ترجمة وتحرير: نون بوست
خلال الأسبوعين الماضيين فقط، ارتكبت إسرائيل ثلاث مجازر في غزة صدمت العالم وأثارت إدانة واسعة النطاق. امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بسيل من المشاهد لما اعتبره رئيس الأونروا “جحيمًا على الأرض” ووصفته منظمة أطباء بلا حدود بـ”المروع“.
شهِد هذا الجحيم مخيّم للنازحين الفلسطينيين حيث وُجد طفل مقطوع الرأس، وأطراف ممزقة، وعشرات الجثث المشوهة والمحترقة وسط دويّ الانفجارات والصراخ الثاقب للنساء والأطفال المذعورين. حتى أولئك الذين تابعوا عن كثب عرض الرعب اليومي الذي تشهده غزة على مدى الأشهر الثمانية الماضية ـ الخسائر البشرية الهائلة في صفوف المدنيين والدمار الكامل للبنية الأساسية في غزة ـ لم يتمكّنوا من استيعاب وحشية إسقاط قنبلة تزن 110 كيلوغراما على خيام بلاستيكية.
مع ذلك، بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين، فإن مذبحة مخيّم رفح التي وقعت في 26 أيار/ مايو، والتي أسفرت عن مقتل 45 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، لم تتجاوز “الخط الأحمر” الذي وضعه الرئيس جو بايدن لوقف شحنات الأسلحة. في ظل غياب المساءلة، واصلت إسرائيل حملة الإبادة الجماعية في غزة بلا هوادة – كجزء من مشروع استعماري استيطاني للقضاء على الفلسطينيين بدأ قبل سبعة عقود.
في الأسبوع التالي، في 6 حزيران/ يونيو، أدت غارة جوية إسرائيلية على مدرسة السردي التابعة للأونروا إلى مقتل حوالي 40 مدنيًا فلسطينيًا نازحًا، من بينهم أطفال. وبعد يومين، في 8 حزيران/ يونيو، تعرّض مخيم النصيرات لهجوم وحشي من البر والجو، مما أسفر عن مقتل 274 فلسطينيًا.
سلّطت الهجمات المروّعة الضوء على دور الأسلحة والذخائر التي زوّدت بها الولايات المتحدة إسرائيل في ارتكاب حرب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 37296 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 85 ألف آخرين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. والواقع أن شحنات الأسلحة الأمريكية تشكل عنصرا أساسيًا في عنف الإبادة الجماعية الذي ترتكبه إسرائيل – وهي تكشف عن شبكة مترامية الأطراف لآلة الحرب العسكرية الأمريكية التي تربط بين العنف الاستعماري الاستيطاني والعنف العسكري في أرضين محتلتين، أوكيناوا وفلسطين.
أنظمة الأسلحة المشتركة
جميع الهجمات الثلاث الأخيرة التي استهدفت المدنيين الفلسطينيين في غزة نُفّذت باستخدام أسلحة أمريكية الصنع. وكشف خبراء الأسلحة والصور التي تم التقاطها أن المتفجرات المستخدمة في رفح ومدرسة الأمم المتحدة كانت قنابل أمريكية الصنع ذات قطر صغير من نوع جي بي يو-39، وهي عبارة عن ذخيرة جو-أرض موجهة بوزن 110 كيلوغرام تم تصنيعها من قبل شركة بوينغ للمقاولات الدفاعية منذ سنة 2005.
وفقًا لنشرة الحقائق الصادرة عن القوات الجوية الأمريكية، فإن طائرة إف-15 إيه سترايك إيغل هي الطائرة الوحيدة المجهزة بنظام قنابل ذات قطر صغير. وتشمل المنصات المستقبلية المخصصة لنظام القنابل ذات القطر الصغير طائرات إف 15 فايتنغ فالكون وإف-117 وبي-1 لانسر وبي-2 سبيريت وإف-22 رابتور وإف-36 لايتننغ 2.
ويعد نظام القنابل ذات القطر الصغير أحد الأسلحة العديدة المستخدمة في برنامج القبة الذهبية التابع لمختبر أبحاث القوات الجوية، الذي تم إطلاقه في سنة 2021. ويهدف البرنامج إلى تعزيز قدرات الأسلحة الشبكية والتعاونية المستقلة، ويستخدم نظامين للأسلحة: شرك تعاوني مصغر يطلق من الجو وقنبلة تعاونية ذات قطر صغير I، وهي نسخة معدلة من قنابل جي بي يو-39 التابعة لنظام القنابل ذات القطر الصغير.
منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملت الولايات المتحدة وإسرائيل على صفقات مختلفة لإدارة تبادل الأسلحة مثل نظام القنابل ذات القطر الصغير وأنظمة الطائرات التي تحملها. وفي كانون الثاني/ يناير، وقّع الطرفان صفقة أسلحة ضخمة تضمنت توريد طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وإف-15، وهما النظامان المجهزان أو المخصصان لنظام القنابل ذات القطر الصغير. وفي نيسان/ أبريل، وافق الكونغرس الأمريكي على تقديم مساعدات إضافية لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار، بما في ذلك 5 مليارات دولار لتعزيز الدفاعات الجوية وتجميع شحنات الأسلحة.
“ترسانة الديمقراطية”
من بين الأسلحة التي تكرر ذكرها منذ إعلان إسرائيل الحرب على غزة ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، أو بشكل مختصر “جي دام”. تم تطوير ذخيرة جي دام التي تصنّعها شركة بوينغ في سنة 1993 بعد حرب الخليج وهي تستخدم نظام تحديد المواقع جي بي إس لمواجهة تأثيرات سحب الغبار في أنظمة الاستهداف. ويمكنها تحويل “القنابل الغبية” غير الموجهة إلى “قنابل ذكية” موجّهة، مما يعني أنه يمكن التحكم في هذه القنابل وتوجيهها عن بعد. ويعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر، وقتل مئات الفلسطينيين في مناطق مكتظة بالسكان.
أطلق الجيش الأمريكي ذخائر جي دام لأول مرة في عملية إنزال سرب للأسطول بواسطة طائرات هورنت المقاتلة، التي انطلقت من حاملة الطائرات يو إس إس كيتي هوك في يوكوسوكا باليابان وانتشرت في أوكيناوا، خامس أكبر جزيرة في اليابان، في 22 آب/ أغسطس 1999. ومنذ نشرها، تم استخدامها في جميع حروب الولايات المتحدة في الخارج، بما في ذلك العراق وأفغانستان وسوريا واليمن، وتم بيعها إلى أوكرانيا في سنة 2023 لاستخدامه ضد روسيا.
في حادثتين وقعتا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استهدفت إسرائيل عمدًا السكان المدنيين والمساكن في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بقنابل جي دام. وقد عُثر على شظايا قنبلة جي دام في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت في 10 و22 تشرين الأول/ أكتوبر، وأسفرت الغارتان عن مقتل العديد من المدنيين.
تسببت الاحتجاجات الأخيرة في حرم الجامعات الأمريكية ضد الحرب الإسرائيلية في غزة في قيام إدارة بايدن بتأخير إرسال قنابل جي دام إلى إسرائيل على الرغم من دعم الحكومة الأمريكية المستمر للهجمات العسكرية الإسرائيلية. وفي 7 أيار/ مايو، دعت عضوة الكونغرس الجمهورية عن ولاية ميسوري آن فاغنر وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تسريع تسليم أسلحة جي دام لأنه يتم تصنيعها في منطقة سانت لويس التابعة لها.
خلال شهادة بلينكن أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في 22 أيار/ مايو، ضاعفت فاغنر مطلبها بأن ترسل إدارة بايدن 6500 صاروخ جي دام إلى إسرائيل. وأصرت على أنه إذا توقّفت مبيعات الأسلحة لإسرائيل مؤقتا، فإن سبل عيش ناخبيها وقدرتهم على دفع تكاليف الرعاية النهارية، أو أقساط السيارات، أو الرهون العقارية ستكون مهددة. وأكدت فاغنر كذلك أن صناعة الأسلحة الأمريكية هي “ترسانة الديمقراطية”.
إمدادات الأسلحة الفتاكة
تستخدم الولايات المتحدة شبكتها الضخمة من القواعد العسكرية في جميع أنحاء العالم لتخزين أسلحتها وطائراتها، بما في ذلك قاعدة كادينا الجوية في أوكيناوا باليابان. وفي نيسان/ أبريل 2023، نشرت الولايات المتحدة سربًا من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 لايتننغ II التابعة لشركة لوكهيد مارتن لتحل محل طائرات بوينغ من طراز إف-15 التي يتم التخلص منها تدريجيًا. ووصلت الطائرات التي تم إطلاقها حديثًا لأول مرة إلى كادينا، أكبر قاعدة أمريكية في آسيا.
تشكّل هذه الشبكة من القواعد العسكرية الأمريكية إحدى الطرق التي استخدمتها اليابان للتحايل على المادة التاسعة، أو “الفقرة السلمية”، من دستورها الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية. ويتضمن الدستور الياباني، الذي كتبته الولايات المتحدة في أعقاب استسلام اليابان، فقرة سلمية قيد المناقشة حاليا تحظر صراحة بيع أو نقل الأسلحة إلى أي دولة تشارك في حرب نشطة، مثل إسرائيل. ويحظر كذلك نشر الجيش الياباني في مناطق القتال النشطة.
