المسلمون الأمريكيون والانتخابات القادمة.. ما أهمية أصواتهم وتأثيرها؟

بينما يقترب سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 يتساءل البعض عن الدور الذي يمكن أن تلعبه أصوات الجالية المسلمة التي يُنسب إليها لعب دور في ترجيح كفة المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات 2020 ضد خصمه الرئيس السابق دونالد ترامب الذي خسر المعركة الانتخابية ممثلًا للحزب الجمهوري.

وقد استطاع جو بايدن أن يعتمد على تحالف كبير في الانتخابات السابقة ضم بصورة رئيسية الجناح التقليدي لحزبه الديمقراطي، وهو الجناح الذي ينتمي له بايدن نفسه، بالإضافة للجناح اليساري الصاعد في الحزب “التيار التقدمي” والذي يؤيده قطاع كبير من الشباب الأمريكي وطلبة الجامعات.

لكنّ الأمور تغيرت الآن بطريقة قد تكون جذرية بسبب حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتنامي غضب الجالية المسلمة من دعم بايدن المطلق للاحتلال الإسرائيلي.

جزء لا يتجزأ من تحالف بايدن 2020

في انتخابات 2020، كان الناخبون العرب والمسلمون جزءًا لا يتجزأ من تحالف بايدن الانتخابي، إذ صوّت أغلبهم لصالحه بسبب رفضهم لخصمه دونالد ترامب الذي كان قد بدأ عهده الرئاسي بفرض حظر على دخول المسافرين من دول مسلمة إلى بلاده، وصدرت عنه تصريحات أثارت قلق كثير من المسلمين الأمريكيين ونفورهم منه.

وأظهرت تقارير إحصائية كثافة مشاركة الجالية المسلمة في انتخابات 2020، إذ كشفت منظمة Emgage – جماعة مدنية أمريكية تهتم بشؤون الجالية المسلمة – أن نحو 1.1 مليون ناخب مسلم شاركوا بأصواتهم في انتخابات 2020، وأسهموا بشكلٍ لافتٍ في الاستحقاق الرئاسي الذي شهد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، ضد دونالد ترامب، الذي عُرف باستهدافه وازدرائه للمسلمين.

ذلك أن ترامب دعا عدة مرات خلال حملته الانتخابية إلى تطبيق “حظر كامل وشامل على دخول المسلمين للولايات المتحدة”، ولمّا كان ذلك الأمر غير منطقي وغير قابل للتنفيذ، أصدر بعد أيّام فقط من توليه منصبه الأمر التنفيذي رقم 13769، الذي منع بموجبه دخول الأشخاص من ليبيا وإيران والعراق والصومال والسودان وسوريا واليمن، بحجة “حماية الأمة من دخول الإرهابيين الأجانب”.

في المقابل، استثمر بايدن في كراهية المسلمين الأمريكيين لترامب وعمل على التقرب من الجالية المسلمة خلال حملته الانتخابية، فاستشهد بالحديث الشريف عدة مرات خلال حملته الانتخابية مثل حديث “من رأى منكم منكرًا فليغيره”، وأشاد بتعاليم النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”.

كما أوفى بتعهداته التي قطعها أيام الحملة الانتخابية، وأنهى قرار ترامب الخاص بحظر السفر في اليوم الأوّل لرئاسته، معتبرًا أن الحظر لا يخدم سوى أجندة عنصرية، وليس معنيًا بحفظ الأمن القومي، واصفًا إياه بـ”الخطأ الأخلاقي”.

استثمار جو بايدن في التقرب من الجالية المسلمة أثمر عن مشاركة 71% من الناخبين المسلمين المسجلين في الولايات المتحدة خلال انتخابات 2020، وصوّت معظمهم لصالح بايدن ليس حبًا فيه ولا في الحزب الديمقراطي، لكن ردًا على مواقف ترامب، إذ شهدت سنوات حكمه ارتفاعًا كبيرًا في جرائم “الإسلاموفوبيا” بسبب تصريحاته العنصرية ضد المسلمين والأقليات بشكل عام.

وقد قال ما يقرب من نصف عينة من بالغين مسلمين أمريكيين لمركز بيو للأبحاث إنهم تعرضوا شخصيًا لشكل واحد – على الأقل – من أشكال التمييز خلال فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب.

