“أتوق اليكِ يا أرض السوافير، أتوق إلى العصافير.. من منفاي، من أرض الكبابير..” كلمات من مطلع قصيدة “بكائية على السوافير” للشاعر التسعيني والأسير السابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لطفي الياسيني، نظمها للسوافير وتحديدًا السوافير الغربية منها، من منفاه المُتخيّل في الكبابير القرية الكرملية التي تحولت إلى حي من أحياء حيفا على قمم الكرمل.
كما كتبت أمل إسماعيل نصًا على لسان أبيها من جزئين بعنوان: “السوافيري الذي حَملَ قريته على كتفيه” روت فيهما ذاكرة السوافير بعد الجفاف والجفوة التي ولّدتهما النكبة تجاهها، في سيرة مبللة بالدم والدمع ظلت تسترخي في مخيلة الأب عن قريته، أيضًا السوافير الغربية بالتحديد.
الملفت في كل أدب التذكر والتاريخ الشفوي المتصل بالسوافيريات، أن كل قرية من القرى الثلاثة كان يعتقد أهلها بأن قريتهم هي القرية الأم والأصل التي تفرعت عنها القريتان الأخريان، فالسوافير الشرقية اعتبرها أهلها الأصل من بينها، لأنها كانت الأكبر امتدادًا للأرض، والأكثر تعدادًا للسكان، فيما أهالي السوافير الغربية يعتبرون حكاية منشأ قريتهم حكاية لمنشأ السوافيريات كلها، وحتى الشيخ عثمان الطبّاع عند تناوله للسوافير وتاريخها عمومًا في كتابه “اتحاف الأعزة في تارخ غزة” فإنه كان يقصد السوافير الغربية منها، حيث أشار إلى دفين السوافير الشيخ محمد السوافيري “الباز”، ومدفنه في السوافير الغربية.
بينما يقول الحاج شكري إسماعيل في مقابلة أجريت معه على موقع فلسطين في الذاكرة عن قريته السوافير الشمالية، بأن كلتا السوافيرتين الشرقية والغربية قد تفرعتا عن الشمالية التي يعتبرها أهلها القرية الأصل.
على أي حال، تثبت الوثائق التاريخية، حقيقة مفادها بأن السوافير لم تكن تقسم تاريخيًا لا إلى ثلاث قرى، ولا انقسامًا جهويًا، فبحسب محمد ابشري ومحمود داوود التميمي في كتابهما “أوقاف وأملاك المسلمين في فلسطين”، استنادًا إلى وثائق عثمانية تؤكد أن السوافير كانت تقسم في بداية العهد العثماني إلى قريتين واسمهما: “سفيرية أو شفيرية الكبرى وسفيرية وأحيانًا شفيرية الصغرى.
وكذلك في إحدى وثائق مكتبة المسجد الأقصى (سجل 136) تعود لسنة 1053هـ/1644م تذكر قريتي السوافير بـ:السوافير الكبيرة والسوافير الصغيرة. وهما ما صارتا تُعرفان بحسب الكاتب نصر رمضان البحيصي بالسوافير الشرقية والسوافير الشمالية، ما يؤكد بأن السوافير الشمالية كانت قائمة مع الشرقية قبل الغربية، فيما هذه الأخيرة تفرعت عن الشرقية في التاريخ الحديث.
غربًا، من سيرة الفصل والوصل
تقع السوافير الغربية، غربي السوافير الشرقية على بعد 41 إلى 42 كيلومترًا عن غزة المدينة، فيما تبعد عن مدينة يافا نفس المسافة أو أكثر قليلًا، ومن هنا قول الحاج عبد اللطيف عفانة ابن السوافير الغربية: “كنّا نبعد عن يافا جنوبًا مسافة 6 قروش، و6 قروش أخرى شمالًا عن غزة” وهي أجرة حافلة شركة بامية العربية، التي كانت تمر على الطريق المعبد من منتصف السوافير الغربية، ذهابًا وإيابًا ما بين يافا وغزة قبل النكبة.