وفي سنة 2014، قام رئيس الوزراء الياباني آنذاك، شينزو آبي، بمراجعة سياسة الأسلحة اليابانية للسماح ببيع مكونات الأسلحة الفردية وتكنولوجيا الدفاع والمعدات بدلاً من المنتجات المجمعة بالكامل. لكن سلسلة من المناورات السياسية التي قام بها رئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا في كانون الأول/ ديسمبر 2023 وسّعت قدرة اليابان على تصدير الأسلحة بشكل أكبر، مما سمح لها بإرسال أسلحة تامة الصنع مثل صواريخ باتريوت أرض-جو الموجهة التي يتم إنتاجها في اليابان وتستخدم في دول مثل إسرائيل وأوكرانيا.
من خلال اتفاقيات الترخيص التي أبرمتها اليابان مع ثماني دول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا والسويد والنرويج، ساعدت اليابان في تعزيز آلة الحرب العالمية. ويمكن لليابان الآن تجديد مخزون الأسلحة الأمريكية، التي بدورها تزود إسرائيل بمخزون الطائرات المقاتلة والصواريخ.
وعلى خطى أوكرانيا، اشترت قوات الدفاع الذاتي اليابانية في سنة 2022 طائرات هجومية بدون طيار إسرائيلية وأمريكية الصنع لنشرها في أوكيناوا يمكن استخدامها في حرب فعلية ضد أي تهديد صيني محتمل. وفي هذا الأسبوع فقط، عقدت اليابان والولايات المتحدة أوّل محادثات بينهما لتفعيل إطار عمل جديد من شأنه تعميق التعاون الدفاعي الصناعي بينهما لتجديد مخزون الولايات المتحدة من الأسلحة المضادة للدبابات.
ويأتي ذلك بعد حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في اليابان، التي اكتسبت قوة في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مما أجبر الشركات اليابانية على قطع علاقاتها و”شراكتها الاستراتيجية” مع شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية المتعاقدة في مجال الدفاع.
رغم تزايد الضغوط الشعبية استمرت الحكومة اليابانية في التسلح وزيادة ترسانتها الخاصة مع لعب دور الدمية للولايات المتحدة في خدمة مصالحها الإمبريالية. وقد عززت تصريحات كيشيدا أمام الكونغرس في نيسان/ أبريل هذه الصورة، لا سيما ثناؤه الأجوف على دور الولايات المتحدة “الضروري” في الحكم العالمي وحفظ النظام. وشبكات توريد الأسلحة واتفاقيات الأسلحة الدولية هذه ليست سوى بعض الطرق التي دعمت بها اليابان توسع الآلة العسكرية الأمريكية منذ سنة 1945.
سلب وسرقة الأراضي
إن الإبادة الجماعية الحالية في غزة هي استمرار لتاريخ طويل من الاحتلال الإسرائيلي ونزع الملكية وتشريد الفلسطينيين الذي يمتد إلى نكبة سنة 1948. وكما بُنيت دولة إسرائيل على التطهير العرقي للفلسطينيين، يواجه سكان أوكيناوا في جزر ريوكيو أيضًا وحشية عنف المستوطنين.
امتدت الإمبريالية اليابانية إلى هذه الجزر بعد الضم الياباني لمملكة ريوكيو التي كانت ذات سيادة في سنة 1879، مما أدى إلى عسكرتها في ظل الأباطرة اليابانيين. وقد أسفرت معركة أوكيناوا التي استمرت 82 يومًا بين الجيش الأمريكي والجيش الإمبراطوري الياباني في سنة 1945 عن مقتل 150 ألف مدني من سكان أوكيناوا – أي ربع السكان – وتشريد مئات الآلاف من سكان أوكيناوا.
في أعقاب الحرب، توسّط إمبراطور اليابان هيروهيتو في صفقة بيع أوكيناوا وتسليم السيطرة الإدارية لجزر ريوكيو إلى الإدارة المدنية الأمريكية. وخلال فترة الاحتلال الأمريكي لليابان من سنة 1945 إلى سنة 1972، سمح قانون الاستحواذ على الأراضي للقوات الأمريكية بمصادرة الأراضي من أصحابها، مما عزز عملية سلب الأراضي الممنهجة من سكان أوكيناوا. وأصبحت هذه السرقة الصارخة للأراضي معروفة محليًا باسم “الجرافات والحراب“.
لا تزال موروثات عمليات السلب ونزع الملكية هذه مستمرة حتى اليوم. وعلى الرغم من أن أوكيناوا لا تشكل سوى 0.6 بالمئة من إجمالي مساحة اليابان، إلا أنها تستضيف أكثر من 70 بالمئة من المنشآت العسكرية الأمريكية في البلاد.
