قال الرئيس الجزائري السابق، إليامين زروال، أن العهدة الرئاسية القادمة تعد آخر فرصة لوضع البلاد على درب التحول الحقيقي.
وقال زروال في رسالة مفتوحة وجهها للشعب الجزائري بعد سنوات من الصمت: “مهما كانت النتيجة التي تتمخض عن اقتراع 17 أبريل (نيسان) القادم فإنه يجب أن يوضع في الحسبان وبالأخص بأن العهدة الرئاسية القادمة تعتبر الفرصة الأخيرة التي ينبغي اغتنامها لوضع الجزائر على درب التحول الحقيقي”.
وتابع: “الولاية الرئاسية القادمة يجب أن تندرج في إطار تصميم وطني كبير وأن تكون بمثابة الفرصة التاريخية للعمل على توفير الشروط الملائمة لإجماع وطني حول رؤية متقاسمة بشأن مستقبل الجزائر، رؤية يتقاسمها جميع الفاعلين في الحياة الوطنية والتي يجب بالضرورة أن تتوج بالموافقة السيادية لكافة الشعب الجزائري”.
ومضى قائلاً: “كل المؤشرات الموضوعية تدعو إلى الشروع بصفة عاجلة في هذا المسعى في كنف الهدوء وبصفة سلمية في الأشغال الكبرى لهذا المسعى الوطني المنقذ الذي يستوجب إشراك كل الجزائريين في إنجازه وهو هدف وطني كبير يخطأ من يعتقد أنه قد يتحقق بإرادة رجل واحد مهما كان ملهما”.
وإذ دعا زروال الجزائريين إلى التصويت بكثافة في انتخابات الرئاسة، فإنه طالب الدولة بأن “توفر أحسن شروط الشفافية والحرية حتى يتم احترام هذا الخيار ويؤخد في الحسبان بشكل حاسم”، منتقدا في الوقت ذاته التعديل الدستوري الذي أجراه الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة حين جعل الولايات الرئاسية مفتوحة، قائلاً: إن “مراجعة الدستور الجزائري ولا سيما مادته 74 المتعلقة بتحديد العهدات الرئاسية في عهدتين قد أدت بشكل عميق إلى تعكير النقلة النوعية التي كان يقتضيها التداول على السلطة وحرمت مسار التقويم الوطني من تحقيق مكاسب جيدة على درب الديمقراطية”.
وحذر زروال، وهو جنرال سابق في الجيش، من مخاطر التعرض للمؤسسة العسكرية بالقول: “ومما يحز في نفسي أن المؤسسة العسكرية قد تعرضت مؤخرا إلى هجمة لاذعة ومؤسفة لا طائل من ورائها سوى إضعاف جهاز الدفاع والأمن الوطنيين من جديد وفتح الباب أمام المخاطر المتعددة التي تحدق بالجزائر”.
ويشير زروال بذلك إلى الصراع الذي نشب مؤخرا بين تيار بوتفليقة وتيار الجنرال توفيق، حيث هاجم عمار سعداني، أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، مدير جهاز المخابرات الجزائري الفريق محمد مدين(الجنرال توفيق)، وطالبه بالاستقالة بسبب “فشله في مهامه”، في حين هاجم الجنرال المتقاعد حسين بن حديد، الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الجزائري(محسوب على بوتفليقة)، ووصفه بأنه “عديم المصداقية ولا وزن له في الجيش”.
ويذكر أن زروال انتخب وهو جنرال متقاعد رئيسا للبلاد عام 1995 لفترة من خمسة سنوات غير أنه أعلن استقالته عام 1998 ودعا لانتخابات رئاسية مسبقة دون تقديم أسباب لمغادرته الحكم.
وتجرى بالجزائر يوم 17 أبريل/ نيسان القادم خامس انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد وسط احتجاجات ودعوات للمقاطعة من قبل المعارضة التي ترفض استمرار بوتفليقة في الحكم، وترى في ترشحه لولاية رابعة بمثابة “حسم مسبق” لنتائج الانتخابات لصالحه.
المصادر: نون بوست + وكالة الأناضول