ويفصل السوافير الغربية عن الشرقية وادي السوافير، المعروف لدى أهالي السوافيريات باسم وادي “قريقع”، والذي كان يمكن له لاتساعه وعمقه أن يُخفي مجنزرات ودبابات الجيش إذا ما دُهورت فيه، أو يسحبها معه نحو البحر خصوصًا في الشتاء، يقول الحاج عبد اللطيف عفانة، إذ كان يحملُ الوادي الماء قادمًا من جبال الخليل يمر من السوافير حاملًا معه الخراب إذا ما عم ماؤه وعام عن حواف الواد ليغمر ويطمر الأراضي المفلوحة.
فضلًا عن وادٍ آخر، هو وادي الشيخ محمد هكذا أطلق عليه أهل قرى السوافيريات الثلاث، والذي كان يأتي بمجراه من قرية عِبدس جنوبًا باتجاه السوافير الغربية شمالًا مُسلّمًا نفسه لوادي قريقع حيث ينتهي وادي الشيخ التقاءً فيه، وإذا ما صد الأول مياه الثاني المحمولة معه من شدة تدافعها شتاءً، تحولت جرون (بيادر) السوافير الغربية إلى بحرـ يقول الحاج عبد المجيد عفانة متذكرًا.
إن كل حكاية انفصال السوافير الغربية عن الشرقية مردها إلى وادي قريقع، أو على الأقل إليه أراد أهالي السوافيرتين ترحيل حكاية انفصالهما وانقسامهما إلى قريتين، والوادي هو الحد الفاصل فعلًا بين الشرقية والغربية كعامل بيئي – جغرافي، وذلك في محاولة أراد منها أهالي القريتين التغاضي عن النزاع الأهلي – الاجتماعي الذي دفع إلى انفصالهما كما تقول رواية أخرى.
وظلَّ جسر السوافير أو كما كان يُسمى جسر “أبو قواس”، الرابط من فوق الوادي، يربط حكاية نشأة واحدة عن أواصر الدم واللحم ووشائج الرحم بين السوافريتين حتى عام النكبة، ولم يبق من تلك الحكاية غير جسر أبو قواس قوسًا مشدودًا من الحجر إلى يومنا هذا.
بينما في رواية أخرى يوردها الكاتب نصر البحيصي، عن أن شق شارع يافا – غزة الرئيسي في سنة 1885م والذي يمر من داخل السوافير هو ما أدى إلى انفصال السوافير الغربية عن الشرقية بعدما كانا قرية واحدة، بالتالي يمكننا اعتبار بدءًا من 1885م، العام الذي تشكلت فيه السوافيريات الثلاثة بأسمائها الجوية: شرقية وغربية وشمالية.
كانت تحد السوافير الغربية من شمالها السوافير الشمالية على بعد أقل من كيلومترين، ومن ثم قرية بيت دراس. ومن الجنوب قريتي عِبدس وحِتا، فيما من غرب السوافير الغربية كانت قرية جولس على بعد 5 كيلومترات، يفصلهما “كامب جولس” معسكر حربي للجيش البريطاني الذي دُق مسمارًا في أراضي السوافير الغربية، لكنه كان أقرب إلى جولس القرية فعُرف باسمها.
في التسمية
إلى “شافير” الكنعانية تُنسب قرى السوافيريات عمومًا في مطارحها وتسميتها، وقد ذكرها المؤرخ الروماني يوسبايوس: “شافير مدينة جميلة تقع بين عسقلان وبيت جبرين”، ويعني اسمها “أرض الوديان”، ومما يؤكد أصل تسمية موقع القرية شافير، ما أشرنا إليه سابقًا عن ذكر السوافيريتين في مطلع التاريخ العثماني باسم “شفيرية الكبرى والصغرى”.
كانت السوافير الغربية الوحيدة من بين قرى السوافيريات الثلاثة التي سكنتها عائلات مصرية، وظلت إحدى حاراتها تُعرف بحارة المصريين حتى النكبة عام 1948.