مثّلت عملية مصادرة الأراضي التي قام بها الجيش الأمريكي الأساس لشبكة قواعدها العسكرية في آسيا والمحيط الهادئ. وطوال فترة الحرب الباردة، أعادت الولايات المتحدة تشكيل صورة أوكيناوا مشيرة إليها على أنها “حجر الزاوية في المحيط الهادئ” لموقعها الاستراتيجي. ولا يزال ذلك النقاش مستمراً حتى اليوم حيث تعتبر قاعدة كادينا الجوية “حجر الأساس” لقوة الولايات المتحدة في آسيا. وهذه القاعدة موطن لجناح القوات الجوية الأمريكية الثامن عشر، الذي يشغّل مقاتلات مثل طائرة إف-15 إيجل، وطائرة إف-22 رابتور، والآن طائرة إف-35.
وطوال ما يقارب 80 سنة من الاحتلال العسكري الأمريكي، استخدمت الولايات المتحدة أوكيناوا لتخزين الكثير من مخزونها، بما في ذلك استخدام كادينا كمحطة قصف استراتيجي للقاذفات من طراز بي 29 وبي 47 خلال الحرب الكورية، وفي السنوات الأخيرة كمحطة لطائرات إف-15 التي استُخدمت في حرب الخليج.
أظهر استطلاع حديث للرأي العام مرة أخرى أن غالبية سكان أوكيناوا يعارضون القواعد العسكرية الأمريكية. وعلى الرغم من عقود من الاحتجاج والحركة الصاخبة المناهضة للقواعد، يتم تجاهل إرادة الشعب، ويستمر استخدام أوكيناوا وجزر ريوكيو على نطاق أوسع كمخزن ومحطة إمداد للجيش الأمريكي. وبعيدًا عن الولايات المتحدة، تمثل نضالات أوكيناوا المستمرة إرث استعمار اليابان لمملكة ريوكيو سابقًا. وفي 23 حزيران/ يونيو، سيحيي سكان أوكيناوا ذكرى “إيري نو هي”، أو يوم أوكيناوا التذكاري، لإحياء ذكرى من قُتلوا في سنة 1945.
حرروا أوكيناوا، حرروا فلسطين
بعد أيام فقط من إحياء سكان أوكيناوا ذكرى مذبحة تاريخية، ستقود الولايات المتحدة مناورات دفاعية على أراضي يحتلها الجيش الأمريكي على بعد 8000 كيلومتر تقريبًا عبر المحيط الهادئ. تُعتبر مناورات حافة المحيط الهادئ أو “ريمباك” المناورة البحرية الدولية الأكبر، وتُعد بمثابة عرض لأحدث الأسلحة العسكرية الأمريكية.
في هذا الصيف، من 26 حزيران/ يونيو إلى 2 آب/ أغسطس، دُعيت 29 دولة لقصف مملكة هاواي المحتلة، بما في ذلك منطقة تدريب بوهاكولوا، وهي قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة هاواي، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية، اللتان تشكلان شراكة ثلاثية مع الولايات المتحدة وتشاركان في تدريبات عسكرية مشتركة تعرف باسم “حافة الحرية“. كما دُعيت دول قمعية أخرى مثل سريلانكا التي ارتكبت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، وإسرائيل المتهمة بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، إلى ريمباك ظاهريًا كعملاء محتملين.
لكن ربما الأمر الأكثر إحباطًا هو مشاركة تشيلي، التي تضم أكبر عدد من السكان الفلسطينيين خارج العالم العربي بحوالي نصف مليون نسمة، في تدريبات ريمباك التي تدمر الأراضي والمحيطات المحيطة بهاواي.
وقد حصلت عريضة لـ 27 دولة للانسحاب من “ريمباك” وإنهاء التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن غزة على أكثر من 8100 توقيع من أكثر من 70 منظمة و92 دولة. وفي الواقع، إن التجربة المشتركة مع الاستعمار الاستيطاني وسلب الأراضي، ولا سيما دور الولايات المتحدة في ذلك، تساعد في تفسير سبب دعم العديد من سكان أوكيناوا لتحرير فلسطين، ولماذا لاحظ الطبيب الفلسطيني سليم عناتي أن “فلسطين وأوكيناوا كلاهما تحت نفس الاحتلال”.
بل إن النضال المستمر الذي خاضه الشعبان ضد الاحتلال العسكري والاستعمار قد أشعل شرارة حركة التحرير الأخيرة “من أوكيناوا إلى فلسطين“. وتزداد الدعوات لتقرير المصير علوًا وتصميمًا مع إيمان الكثيرين بأن مصيريْ الشعبين متشابكان في نهاية المطاف. من أوكيناوا إلى فلسطين، لكل فرد الحق في العيش بكرامة والتحرر من الاحتلال الاستعماري الاستيطاني والشبكة العسكرية العنيفة التي تغذّيه.
المصدر: ميدل إيست آي