جالية صغيرة لكنّ مشاركتها تحدث فارقًا

تشير الإحصائيات إلى أن عدد المسلمين في الولايات المتحدة يبلغ نحو 5 ملايين، وفق تقديرات مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) لعام 2023، بينما يقدر المركز غير الحزبي لدراسات الهجرة عدد أفراد الجالية المسلمة بين 3 إلى 4 ملايين، بما يعادل نحو 1.2% من مجموع سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 330 مليون مواطن.

وقال محمد بشير باحث في مركز أبحاث “بيو” الأمريكي: “تشير التقديرات الجديدة إلى أن عدد السكان المسلمين في الولايات المتحدة في نمو متصاعد”، موضحًا أنّ “توقعات المركز تؤكد نمو عدد المسلمين في الولايات المتحدة بوتيرة أسرع بكثير من عدد اليهود في البلاد، وبحلول عام 2040، سيحل المسلمون محل اليهود باعتبارهم ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية، وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يصل عدد سكان الولايات المتحدة المسلمين إلى 8.1 مليون نسمة”.

والمسلمون الأمريكيون أحد أكثر الجماعات الدينية تنوعًا عرقيًا في الولايات المتحدة بدون عرق أغلبية، فهُم مقسمون إلى 25% من السود، و24% من البيض، و18% آسيويون، و18% عرب، 7% أعراق مختلطة، إضافة إلى نحو 5% من أصل إسباني.

ووفقًا لأحدث دراسات التعداد السكاني من مكتب الإحصاء والتعداد الديني الأمريكي لعام 2024، فإنّ أعلى نسبة سكان مسلمين تتركز في ولاية نيويورك التي يعيش فيها نحو 724 ألف مسلم تقريبًا، ثم كاليفورنيا بعدد 504 آلاف، تليهما إلينوي بـ473 ألفًا ونيوجيرسي بـ321 ألفًا، ثم تكساس 313 ألفًا وميشيغان 241 ألفًا، فضلًا عن ميرلاند التي يقطنها نحو 189 ألف مسلم.

والجالية الأمريكية المسلمة صغيرة من حيث العدد، لكنّ مشاركتها أثرت بما يكفي لإحداث فارق في عام 2020، ففي جورجيا التي فاز فيها بايدن بما يقرب من 12000 صوت، وجدت منظمة Emgage أنّ أكثر من 61000 ناخب مسلم شاركوا في الاقتراع وبالتأكيد معظمهم صوّتوا لصالح المرشح الديمقراطي إن لم يكل كلهم.

وفي ولاية بنسلفانيا، التي فاز فيها بايدن بما يقرب من 81000 صوت، شارك في الاقتراع نحو 125 ألف ناخب مسلم، بحسب تقرير منظمة إمغاج.

وكسب المعركة الانتخابية في أريزونا بأغلبية 10500 صوت، التي يقدر عدد السكان العرب الأمريكيين فيها بنحو 60 ألف نسمة. أما ميشيغان الولاية المتأرجحة التي تعد واحدة من أكبر تجمعات السكان المسلمين والعرب الأمريكيين، فقد فاز فيها بايدن بنحو 155 ألف صوت بانتخابات 2020، بينما فاز فيها ترامب عام 2016 بأقل من 11000.

وبشكلٍ عامٍ، يتمتع الناخبون العرب والمسلمون الأمريكيون بأهمية كبيرة في عدد من الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل بنسلفانيا وأوهايو وميشيغان، فغالبًا ما تحدد هذه الولايات نتائج الانتخابات الرئاسية بسبب أصواتها الانتخابية الحاسمة وهوامشها الضيقة تاريخيًا.

لذلك لعبت نسبة الإقبال المرتفعة والدعم للمرشحين الديمقراطيين في الولايات المتأرجحة دورًا محوريًا في ولايات مثل ميشيغان، حيث كان هامش انتصار بايدن ضئيلًا.

ومصطلح “الولايات المتأرجحة” أو ما يُعرف بـ”ٍSwing States” يطلق على الولايات الأمريكية التي لا تضم أغلبية سياسية جمهورية أو ديمقراطية، الأمر الذي يجعل مواقفها مُتغيّرة من دورة انتخابية إلى أخرى، وعادةً فإنّ نتائج هذه الولايات تؤثر على حظوظ الفائز بالبيت الأبيض كما حدث في 2020.

هل تتسبب الحرب على غزة في فقدان الديمقراطيين قاعدتهم التاريخية؟

توضح بيانات مركز بيو للأبحاث أن الحزب الديمقراطي يحظى بتأييد الأغلبية من الأمريكيين المسلمين، إذ إنّ ما يقرب من 66% من العرب والمسلمين الأمريكيين يميلون إلى الحزب الديمقراطي، في حين يميل 13% نحو الحزب الجمهوري، أما النسبة المتبقية فهي إما مستقلة أو ليس لها أي انتماء سياسي.