أطلق عليها الصليبيون بعد غزوهم البلاد في مطلع القرن الثاني عشر للميلاد اسم “زيروفير” وقد أقاموا قلعة فيها، وبعد تخليص البلاد من أيدي الصليبيين في عهد المماليك ورد ذكر السوافيريات باسم “السوافر”، أما عن السوافير الغربية، فمما سميت به أيضًا “خِربة عودة” وذلك بحسب ما جاء في دفتر طابو ألوية صفد – نابلس – غزة الذي حققه الباحث محمد صالحية، حيث تعود تلك التسمية إلى عام 1556م، وقد أشار إليها مصطفى مراد الدبّاغ في عمله الموسوعي بقوله: “خربة عودة تقع جنوب بيت دراس وتحتوي على بئرٍ وآثار أنقاض وشقف”.
ويقال إن تسميتها بخربة عودة بحسب البحيصي، نسبةً إلى عائلة عودة التي كانت تسكنها، ثم رحلت هذه العائلة من خِربتها في السوافير الغربية إلى حوارة نابلس، وقد ظلَّ يحملُ بعض وجهاء عائلة عودة في حوارة اسم السوافير في كِناهم وألقابهم، فقيل “سوافير ابن عودة”.
وأطلق على السوافير الغربية كذلك اسم “السوافير المصرية” نسبةً للمصريين الذين نزلوها وسكنوها، إثر الحملة المصرية بقيادة إبراهيم باشا على البلاد في سنة 1831م، وكانت السوافير الغربية الوحيدة من بين قرى السوافيريات الثلاثة التي سكنتها عائلات مصرية، وظلت إحدى حاراتها تُعرف بحارة المصريين حتى النكبة عام 1948.
أشقاء خلف منجل الشاقوق
تنقسم السوافير الغربية في تشكيلها السكاني – الاجتماعي إلى فلّاحين ومصريين، وهذا ما تميزت به عن السوافيريتين الأخريين، لكنه تشكيل عرفته عدة قرى من ريف غزة، حيث كانت كُبرى حمائل فلّاحي السوافير الغربية، هي عفانة وعطالله ومعها عائلات أخرى صغرت عددًا ولم تصغر قيمةً، كما انتمى مصريو السوافير إلى عدة عائلات وأطلق على الحي الذي سكنوه “حارة المصريين”، فيما عاش فلّاحو السوافير الغربي الحارتين الغربية والشرقية من القرية.
وصل تعداد سكان السوافير الغربية بحسب صاحب موسوعة “غزة عبر التاريخ” إبراهيم سكيك إلى 1200 نسمة قبيّل النكبة، وكان لكل حمولة من حمائل القرية الكُبرى، مختار ومقعد أو ديوان أطلق عليه السوافرة الغربيين اسم “الحارة”.
انقسم السوافرة في أصولهم وحاراتهم، غير أن جامع قريتهم الوحيد ظلّ يجمعهم للصلاة وصِلات الرحم بينهم، أطلقوا عليه اسم “جامع الباز” نسبة للباز الشيخ محمد السوافيري “دفين السوافير” عند جامعه، وموقعه كان في الحارة الشرقية عند حافة وادي قريقع، مُحاط بسورٍ وله مئذنة يُحيّى على الصلاة منها.
كما كان في القرية مقامٌ شهير، عُرف بمقام “النبي علي” تعتيله صومعة، تعودت نساء السوافرة الغربيات إضاءتها بالزيت تشفعًا وإيفاءً للنذور، يتذكرهُ الحاج عبد المجيد عفانة جيدًا، في موقعهِ وسط السوافير الغربية.
الواجب بالوعي الثوري كان قائمًا في السوافير الغربية والسوافير عمومًا، خصوصا بعد أن أقام الجيش البريطاني أحد معسكراته على أراضي قرية السوافير الغربية المحاذية لقرية جولس، وهو “كامب جولس”
لم يكن في السوافير الغربية مدرسة خاصة بها، إنما كانت مدرسة مشتركة لقرى السوافير الثلاثة، وموقعها إلى الشمال – الشرقي من السوافير الغربية، تأسست في سنة 1922.
