منذ عدة أيام والقوات التركية تنتشر في نقاط مراقبة لها بموجب اتفاق أستانة، إذ أعلنت تركيا أنها ستنتشر في 23 نقطة لمراقبة مناطق خفض التصعيد المتفقة عليها مع روسيا، وفي ظل هذا الانتشار تراجعت قوات النظام عن حملتها نحو مناطق ريف إدلب كسراقب، بغية وصولها إلى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قوات المعارضة السورية.
فقد ذهب كثير من المتابعين إلى أن إقامة تركيا لنقاط مراقبة لها قريبة من مناطق الصراع “كنقطة تلة العيس وتل الطوقان” يعني أن النظام أجل حملته العسكرية ضد إدلب إلى إشعار آخر أو متى ما أنجز مهام أخرى كحملته على الغوطة، وأن قوات النظام ستعاود شن هجومها ضد إدلب، وستنسحب تركيا عندها من هذه النقاط، فيما اعتبر آخرون أن الانتشار التركي يعني توقف حملة النظام ضد إدلب، لأن النظام حقق ما يريد وفق التفاهم الروسي التركي في الأستانة.
ذهب الناشط خالد الحلبي إلى أن انتشار تركيا في الشمال السوري هو تطبيق لما تم الاتفاق عليه في مفاوضات الأستانة، وأن تركيا تطبق بنود تلك الاتفاقيات مع روسيا
في هذا الموضوع يرى الصحفي السوري قتيبة ياسين بأن الوقائع على الأرض تدل على تفاهم روسي تركي يتم بموجبه تجنب صدام بين النظام وتركيا، وهذا ما يحدث في عفرين، فأي انتشار لتركيا يعني ابتعاد النظام عن مهاجمة تلك المناطق، فروسيا حريصة على الالتزام بالتوافق مع الأتراك.
وقال الصحفي في حديثه لـ”نون بوست”: “توقف روسيا عن قصف بعض المدن في إدلب يدل على الالتزام بالأوامر الروسية”، معتبرًا أن إيران لا يمكنها معارضة ما تريده روسيا، لا سيما في الشمال السوري، فلو كان الموضوع في الجنوب السوري عندها سيكون لإيران تأثير، في هذا الموضوع يقول النقيب ناجي الناطق باسم غرفة عمليات “دحر الغزاة” المشكلة ضد النظام، بأن تفاصيل الانتشار التركي في إدلب ما زالت في طور البحث وهناك تفاصيل لم تتكشف بعد.
وقال النقيب ناجي في حديث لـ”نون بوست”: “النظام لن يلتزم بالهدن وخفض التصعيد، ولا بالاتفاقيات، وسيستمر بقصف المدن ومحاولات التقدم نحوها”، مؤكدًا أن الفصائل ستواصل التصدي له، والوقوف بوجه حملاته العسكرية، ولن توقف الفصائل عملياتها ضده طلما يشرد أهلنا على حد قوله.
النظام لن يلغي معركة إدلب فهي هدفه الأهم في الصراع ضد الثورة وفصائلها، لكنه سيفتحها بعد عدة شهور، ريثما يحقق أهدافه في مناطق أخرى
من جهته يعتبر القيادي السابق المقرب من الجهاديين الأسيف عبد الرحمن بأن تركيا الآن تنتشر في ريف إدلب، وهذا يعني توقف حملة النظام على إدلب، وقال القيادي لـ”نون بوست” إن “هناك نقاط في الساحل ستنتشر بها تركيا بحسب بعض التكهنات، وإذا انتشرت تركيا في حدود الساحل يعني بأن القتال ضد النظام توقف في الشمال السوري”.
في هذا الإطار يذهب الناشط خالد الحلبي إلى أن انتشار تركيا في الشمال السوري هو تطبيق لما تم الاتفاق عليه في مفاوضات الأستانة، وأن تركيا تطبق بنود تلك الاتفاقيات مع روسيا، التي كان من ضمنها أن يسيطر النظام على المناطق التي تمتد شرق سكة الحجاز وهذا ما تحقق، فقد استحوذ النظام على المنطقة الشاسعة التي تقع شرق السكة.
ويقول الناشط الحلبي في حديث مع “نون بوست”: “النظام مع الروس تمكنوا من تحقيق إنجاز عسكري كبير من خلال التوافق مع تركيا، وهو الوصول إلى ريف إدلب والسيطرة على مطار أبي الظهور، وتفرغ النظام بعدها لمعركة من أهم معاركه ضد المعارضة وهي معركة الغوطة الشرقية التي سيرتاح بها النظام، بسبب الهدوء في الشمال السوري الذي يأتي بعد انتشار تركيا في النقاط المذكورة كما أن النظام يتبع أسلوب إسكات جبهات مقابل التفرغ لجبهة وتحقيق ما يريده وهذا ما حدث ويحدث الآن.
واعتبر الحلبي أن نظام الأسد لن يلغي معركة إدلب فهي هدفه الأهم في الصراع ضد الثورة وفصائلها، لكنه سيفتحها بعد عدة شهور، ريثما يحقق أهدافه في مناطق أخرى، وعندها ستنسحب تركيا من نقاط مراغبتها هذه بالتوافق مع الروس، وستكون الحجة محاربة تحرير الشام كمنظمة “إرهابية”.