لكن تلك الإحصائيات كانت قبل الحرب على غزة، فبعد الحرب التي قتلت أكثر من 35 ألف فلسطيني كشفت نتائج مسح أجراه المركز في أبريل/نيسان 2024، أنّ غالبية الأمريكيين المسلمين ينتقدون طريقة تعامل بايدن مع حرب “إسرائيل” على غزة، حيث يعتقد 60% أنه يفضّل “إسرائيل” أكثر من اللازم.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلق الناخبون العرب والمسلمون الأمريكيون حملة #AbandonBiden “التخلي عن بايدن” في ولاية مينيسوتا ثم انتقلت إلى ولايات أخرى، وكجزء من الحملة اقترح بعض العرب والمسلمين تنظيم فعاليات لحثّ الناس على عدم التصويت لصالح بايدن في الولايات المتأرجحة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وبسبب الدعم السخي الذي قدمه الرئيس الأمريكي لـ”إسرائيل” بالمال والأسلحة، انفجرت الجامعات بالاحتجاجات والاعتصامات، وعمّت التظاهرات مختلف الولايات والعاصمة واشنطن، مطالبة بوقف قتل الفلسطينيين في غزة، لكن بايدن استمرّ في سياسته الخارجية التي تقوم على الدعم المطلق لـ”إسرائيل” على حساب المخاوف الانتخابية.

ويقول تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إنّه حتى في الوقت الذي يمارس فيه الرئيس جو بايدن، ضغوطًا جديدةً لحث “إسرائيل” على إنهاء الحرب في غزة، فإنّ القادة المسلمين والعرب الأمريكيين الذين طالبوا بذلك يقولون إنه تحرك “قليل جدًا، ومتأخر جدًا”.

ترامب يرمي بثقله ويحاول استقطاب الجالية المسلمة

بعكس ما حدث خلال حملته الانتخابية التي سبقت اقتراع نوفمبر/تشرين الثاني 2020 والتي أطلق فيها العديد من الإشارات العنصرية ضد المسلمين والعرب، التزم المرشح الجمهوري دونالد ترامب الصمت هذه المرة، إذ لم يدل حتى الآن بأي تصريح مناهض أو محرض على الجالية المسلمة.

ليس هذا فحسب، بل إنه يسعى على ما يبدو لكسب الأمريكيين المسلمين والعرب الذين “يشعرون بالخيانة” من جانب بايدن، فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أنّ سفير دونالد ترامب السابق في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، يحضر لعشاء عمل مع قادة العرب والمسلمين في ميشيغان، سيحضره أيضًا، مايكل بولس زوج تيفاني ترامب، ووالده مسعد بولس رجل الأعمال اللبناني.

وقالت الصحيفة إنّ غرينيل تواصل مع يحيي باشا – طبيب من ميشيغان – وهو زعيم الجالية الأمريكية السورية ومانح للعديد من منظمات الدفاع عن المسلمين، للمساعدة في ترتيب واستضافة العشاء الذي سيكون بمثابة اجتماع للاتفاق على دعم ترامب ضد بايدن.

كما أن المدعوين للعشاء لديهم مآخذهم الخاصة من سياسات بايدن في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بغزة وإيران، وقالوا للصحيفة إنهم يشعرون بـ”الخيانة والإهمال” من جانب بايدن، الذي قدم لهم الوعود عند ترشحه للرئاسة في عام 2020.

وفوق ذلك، وعد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب بضمان حصول خريجي الجامعات الأجانب على تصريح الإقامة الدائم “البطاقة الخضراء” إذا فاز في الانتخابات.

وقال ترامب في مقابلة على برنامج All In podcast: “ما أريد أن أفعله وما سأفعله هو أنه إذا تخرجت من الكلية، أعتقد أنه يجب عليك الحصول تلقائيًا على البطاقة الخضراء (الإقامة الدائمة) مع شهادتك”.

والبطاقة الخضراء Green Card، هي الاسم الذي يطلق على تصريح الإقامة القانونية الدائمة في الولايات المتحدة، والذي يؤدي بنهاية المطاف إلى اكتساب الجنسية الأمريكية.

