استلمت قوات النظام في حلب زمام الأمور في الأحياء الشمالية الشرقية، التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيا الوحدات “قوات سوريا الديموقراطية”، في يوم الأربعاء 21 فبراير/ شباط من الشهر الجاري، وذلك ضمن اتفاق مبرم بين الميليشيات وقوات النظام في وقت سابق مقابل دخول الأخير إلى عفرين والدفاع عنها، ومن أهم البنود التي أقرها الاتفاق: “تسهيل خروج عناصر ميليشيا الوحدات باتجاه مدينة عفرين شمال حلب، برفقة أسلحتهم الثقيلة والعربات العسكرية”، مقابل تسليم الأحياء الخاضعة لسيطرة الميليشيات، ورفع أعلام النظام السوري على المباني الحكومية.
من جانبها الوحدات سلمت صباح أول أمس الخميس أجزاء من حي الشيخ مقصود، وأجزاء من حي الأشرفية، وكامل أحياء “بعيدين، والهلك الفوقاني، والهلك التحتاني، وعين التل، وبستان الباشا، والحيدرية، والشيخ خضر، والشيخ فارس” جاء ذلك في اتفاق أبرمته الميليشيات مع قوات النظام وفور دخولها إلى الأحياء شنت حملة اعتقالات طالت عدة أشخاص مطلوبين لديها، بتهم متعددة، وتم سحبهم إلى الأفرع الأمنية التابعة للنظام، كما اعتقلت العديد من الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وسط اعتقال العديد من المدنيين دون إحصائية لعددهم.
في حين غادرت الوحدات الأحياء التي كانت تحت سيطرتها مصطحبة معها جميع معداتها بما فيها العتاد العسكري ومحتويات المقار التابعة لهم كالأثاث والبطاريات ونواشر الإنترنت، إضافة لأوراق الكومينات والمساعدات المقدمة في وقت سابق من الهلال الأحمر.
مطالبة الميليشيات بدخول جيش النظام لعفرين، بالرغم مما أشيع عن وصول “قوات شعبية” إلى منبج، ليكشف مجددا الكذبة التي يروج لها كل من النظام والوحدات
كما دخل رتل من ميليشيا ypg إلى قرية مرعناز بريف حلب منذ عدة أيام حيث تم استهدافه من القوات التركية مما أدى إلى انسحاب الرتل تجاه مناطق قوات النظام في قرى نبل والزهراء، كما استطاعت قوات النظام التخلص من 2000 عنصر تقريبا تابعين للميليشيات كانوا يتمركزون في عدد من الأحياء الشمالية في حلب أهمها الشيخ مقصود، هؤلاء وصل نصفهم خلال اليومين الماضيين تحت مسمى ” قوات شعبية ” ترفع أعلام النظام وتلبس نفس لباس عناصره، معظم أسلحتهم بين الخفيفة والمتوسطة وبعض الهاونات والمدافع محلية الصنع التي استحوذت عليها بعد انسحاب قوات المعارضة من حلب في 2016م وخسارتها الأحياء الشرقية لصالح قوات النظام.
“القوات الشعبية ” الاسم الذي تتخفى خلفه ypg والمليشيات التابعة لإيران بصفة قوات عسكرية تابعة لقوات النظام سيرت عدة مسيرات داخل عفرين رفعت فيها صوراً للأسد وعبد الله أوجلان إضافة لرفع العلم السوري كما ظهر في الصور عناصر تابعين لميليشيا الوحدات ولكن بزي قوات النظام، كما شهد يوم أمس الخميس قصف تركي مكثف استهدف رتلاً عسكريا للميليشيات محملاً بالذخيرة والعتاد من معبر الزيارة الذي يفصل عفرين عن قرية نبل، وشمل القصف كافة مواقع الميليشيا في القرى العربية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات.
من جانبه، قال: المتحدث باسم الوحدات الكردية نوري محمود “إن المئات من عناصر القوات الشعبية السورية انتشروا في الخطوط الأمامية بمنطقة عفرين لكن عددهم لا يكفي لمواجهة عملية غصن الزيتون”. كما دعا المسؤول الكردي، في حديث لوكالة “رويترز”، جيش النظام إلى سيدخل منطقة عفرين لتنفيذ واجباته وحماية حدود البلاد، حسب قوله.
وهذا يندرج في سياق ما قامت به ميليشيا الوحدات بتسليم قرى ومناطق في منبج للنظام في وقت سابق، حيث ظهر عناصر يرتدون زي قوات النظام، وهم من ميليشيا الوحدات نفسهم، وقالوا حينها بأنهم يمثلون الجيش السوري وقد تسلموا قرى غرب منبج ورفعوا علم النظام عليها. كما تجدر الإشارة إلى مطالبة الميليشيات بدخول جيش النظام، يوم الخميس، بالرغم مما أشيع عن وصول “قوات شعبية” إلى منبج، ليكشف مجددا الكذبة التي يروج لها كل من النظام والوحدات.
سبق أن تعاونت الميليشيات الكردية مع قوات النظام السوري، من خلال مساعدة الميليشيات في قريتي نبل والزهراء الشيعيتين عندما كانت تحاصرهم قوات المعارضة
وتصريحات الميليشيات لا تكاد تقف التي باتت تستعطف قوات النظام أو أنها تلعب “دور عدو عدوي صديقي” لكسب الصفقة حيال بقائها الفعلي على الأرض في عفرين، لأهميتها الاستراتيجية للوحدات وخصوصاً الجغرافيا التي تتمتع بها المنطقة، وتخليها عن أحياء في مدينة حلب مقابل بقائها في عفرين هذا ما يبرز الأهمية الكبيرة لديها، كما شهدت الأيام الأخيرة تقدماً سريعا لقوات غصن الزيتون قبل تمكن الميليشيات من حلب عناصرها من أحياء حلب إلى عفرين لسد النقص الذي لحق بها من خلال عمليات غصن الزيتون.
كما أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، “أنّ أي دولة أو قوة تحاول دعم ميليشيات “ي ب ك/ ب ك ك”، ستلقى من تركيا نفس المعاملة التي تتلقاها هذه الميليشيات”. وهذه الميليشيات تتواجد في سوريا لتقسيم أراضي هذا البلد، ويُرغم كل من لا يوافقه التطلعات والأهداف، على الهجرة القسرية، كما أضاف “الغريب أنّ عملية غصن الزيتون حظيت باهتمام العالم الغربي، والأغرب من ذلك أنّ الدول المشاركة في التحالف الدولي لمكافحة داعش، تهتم بشكل أكبر بهذه العملية”، وأكد أنّ تركيا تولي اهتماما كبيرا لوحدة الأراضي السورية والحفاظ على حدودها، وأنّ أنقرة كانت وما زالت تشدد عقب كل اجتماع بشأن القضية السورية، على ذكر هذه النقطة في البيانات الختامية المشتركة.
وهذا ليس بالغريب على الميليشيات التي سبق وتعاونت مع قوات النظام وميليشياته في عفرين، من خلال مساعدة الميليشيات في قريتي نبل والزهراء الشيعيتين عندما كانت تحاصرهم قوات المعارضة، وكذلك الوحدات لم تكتفي بذلك بل كانت تساند النظام من خلال سيطرته على أحياء حلب حيث بسطت سيطرتها على تلك الأحياء قبل نحو 14 شهراً، عدا حي الشيخ مقصود، الذي كان خاضعاً لسيطرتها منذ عام 2013م.