بينما تدعم أغلب الأحزاب السياسية في تركيا عملية غصن الزيتون التي يقوم بها الجيش التركي في عفرين بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي أبدى موقفًا متذبذبًا تارة بدعم الجيش وتارة بطلب عدم دخول عفرين، وفيما يعتبر أن قواعد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من أكثر المؤيدين لعملية غصن الزيتون فإن هناك تأييدًا شعبيًا كبيرًا للعملية وللقيادة السياسية التي أقرت هذه العملية رغم الضغوط والعوائق الموجودة.
وفي هذا السياق تناولت بعض شركات الاستطلاعات في تركيا اتجاهات الرأي العام التركي تجاه العملية وتفاعلاتها والآراء عن الجهات المستهدفة من خلال مجموعة أسئلة ومن هذه الشركات شركة ماك التي أشارت إلى أن نتائج استطلاعها الذي أجرته في نهاية يناير 2018 في 30 مدينة تركية وبمشاركة أكثر من 5000 شخص أفادت أن 85% يدعمون عملية غصن الزيتون فيما يعارضها نحو 11%.
وقد طرحت شركة ماك عددًا من الأسئلة أهمها:
من الجهة/الجهات التي تعتقد أنها تدعم حزب العمال/الاتحاد الديمقراطي؟
وفي الإجابة عن هذا السؤال قال 20% إن الولايات المتحدة هي الجهة الداعمة للاتحاد الديمقراطي، فيما قال 25% إن الذي يدعمهم هم (الناتو والولايات المتحدة ونظام الأسد)، وقال 45% إن حزب العمال وحزب “بي واي دي” يتلقون دعمًا من كل من (إيران ونظام الأسد والولايات المتحدة و”إسرائيل” والناتو).
وفي سياق متصل قامت شركة A&G المختصة بإجراء الاستطلاعات بتنفيذ استطلاع تناولت فيه عملية غصن الزيتون والموقف من قضية القدس ومواضيع أخرى، وفيما يتعلق بعملية غصن الزيتون فقد أفادت الشركة أن 90% من المستطلعة آراؤهم يدعمون عملية غصن الزيتون، حيث قامت الشركة بإجراء الاستطلاع في 42 مدينة تركية وفيما يلي نستعرض أهم النتائج التي نجم عنها الاستطلاع:
ضد من تجري العملية؟
في سياق الاستطلاع أفاد 54% أن العملية تجري ضد قوات الاتحاد الديمقراطي “بي واي دي”، فيما قال 20% إن العملية تجري ضد حزب العمال الكردستاني، وهذا يبين أن نسبة كبيرة من الشعب لا ترى فرقًا بين حزب العمال وامتداداته سواء في سوريا أو العراق، وقد ذكر 5% أن العملية موجهة ضد تنظيم داعش، بما يعني أن 80% من المستطلع آراؤهم يعرفون الجهة المستهدفة من العملية، وفيما أن الاستطلاع أجري في الساعات الأولى للعملية فإن الشركة توقعت أن النسبة ستصل إلى أكثر من 90% فيما لو أجري الاستطلاع هذه الأيام.
هل تعتبر حزب الاتحاد امتدادًا لحزب العمال الكردستاني؟
أجاب عن هذا التساؤل بنعم 85.4%، فيما أجاب 14.6% بـ”لا”، وبهذا اعتبرت الغالبية أن حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا لا يختلف عن حزب العمال الكردستاني بل منظمة واحدة ذات أهداف واحدة.
هل تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي تهديدًا لأمن تركيا؟
أجاب عن هذا التساؤل 87.9% بنعم حيث اعتبروا حزب الاتحاد الديمقراطي مهددًا لأمن تركيا وفي المقابل اعتبر 12.1% أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يشكل تهديدًا لتركيا.
وتفصيلاً للإجابات عن هذا التساؤل قالت شركة الاستطلاع إن 63% من الأكراد المواطنين في تركيا اعتبروا أن الاتحاد الديمقراطي يشكل تهديدًا لتركيا، فيما اعتبر 97% من مؤيدي حزب العدالة و95% من مؤيدي حزب الحركة القومية و83% من حزب الشعب الجمهوري و36% من حزب الشعوب الديمقراطية أن حزب الاتحاد الديمقراطي يشكل تهديدًا لأمن تركيا.
وفي هذا السياق فإن الدراسة أشارت إلى أن الدعم لعملية غصن الزيتون لا يقتصر على مناطق الغرب والبحر الأسود أو الأناضول، بل أيضًا في الشرق وفي الجنوب الشرقي كانت نسبة التأييد أعلى من 70%، وفيما يتعلق بالتوجه السياسي فإن 78% من مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطية وقسم من حزب الشعب الجمهوري أعلنوا أنهم لا يؤيدون العملية.
لماذا تدعم الولايات المتحدة حزب “بي واي دي” شمال سوريا؟
اختلفت الإجابات من وجهة نظر المواطنين الأتراك بشأن أسباب دعم الولايات المتحدة لحزب “بي واي دي” في شمال سوريا:
– 43% اعتبروا أن الولايات المتحدة تقوم بذلك من أجل مصالحها الخاصة فقط.
– 21% اعتبروا أن السبب متعلق بالضغط على تركيا وجعلها في حالة مأزق.
– 19% اعتبروا أن الهدف إنشاء دولة كردية.
– 15% اعتبروا أن الهدف إنشاء دولة جديدة في المنطقة تكون داعمة وموالية لـ”إسرائيل”.
هل يعتقد الأكراد بأن الولايات المتحدة حليفة لهم؟
وفقًا لنتائج الاستطلاع، فقد اعتبر 21% من الأكراد الذين يعطون أصواتهم لحزب الشعوب الديمقراطية أن الولايات المتحدة الأمريكية حليف لهم، فيما اعتبر 79% منهم أن الولايات المتحدة ليست حليفة للأكراد ولا يوجد ثقة بها رغم وجود تحركات مشتركة لها مع الأكراد في المنطقة.
وختامًا فإن غالبية الشعب التركي تدعم عملية غصن الزيتون وكذلك حال أغلبية قواعد حزب الشعب الجمهوري الذي تعارض قيادته حاليًّا الدخول إلى عفرين، ولهذا فإن الأحزاب التي ستحظى بالدعم من الشعب هي الأحزاب التي تتواءم سياساتها ومواقفها مع الشعب.