تأتي تصريحات الجمهوري ترمب، المغايرة لمواقفه التقييدية المعتادة المتعلقة بالهجرة، بعد أيام قليلة على إعلان منافسه الديمقراطي جو بايدن أنه يريد تسريع إجراءات الحصول على تأشيرة عمل لبعض المهاجرين من حملة شهادات التعليم العالي في الولايات المتحدة الذين تلقوا عرض عمل في البلاد.

ومن شأن وعد ترامب بمنح خريجي الجامعات الأمريكية بطاقة الإقامة الدائمة أن يكسب أصوات أقارب هؤلاء الطلاب من الأمريكيين المهاجرين مثل الأقليات المسلمة والإفريقية.

لكنّ معتصم أمين يحذر من الوثوق بوعود ترامب ومحاولات تقربه من الجالية المسلمة مع قرب الانتخابات، مشيرًا إلى انعدام الثقة فيه وهو المعروف بقربه من اللوبي اليهودي المتطرف وبتقلب مواقفه.

وأضاف أمين الذي شارك في اعتصام طلاب جامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا أنه “لو رشّح الجمهوريون شخصية أخرى أكثر اتزانًا من دونالد ترامب لكان الحزب الجمهوري أكثر جاذبية للمسلمين الأمريكيين”.

وقال لـ”نون بوست” إنّ الجالية المسلمة منقسمة بشأن الانتخابات هذه المرة وأمامها خيارات مرة بين بايدن وترامب إثر تداعيات العدوان على غزة وتأييد إدارة الأول له، لافتًا إلى أنّ الاستياء من موقف الحكومة الأمريكية لا يقتصر على المسلمين الأمريكيين فحسب، بل إنّ هناك قطاعات عريضة من مؤيدي الحزب الديمقراطي خاصة فئة الشباب عبّرت عن رفضها لتورط بايدن في الإبادة الجماعية لسكان غزة، بحسب معتصم أمين.

تأثير ضئيل للسياسة الخارجية على الناخب الأمريكي

ردًا على سؤال لـ”نون بوست” عن تأثير السياسة الخارجية على الانتخابات الأمريكية، أجاب معتصم بقوله إنّ السياسة الخارجية لا تهم الناخب الأمريكي كثيرًا مثل الشؤون الداخلية: قضايا الاقتصاد والإجهاض وملف الهجرة والتأمين الصحي.

وأضاف “اليوم الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة سيئ.. يقترب معدل التضخم حاليًا من 4%، بينما لم يتجاوز في عهد الرئيس السابق ترامب الـ1.4%”.

لكنّ محدثنا استدرك بقوله “الرئيس بايدن تعرض لضغوط كثيرة داخل إدارته بسبب الموقف من حرب غزة”، موضحًا أنّ مسؤولين بارزين في الإدارة استقالوا للتعبير عن غضبهم من الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل”، كان آخرهم نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية أندرو ميلر، حيث سبقه في الاستقالة أكثر من 6 مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية بعضهم عبّر بشكل صريحٍ عن اعتراضهم على سياسة واشنطن تجاه الحرب على غزة.

أخيرًا، ومع قرب الانتخابات يبدو أنّ بايدن خسر بالفعل فئات لا يستهان بها من قاعدته الانتخابية تضم أقليات في مقدمتهم الأمريكيين من أصول عربية ومسلمة، إلى جانب الأمريكيين من أصول إفريقية، ما يشكك في احتمال إعادة انتخابه بفوارق ضئيلة كما حدث في العام 2020.

والأقلية المسلمة يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في الولايات المتأرجحة بسبب أعدادها المتزايدة ومشاركتها السياسية النشطة، ففي الانتخابات التمهيدية لولاية ميشيغان التي جرت في 27 فبراير/شباط الماضي، صوّت أكثر من 100 ألف من سكان الولاية، أي 13% من الناخبين الديمقراطيين بخيار “غير ملتزم” أو “uncommitted”.

يقطن الكثير من الأمريكيين العرب والمسلمين هذه الولاية الواقعة في الغرب الأوسط، ودعموا سابقًا بايدن، فساهموا في انتصاره بالمعركة الانتخابية عام 2020، إذ فاز في ميشيغان آنذاك بفارق نحو 155 ألف صوت.

ويشير جيفري غرينافيسكي، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة واين ستيت، إلى أهمية أصوات الجالية العربية والمسلمة في الانتخابات القادمة بالقول: “نحن نركز على الأمريكيين العرب في ميشيغان لأن لديهم تقريبًا عدد الأصوات الكافي لتغيير نتيجة الانتخابات”.