كما ظلَّ مشرب أهالي القرية من بئرٍ واحدة كانت تقع في وسط السوافير الغربية، بئر نشل كما يتذكرها أهالي القرية، يُنشل منها الماء عبر دِلاء مشبوكة بِبَكرةٍ وحَبل، كان يسحبه الجمل عبر ذهابه وإيابه معصوب العينين، فعُرفت تلك البئر باسم “بئر الدلو” كما تنقل الكاتبة أمل إسماعيل عن ذاكرة أبيها في مقاليها “السوافيري الذي حمل قريته على كتفيه”.
وذلك إلى أن هجر أهالي السوافير الغربية بئرهم التاريخية في مطلع الأربعينيات، بعد أن صارت مصادر شربهم تعتمد على آبار البيارات المملوكة، التي داوم أصحابها على زرعها بالحمضيات في تلك الفترة.
امتهن أهالي السوافير الغربية أسوة بأهالي السوافيرتين الأخريين، العمل في الفِلاحة، بَذر الحَب وحصاده، القمح والشعير والذرة خصوصًا المصرية (الصفراء)، كانت حقول قمح وذرة السوافير الغربية تُحاط بنبات عين الشمس (عبّاد الشمس) كي يميز صاحب الحقل حقله عن حقول الآخرين إذا شبت سنابل القمح أو عروق الذرة وتداخلت فيما بينها، قبل أن يشقها الشاقوق، والذي كانت مهمته فتح الطريق بمنجله أمام الحصادين ليكدوا ويردوا من خلفه أهازيج وأغاني الحَصاد المتصلة بالتعب والشقاء، التي كان يرددها الشاقوق كما يقول الحاج عبد المجيد عفانة متذكرًا.
ثورة الشيخ خاطر
بالنسبة لأهالي السوافير، فإن ثورة الـ36 كانت جبلية الطابع لناحية أثر الطوبوغرافيا فيها، إذ تتيح المناطق الجبلية للثوار التخفي والتواري في الجبال والمغاور ونصب الكمائن للدوريات الإنجليزية، مما يفسّر النشاط الضعيف في الثورة لقرى السوافير عمومًا نظرًا لطوبوغرافية أرضها السهلية.
وهذا صحيح إلى حدٍ بعيد، وينسحب على كثير من قرى ريف غزة الساحلية – السهلية التي كان بعض ثوارها يضطرون للالتحاق بالثورة بعيدًا عن قراهم إلى جبال الخليل والرملة حيث معاقل الثورة والثوار في المناطق الجبلية في حينه.
غير أن الواجب بالوعي الثوري كان قائمًا في السوافير الغربية والسوافير عمومًا، خصوصا بعد أن أقام الجيش البريطاني أحد معسكراته على أراضي قرية السوافير الغربية المحاذية لقرية جولس، وهو “كامب جولس” كما أشرنا سالفًا. فضلًا عن الطريق المُعبدة، التي كانت تربط يافا بغزة جنوبًا، إذ كانت تمر بالسوافير الغربية وكثيرًا ما مرت منها مركبات ومدرعات جيش السلطات الاستعمارية ودهست بعجلاتها القطعان التي كانت تقطع الطريق بصحبة رعيانها، دون أن يأبه سائقو المركبات الإنجليز لها. وكان ذلك أكثر ما ألب قلوب السوافرة الغربيين على البريطانيين ومركباتهم.
تتجسد ذاكرة السوافير الغربية الثورية في شخص الشيخ محمد خاطر السوافيري، كان شيخ بـ”عِمّة” أي مُعمّمًا يقول الحاج عبد المجيد عفانة في مقابلته عن دور قريته في الثورة الكبرى (1936-1939) التي برز فيها الشيخ خاطر مطلوبًا ومطاردًا لسلطات الجيش البريطاني في حينه.
