 600 مليار جنيه.
وفي تعليقها على قرار فصل السيسي لها، قالت شروق هشام جنينة، عبر حسابها على موقع “فيسبوك”: “اليوم وأثناء تواجدي بعملي فوجئت باتصال من إدارة التفتيش بالنيابة الإدارية بطلب حضوري لإخطاري علمًا بقرار السيد رئيس الجمهورية رقم 242 لسنة 2016 بفصلي من عملي دون إبداء أسباب وبغير الطريق التأديبي”.
وأضافت: “وعلمت بأن هناك بعض الإشاعات تروج من خلال بعض المواقع بأن السبب في قرار فصلي يرجع إلى ارتكابي أخطاء فادحة في عملي وهو ادعاء كاذب وعارٍ تمامًا من الصحة بشهادة رؤسائي المباشرين، والبعض الآخر يروج بأن فصلي تم بسبب بوست قمت بمشاركته على صفحتي الشخصية على فيسبوك منذ أربعة أشهر يتعلق بوزير عدل سابق وهو أمر تم التحقيق معي فيه ولم توقع عليّ أي عقوبة وقتها، ثم أعقب ذلك اتخاذ وزير العدل الجديد قرار بحفظ كافة الشكاوى المشابهة للشكوى المقدمة ضدي مما يجعلني أتساءل عن سبب استهدافي أنا وحدي بهذا الإجراء في هذا التوقيت”.
ظل سؤال شروق جنينة بلا إجابة حتى 27 من يناير الماضي، حينما تعرض والدها لمحاولة اغتيال وهو في طريقه من منزله بمنطقة التجمع إلى المحكمة الإدارية العليا لنظر الحكم في الطعن الذي تقدم به ضد قرار عزله من وظيفته، وذلك بعد أربعة أيام فقط من اعتقال الفريق سامي عنان الذي سبق وأعلن جنينة نائبًا له لحقوق الإنسان وتفعيل الدستور.
محمد الغزالي طلعت عفيفي
في 26 فبراير 2015، قررت وزارة الأوقاف فصل محمد الغزالي، نجل طلعت عفيفي وزير الأوقاف الأسبق، من وظيفته كإمام بأحد مساجد حي الزمالك.
بررت الوزارة حينها فصل نجل عفيفي بأنه تجاوز مدة الغياب القانونية، وزعمت أنه تخلف عن العمل بالمسجد لأكثر من 3 أشهر من دون إذن أو تصريح.
عائشة عبد الرحمن البر
في مطلع أبريل 2014، قررت جامعة الأزهر فصل عائشة عبد الرحمن البر ابنة القيادي الإخواني عبد الرحمن البر المحبوس حاليًا على ذمة قضايا سياسية.
اتهمت الجامعة، في حيثيات قرارها، عائشة التي كانت تدرس وقتها بالسنة الخامسة بكلية الصيدلة، بالمشاركة في أعمال أعنف داخل الجامعة، إلا أنها لم تستطع إثبات ذلك.