العمليات العسكرية التي تخوضها قوات المعارضة إلى جانب الجيش التركي، ضمن عملية غصن الزيتون تقترب من الشهر والنصف على انطلاقها، ولا تزال المعركة قائمة ومستمرة حسب تصريحات عسكريون، حيث استطاعت قوات غصن الزيتون من خلالها السيطرة على كافة التلال الاستراتيجية المحيطة بالنواحي في ريف منطقة عفرين.
وهذا ما يجسد الطبيعة الجغرافية والجبلية للمنطقة التي اكسبت ميليشيا الوحدات نفوذاً على مدار سبع سنوات عندما خرجت عن سيطرة قوات النظام، وصعوبة المعركة تكمن في العتاد العسكري، والتجهيزات اللازمة لخوض هذه المعارك، وتحمل الحصار وكذلك التدشيم وتخزين للمواد الغذائية داخل الأنفاق والخنادق والمعسكرات، والمقرات والتي يمكن أن تطيل صمود الميليشيات في وجه تقدم غصن الزيتون.
كما استطاعت قوات غصن الزيتون في الأسبوع الفائت من السيطرة على عشرات القرى، الاستراتيجية حيث صارت على اقتراب دقيق من النواحي كفر جنة ورجو وجنديرس وشيخ الحديد المحيطة حول المدينة الرئيسية عفرين، فقد سيطرة القوات يوم الجمعة 23 فبراير على قرية بافلور على محور ناحية جنديرس، كما سيطرة أيضاً على قرية موسيكو “مسكة”، بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيا الوحدات موقعةً قتلى وجرحى في صفوفها.
فيما تمكنت قوات غصن الزيتون يوم السبت الماضي 24 فبراير من السيطرة على بلدتي حجلار و أبو كعب على محور بلدة جنديرس، وهذا التقدم يكون قد أطبق الحصار من ثلاث جهات على مركز ناحية جنديرس مما يسهل اقتحامها والسيطرة عليها.
كما بسطت القوات سيطرتها على بلدات حاجيكو فوقاني وحاجيكو تحتاني وبلدة دوميليا وثلاث تلال محيطة بها على محور ناحية راجو شمال غرب مدينة عفرين، عقب اشتباكات عنيفة مع الميليشيات، ومن جانب آخر استطاع مقاتلو غصن الزيتون من السيطرة على معسكرات عمرانلي والتلال المحيطة بها والوصول الى بحيرة ويركان، كما أنه تم رصد طريق عفرين راجو نارياً، وقطع الامدادات عن الميليشيا، وأحرزت قوات غصن الزيتون المزيد من التقدم على حساب الميليشيات مستغلة الانهيار الحاصل في صفوفها تحت الضربات الموجعة التي تلقتها من قوات غصن الزيتون على مدار الأسابيع الماضية منذ بدء العملية.
أوضحت قوات غصن الزيتون أن المناطق غرب مدينة عفرين لا تزال تحتوي على أنفاق وجيوب في السلاسل الجبلية تتمركز فيها الميليشيات بالإضافة إلى وجود ألغام فردية منتشرة على طول المنطقة
حيث بسطت الأحد 25 فبراير على عشرة قرى جديدة تمكن من وصل طريق بلدة بلبل شمال عفرين ببلدة راجو شمال غرب عفرين، ومن القرى سمالك وشيخ محمدلي وبلكلي وكوندا دودو وبندرليك كوسانلي وميدان أكبس على محور شنغال شمال غرب مدينة عفرين، كما سيطرة على عدد من السلاسل الجبلية بين محوري شنغال وأدمانلي شمال غرب المدينة عفرين، فضلاً عن مقتل أكثر من أربعين عنصراً تابعاً للميليشيات في المعارك، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في العتاد.