ومما يروى عن الشيخ خاطر في أثناء مطاردته في سنوات الثورة، بأنه شارك في عقد راية صلح بعد خلافٍ دب بين عائلتين من السوافير الغربية راح ضحيته شاب من إحدى العائلتين، فقد تسلل الشيخ إلى القرية خِلسةً يومها، وتفاجأ الحضور بوجوده في مجلس الصلح، وذلك لأن أحد طرفي النزاع كانوا يخصونه، مما ألزمه ذلك الحضور، وبعد إتمام مراسيم الصلح، لم يغادر الشيخ محمد خاطر السوافير الغربية، إنما بقي للمبيت فيها وفي بيته رغم كونه مطلوبًا للسلطات البريطانية.
هُجّر أهالي السوافير الغربية من قريتهم في 19 يونيو/حزيران 1948، لتسقط رسميًا بعدها بأيام، وقد هام أبناء السوافير الغربي وكل السوافيريات على وجوههم في حينه جنوبًا نحو غزة.
داهمت قوات الجيش البريطاني بيت الشيخ خاطر في نفس الليلة بعد وشاية عن وجود الشيخ في القرية والمبيت فيها. كان بيته ملاصقًا لبيت أخيه، وقد حاصرت قوات الجيش البيتين، غير أن عناصرها طرقوا باب بيت أخيه أولًا الذي أخذ يصرخ من داخل بيته مستفسرًا عمن يطرق الباب، بغرض تنبيه أخيه الشيخ، وقد تنبه الشيخ فعلًا وخرج من نافذة بيته الخلفية بحسب ما يرويه الحاج عفانة في مقابلته.
اشتبك الشيخ محمد خاطر مع بعض عناصر الجيش التي كانت تحاصر البيت ليلًا، وأصيب في يده التي كان يحملُ فيها مسدسه ليسقط هذا الأخير من يده، غير أن الشيخ استطاع الفرار جريحًا شمالًا باتجاه السوافير الشمالية، إلا أن القوات المُحاصرة تتبعته على أثر الدم الذي كان ينزف من يده، ودلها الأثر على مدخل أول بيارة من بيارات حمضيات السوافير الشمالية التي كانت تحد أراضي السوافير الغربية، كان صاحب البيارة الذي افتدى الشيخ هو خليل عيد الذي واجه القوات المُطاردة للشيخ ونفى وصول الشيخ ودخوله بياراته.
في الأخير نجا الشيخ محمد خاطر بدمه وجرحه النازف، بينما اعتدى البريطانيون على خليل صاحب البيارة الذي هرّب الشيخ، وتوفي مستشهدًا بعد أيام من تلك الليلة. وذلك في حكاية ظلَّ جرحها غائرًا في ذاكرة السوافيريات عن الثورة وأبنائها الذين لم يترددوا في إغاثة وافتداء بعضهم البعض.
الاقتلاع
هبت السوافير الغربية مع شقيقتيها في معارك عام النكبة لنجدة باقي القرى المُحيطة فيها، منها معارك قرية بيت دراس الشهيرة، التي استمرت متقطعة ضد هجمات العصابات الصهيونية منذ مارس/آذار وحتى مطلع يونيو/حزيران 1948، وكان أشهرها يوم الهجوم الشامل الذي شنه الصهاينة في 10 مايو/أيار على بيت دراس.
كما التحق بعض السوافرة الغربيين بمعركة قرية جولس الكبرى في أواخر مايو/أيار من نفس العام، وإثر تلك المعارك، وسقوط قريتي بيت دراس وجولس، فقد هُجّر أهالي السوافير الغربية من قريتهم في 19 يونيو/حزيران 1948، لتسقط رسميًا بعدها بأيام، وقد هام أبناء السوافير الغربي وكل السوافيريات على وجوههم في حينه جنوبًا نحو غزة.
أقام الصهاينة على أنقاض السوافير الغربية مُستعمرتين: الأولى، مباشرة بعد تهجير أهلها سنة 1948 وهي مُستعمرة “مركاز شابيرا”، والثانية، هي “مسؤوت يتسحاق” أُقيمت في العام التالي بعد نسف بيوت القرية ومحو آثارها كليًا.