وفي اليوم التالي بسطت قوات غصن الزيتون سيطرتها على قرية قرمنلق، قرب بلدة شيخ الحديد غرب عفرين، كما حققت تقدماً جديداً على حساب ميليشيا الوحدات يوم الأربعاء 28 فبراير، حيث بسطت القوات سيطرتها على قريتي أنقلة وسنارة قرب ناحية شيخ الحديد، لتتابع التقدم بعدها وصولاً إلى النقاط الخاضعة لسيطرتها في ناحية جنديرس، فيما أفادت مصادر ميدانية أن عناصر ميليشيا الوحدات يعتمدون على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فقط، بينما يتجنبون استخدام الآليات العسكرية بسبب استهدافها من الطائرات التركية، حيث تحلق طائرات الاستطلاع بشكل دائم فوق منطقة عفرين.
فيما باتت قوات غصن الزيتون تسيطر على طول الشريط الحدودي مع تركيا في منطقة عفرين، إلا أن الطريق بين مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، وريف إدلب الشمالي لم يصبح جاهزا بشكل كامل، إذ يفترض أن تتقدم الفصائل إلى مزيد من النقاط جنوب شرق قرية قرة بابا في ناحية راجو إضافة إلى ضرورة التوسع شرقا في المناطق التي تقدمت إليها، غرب مدينة الشيخ حديد، لتأمين طريق فعلي يمكن استخدامه بين المحافظتين، رغم إمكانية تحرك بعض القوات العسكرية في الوقت الحالي.
سيطرت قوات غصن الزيتون منذ انطلاقتها في 20 يناير مطلع عام 2018 م، على 110 نقطة من بينها مركز ناحية بلبل إضافة إلى 78 قرية، و 6 مزارع، و20 جبل وتل استراتيجية وقاعدة عسكرية واحدة
وفي السياق أوضحت قوات غصن الزيتون أن المناطق غرب مدينة عفرين لا تزال تحتوي على أنفاق وجيوب في السلاسل الجبلية تتمركز فيها الميليشيات بالإضافة إلى وجود ألغام فردية منتشرة على طول المنطقة، لذلك يعتبر الطريق غير سالك حتى الانتهاء من تأمنيه، بينما يعتبر هذا الطريق أول اتصال بري بين مناطق سيطرة قوات المعارضة في اعزا بريف حلب الشمالي ومناطق سيطرتها بريف إدلب، منذ تقدم قوات النظام وفكها الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في 3 شباط عام 2016، اللتان كانتا خاضعتين تحت حصار من قبل قوات المعارضة، لتفصل قوات النظام بذلك التقدم ريف حلب الشمالي إلى جزأين، والذي تبعه تقدم لـ “قوات سوريا الديموقراطية خلال الشهر نفسه مسيطرة على مزيد من البلدات أهمها تل رفعت وريفها بمعارك شرسة مع قوات المعارضة إضافة إلى دعم جوي روسي.
كما سيطرة مقاتلو غصن الزيتون يوم أمس الخميس 1 مارس من الشهر الجاري على بلدات خرب صلوق وحيدر وجعنكي وثلاث تلال تحيط بهم قرب ناحية راجو، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين أدى إلى مقتل عشرات من الميليشيات حسب عمليات غصن الزيتون. وبات هذا التقدم السريع قد يحرز السيطرة على ناحية راجو في الأيام القادمة، وخصوصاً بعد سيطرة غصن الزيتون على عشرات التلال الاستراتيجية حول البلدة، مما يعيق أي محاولة تقدم لميليشيا الوحدات.
وإلى هذا فقد سيطرت قوات غصن الزيتون منذ انطلاقتها في 20 يناير مطلع عام 2018 م، على 110 نقطة من بينها مركز ناحية بلبل إضافة إلى 78 قرية، و 6 مزارع، و20 جبل وتل استراتيجية وقاعدة عسكرية واحدة، فيما استطاعت تحييد 2222 عنصر من الميليشيا، وجرح العديد منهم وذلك حسب هيئة الأركان التركية.